ابنتي تكذب وتهرب من المدرسة

المدرسة,هروب,الكذب

11 نوفمبر 2013

 سؤال: ابنتي فرح ( 11سنة) تكذب في شكل متواصل وتزوّر توقيعي على دفتر العلامات المدرسية، وعلمت أخيراً أنها هربت من المدرسة مرتين. لا نعرف أنا وزوجتي كيف نتصرف معها. خصوصاً أننا مررنا بأوقات عصيبة فقد توفي شقيقاها السنة الماضية بسبب مرض وراثي، ونحن بدورنا لم نكذب عليها وشرحنا لها سبب الوفاة. فعلاقتنا في المنزل تقوم على الثقة المتبادلة، ونحن لا نفهم سبب تصرفها هذا. هل من نصيحة؟

زياد- القاهرة


جواب: من الواضح أن ظهور المشكلات التي تعانيها ابنتك مرتبط بالفترة التي توفي فيها ولداك. غير أنك لم تذكر لي ما إذا كان عندك أبناء آخرون غير فرح. ويبدو لي أن ولديك قد توفيا خلال فترة زمنية متقاربة، مما ترك فراغاً كبيراً في العائلة. وأشرت في رسالتك إلى أن الحزن خيّم عليكم جميعاً وهذا طبيعي وأظن أنك وزوجتك، لا تزالان تشعران بالأسى حتى اليوم.

ورغم أنك لم تكذب على فرح في شرح معنى الموت، إلا أن سلوكها  المضطرب يظهر خارج حدود المنزل. فتزوير العلامات والتسرب من المدرسة يشيران إلى أنها تطلب مساعدة ممن يشكّلون لها مصدر ثقة خارج المنزل، كالمعلمة أو المساعد الاجتماعي، لتفسح لهم المجال في اللجوء إليكما ومعرفة المشكلات التي تواجهها العائلة. فهي بذلك تعمل على تنبيه أحد إلى ضرورة التحدث إليكما، وتجد في تصرفاتها وسيلة طلب المساعدة لجميع أفراد العائلة تماماً كما تفعل أنت بتوجيهك هذه الرسالة. وهنا أود أن أطرح سؤالين: هل فرح تكذب أم تتخيّل؟ فهناك فرق بين التخيّل والكذب. وإلى من تلجأ أو تذهب حين تهرب من المدرسة؟

فهي تتصرف على هذا النحو كي تجعلكما، أنت وأمها، تتخلصان من الحزن و تنبهكما إلى  مواجهة المشكلات التي يعانيها الطفل الذي لا يزال على قيد الحياة. صحيح  أن موت الشقيقين سبب لها حزناً عميقاً ، ولكن في الوقت نفسه سلبها أيضاً عاطفة والديها بسبب الحزن الذي يشعران به. ويبدو أن فرح تمنع نفسها من التعبير عن حزنها لفقدان شقيقيها، وتمنع نفسها أيضاً أن تقول لكما أنها في حاجة إليكما، وأن تتصرفا معها كما كنتما في السابق. ولهذا فإن تصرفاتها هي إشارة تنبيه لكما.

 لذا عليك التحدث إليها والتأكيد لها أنك لا تزال تحبّها وتهتم لأمرها. ومن المهم جداً أن تقول لها أنك لا تعرف ما إذا كانت الأيام ستخفف وطأة  الحزن الذي في داخلك. ربما هذا الأمر يجعلها تفرج عما في داخلها.


إسألي لها