كينيا السمراء...

مصادر الطبيعة, رياضة الخيل, حديقة حيوانات, رحلات السفاري الصحراوية, الحيوانات البرية, جلد الحيوانات, مغامرات الصحراء, قارة إفريقيا, تدريب الحيوانات, أحصنة, كينيا, أدغال, غابة الأرز, شجرة الكاكاو, ماغي بو غصن, قشدة حيوانية, ملابس, كوخ, خط الاستواء, بر

11 يناير 2011

كينيا. عندما تلقيت دعوة للسفر إلى أدغال كينيا السمراء ترددت بعض الشيء، ليس لأنني خفت خوض مغامرة السفاري في الغابات الإفريقية العذراء، وإنمّا بسبب ما قرأته عن التدابير الوقائية الصحيّة التي عليّ اتخاذها قبل الذهاب إليها، فمعظم المواقع الإلكترونية تؤكد ضرورة أخذ لقاحات الحمى الصفراء والملاريا والكوليرا، ولكن عندما أكدّت لي الموظّفة في قنصلية كينيا في بيروت أن لا حاجة إلى اللقاحات اطمأنت نفسي ولم أتقيد بما أوردته المواقع الإلكترونية.

حلقّت في الفضاء متوجهة إلى كينيا وفي مخيلتي مطبوعة صورة شجرة الأكاسيا الكينية يقف في ظلّها رجل من إحدى قبائل كينيا الإثنتي والأربعين، تزينت أذناه بحلق كبير واكتسى برداء أحمر بسيط  زيّن بالحلي المشغولة يدويًا، ويحمل في يده رمحًا، فيما يخترق صمت الصورة قرع طبول يراقص إيقاع الطبيعة.
خلال مغامرة مخيلتي أعلن ربان الطائرة ضرورة ربط الأحزمة لأننا سنهبط في عالم كينيا. عدت إلى الواقع الجوي واختلست النظر من كوة الطائرة. بدا المشهد مهيبًا، فسقف السماء بدأ يتلون بخيوط الفجر الأرجوانية تخترق ديوجة الليل، و بدت لي السحب البيضاء التي تغلّف نيروبي تلاعب الشمس بين السماح لها بنشر نورها و حجبه فتُخضعها لمزاجها الخاضع أصلاً لحركة الرياح.
حطت الطائرة في المدرج وبدأت أسرع خطواتي نحو العالم الكيني، الذي يبدو أن هناك الكثيرين ممن يشغلهم.

استقبلتنا ليليان المرشدة السياحية برفقة فرانسيس وركبنا سيارة رباعية الدفع لتبدأ المغامرة. بعدما اخترقنا منطقة المطار دارت بنا السيارة في شوارع العاصمة نيروبي، وكما كل عواصم العالم ومدنه الكبرى كانت ساعة الذروة الصباحية، فزحمة السير خانقة ويقف بين السيارات الباعة الجوالون يعرضون بضاعتهم عليك، فتقوم بمساومة أثناء انتظار الإشارة الخضراء أو حتى الحمراء، فبعضهم لا يتقيد بالإشارة وأحيانًا قد يفضل شرطي السير أن يخفف الازدحام  على خط سير معين ولا يتقيد بما تأمر به الإشارة الحمراء.
يتحرك هذا المشهد وسط طبيعة فاحشة الثراء، رحبة لا حدود لها ولألوانها، فالأشجار مثقلة بالأغصان يتنقل عليها بخفة طير المارابوت وكأنه يشارك سكان المدينة همومهم وأفراحهم، فهو يحلق بحريّة من دون أن يقلق من صياد ماهر يتربص به. ظلت السيارة تدور بنا إلى أن وصلنا إلى فندق فيرمونت حيث رحّبت بنا موظفة الاستقبال وسلّمتني مفتاح غرفتي، الذي كان بالنسبة إلي مفتاح أسرار كينيا.
دعتنا ليليان قبل الصعود إلى الغرف إلى تناول الفطور في أحد المطاعم الموجودة في الفندق، وكان على التراس. عرفت السر الأوّل من دون مفتاح بل عن طريق معدتي، فالطعام شهي جدًا إلى درجة الشره وإن لم تسمع نداء شبع معدتك قد تصاب بالتخمة. تناولت فنجان قهوة كينية له نكهة لذيذة جدًا، وبعدها صعدت إلى الغرفة المشرفة على الطريق الرئيسي، وكعادتي رحت أتعرف إلى المدينة عبر النافذة التي بالطبع لم تشبع فضولي.

