الأسبوع الثالث والعشرون: تغييرات ضرورية في المحطات الروتينية

الحمل

07 يناير 2014

أحاول أن أستمتع بحملي قدر الإمكان لكنّ حركاتي أضحت مبرمجة على إيقاع بطيء. أنزعج لأني اعتدت القيام بأعمالي اليومية الروتينية بسرعة وبحيوية.

أرتاح كلما شعرت بالتعب ثم أتابع واجباتي على إيقاعي الخاص، أولوياتي الآن الاستماع إلى حاجات طفلتي الراكنة بهدوء في داخلي.

بدأ إبني جاد يحدّثها، يقبّل بطني بين الحين والآخر، يقدّم إليّ حبّة الشوكولا ويقول لي «ماما، كليها، إنها لأختي»، لقد بدأ يشعر بوجودها في حياته، يفكّر فيها ويتقاسم معها الحلوى، يحاول أن يدغدغها ويتساءل دائماً هل تحسّ به وبحبّه لها!

وأتساءل من جهتي أيضاً عمّا يدور في داخلي يا ترى؟ وأحاول أن أبحث عن إجابات علمية دقيقة.

يبدو أن طفلتي الحبيبة بدأت بفتح وإقفال فمها بين الحين والآخر متظاهرة بالقيام بحركة المصّ. لقد أضحت بالمقابل قادرة على تحريك رأسها ورفع اليدين. هذه المرة إنها قادرة على أن تقبض على أصبع الإبهام بواسطة الفم، ساعية إلى تطوير حاسة المصّ عندها حتى تصبح مثالية عند الولادة إذ يفترض أن تعتمد عليها في عملية الرضاعة.

تكمل الحويصلات الرئوية تطوّرها وتصبح الحركات التنفسية أكثر فعالية ومنتظمة لكنها لاتزال سريعة فهي لم تكمل تناسقها التام بعد.

في هذه المرحلة من الحمل، يكتمل تكوين المشيمة وتبدأ الحواجز التي تتفجّر في البحيرات الدموية بالظهور تدريجياً. طفلتي تكبر، تحتاج إلى المزيد من الغذاء 25% من كمية الدم يتحوّل إلى مشيمة الطفلة التي تغذيها.

يبدو أن ازدياد كمية الدم هذه قد يسبب بعض الازعاجات مثل حصول نزف خفيف في الانف واللثة، تنمّل في الأطراف، ثقل في الساقين، الدوالي، البواسير، إرهاق وإحساس بالوهن والدوخة.

لمعالجة ثقل الساقين والدوالي ينصح برفع الساقين بين الحين والآخر كما ينصح بالنوم على الجانب الأيسر لتخفيف ضغط الرحم على الشرايين، عدم الوقوف لفترة طويلة، عدم ارتداء جوارب ضيقة تضغط على الساقين، عدم التعرّض لحرارة مرتفعة، عدم إزالة الشعر الزائد بواسطة الشمع والمشي يومياً في الهواء الطلق حوالي ساعة من الوقت.

إبتداءً من هذه المرحلة من الحمل، يصبح غشاء الزغابات رقيقاً مما يزيد من كمية المواد المتبادلة بين الأم والطفل. إن هذا الغشاء الذي يسمح بحصول التبادل بين دم الأم ودم الجنين يُعرف بـ «حاجز المشيمة». يجتاز الماء حاجز المشيمة بسرعة في الاتجاهين بما أن 99 % من المياه والأملاح التي تصل إلى الطفل تعود إلى الأم.

من جهة أخرى، إن أبرز ما أشعر به في هذه المرحلة إنزعاجي كلما بدّلت في حركاتي الروتينية، عندما أستيقظ من النوم، أنتبه فلا أقوم بسرعة من السرير، أغيّر وضعيتي مرتين في السرير قبل أن أقوم من السرير. الإستماع إلى راحة الجسم مقياس الحركة الصحيحة، فلا يفترض أن تستهتر الحامل بأي إنزعاج تبديه أثناء قيامها بأعمالها اليومية الروتينية، بل عليها أن تبحث عن راحتها الشخصية.

بدأت أشعر بجفاف بشرتي وينصح في هذا الإطار باعتماد ترطيب مكثّف من داخل الجسم وخارجه وذلك بشرب ليتر ونصف من المياه يومياً واستعمال كريمات الترطيب اليومية.

إن زيادة وزن البطن تظهر بوضوح عليّ، لقد تغيّر مركز الثقل في الجسم مما قد يولّد ألماً في الظهر لذلك ينصح في هذه الفترة بانتعال حذاء مريح وتجنّب الكعب العالي. وإذا أصبح البطن ثقيلاً جداً يمكن استعمال حزام الحمل كما ينصح بالقيام ببعض التمارين التي قد تساعد كثيراً في هذه المرحلة منها الاستلقاء على الظهر، وضع اليدين تحت الرأس ثم التنشق وعند الزفير يرفع الرأس بواسطة اليدين مع رفع الحوض نحو الأعلى في الوقت نفسه إلى أقصى حد ممكن، ويمكن تكرار هذا التمرين أربع مرات تقريباً.

أحاول أن أخصّص وقتاً لراحتي أكثر، فأستمتع بالاستلقاء والتأمّل وسماع الموسيقى الهادئة، مزاجي متقلّب، قد تظهر عليّ ملامح الراحة لكني أغضب بسرعة!

أشعر برغبة كبيرة في الانزواء في غرفتي، المكان الوحيد الذي يتيح إليّ الاستفراد بطفلتي والاستمتاع بالإصغاء إلى حركتها التي تزداد يوماً بعد يوم وأتساءل هل يا ترى تحسّ بي كما أحسّ بها؟ هل تتأثّر بمزاجي، بعصبيتي، بآرائي، بفرحي، بحزني؟

حبّي لها يكبر كلما كبر حجم بطني غير آبهة بإزعاجات الحمل. ترقّب، قلق، وسواس التقيّد دوماً بإرشادات الطبيب وأتجنّب كل إرهاق نفسي أو جسدي! في الأسبوع الثالث والعشرين يزن الطفل حوالي 440 غراماً، قطر رأسه حوالي 5,8سنتم طوله حوالي 16 سنتم من قمة الرأس حتى العصعص.

بدأت أظافره بالنمو كذلك الأمر بالنسبة إلى الزغب الذي أصبح الآن يغطي كل جسمه، لقد بدأ الشعر يكسو رأسه لكنه لايزال مبعثراً وناعماً مثل الحرير. وتفرز براعم الأسنان عاج أسنان الحليب المستقبلية.

في هذه المرحلة تلعب المشيمة دوراً أساسياً فدورها ليس فقط الحلول مكان الأعضاء الأساسية غير الفعّالة بعد عند الطفل، فهي تعتبر غدّة كبيرة تصنع وتفرز الهرمونات الضرورية لتوفير استقرار الحمل وتطوره، أبرزها إفرازها لهرمون البروجسترون وهرمون الاوستروجين.

البروجسترون: إن معدّل الكولسترول الأم ازداد مع تطور الحمل. إنه يسير بطبيعية في الدم ويمتص بواسطة لاقطات متخصصة تتمركز على المشيمة التي ستستعملها كمواد أساسية لإنتاج كميات كبيرة من الهرمون. هذا الهرمون يُعرف بالـ «البروجسترون» الذي يؤثر على استقرار الحمل، ويسبب ظهور تغيرات على مستوى الثديين وحصول ارتخاء في العضلات الناعمة.

يستعمل الطفل كمية من البروجسترون ليكوّن هرمونات أخرى منها «الادرينالين» و«التيستوسترون» الهرمون الجنسي الذكوري.

الاوستروجين: لتكوين الاوستروجين تحتاج المشيمة لمساعدة مباشرة وفعّالة من الطفل.