J U S T I N B I E B E R جاستن بيبر

أسطورة سيزيف, جاستن بيبر

02 يناير 2013

ملايين المعجبين ويتتبّعون أخباره عبر الفايسبوك والتويتر واليوتيوب... هل سيتمكّن الشابّ الكنديّ بيبر بوجهه الطفولي،ّ من الوصول إلى النجاح الذي حقّقه مايكل جاكسون وألفيس بريسلي؟ جاستن لا يخاف التحدّي، بل يعمل بجهد ويحسب كلّ خطواته ليصل إلى القمّة!


قد يكون جاستن بيبر، أغنى مراهق في العالم، صنع ثروته بنفسه. ذلك الشابّ، ابن الثمانية عشر عاماً، الذي يبدو فعلياً أصغر من سنّه، والمعروف بتسريحة شعره المميّزة، يذكّرنا بالأسطورة إلفيس بريسلي.

البراعة لدى جاستن بيبر تكمن في استخدامه قوّة الإعلام الاجتماعيّ مثلما لم يفعل أيّ فنّان آخر- ولا يزال مستمرّاً في ذلك حتى الآن.

جاستن بيبر هو النجم الأوّل في الإعلام الاجتماعي، وأنشأ قاعدة من ملايين المعجبين قبل أن يوقّع أوّل عقد لتسجيل أسطوانة خاصّة به. وها هو اليوم يملك 47 مليون معجب على الفايسبوك، و29 مليون متتبّع لأخباره عبر التويتر، وثلاثة مليارات عبر اليوتيوب. بهذا، يكون تخطّى بأشواط عدة لايدي غاغا وريهانا وإيمينيم وجنيفر لوبيز.

لا يجدر بأيّ كان الاستخفاف بالشاب بيبر. فهو شابّ ذكيّ ومسؤول، صاحب ثروة مقدّرة بـ70 مليون جنيه استرليني- ويتوقّع أن تتضاعف هذه الثروة خلال السنتين المقبلتين بعد جولة عالميّة وفيلم سينمائيّ وعائدات العديد من الاستثمارات والمشاريع، منها عطران أطلقهما في السنوات الأخيرة. ألبومه الأخير، Believe، تصدّر المبيعات في أوروبا والولايات المتحدة، وبيعت كل تذاكر حفلات جولته العالمية بأيّام معدودة فقط.

هذا النجاح المذهل أتاح له شراء منزل مساحته 10 آلاف قدم مربّع وقيمته 4 ملايين جنيه استرليني في شمال لوس أنجليس، إضافة إلى عربة سيّارة مرسيدس بنز (Van) صنعت خصيصاً له لجولاته الموسيقيّة، وسعرها 500 ألف جنيه استرليني، تشتمل على ثلاثة أجهزة تلفزيون متطورّة واستوديو تسجيل. ولعلّ الشيء الوحيد الناقص في عالمه الخيالي هو طائرة خاصّة به. إلا أن بيبر يرفض حالياً فكرة اقتناء طائرة خاصة به، ويقول إنه لا يحتاج إليها أساساً. فهو أوّلاً يخاف كثيراً من الطيران، فضلاً عن أن مصاريف اقتناء الطائرة كبيرة ولا حاجة إليها.

ما يجعل من حياة بيبر أسطورة حقيقية هو أنّ هذا الشاب الصغير الذي لا يحلق ذقنه كما يجب بعد نظراً لصغر سنه. لا يتوقف أبداً عن العمل كي لا تتراجع شعبيّته حسب قوله. فقد وصل إلى القمّة ولا مجال أبداً للرجوع إلى الخلف. يقول بيبر عن نفسه إنّه لم يعد ولداً، وإنّما أصبح راشداً ويستطيع اتّخاذ القرارات ويريد الاستمرار في الترقي والنجاح. التحدّي يكمن الآن في الانتقال من النجم الصغير إلى المؤدّي الراشد، لكن هذا التحدّي لا يخيف بيبر إطلاقاً. فحين ينظر إلى جاستن تمبرلايك وآشر، ويرى كيف عبرا تلك المرحلة بنجاح ووصلا إلى أفضل الأوضاع، يصبح متحمساً أكثر للعمل بكدّ. لا يريد أبداً أن يكون مجرد مراهق ناجح. يريد أن يكون محبوباً مثلما كان مايكل جاكسون، وأن تتراوح أعمار معجبيه بين الأربعة أعوام والثمانين عاماً. لذا، يصرّ جاستن بيبر على أن يتغيّر وينضج عبر الموسيقى والأفلام.