الوقوف في الكواليس يدفعك للخروج والمشاركة في مسرح الحياة.عدت ونزلت فإذا بالبواب يسلم علي قائلاً «جامبو». بدت على ملامحي علامات  التساؤل عن معنى الكلمة فاستدرك قائلاً «مرحبًا»، ففهمت المعنى. أثناء وقوفي أمام الفندق ظهر رجل الماساي بردائه الغريب المزدان بالحلي ويضع على كتفيه شال «الشاوا» مرددًا «جامبو». بدأت ألتقط الصور وكأن بي أخاف خسارة المشهد إلى أن أتى فرانسيس ليقلني إلى ميتم الحيوانات برفقة فاطمة.
جلنا في ميتم الحيوانات وكانت الجولة مقدّمة لما سوف أراه في الأدغال الحقيقية. فهنا تعيش الحيوانات الوحشية التي فقدت أهلها إلى أن تصبح قادرة على مواجهة عالمها الحقيقي. بدا العاملون في هذا الميتم يعرفون كل واحد من الحيوانات وتآلفوا معه، وهي أيضًا تآلفت معهم. تخيّل أنهم يطعمون نمر التشيتا بأيديهم، وحمسني أحدهم لالتقاط صورة معها ولكن زميلي في الرحلة حذّرني قائلاً: «ماذا لو أنها خافت منك؟ فتصبحين في خبر كان. أحبطت عزيمتي. وبعد الجولة توجهنا إلى مطعم «رينجرز» الموجود في الميتم  الذي تميزت هندسته الداخلية بالأسلوب الأفريقي المطّعم بالنمط الإنكليزي جلسنا على الشرفة وتناولنا الغداء وكان لذيذًا. بعد غذاء المعدة توجهنا إلى «بوماس أوف كينيا»، وهو مسرح تقام عليه عروض للرقص الكيني الفلوكلوري. لفتني حشود التلامذة برفقة أساتذتهم يجلسون باهتمام وتنظيم على مقاعد المسرح الدائري الذي تتوسطه منصة العرض. ساد المسرح الصمت وبدأ قرع الطبول يرافقها صوت بدا كأنه يناجي، فأنا لا أعرف اللغة السواحلية التي يتحدثها معظم سكان كينيا.

وإذ بمجموعة شبان وشابات يظهرون على المسرح بملابس أفريقية مزيّنة بحلي ترافق الرقص وإيقاع الطبول، كل رقصة تعبر عن طقس من طقوس القبائل الكينية. تأملت في التلامذة الجالسين الذين كانوا ينظرون بشغف إلى اللوحات إلى أن بدأت رقصة الاحتفال بمناسبة سعيدة فبدأوا يتفاعلون معها بخفر، يربتون بأيديهم على ركابهم، فتحوّل المشهد إلى تماوج الأيادي والأكتاف على إيقاع قرع الطبول. نزلت إلى محيط منصة المسرح عندما بدأت رقصة «سميا»، وهي رقصة الزواج، وفوجئت وأنا ألتقط الصور بأنهم يسحبونني لمشاركتهم الرقصة... كانت تجربة فريدة فقد أصبحت جزءًا من المشهد المسرحي.
تركنا المسرح وتوجهنا إلى القرية التراثية حيث توجد أكواخ من القش توزعت على شكل دائري، وهي مقسمة بحسب المرتبة العائلية، فالكوخ الكبير للزوج تتحلّق حوله أكواخ الزوجات، ففي كيينا تعدد الزوجات قد يصل إلى سبع بحسب تقاليد كل قبيلة. ولكن لم أعرف سبب اختلاف حجم الأكواخ بين كوخ زوجة وأخرى.
عدت إلى الفندق وصور كينيا الواقعية نُسخت في ذاكرتي، منتظرة صورًا أخرى في الأيام المقبلة.

