الأعراس

باقة الأزهار...

باقات الأزهار, أكسسوارات, فستان / فساتين, الحرير , فستان العروس, رشاقة العروس, علاج بالنباتات, السعادة

23 مايو 2011

إنها اللغة السحرية التي تفهمها العيون وتطرب لها الأحاسيس وتتراقص لمعانيها المشاعر وتتسارع لدلالاتها دقات القلوب. حروفها ألوان، مفرداتها أشكال، وعباراتها باقات. إنها الأزهار. ولأنها كذلك، فهي تستحق أن تكون ضيفة الشرف بإمتياز، في حفلة الزفاف. 
تحضر الأزهار، في هذه المناسبة السعيدة، لتنشر في المكان أجواء شاعرية، حالمة، نضرة، تسكن الذاكرة سنوات طويلة.

فهي هنا، بداية، بين يدي العروس باقة مختارة ومنتقاة بعناية فائقة. ألوانها وأشكالها وأنواعها تعكس في صياغتها طبيعة العروس وذوقها، وتحاكي شخصيتها ومزاجها.

وهي أيضاً أكسسوار أساسي يبرز جمال فستان الزفاف، ويكمل ملامح الماكياج، ويتناغم مع كل ما يحيط بالعروس من مظاهر الزينة.

والقول بأنها أكسسوار، قد يقصر كثيراً عن دلالاتها الأخرى الكثيرة. ليس فقط لأنها تشكل عنصراً أساسياً في مشهد الفرح والسعادة، وإنما أيضاً هي عادة لها قيمها المتجذرة في حركة الزفاف وتظاهراتها.
وإذا كان فستان الزفاف وتسريحة العروس وماكياجها عناصر جاذبة للنظر، فإن باقة الأزهار في يد العروس توازي في جاذبيتها كل هذه العناصر، وربما تتفوق عليها.

وعلى الأخص في اللحظات الأخيرة لحفلة الزفاف بعدما جرت العادة بأن ترميها العروس على صديقاتها من العازبات، فتتحول الى فأل خير وفرح لمن تلتقطها.

على أن بعض العرائس يفضلن التضحية بهذا التقليد، فيهدين الباقة الى الصديقة الأعز، متمنية لها أن تلحق بها في المرة المقبلة.
كما أن بعض العرائس يفضلن الاحتفاظ بالباقة كذكرى ليوم فريد في حياتهن، يصعب نسيانه.

على أن هذه الفكرة ليست جديدة تماما، فقد درجت العرائس في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين على تجفيف باقة العرس ووضعها في علبة مغطاة بالحرير أو المخمل تعلوها قبّة من الزجاج الشفاف، فتكون شاهداً للأبناء والأحفاد على تلك المناسبة، وذلك بعد أن تضيف الى الباقة بعضاً من الرموز العائلية الخاصة من قطعة فضية أو حلي أو قطعة نسيج من ذيل الفستان أو الطرحة. 
ومن الشائع اختيار عناصر باقة العروس من الأزهار البيضاء، الناعمة والنضرة. ذلك أن اللون الأبيض يعبّر عن العفة والنقاء.

ولكن ذلك لا يمنع البعض من التنويع، من خلال تطعيم الباقة ببعض أوراق النباتات الناعمة الخضراء، أو ببعض الأزهار ذات الألوان الفاتحة التي لا تطغى على الأبيض، ولكنها تشكل رسالة يفهمها من يُنعم النظر فيها جيداً.

وبالطبع يمكن لأي عروس أن تطوّر هذه الفكرة، تضيف إليها أو تحذف منها.
غير أنه في كل الأحوال عليها تجنّب الأزهار بلون الزعفران المحمر، لأنها لا تتفق على الإطلاق مع هذه المناسبة السعيدة.
فهذه الأزهار تقول بصراحة: «أخشى أن أحبك!».