الأعراس

عرائس جون أشيدا و'مس أشيدا'

تنانير, فستان / فساتين أعراس, سترة, جون أشيدا

21 يونيو 2011

تنقلنا فساتين الأعراس الى أجواء حالمة، تنساب فيها الأقمشة النبيلة مثل شلالات ضوء. يتماوج فيها التفتا مع الحرير، وتختلط شفافية التول الناعم مع التماعات الساتان السحرية، من خلال صياغات مدهشة وأخاذة تليق بصورة عروس الموسم.
محطات كثيرة ولافتة على مسار موضة فساتين الأعراس، بعضها ممهور بالفخامة والأناقة المتكلفة الفاخرة، وبعضها الآخر مصبوغ بالبساطة الآسرة والمثيرة. ولكنها جميعها تنبض بحيوية الإبداع، مدعمة بتفاصيل دقيقة، تقترب بالفستان الى مصاف التحفة الفنية. فتستولي على الحواس، وتلامس المشاعر، وتجعل من لحظات حضوره قيمة زمنية ممتعة
.  


هنا تستحضر الذاكرة مجموعة فساتين العرس، بتوقيع مصمم الأزياء الياباني جون أشيدا المصمم الخاص لأزياء أمبراطورة اليابان وصاحب إتجاه مميز في عالم الهوت كوتور. تصاميم هذا المبدع تفيض رقةً خالصة. أزياؤه ترسم طيف المرأة وتحدد ملامح قامتها بنعومة، تجاريها أقمشة نبيلة مختارة، تضيف الى الطيف أبعاداً أنثوية مثيرة للأعجاب. وسواء كانت القصات بسيطة أو متكلفة، فهي في عالم جون اشيدا تسير بإتجاه واحد، يقود الى ما هو جوهري في عملية التصميم: الخطوط الأنيقة المعبرة.

على أن هذا الأمر لا يعني عدم وجود مفاجآت، يوظفها هذا المصمم الكبير من أجل صياغة فستان لافت بل ومتفرد. فنرى الأقمشة المطرزة تتآلف مع بعضها، لوناً فوق لون، وتتناغم من خلال توشيحها بالدانتيل أو ترصيعها ببعض الأحجار الكريمة. فتنتفخ تنانير الفساتين أو تلتف بإنسياب ناعم حول خطوط الجسم. وتبرز الديكولتيه برصانة لافتة، لتتكامل صورتها مع طرحات مصاغة بألف شكل وشكل، تسعى في كل أطوارها الى تقديم صورة متكاملة لأناقة العروس.

و قد يأخذ فستان جون أشيدا أروع مظاهره بلمسات مستمدة من أحلام المرأة اليابانية وميولها، من خلال قصات تحمل للفستان نفحة تذكر بأجواء وقصص فساتين الأميرات التي تدغدغ الأحلام وتلهب المخيّلة ليعود بنا بعد ذلك الى أجواء أكثر بساطة يتجلى بها فستان من ساتان الحرير الناعم مصاغ بطبقات من الكشاكش البسيطة المزينة بالدانتيل المخرم، وقبعة وقفازات تكمل اللمسات الأخيرة من هذه الأناقة.
و بالنسبة إلى جون أشيدا فإنه ليس من الضروري أن تبقى أناقة العروس سجينة فستان. بل على العكس، فهي في مرات أخرى تستعير شكل السروال الفضفاض، تزينه الكشاكش الباهرة، وتعلوه سترة انيقة بسيطة الخطوط، تجاورها على الرأس قبعة بكشاكش متتابعة لتلعب دور الطرحة.
ويضيف أشيدا دائما الى أزياء العرس مجموعة من ملابس ما بعد العرس للسهرة، وهي تفيض بلمسات من أناقة مثيرة بتفاصيلها الذكية والبسيطة والتي يعبر من خلالها هذا المصمم عن عشقه للخامات النبيلة والألوان السعيدة، والتي لا تقل روعة عن الفستان الأبيض.


«مس أشيدا»

الحديث عن أعمال المصمم جون أشيدا يقودنا تلقائياً إلى الحديث عن أعمال ابنته تاي المصممة المبدعة أيضاً، والتي تمهر مجموعاتها بتوقيع «مس أشيدا».
وإذا كانت رؤية الأب والإبنة الى جوهر الأنوثة متطابقة، فإن تبايناً يبدو واضحاً في التوجه.
جون أشيدا يتوجه الى إمرأة ناضجة تخضع خياراتها لعمليات تحضير مسبقة الأعداد. بينما تتوجه «مس أشيدا» الى الشابات اللواتي ينطلقن في خياراتهن من اللحظة الراهنة. على أن فستان عروس الإبنة لا يقل أناقة ورشاقة عن فستان عروس الأب. والتباين الوحيد يكمن في نكهة فساتين «مس أشيدا » الشبابية.  

فساتين العروس في مجموعاتها تتميز بخطوط وقصات اكثر بساطة، يصاحب كل منها تفصيل لافت يضفي على الفستان مزيدا من الرونق. وقد يكون هذا التفصيل عقدة عند الظهر او كمّين منتفخين ومشغولين بثنيات على شكل وردة يكملها عند الرأس اكسسوار بسيط يأخذ مكان الطرحة، او العكس تماما حيث تبدو الطرحة والكمّان كبتلات من الورود لفستان بسيط الصياغة مختزل التفاصيل.

«مس أشيدا» تغريها لعبة الظل والضوء. فتدخلنا عالمها من خلالهما. هكذا يبدو فستان العرس هنا مستحوذاً على الضوء كله، بإطلالة مبهجة، تدعمها الظلال المتولدة عن معالجات أحجام الأقمشة وثنياتها، والتي تجيد صياغتها بأسلوب ساحر يجعل من طلة عروس «مس أشيدا » تتميز بفرادة وخفة، مثل طيف...
ففي لعبة الابداع يستقطب الفستان الضوء كله  ويعكس من خلال  إطلالته أحاسيس مشبعة بالبهجة العارمة والخفة التي  تستوطن المشاعر وتجعل من مظهر العروس في ليلة الزفاف حلما ناعما وجميلا.

مجموعة مبتكرة وانيقة، تثير الإحساس بالنضارة من الأقمشة النبيلة الرائعة مثل التول وساتان الحرير... والجديد هذا العام هو الريش والتطريز الفضي المعتق والذي يحمل الى الفستان خصوصية بمواصفات عالية.
الدانتيل بكل مشتقاته يبقى بطل الرواية، ويأخذ مساحة واسعة من التصميم. فمنه الأبيض الناعم او المطرز والمرصع باحجار ثمينة...
بعض التصاميم تستعيد روح سنوات الخمسينات من خلال خصورها النحيلة واحجام تنانيرها الواسعة التي تفيض نعومةً وخفّة.
إبداعات تحمل مسحة من الرومانسية، مما يمنح فستان الزفاف سحراً خاصاً...