معالم تحف فنية
سلمى المصري, سياحة, شعيرية الفول الصينية, اسكوتلندا, إسطنبول, فليفلة هالابينو الحريفة المكسيكية
05 مارس 2013ياكشيلان، يوكاتن في المكسيك
غالبًا ما كان شعب المايا لغزًا حاول علماء الأركيولوجيا والفلك حل أساطيره التي لا تنتهي. فميادين لعبة الكرة وأهرامهم وجدارياتهم مقيمة في إطار مشهدي في عمق دغل حيث تمتد مدينة ياكشيلان على ضفة نهر ريو أوزوماكينتا.
في العصر الذهبي حين بلغت مدينة ياكشيلان أوج ثرائها بين عامي 680 و800، اهتم سكانها بتزيين واجهات المدينة وقممها بمنحوتات فريدة من نوعها، ولكن للأسف تمكّن الزمن الجيولوجي من إزاله أهمها.
ومن بين روائع ياكشيلان جسر معلّق بعارضة مركزية طولها 63 مترًا كانت الأطول في العالم على مدى سبعة قرون.
ونظرية وجود هذا الجسر أثبتتها الأبحاث الأركيولوجية المتقدّمة التي أجريت عام 1990. الوصول إلى ياكشيلان يكون باسئتجار قارب بمحرّك يرمي زائرها بعد 45 دقيقة إبحاراً في النهر وسط عالم المايا الغريب.
لاليبلا أثيوبيا
من الواضح أن القدماء كان لديهم هوس بناء معالم محفورة في الصخر. وغالبًا عندما نذكر مدن الصخر، يخطر في بالنا أبو سمبل في مصر، بترا في الأردن وأليور في الهند.
ولكن ومن دون شك موقع لاليبلا في أثيوبيا يأسر الخيال ويحبس الأنفاس، خصوصًا أن كنائسه الصخرية لا تزال تنشط بالحركة.
فخلال أعياد التيمكا في التاسع عشر من كانون الثاني/يناير، يتوجه إليها الآلاف ، فتصدح فضاءاتها بالترانيم والأناشيد الدينية.
يقال، وبحسب الأسطورة، أنه بدءًا من القرن الثاني عشر باشر آلاف العمّال حفر 11 كنيسة في أرض لاليبلا، تنتشر فيها منحوتات رائعة ونقوش دقيقة أشبه بالمنمنمات، تمنح العينين بهجة النظر.
سور الصين العظيم
«تستند صلابة السور إلى شجاعة أولئك الذين دافعوا عنه»، هكذا قال جنكيز خان عندما احتل الصين. وإذا كان محقًا في قوله، فإن سور الصين يفرض عظمته من دون شك ويتهيّب كل من يقف عنده.
بُني الجزء الأول من السور في عهد العائلة المالكة كين في القرن الثالث وقد عمل في بنائه مئات الالآف من العمّال الذين رصوّا 180 مليون متر من مكعبات الحجارة والآجر، ولاحقًا في عهد عائلة مينغ بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر أضيف 60 مليوناً من مكعبات الحجارة والآجر، ليمتد السور على طول 6500 كيلومتر.
آيا صوفيا أو سانت- صوفيا في اسطنبول
المفارقة أن تسمية سانت- صوفيا لا علاقة لها بقديسة اسمها صوفيا، وإنما شُيّد هذا المعلم الرائع على شرف الحكمة الإلهية، فصوفيا باللغة اليونانية تعني الحكمة، وبني بأمر من الإمبراطور البيزنطي أوغسطين عام 537.
تستمد البازيليك جمالها المعماري من القبة المستريحة عليها التي تبدو كأنها تطفو بسبب انعدام الجاذبية على ارتفاع 30 مترًا على مثلث كروي وأعمدة مخفية.
تحولت البازيليك إلى جامع بعد فتح القسطنطينية (الإسم التاريخي لاسطنبول) على أيدي العثمانيين عام 1453.
حين نقرأ التاريخ تمرّ بين سطور أحداثه أخبار عن ملك أو قائد أو زعيم... وسواء كرهناه أو أحببناه فأسياد التاريخ المكتوب والمنقول شفويًا، تركوا معالم تاريخية هي تحف فنية صنعتها أيادٍ منهكة عرفت كيف تبني جسورًا بين التاريخ السحيق والحاضر العصري. ها هي أهرام الجيزة الفرعونية، وآيا صوفيا التركية، وسور الصين العظيم... كلها معالم تاريخية ضخمة تجعلنا نقف عاجزين عن الكلام أمام إرادة الشعوب التي بنتها، وإبداع الفنانين الذين ابتكروها والحاضر الذي يفخر بها.
هرم خوفو أو هرم الجيزة الأكبر في مصر
يقال «الأفضل عدو الجيد» ولكن نظريًا لا أحد يعلم أن الفرعون خوفو عام 2750 قبل الميلاد شيّد هذا الهرم العظيم بأكثر من مليوني حجر كلسي زنة الواحد منها أكثر من طن، رُفعت لتبني هذا الهرم العملاق الذي يصل ارتفاعه إلى 146,6 متراً والذي بقي 4000 سنة البناء الأكثر ارتفاعًا على وجه الكرة الأرضية وحجمه لا يقارن بتعقيدات تشكّله.
إذ لا ترجع عظمته إلى ضخامة بنائه فحسب، بل أيضًا إلى تخطيطه الداخلي المحكم، المثير للإعجاب.
وقد بُنيَت حوله مقابر فيها أهرام صغيرة لزوجات خوفو وأمه «حتب حرس»، إضافةً إلى مقابر على شكل مصاطب لأفراد العائلة الملكية وكبار الموظفين.
أطلَق الملك خوفو على هرمه اسم «آخت خوفو» أي أفق خوفو، وذلك للتغيرات الدينية التي حدثت في عصره. وهرم خوفو الأكبر، المعجزة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة.
فالكيرك وول في اسكوتلندا
صحيح أن القوارب تطوف وتبحر بشكل جيد في الماء، ولكن من المستحيل أن تبحر صعودًا إلى الهضاب وهبوطًا منها. في اسكوتلندا هذا ليس مستحيلاً. تخيّل نفسك أنك في قارب وأنك في اسكوتلندا وترغب في عبور قناة فورث أند سايكل على ارتفاع 35 مترًا.
لتحقق هذه الرغبة تحتاج إما إلى مجموعة من هويسات القناة لرفع القارب وإنزاله تتوالى على عملها على طول كيلومتر ونصف الكيلومتر، وإما إلى آلة من الفولاذ تحرّك صندوقين مليئين بالماء.
وهذه الرغبة لن تكون حلمًا فكل صندوق لدولاب الفالكيرك يسمح بصعود الزوارق وهبوطها. وقد استلزم صناعة هذا المصعد القارب 1200 طن من الفولاذ وأكثر من 15000 مسمار حلزوني ورافعة مرتفعة جدًا كي يدمج المصعد بالقارب عام 2001.
كلفة الركوب في فالكيرك حوالى 8 أورو وتفتح أبوابه يوميًا ومدة النزهة ساعة.