اليوم الثاني موعد ترف  الطبيعة                                     
في اليوم الثاني تركنا فندق فيرمونت في نيروبي برفقة زميلي الرحلة اللذين انضما إلينا متوجهين نحو ماونت كينيا لنبيت ليلتين في فيرمونت سفاري كلوب  التابع لسلسلة فنادق فيرمونت. دارت بنا السيارة حوالي الأربع ساعات اخترقنا خلالها مدنًا وقرى كينية تضج بالأخضر.

  وأخيرًا وصلنا إلى سفاري كلوب. هنا تتحدّى الطبيعة عدسة الكاميرا بأخضر يموج ويستعرض بكل ألونه، وهضاب ومنبسطات رحبة تداعبها نسائم عليلة نقية تحلق في أجوائها الطيور بأنواعها. وسط هذا السلام الطبيعي انبثق جبل مهيب من بين الغيوم. إنه «ماونت كينيا» الذي يبلغ ارتفاعه 5199 مترًا، بدا لي كأنه إمبراطور يهابه كل ما دونه من هضاب ووديان، حتى السحب تخشى ارتفاعه فتتراجع عن منافسته وتفضّل أن تزنّر خاصرته لتكشف روعته لمن يراه من بعيد.
حاولت أن أثبت المشهد ولكن في كل مرة التقطت صورة كنت أشعر بأن كاميرتي عاجزة عن استيعاب هيبة الجمال المستريح هنا. لفتني لوحة كتب عليها «00 خط الاستواء». سألت، فقالوا لي إن المنطقة تقع مباشرة على خط الاستواء، مما يعني أنني أقف عند مفترق العالم!
 تناولنا الغداء في أحد مطاعم الفندق الذي كان طبعًا شهيًا إلى درجة قد لا تستطيع كبح شهية المعدة. بعد الغداء تسلمنا مفاتيح غرفنا المتناثرة في المكان الرحب وسط الغابة العذراء وكانت تتماهى بأسلوبها الترف مع بذخ الطبيعة التي تحضنها.
بعد الظهر، دعينا إلى احتفال تسلّم شهادة وقوفنا على خط الاستواء من خلال طقس أفريقي. عند الخط الوهمي الذي صُمم في الفندق، بدأ أربعة رجال، ارتدوا ثياب قبيلة الماساي، قرع الطبول يرافقه أصوات غريبة تصدرها حناجرهم، ثم بدأ رئيسهم بتلاوة أسمائنا ليسلمنا شهاداتنا. كل هذا جعلني أدخل اللعبة الإفريقية من باب خط الاستواء.

انتهت مراسم التسلّم ولكن فضولنا لم ينته، فقررنا خوض حل لغز المتاهة الموجودة في حديقة الفندق التي افتتحها في الألفية الثالثة نزلاء الفندق. فاخترقنا أروقتها وحاولنا أن نصل إلى المخرج المقابل ولكن خرجنا من حيث دخلنا... إنها في النهاية متاهة ومن لا يعرف أصول اللعبة سيعود دائمًا إلى نقطة الصفر!
انتهت الأمسية الأولى في سفاري كلوب  بدفء، فالبرد كان قارسًا ولكن الغرف والأجنحة مزوّدة بمدافئ الحطب التي ألهب دفئها مخيلتي وأشعل الأسئلة عما ينتظرني في اليوم التالي.

