القطار الأسطوري في جنوب أفريقيا

قطار بيروت, المحيط الهندي

21 أبريل 2010

لا يختلف اثنان على أن السفر في الطائرة والتحليق في الفضاء كسب للوقت، ولكن تبقى تجربة السفر عبر القطار فريدة. فهي تدخلك في متاهات الطبيعة الخلابة، لتباغتك صور، بعضها لا تستطيع تخزينها في ذاكرتك أو ربما تبقى ولكنها تشبه الشريط السينمائي السريع جدًا الذي إذا ما ضغطت زر التشغيل تتحرك صور لا ترى منها إلا شذرات ألوان سريعة تنهال على بصرك كسرعة البرق، تليها صور رائعة تتحرك ببطء وكأنها تعبت من سباق أزلي مع الوقت لترتاح عند محطات مدن بقيت رغم كل المتغيرات التاريخية والجغرافية متشبثة بجمالها الطبيعي لتلهب الخيال الإنساني الذي يعجز عن إدراكها.  وفي مدن العالم قطارات تحوّل السفر فيها إلى أسطورة تعيشها بكل حواسك، فتتمنى لو أنك لا تنزل في آخر محطاتها.

 تطوّر هذا القطار- الذي يصعب لفظ اسمه- ببطء منذ أن وُضع في خدمة المسافرين عام 1928. ينطلق من محطة كنيسنا Knysna، ويطلق صفارته منسابًا على طول سواحل المحيط الهندي، عابرًا مدينة وايلدرنيس وشواطئها الشاسعة مخترقًا جسر كايمنز، قبل أن يتوقف للاستراحة ومن ثم الصعود إلى الجبل حتى مدينة جورج. يستغرق السفر في هذا القطار سبع ساعات ونصف الساعة ذهابًا وإيابًا وسط ريف يقطع جماله الأنفاس. وتستعمل أحيانًا قاطرات الديزيل لتجنب الحوادث الطارئة. على المسافر الذي يرغب في ركوب هذا القطار الحجز قبل 24 ساعة من الموعد المحدد لسفره.