مدن تودّع السنة بالصخب المتنقل بين مسافات الزمن

أوروبا, أوستراليا, أميركا, رأس السنة, مشاعل, نيويورك, اسكوتلندا, سيدني, امستردام, أورلاندو, سياحة, إستعراض

08 ديسمبر 2013

بدأ العد العكسي لنهاية السنة، وبدأ معظمنا يفكّر في الطريقة التي يستقبل بها العام الجديد.
بعضنا يريدها بداية جديدة تنطلق من مدينة غريبة في احتفالاتها وبعضنا يفكّر في مدينة كلاسيكية في احتفالاتها. وفي كل الأحوال الهدف واحد هو استقبال العام الجديد بتفاؤل وفرح.
خمس مدن اخترناها لتحتفلي أنت وعائلتك بوداع عام واستقبال آخر...


تايمز سكوير  في نيويورك كل يغني على ليلاه
عندما يُقال نيويورك يخطر في بالنا مدينة الأعمال والفن والثقافة والموضة، هذه المدينة، أو كما تعرف «التفاحة الكبيرة»، يرادف اسمها أيضًا إحتفال رأس السنة في ساحتها الشهيرة تايمز سكوير، حيث ترفّع منصّات الفرح، وتستمتع الحشود بالأداء الحي للفرق الغنائية، وفرق الرقص على أنواعه، والفرق الموسيقية التي تراقص أنغامها أنوار ناطحات السحاب المحلّقة في الساحة، فتومض على أنغام الجاز أو الروك أندرول أو تراتيل الميلاد.
ويتنافس فنانو الإيماء والألعاب البهلوانية والخفّة على إدهاش الحشود، وكأنها ساحة جمعت فيها كل أنواع الكرنفالات وألسنتها، فيبدو كل محتفل يغني على ليلاه ، وساحة التايمز على ليلاها النيويوركي تغني. ولعل لحظات العشر ثواني الأخيرة من العام أروعها.
عندما تبدو الوجوه شاخصة نحو الأعلى والعيون تحدق ناظرة إلى الكرة العملاقة، وصمت الحركة وأنغامها سيد الساحة، فلا يسمع سوى العد التنازلي تهتف به الحشود بالتزامن مع دقّات الساعة العملاقة التي تتوسط الساحة، ويعلو الصراخ عند الدقّة الأخيرة عندما تنفجر الكرة العملاقة ماطرة الحشود بكل أنواع الفرح لاستقبال العام الجديد.
وتملأ فضاء نيويورك الليلي الألعاب النارية، ويعود الصخب المتنقل بين مسافات الزمن، حتى طلوع الفجر حين تنسحب الحشود فيسود الساحة الصمت الجميل ويتسلم كانون الثاني/ يناير من قرينه كانون الأول/ ديسمبر زمام الوقت فتبدو المدينة حسناء تغسل وجهها الصباحي ببرد الشتاء متحدّية تجاعيد السنين العاجزة أمام شبابها السرمدي.

في إدنبره السكان يطردون السنة القديمة باستعراض المشاعل
تبدو إدنبره عاصمة اسكوتلندا في الأسبوع الأول من العام الجديد هادئة جدًا. فبدءًا من 30 كانون الأوّل/ديسمبر وحتى الثاني من كانون الثاني/ يناير، تنظم إدنبره احتفال هوغمانايHogmanay، وهو التعبير الذي يطلقة الإسكوتلنديون على اليوم الأخير للسنة، فيطردون السنة القديمة باستعراض المشاعل المضيئة، يتبعه كرنفال آخر السنة، ثم تقام العروض الموسيقية وحفلات الشارع.