اليوم الثالث وبداية المغامرات الكينية
استيقظت باكرًا وكلّي حماسة لمغامرة ركوب الخيل وسط الأدغال. وتأهبت لممارسة هوايتي المفضّلة، ولكن هذه المرّة لن يكون ركوب خيل في أرض منبسطة لا حيوانات متوحّشة فيها، بل وسط الغابة المحمية. كان في انتظارنا في الحديقة الغنّاء مجموعة أحصنة برفقة خيّالين وهما مرشدان سياحيان، سألانا هل أنتم مستعدّون لخوض سفاري ركوب الخيل؟ فجاء الجواب طبعًا. وهل أنتم محترفو ركوب خيل؟ الكل ردّ بل مبتدئون، لا أعرف لمَ قررت أنا والآخرون أن ندّعي ذلك، ربما لنضمن أن يكون هذان الرجلان متأهبين لأي طارئ قد يحدث لنا.
بدأت المغامرة والأحصنة تتمايل برفق كأنها شعرت بخوفنا من المجهول. لعشر دقائق بدا كل شيء عاديًا إلى أن اخترقنا بوابة كتب عليها wildlife conservancy  سمعت خرير نهر، حسنًا قلت صحيح عبرت النهر السنة الماضية بسيارة رباعية الدفع حين كنت في اسكوتلندا، ولكن كان يمكن تصحيح الخطأ، بينما هنا أركب حصانًا وإذا لم أعرف كيف أسيطر عليه لن ينفعني الندم.

بيد أن خوفي لم يكن في محله، فالحصان كان مدرّبًا ويبدو أنه اعتاد هذا النوع من المغامرات ويعرف كيف يحمي فارسه من الانزلاق. مرّ عبور النهر بسلام وراح الحصان يصعد دروبًا وعرة تغطيها الأشجار العملاقة التي ألزمتني الانحناء كي لا أزعج غصونها المرتخية.
بدأ منسوب الأدرينالين لدي يرتفع، ماذا لو قفز فوقي قرد أو أفعى عملاقة! حاولت تبديد خوفي بإقناع نفسي بأن الحصان يدرك تمامًا ماذا يفعل خصوصًا أنه عربي أصيل، وما أعرفه أن الجواد العربي لا يؤذي فارسه إذا سقط.
ولكي أبدّد خوفي كنت تارة أنشد أغنية استخرجتها من لا وعي للفنان الراحل فهد بلان «اركبنا على الحصان» التي لا أعرف منها سوى المقطع الأوّل، وتارة أخرى أتقمص دورًا هوليوديًا فأتخيل نفسي في مشهد لفيلم «وسترن»، ولكن ابتسامة المرشدين السياحيين كانت تثلج لهيب خوفي.
تخيّل نفسك وسط الأدغال على صهوة جواد لا أبواب ولا نوافذ بل وجهًا لوجه تقف مكشوفًا أمام الثور البري محاولاً ألا تثير إزعاجه وإلا نطحك! أما قطعان الحصان الوحشي والغزلان على أنواعها والقردة فبدت لي مسالمة ولديها فضول للتعرّف إلى هؤلاء الغرباء الذين اقتحموا منطقتها.
ساعة ونصف الساعة ونحن نجول ونصول وسط الغابة العذراء حُبست خلالها الأنفاس وانفرجت مرّات عدة.
انتهت مغامرة الخيل وسط الغابة المتوحشة بسلام وأمان وعادت أنفاسي إلى طبيعتها، ولكن اللافت تمنيت لو أن في وسعي خوض التجربة مرّة ثانية في اليوم نفسه.

لا أعرف هل كان سحرًا أفريقيًا سقتني إياه الغابة أم أن السلوك الإنساني يميل دومًا نحو ما هو مجهول.
للأسف لم أستطع التقاط صور وسط العالم الدغلي، إذ لم أجرؤ على أن أطلب من أحد ذلك لأنني كنت مقتنعة بأن الكل كان مشدودًا إلى لحظة الخروج من الغابة.
Sweetwaters tented camp الموجود في المحمية حيث تناولنا غداءنا في أحد مطاعم الفندق المكوّن من خيام يبيت فيها النزلاء ويعيشون تجربة النوم وسط الأدغال.
أثناء تناول الغداء في أحد المطاعم المشرفة على الغابة جاءت مجموعة من الزرافات لتشرب الماء من البحيرة الموجودة قبالة المجمّع، واللافت أن زرافة واحدة كانت ترتوي من البحيرة وظننا أنها شردت عن قطيعها ولكنها كانت تقوم باستطلاع المكان إلى أن جاءت «زميلاتها»، ويبدو أنها القائدة وبعثت بإشارة لها لتأتي وترتوي من البحيرة، فسارعنا جميعًا لالتقاط الصور وكان يفصلنا عنها حاجز من الأسلاك، وهي بدت تتبختر بفخر وكأنها عارضة أزياء تعرف كيف تتمايل على منصة عرض مسرحها الطبيعي من دون أن تخشى المنافسة.
انتهت مغامرة السفاري الثانية وعدنا أدراجنا إلى الفندق بعدما بدأت خيوط الشمس تختفي في الأفق. عند المساء كنا على موعد على العشاء في الحرج تلبية لدعوة رانا مدير الفندق. في البداية ظننت أننا سنتناول العشاء في إحدى حدائق الفندق الغنّاء الممتدة على مساحة حوالى 40 كيلومترًا، ولكن كنت على خطأ فقد ركبنا سيارة رباعية الدفع أقلتنا إلى الحرج القريب من النهر الذي عبرته صباحًا.

وقد كانت مواقد النار مشتعلة وأظن أنّا لم نكن في حاجة إلى ما يدفئنا لأنه بمجرد أن تفكر أنك تتناول عشاءك وسط الأدغال وأنت أعزل ترتفع حرارتك. ولكن ابتسامة الندل وشيف المطبخ وهدوء رانا أشعرانا بالطمأنينة، فهؤلاء الأشخاص يعرفون أن المكان آمن ولا يمكن لسكان الغابة مهاجمتنا.
وأقنعت نفسي كيف يهاجموننا ولديهم ما يكفيهم من طعام؟ فضلاً عن أن هذا النوع من العشاء من النشاطات التي يقدّمها الفندق  للنزلاء الذي يرغبون في تمضية لحظات استثنائية مما يعني أنني لست الأولى التي تخوض هذا النوع من مغامرات العشاء.
أثناء تحلقنا حول النار أتت فرقة رقص شعبي ترحب بنا فدخلنا جميعًا عضوية هذه الفرقة وشاركنا في رقصها.
إلى مائدة الطعام  أمطرنا رانا بسيل من الأسئلة الفضولية، فرانا شاب هندي عمل في حقل إدارة الفنادق في منطقة الخليج وقال إنه تردد في البداية في قبول العرض، خصوصًا أنه اعتاد على الرفاهية في البلاد التي كان يعمل فيها، إلى أن أتى ووجد نفسه وزوجته متعلّقين بكينيا وصار من الصعب عليهما مغادرتها، فالسنة مرت عليهما بسرعة، معلّقًا:«كل شيء هنا جميل.
يكفي أن تستيقظ صباحًا وتستمتع بالطبيعة من حولك وتشعر بالأمان وكأنك تعيش حلمًا تتمنى ألا ينتهي، والطعام هنا عضوي إذ لا مبيدات تستعمل لرش المزروعات والشعب طيب جدًا دائم الابتسام.
كلها عومل جعلتني وزوجتي نقرر ألا نترك هذا البلد الجميل».
وافقنا جميعنا رانا الرأي لأن ما رأيناه بأم أعيننا وعشناه بكل حواسنا في الأيام الأولى جعلنا ننقض كل الأفكار المسبقة التي كانت لدينا.
انتهى العشاء وانتهت معه آخر أمسيات مكوثي في ماونت كينيا، فغدًا سوف أنتقل إلى نوع آخر من ترف الطبيعة الإفريقية وبذخها حيث أحلّق نحو ماساي مارا التي تحتفظ ببعض أسرار كينيا، فهل ستسلّمني  مفاتيحها؟