في سَعْيهِ لتحسين شكله ومظهره متى يتخطى الرجل حدود التجميل المقبول

عمليات تجميل, الرجل, خبراء التجميل, المملكة العربية السعودية, دهون, طلاق

05 يونيو 2013

هاجس التجميل يشغل بال الجميع، نساءً ورجالاً، وذلك كسباً لرضا الناس أو إعجابهم، وتحسين الصورة الذاتية. وإذا كان المجتمع يتقّبل اهتمام المرأة المبالغ فيه أحياناً، بجسمها وثيابها ووسائل وأدوات زينتها، ويعتبر ذلك من أساسيات الأناقة، فإن اهتمام الرجل بشكل ملحوظ بهذه الأمور يؤدّي في بعض الأحيان إلى اتّهامه بأنه يهتمّ بالشكل على حساب المضمون ما يُفقده في نظر المجتمع ميزة الرجولة والقوة التي ينبغي أن يتحلَّى بها. فمتى يتخطّى الرجل حدود التجميل المقبول إجتماعياً؟ ولماذا تتبدَّل نظرة الناس إليه عندما يُعطي للشكل من الاهتمام ما تُعطيه المرأة له؟


10 في المئة منهم يخضعون لها بدافع تحسين الشكل السعوديون تحت مبضع جرّاح التجميل!

أيّاً كانت الأسباب وبصرف النظر عن اختلاف الظروف، أصبح الرجل في السعودية ينافس المرأة على زيارة الأطباء والمراكز التجميلية بهدف إجراء عمليات تجميلية يحتاجها، رغم نظرة الازدراء التي قد تلاحقه من مجتمعه في ما بعد نتيجة «انتقاص رجولته» في ظل العرف السائد بأن صفة الجمال والاهتمام به مقتصرة على النساء.
ونتيجة لزيادة الوعي بأهمية الشكل، وضرورة الاهتمام بالمظهر الخارجي للرجل، إلى جانب انتشار وسائل الإعلام المختلفة، يؤكد استشاريون في مجال التجميل ونحت الجسم أن نسبة إقبال الرجال على إجراء عمليات التجميل باتت تراوح ما بين 40 و 50 في المئة خلال السنوات الـ10 الأخيرة، بينما تصل نسبة من يقومون بها لغرض التجميل وتغيير الشكل، دون وجود أية مشاكل علاجية تستدعي ذلك، إلى ما يقارب 10 في المئة.



عملية شفط الدهون أدّت إلى استئصال أجزاء من أمعائه

كلّ ما كان يرغب فيه محمد زياد دخيل الله هو شفط الدهون من منطقتي البطن والثديين بعد أن أصيب بترهلات جرّاء فقدانه لما يقارب 80 كيلوغراماً من وزنه بسرعة كبيرة على خلفية خضوعه لنظام غذائي قاسٍ، خصوصاً أنه مصاب بالسمنة منذ أن كان في الـ30 من عمره. كان وزنه يتجاوز 163 كيلوغراماً، وزار مستشفيات عدة بهدف الحصول على نظام غذائي يساعده على التخلص من وزنه الزائد، وبالفعل اتّبع نظام البصمة وبدء بحمية ملائمة له، ما جعله يصل بوزنه إلى 83 كيلوغراماً. وظلّ محمد يحاول شد الترهلاّت بعد ذلك بممارسة الرياضة دون جدوى، إلى أن قرّر إجراء عملية جراحية لذلك، فحدّد موعداً في أحد أكبر مراكز التجميل على مستوى المملكة، غير أن المركز اعتذر عن عدم إجراء العملية قبل موعدها بنحو أربعة أيام نتيجة طلب الطبيب إجازة اضطرارية، ورغم أنهم اقترحوا عليه إجراءها لدى طبيب بديل في المركز نفسه، رفض ذلك.

يقول محمد: «ظروف عملي أجبرتني بعد ذلك على الانتقال من غرب المملكة إلى المنطقة الشرقية، فاستفسرت عن العمليات التجميلية في أكبر المستشفيات هناك، وحدّدت موعداً لدى طبيب سمعت عنه الكثير من الإطراء لأفاجأ في ما بعد بأنه اضطر للسفر خارج المملكة بهدف المشاركة في مؤتمر طبي، و أيضاً اقترحت عليّ إدارة المستشفى إجراءها على يد طبيب بديل لديهم فوافقت، ولم أكن أعلم بأن حياتي ستتغير إلى الأسوأ بعد ذلك». موعد خضوعه للعملية الجراحية كان قبل نحو ثلاث سنوات من الآن، دخل حينها المستشفى وأخبره الطبيب بأنه لن يحتاج إلى أكثر من يوم واحد ليغادر إلى منزله بعد العملية، إلا أنه عقب إفاقته من التخدير شعر بتعب غريب، إضافة إلى عدم تغيّر شكل جسده، فأبلغه الطبيب بأن التغيّرات لن تتضح سوى بعد شهرين من إجراء العملية. ونتيجة استمرار إحساسه بالتعب، قرر الأطباء تأجيل خروجه من المستشفى إلى ما بعد أكثر من يومين، وأجروا له 17 فحصاً بالأشعة السينية في غضون أربعة أيام، ومن ثم طلبوا إجراء أشعة مقطعية ليكتشفوا بعد ذلك وجود ثقوب في الأمعاء والرئة والحجاب الحاجز، إلى جانب تجمع سوائل متعفّنة في صدره، مما دفعهم إلى إدخاله غرفة العمليات مجدداً وفتح بطنه واستئصال أجزاء من أمعائه مع الزائدة الدودية، فضلاً عن خياطة ثقوب الرئة والحجاب الحاجز. وفي ظل ذلك، بقي محمد في المستشفى أكثر من 17 يوماً، إذ توقف جهازه الهضمي عن العمل قرابة 12 يوماً ما منعه من تناول الطعام والشراب بما فيه الماء، فكانوا يبللون قطعة من الشاش كي يرطّب بها فمه ويخرجها، الأمر الذي أفقده ما يقارب 10 كيلوغرامات من وزنه خلال الـ12 يوماً، إضافة إلى فقدانه الكثير من العناصر المعدنية إلى درجة أنه كان يجد صعوبة في مد أصابع يديه.


زوجته طلبت الطلاق منه بعد 27 عاماً

يؤكد محمد أن الترهلات ما زالت موجودة، إلى جانب أن وضعه النفسي بات أسوأ مما كان عليه قبل قرار إجراء عملية شفط الدهون، خاصة أن زوجته طلبت منه الطلاق وعادت إلى منزل أهلها بعد زواج استمر 27 عاماً، لأن ذلك الخطأ الطبي أثّر على طبيعة حياته الخاصة مع زوجته. كما أنه حتى الآن تصدر من بطنه أصوات غازات بشكل لا إرادي، وهو ما يسبب له الإحراج أمام الناس الذين قد لا يعرفون حقيقة أمره، إضافة إلى ضيق التنفس الذي ينتابه بشكل مستمر.
وطوال الثلاث سنوات الماضية، أمضى محمد الكثير من وقته في تناول المكمّلات الغذائية بهدف تعويض ما فقده خلال تلك الفترة، ويبلغ وزنه حالياً ما يقارب 78 كيلوغراماً. يبلغ محمد الآن من العمر 50 عاماً، وينوي بعد أن يتقاعد من عمله الارتباط بزوجة أخرى، إضافة إلى رغبته الجادة في إصلاح الخلل الذي تعرّض له عبر الخضوع لعمليات أخرى شريطة الحذر والحرص في اختيار الطبيب المناسب.


د.وليد بخاري: إقبال الرجال على عمليات نحت الجسم ازداد نتيجة الوعي بأهمية الشكل

أكد استشاري السمنة وجراحة المناظير الدكتور وليد بخاري أن إقبال الرجال على عمليات التجميل المتعلّقة بشدّ البطن والأفخاذ ونحت الجسم ارتفع بنسبة 40 إلى 50 في المئة على الأقل خلال السنوات العشر الأخيرة، وذلك بسبب تزايد الوعي وانتشار وسائل الإعلام المختلفة، مما يجعل الرجل يهتم بشكله. واشار إلى أن نجاح هذا النوع من العمليات لا يتعلّق بجنس المريض وإنما يعتمد على طبيعة الجلد ومرونته سواء للمرأة أو الرجل، كما أن المضاعفات المتوقع حدوثها للمريض بعد العملية لا علاقة لها بذكر أو أنثى، ولا سيما أن تلك المضاعفات ناتجة عن عوامل كثيرة منها طبيعة أنسجة المريض ودرجات شفائها والتئامها التي تختلف من جسم إلى آخر تبعاً لوجود عوامل حيوية في الدم والمكونات الغذائية له وغيرها. ويكاد يجزم بخاري بأن عدد عمليات الجميل التي تجرى في المملكة تراوح ما بين 10 آلاف و15 ألف عملية شهرياً تعدّ الأخطاء الطبية فيها نادرة جداً، معتبراً أن السعودية هي الأقل من حيث وقوع الأخطاء الطبية مقارنة بدول أخرى. ويرى أن هناك خلطاً بين مفهوم الأخطاء الطبية والمضاعفات، فحدوث الأخيرة وارد جداً ونسبتها مقبولة أيضاً، غير أن الأولى تحدث نتيجة الإهمال وعدم المعرفة العلمية والجهل، «ومما يجعل الأخطاء الطبية أمراً ظاهراً هو تركيز وسائل الإعلام عليها بشكل كبير». ويعتبر بخاري أن التشديد على إبراز الأخطاء الطبية يجعل الطبيب يعمل بطريقة دفاعية، وهو ما يتنافى مع مهنة الطب التي لا يمكن أن تكون بهذا الشكل مطلقاً، إذ لابد من تأديتها بناءً على حاجة المريض وخبرة الطبيب وتخصّصه، أما المضاعفات فأمرها عند الله عز وجل ولا تخضع لقوانين معينة.


د. أحمد زهر الليالي: 10 في المئة من الرجال مقابل 90 في المئة من النساء يخضعون لعمليات بغرض التجميل فقط

استشاري الأمراض الجلدية وطب التجميل وجراحة الجلد الدكتور أحمد زهر الليالي، صنّف العمليات التجميلية بشكل عام إلى جزءين أولهما الترميمي والمتضمن مشاكل الأنف والتشوهات بعد الحروق أو الحوادث، وهو ما تتساوى فيه نسبة الإقبال عليه من قبل الرجال والنساء. فيما يشمل الجزء الآخر الجانب التجميلي للأفراد الخالين من التشوهات الخلقية، والذي شهد زيادة مطّردة بين الرجال خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلا أن النساء لا يزلن الأكثر إقبالاً عليها، بحيث يشكل الرجال 10 في المئة مقابل 90 في المئة من السيدات.

ويقول زهر الليالي إن الرجال يرغبون في إصلاح الأنف المعقوف وحقن البوتوكس لعلاج تجاعيد الوجه وإخفاء خطّي التكشيرة في الجبين وهي تمثل الأكثرية لديهم، عدا عن حقن مواد التعبئة ومن ثم عمليات الليزر وشفط الدهون. ويبيّن أيضاً أن نسبة حدوث الأخطاء الطبية بين الرجال والنساء في ما يتعلق بالعمليات التجميلية لا علاقة لها بالجنس، معاتباً في هذا الشأن المراكز الطبية والأطباء غير المؤهلين والمتسبّبين بحدوث تلك الأخطاء. وحول ما إذا كان هناك من يرغب في إجراء عمليات تجميلية متعارف عليها بأنها مقتصرة على النساء، أفاد الدكتور أحمد بأن حقن مواد التعبئة بغرض تكبير الخدود والشفاه ليس موجوداً بين الرجال في السعودية حتى الآن.


شبّان سعوديون يُجمعون على أن خضوع الرجل لعمليات التجميل ينقص من رجولته!

لأن الاهتمام بالجمال يعدّ حكراً على الفتاة في معظم المجتمعات العربية حتى وإن كان عن طريق الخضوع للعمليات، فإن مجموعة من الشبّان السعوديين أجمعوا على أن انتقال تلك الثقافة إلى الرجل ينقص من رجولته، مستثنين من ذلك الذين يخضعون لعمليات تجميلية بغرض علاجي، بينما رفض بعضهم أيضاً العلاج بواسطة عيادات التجميل.

أحمد المالكي: تعاليم الدين الإسلامي تنهى عن تغيير خلق الله عز وجل
يؤيد الشاب أحمد المالكي خضوع الرجل لعمليات تجميلية في حالة الضرورة القصوى، ولا سيما أنه ناشئ في مجتمع إسلامي ينهى عن تغيير خلق الله تعالى، وهو ما يجعله يوافق على ما يستخدم من أجل إصلاح تشوه ناجم عن حادث أو ما شابه.
ولأنه يعاني مشاكل متعددة في أسنانه، يرى أنه لا بأس من إصلاحها تجميلياً، خصوصاً أن حالته مرتبطة بعوامل وراثية نتيجة زواج الأقارب، كما أنه لا يرى حرجاً من خضوع الرجل لعمليات شفط الدهون شريطة أن يكون من أصحاب السمنة الزائدة.

عبد العزيز المسعري: من حق الرجل الاهتمام بشكله حتى بواسطة عمليات تجميل
ومن منطلق الحرية الشخصية، يؤكد الشاب عبد العزيز المسعري أن اهتمام الرجل بشكله أمر لا بد منه، ومن حقه تغيير الأشياء التي لا تعجبه في نفسه وبالتالي ليست هناك مشكلة في خضوعه لعمليات التجميل للوصول إلى نتائج مرضية، فلربما يكون لديه تشوّه معين أو أمر غير مقتنع فيه.
ويقول: «أرى أن رفض إجراء عمليات التجميل عائد إلى الثقة بالنفس، والاهتمام بالشكل لا يقتصر على المرأة ولا علاقة لذلك بالرجولة مطلقاً، وبالنسبة إليّ أرغب في إجراء عملية لزرع شعر كي أظهر بمظهر يرضيني».

فهد بن خالد: من يخضع لعمليات تجميلية يعتبر شاذاً وقد يؤثر ذلك على قرار زواجه مستقبلاً
يرفض الشاب فهد بن خالد تماماً إجراء عملية من أجل التجمّل لاقتناعه بأن جمال الرجل في شخصيته لا في شكله، لكنه يؤيد العمليات التي تهدف إلى تحسين العيوب الخلقية. ويعتمد في رأيه على نظرة مجتمعه الذي يرى أن أي رجل تجرى له عمليات تجميلية يعتبر شاذاً، وقد يقع في دائرة الإحراج أمام أفراد المجتمع وعائلته، إضافة إلى أنه قد يتسبب ذلك برفضه كزوج مستقبلاً ومن ثم وقوعه في مأزق كبير بسبب أمر لا داعي له. ومع ذلك، أعطى الرجل حق القيام بعمليات تجميلية لترميم إصاباته التي قد تؤثّر سلباً على نفسيته، فعلى سبيل المثال يخضع هو حالياً لجلسات تفتيح لون الشفتين بعد تحولها إلى الأسود نتيجة التدخين، لكنه لا يرى في ذلك أي خطأ ولا سيما أن تلك الجلسات ستعيد لون شفتيه إلى ما كان عليه دون تغيير في خلق الله تعالى.

محمود خوجة: عمليات التجميل الضرورية لا بأس بها أما غيرها فمرفوض قطعاً
يعتبر الشاب محمود خوجة عمليات التجميل المتعلقة بشفط الدهون أو تعديل آثار الحوادث والحروق وكل ما يدخل ضمن النطاق العلاجي أمراً ضرورياً لا بأس به.
ولكنه في المقابل يرفض تماماً العمليات الأخرى التي تهدف في مجملها إلى التجمّل فقط، فهي تجرح رجولة الفرد وبالتالي لن يكون هناك أي فرق بينه وبين الفتاة، وإن كان من حقها رؤية الرجل الوسيم إلا أن ذلك لا يعني أن يغيّر الرجل خلق الله عز وجل لإرضاء الفتاة!

غيث حمّاد: عمليات التجميل للرجال مجرد «تفاهات»!
وبشكل قاطع، وصف الشاب غيث حمّاد إقبال الرجال على عمليات التجميل بـ«التفاهات» إلا إذا كانت ضرورية لإصلاح عيب خلقي، أما ما كان بهدف زيادة نسبة الجمال لدى الرجل فلا يملك تفسيراً للتعليق عليها. ولأن طبيعة الرجل لا تتقبّل تلك الأمور فإنه يرفض اهتمام الرجل الزائد بهذا الجانب، غير أنه يعاني حالياً من وجود هالات سوداء تحت عينيه وهو ما سيسعى إلى علاجه عن طريق عيادات التجميل باعتبارها الحلّ الوحيد أمامه رغم رفض خطيبته لذلك.

فراس غطاشة: لن أقبل تغيير أي شيء فيّ سوى تجميل أسناني
وكغيره من الشبّان، يرفض فراس غطاشة تغيير الرجل شكل أنفه أو ملامح وجهه أو نفخ شفتيه أو حتى إخفاء التجاعيد، ولكنه قد يتقبل «على مضض» تعديل ما يزعج الشخص في شكله ككثافة الحاجبين بشكل كبير والأمور السطحية فقط، ولن يقبل تجميل أي شيء في نفسه سوى أسنانه.

إبراهيم الخير الله: أنا وسيم جداً ولا أفكر إطلاقاً في تغيير شكلي
لأنه يثق بنفسه كثيراً، يؤكد الشاب إبراهيم الخير الله أنه يملك مقداراً عالياً من الوسامة يجعله يرفض تماماً مجرد التفكير في تغيير شيء في شكله حتى إنقاص الوزن، كما أنه يعتبر اهتمام الرجل بعمليات التجميل مخالفاً لطبيعته الرجولية، لا سيما أن التغييرات الجمالية متعارف عليها لدى النساء كنفخ الشفتين والوجنتين والغمّازات.
ويقول: «حتى وإن طلبت مني زوجتي المستقبلية تغيير شكلي سأرفض بشكل قاطع، فهي إن وافقت على ارتباطها بي رغم عيوبي لن يحقّ لها بعد ذلك تغيير ما ترغب فيه بي، وفي المقابل لن أطالبها بتغيير أي شيء فيها من أجلي».

أحمد المقّوسي: من تطلب مني تغيير شكلي سأنصحها بأن تخضع لسانها لعملية تجميل!
حتى إخفاء تجاعيد التكشيرة يرفضه الشاب أحمد المقّوسي الذي يرى أن تلك العلامات لابد من وضوحها في وجه الرجل، فكيف له أن «يكشّر عن أنيابه» دون دلالات على ذلك في ملامحه!
ومن باب أَولى أن يرفض أيضاً كل ما يتعلق بعمليات التجميل التي يخضع لها الرجال، معلّقاً بالقول: «من غير المنطقي أن يخضع الرجل لتلك العمليات كنحت الجسم وغيره، فجمال الرجل في رجولته الكاملة وشخصيته لا في شكله، والمجتمع لا يتقبل مطلقاً هذه الأفعال وأنا ضد كل شيء مصطنع».
ويثق أحمد بشكله كثيراً، ولا يفكر مطلقاً في تغيير أي شيء سوى تبييض أسنانه رغم تردّده أيضاً، وعند سؤاله عن مدى موافقته على رغبة خطيبته إذا ما طلبت منه إجراء عملية بصرف النظر عن الأسباب امتعض كثيراً وقال: «من تطلب مني فعل ذلك سأنصحها بأن تخضع لسانها لعملية تجميل حقيقية»!.

سعد الجبيلي: لو سنحت لي الفرصة سأعمل على إزالة ندبة قديمة في خدّي
لا يرفض الشاب سعد الجبيلي استخدام عمليات التجميل في النواحي العلاجية كإزالة تشوهات الحروق والحوادث أو حتى العيوب الخلقية، ولكنه في الوقت نفسه لا يتقبل تغيير الخلقة كلياً، وحتى عمليات التحسين والترميم السطحي يراها مقبولة للرجل.
ويقول: «ربما تكون لعمليات شفط الدهون وشدّ الترهلات أضرار أو مضاعفات، وهو ما يجعلني أرفضها في ظل وجود البدائل كممارسة الرياضة مثلاً. وقد أفكر مستقبلاً في إزالة آثار جرح قديم في خدّي رغم أنه لا يشكّل لي هاجساً كبيراً، إلا أنه إذا وجدت فرصة لذلك ساخضع لعملية».

علي القثمي: فوجئت بوجود رجال يخضعون لعمليات تجميل
بنبرة تعجّب، يؤكد الشاب علي القثمي أن عمليات التجميل خاصة بالنساء، ولا يمكن الرجل أن يخضع لها أيّاً كانت الأسباب، غير أنه قد يستثني «أحياناً» ما يندرج تحت أغراض العلاج، مضيفاً: «حتى العيوب الخلقية ينبغي الرضا بها لأنها من خلق الله عز وجلّ».
ويشير إلى أن طبيعة مجتمعه أنشأته على أن جمال الرجل الحقيقي في تصرفاته، وهو ما جعله مقتنعاً تماماً بشكله، ولم يسبق له مطلقاً النظر إلى عيوبه الظاهرة بقدر اهتمامه بتعديل سلوكياته كي يصبح رجلاً بمعنى الكلمة.

الاختصاصي النفسي زاهر الحكير: الرغبة في التجميل ناجمة عن شعور بالنقص
من الناحية النفسية، ذكر الاختصاصي النفسي زاهر الحكير أن عمليات التجميل والرغبة في إجرائها تفسّر كنوع من حب الظهور ولفت الانتباه نتيجة شعور بالنقص في الذات، الأمر الذي يجعل الفرد يبحث عن فعل أي شيء للبروز أمام الآخرين.
واستثنى من ذلك ما يجرى لمعالجة عيب خلقي أو تشوه، مؤكداً أن الخلل النفسي يكمن في البحث عن عمليات بهدف التجمّل وتغيير الشكل ولفت الانتباه. ويقول إن هناك اختلافاً كبيراً بين المرأة والرجل من الناحية النفسية، خصوصاً أن النساء يرغبن في الظهور بصورة جميلة إما لأزواجهن أو بين المجتمعات النسائية، ولكن اهتمام الرجال بعمليات التجميل ناجم عن شعور بالنقص.
وفي الوقت نفسه، نفى الحكير ضرورة خضوع الرجل لجلسات علاج نفسي بعد تغيّر شكله كالذي يفقد وزنه بشكل كبير ومفاجئ، غير أن كثرة الإطراء قد تؤدّي به إلى «جنون العظمة»، وبالتالي يمارس بعض التصرفات الغريبة مع من حوله كالغرور والتعالي، مستطرداً: «حتى الآن تعد هذه الحالات فردية وليست قاعدة ثابتة لكل من غيّر شكله من الرجال».