الإبحار شراعيًا في نيل مصر

سلمى المصري, إجازة , نهر النيل, إبحار

14 يوليو 2010

مع حلول فصل الصيف يحلم الكثيرون بتمضية إجازة صيفية فيها الكثير من الاسترخاء والتأمل. ويكون السفر إلى إحدى الجزر السابحة في رحاب محيطات العالم وبحاره حلمهم، يستلقون على الشاطئ ليغسلوا همومهم التي تذوب بين ذرّات رماله كما يذوب الزبد. فيختار بعضهم السفر بحرًا عبر السفن السياحية للتجوال بين أروقة الجزر البحرية، أما بعضهم الآخر فيحلمون بتجربة الإبحار بكل حواسهم، ويختارون مغامرة عبور البحر وجزره بمركب شراعي  يتلاعب الهواء والموج بوجهته إلى أن يستريح عند إحدى الجزر فينعم راكبه بتأمل سقوط الشمس في الأفق الأرجواني بعد يوم طويل وسط الأزرق. وفي العالم جزر كثيرة تلهب الخيال وتوقظ الإحساس بالجمال إلى حد يتمنى المرء البقاء فيها حتى نهاية الزمان.

النيل في مصر
منذ مئات القرون كان النيل ولا يزال درب المواصلات الرئيسي في مصر. وراهنًا أصبح في إمكان المسافرين هواة المغامرات الذين لا يرغبون في الرحلات السياحية التقليدية، اكتشاف تاريخ الحضارة المصرية بكل صفحاته. وما عليهم سوى استئجار قارب شراعي تقليدي يعرف بـ" بلفوكة"، أو استئجار الدهبية وهو قارب شراعي أكثر فخامة، وخوض مغامرة الإبحار في النيل ببطء فلا يفوّتون تفصيًلا مهما كان صغيرًا وينعمون بأيام من الاسترخاء وسط تلاعب الماء المتراقص على إيقاعات موسيقى التاريخ الصامت في  الجزر الصغيرة والمواقع الأثرية القديمة المتناثرة على ضفتي النيل.

ويمضون أمسياتهم بتأمل النجوم التي تزركش سماء مخترقة ديوجة ليل صيفي فتغفو عيونهم لتوقظهم شمس الأصيل وهي تقبل وجه النيل المائي الذي لم يتغيّر منذ آلاف السنين يروي عطش أرض مصر وناسها. تنطلق معظم القوارب الشراعية من مدينة أسوان وتستغرق الرحلة ليلتين وثلاثة أيام.