في عمر 12 عاماً، ظهر بيبر لأوّل مرّة على اليوتيوب، عندما قامت أمّه، باتي ماليت، بتحميل أشرطة فيديو لابنها وهو يغنّي في مسابقة محليّة وفي الطابق الأرضي من شقتّهم الصغيرة في ستراتفورد، كندا. بيبر يعشق والدته ولا ينسى فضلها عليه، حتّى أنّه «جرّها» معه على المسرح هذا العام لتلّقي جائزته في حفل American Music Awards.

قصّة حياة جاستن بيبر أشبه بفيلم سينمائيّ. فوالدته باتي ماليت، كما اعترفت بنفسها في كتابها عن سيرة حياتها، كانت مراهقة مضطربة وحملت من صديقها جيريمي بيبر. في عمر 18 عاماً، ولدت طفلها وتوقفت عن الشرب وتعاطي المخدرات. وفي غضون ذلك، تمّ سجن الأب، 19 عاماً، بسبب اعتدائه على أحد. ثم حصل الطلاق بينه وبين ماليت.

في عمر السنتين، بدأ بيبر العزف على الطبلة، وفاجأ سريعاً أصدقاء والدته بموهبته الطبيعيّة. كان طفلاً ناشطاً بإفراط، وعلّم نفسه كيفية العزف على الغيتار والبيانو والبوق. ثم بدأ يشارك في الحفلات الموسيقيّة في بلدته.

حين أصبح في عمر 13 عاماً، لمحه مكتشف المواهب سكوتور براون على اليوتيوب. سافر بيبر مع أمّه إلى أتلنتا للقائه فلفت انتباه النجم آشر وسجّل أوّل أغنية له مع مرشد آشر، إل آي ريد. في عمر 16 عاماً، حقّق ألبوم بيبر نجاحاً مذهلاً، وبدأ جولاته العالمية برفقة أمه.

«ما حصل هو أنّي وجدت شيئاً أردت أن أبرع فيه. لم أكن بارعاً في المدرسة لأنّي لم أحبّها. لو لم أجد الموسيقى، لكانت حياتي سيّئة ربما. أفراد عائلتي فقراء، وكانت دورة التعاسة لتستمرّ حتماً. لأنجبت أولاداً فقراء، ولأصبح أولادهم فقراء أيضاً. أشعر أنّي كسرت تلك الحلقة، وعندما يكسر المرء الحلقة، لا يمكنه العودة إلى الخلف».

يرفض بيبر اعتباره بمثابة منتج أو مجرّد شابّ وسيم المظهر. إنّه موسيقيّ حسب قوله. فهو يعزف على الآلات الموسيقيّة ويؤلّف الأغاني. إنّه رجل أعمال ويريد تأسيس امبراطوريّة. يريد أن يعرف الناس أنّه لا يؤدي فقط الأغاني. يريد أن يشارك في الأفلام السينمائية، ويستثمر أمواله حالياً في قطاع التكنولوجيا، وعينه أيضاً على الموضة والأزياء.

مع كلّ المال والشهرة، يستطيع جاستن بيبر فعل أي شيء يحلو له، باستثناء السير في الشارع من دون أن يتجمهر حوله الناس. وحين يُسأل بيبر عمّا يثير حماسته (مثل شراء منزل جديد أو سيّارة رياضيّة)، يجيب إنه لا يستطيع التفكير بصراحة في أي شيء. فهذه كلّها أمور ماديّة. كما هي حال بطله جاكسون، تخلّى بيبر عن طفولته من أجل الشهرة. فهو يعمل منذ كان عمره 13 عاماً، ولا شكّ في أنّه فوّت عليه العديد من الأمور. إلا أنّه التقى رئيس بلاده قبل أن يبلغ السادسة عشرة من عمره. لقد فوّت أيضاً بعض الحفلات المدرسيّة، لكنّه رأى برج إيفل وزار أوستراليا وبدأ العمل في ما يحبّه في الحياة، وألقاه القدر بصديقته (السابقة) النجمة سيلينا غوميز، أميرة ديزني... فهو  لا يعتبر أنه فوّت على نفسه الكثير...