هكذا تحتفل  سيدني بسنتها الجديدة
فيما يكون فجر العام الجديد طلع على القسم الآخر من الكرة الأرضية، تكون سيدني منشغلة بوداع عامها. فالزمن بأيامه وفصوله خاص بهذه المدينة الأسترالية التي تعيش تحت أضواء التاريخ منذ أن اكتشف وجودها في جغرافيا العالم.
في أمسية 31 كانون الأول/ ديسمبر الصيفية، تتنافس الألعاب النارية ببريقها وأشكالها فوق مرفأ سيدني وتومض دار أوبرا سيدني الأيقونة المعمارية بكل تفاصيل الجمال وروائعه.
فيبدو المشهد تنافسًا بين جمال معلّق في سماء سيدني وجمال يستريح على شاطئها. هكذا تحتفل سيدني برأس السنة، الحشود تموج في منطقة كينغز كروس، وكورنيش الخليج، وشارع فيكتوريا وشارع أوكسفورد بين الهايد بارك وساحة تايلور، وكوكل باي وارف في دارلينغ هاربور.
تشهد ليلة رأس السنة في هذه المناطق عروضًا كثيرة منها عرض الدخان للسكان الأصليين الـ «غاديغال»، ويبدأ إطلاق الألعاب النارية عند التاسعة مساءً في المناطق الخاصة بالعائلات والأطفال، أما السفن فتضاء وتبحر في موكب حول المرفأ في مشهد مهيب حيث تبدو مياه بحر تازمان تتراقص بخفة على ألحان السنين.
وعند الثانية عشرة في منتصف الليل تطلق الألعاب النارية حول جسر مرفأ سيدني وفوقه، فتبدو سيدني عروسًا حسناء  ترفع برقعها وترمي غلالاتها البرّاقة، فوق غشاء الفضة العائم لترقص في ليلة عرسها الذي ينتهي عند ساعات الفجر الأولى.

في امستردام عليك الحجز قبل شهرين
فيما تبدو معظم المدن الأوروبية في الأسبوع الأخير من السنة، هادئة إلى درجة الجمود، تنشغل أمستردام بالتحضير للإحتفال بالنهار والأمسية الأخيرين من السنة، فتشهد أحياء هذه المدينة الهولندية اجتياح السياح للفنادق ليصبح متعذرًا لمن يريد تمضية رأس السنة إيجاد غرفة يبيت فيها.
فكل غرف الفنادق تكون قد حُجزت في تشرين الثاني/ نوفمبر. في الليلة الكبيرة تتوجّه الحشود إلى الميادين التي يعرفها السياح، مثل ساحة دام ورامبرندبلين، ونيوماركت أند لايدسبلين، أو الجلوس في أحد الملاهي الليلية.
وعند الساعة الثانية عشرة منتصف الليل تخترق عتمة ليل أمستردام الشتوي أضواء الألعاب النارية تحدّق إليها الأعين بفرح، ويستمر الإحتفال حتى ساعات فجر العام الجديد الأولى.

أورلاندو... رأس السنة ذكرى جميلة لن ينساها الأبناء

إذا قرّرت العائلة تمضية إجازة رأس السنة فعليها بأورلاندو، ففي هذه المدينة خيارات كثيرة تجعل إجازة رأس السنة ذكرى جميلة لن ينساها الأبناء.

فهنا عالم ديزني حلم الكبار قبل الصغار، يطلقون العنان لشغفهم الطفولي ويعيشون تفاصليه وأخيلته بكل جوارحهم. وهنا في أورلاندو استديوهات يونيفرسال، ويونيفرسال سيتي ووك حيث يمكن تناول العشاء في الأمسية الأخيرة للعام، واطلاق العنان للتسوّق، والترفيه في مجمع الملاهي الذي تملكه شركة يونيفرسال.
كما يمكن المشاركة في عالم البحار. أما من هم ما فوق الحادية والعشرين فيمكنهم الإحتفال برأس السنة في أحد الملاهي الليلية.
كل بقعة في أورلاندو لديها مكان خاص للترفيه والإحتفال بالليلة الأخيرة من السنة، بدءًا من مواكب شخصيات ديزني الخيالية، والإبحار في المراكب الغربية، والحفلات إلى العروض الغنائية الكبرى في سيتي ووك، أو الإستمتاع بعرض راقصي عصر الجليد.
وعند لحظة الثانية عشرة تضاء سماء أورلاندو الليلية بالألعاب النارية التي يمكن مشاهدتها أينما كانت العائلة موجودة سواء في المملكة السحرية Magic Kingdom أو وسط حشد السكان المحليين في متنزه بحيرة أويلا Lake Eola park. 

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة