برامج تلفزيونية

جان ماري رياشي: عندما أحبّ عملي أعتبر نفسي انتهيت وهذه نصيحتي للفائز في the Voice

جان ماري رياشي, The Voice 2, the voice, كاظم الساهر

27 مارس 2014

يعترف بأنه يملّ أعماله بعد مضي الوقت على تنفيذها ويطمح إلى إنقاذ الجيل الجديد فنياً. في لقاء مع جان ماري رياشي المنتج الموسيقي لـ the Voice، يحدّثنا عن كواليس البرنامج  الموسيقية، و يبدي رأيه في المواهب المشاركة ويقدّم النصيحة للفائز باللقب.


كيف تصف لنا أجواء بروفات the Voice؟
عشنا تحدٍ كبير، فإعادة توزيع أغنية لأم كلثوم مدتها ساعة ليقدّمها المشارك في دقيقة أو دقيقتين، هو تحدٍّ كبير لنا وللمشارك. ولحسن الحظ أن الفرقة الموسيقية لديها عشق للعمل وكنا نسجّل البروفات ثم نستمع إليها ونغيّر ونحسّن ونطوّر لكي نتخلّص من التكرار والروتين، لأن برنامجاً بهذا المستوى عليه أن يقدّم للمشاهد الذي يتابعه الصورة الأجمل والصوت الأحلى بمرافقة أوركسترا راقية على المسرح.

كما أن العازفين أظهروا حماسةً، لأن هناك أصواتاً قوية تغني على موسيقاهم.
طبعاً، الموسيقي يُبدع أكثر حين يستمع إلى مغنٍ لا يؤدي فقط، بل يضيف على الأغنية وبالتالي يستمد الموسيقيون الطاقة من المشارك ومن أنفسهم، ويصبح العزف متعة.

كم كان عدد العازفين؟
يتراوح بين 18 و40 عازفاً في مراحل البرنامج الثلاث.

ما هي نصيحتك للفائز بلقب the Voice؟
ألا يؤجّل إنطلاقته الفنية  بل عليه استغلال ظهوره في هذا البرنامج الضخم وأن يجد هويّته الفنية ويرسم مستقبله الفني وينطلق فنياً مباشرة بعد انتهاء البرنامج. وبرأيي، إيجاد الهوية الفنية أصعب مهمّة لدى الفنان، فلا أحد ملزم بأن يغني كل الألوان. أنصحه بأن يحب فنّه ويغنّيه بصدق وألاّ يعتمد على شركة الإنتاج لتختار له أغنياته، فلا شيء أسهل من تنفيذ الألبوم، أما التحدّي الأكبر فهو إيجاد الأغنيات التي تناسبه والتي تعبّر عنه.

كيف تقوّم المشاركين الذين أدوّا الغناء الغربي؟
لن يقتصر إنتشار الذي يؤدي الغربي في the Voice على لبنان وإنّما يصل إلى نحو 100 مليون عربي. هذا النوع من البرامج فرصة للإنطلاق وبالتالي يستفيد المشارك منها ويطوّر قدراته ويعتمد على نفسه للإستمرار بالنجاح الذي حازه. أعتقد أنه من الجيد أن يتقدم الجميع للمشاركة في البرنامج سواء كان الأداء باللغة العربية أو الغربية، لأن البرنامج يتحدث عن الصوت المهم أن يكون الصوت جميلاً.

هل انزعجت لخروج ربيع جابر من البرنامج باكراً؟
تضايقت كثيراً، لأنه يملك صوتاً سلساً وهو صادق مع نفسه ولديه شخصية وكاريزما، وأنصحه أن ينطلق من لبنان فهنا لا يوجد مثيل له.

هل ستدعمه فنياً إن عاد إلى لبنان؟
أنا حاضر مع الاستديو الخاص بي، يجب أن ندعمه لأنه يستطيع أن يوصل لنا أفكارًا موسيقية جديدة.

ماذا عن مشاركة عامر توفيق؟
الأستاذ عامر، هو موسيقي ومبدع يؤلف الموسيقى ويلحن، وقد درس المقامات بشكل ممتاز بالإضافة إلى صوته وأدائه الخطيرين.

البعض يعتقد أنه بسبب سنه المتقدّم يجب أن تكون لديه خبرة أكثر، ما رأيك أنت؟
للعمر دور كبير في الثقافة الموسيقية، ولكن هذا لا يمنع أن هناك الكثير من الفنانين المتقدّمين في السن لا يملكون ثقافة موسيقية. عامر شخص لديه روح جميلة لكي يشارك في هذا البرنامج، الأمر الذي يثبت أن مشاركي the Voice  ليسوا هواة وإنما يملكون مستوى عالٍ في الموسيقى والغناء. والعمل معه اقتصر على الموسيقى الكلاسيكية. و ما يميّز البرنامج أنه يجمع به الجنون والكلاسيكي. وكل مشارك في الموسم الثاني من البرنامج يملك شخصيته وقدراته الخاصة به.

كنت تنوي إصدار ألبوم "بالعكس 2"، أين أصبح؟
سأنتهي من تسجيل القسم الأخير منه بعد أيام، وسوف يصدر خلال الصيف وسيشارك فيه عدد من الفنانين.

كم تفتقد الشاعر الراحل الياس ناصر!
أفتقده كثيراً فقد كان بالنسبة إليّ الشقيق الأكبر، وهو الإنسان الوحيد الذي ساندني في بداياتي. ومن المؤسف أن يرحل عنّا  قبل أن يسمع ألبوم يارا الذي  كتب جزءًا كبيراً من أغنياته. وخلال  مرحلة الميكساج كنّا نردّد "هذا الإنسان لم يمت..." كلما سمعنا أغنية من كلماته.  كما سجلنا  أغنية لرامي عياش من كلماته بلحن تركي. أشعر بوجوده بيننا في الاستوديو طيلة الوقت.


إن لم أضف إلى فنّ محمد عبده أفضّل عدم التعاون معه

تمنّيت التعاون مع فنان العرب محمد عبده وحسين الجسمي، هل التقيتهما أم بعد؟
التقيت الجسمي في أكثر من برنامج في بيروت، لكن لقائي الأول بمحمد عبده كان في دبي قبل أشهر، تحدّثنا في الموسيقى واكتشفت كم هو كبير...

هل يمكن أن يجمعكما عمل فني؟
إن لم أضف إلى فنّه فأفضّل عدم التعاون معه، ويكفيني أن أتعلّم منه. فأنا لست خبيراً في الموسيقى الخليجية علماً أني أحبها ومتأثراً بها بدرجة كبيرة، "مغروم بها"، وقد برز تأثري بهذا اللون في أغنية شيماء هلالي "ولا يهمك" التي لحّنتها لها أخيراً.

أي الألبومات التي وزّعتها كانت الأقرب إلى قلبك؟
لو لم أقدّم الجديد في ألبوماتي لما قصدني أهم النجوم العرب. الموسيقى التي نفّذتها ميّزتني عن باقي الموزعين سواء في ألبوم إليسا "بدي دوب" أو "إنشالله" للطيفة و"يا ليل" لوليد توفيق، إلى أن شكّل "عايشالك" نقطة التحوّل في مسيرتي، وتبعه "قلبي مال" لرامي عياش وغيرها من الألبومات. أما ألبوم "غزل" لماجدة الرومي فقد نفّذناه مع الأوركسترا السمفونية وكان ضخماً جداً، كما أن "بالعكس" كان مهماً ببساطته وكانت له هوّيته. وأعترف بأني أملّ أعمالي بعد مضي الوقت على تنفيذها وأتمنى أن أبقى كذلك، فعندما أصل إلى يوم أحبّ فيه عملي أعتبر نفسي انتهيت...

 

يبحث المراهقون بين نجومنا العرب ولا يجدون جاستن بيبر...

ما الذي تطمح إليه فنياً؟
طموحي هو إنقاذ الجيل الجديد فنياً، فهو بحاجة إلى فنّانين من عمره وبالتالي يحتاج إلى قدوة فنية تشبهه... يتوجّه المراهقون إلى الموسيقى الغربية لأن العربية لا تقنعهم، يبحثون عن النجم  الذي يشبههم، ولا يجدون مثل جاستن بيبر...

لكننا نلاحظ أن أم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهما من الفنانين الكبار قدوة لبعض المراهقين!
لا نجد هذه المواهب إلاّ لدى الأشخاص الذين ترّبوا على مستوى موسيقي عالي، يتعلّق الأمر بأهلهم وبجو بيتهم، وأنا أشكّ في أن يسمتع شخص في هذه السن إلى أم كلثوم من تلقاء نفسه. نحن بحاجة إلى فنان جديد يبهرنا على المسرح، يعزف ويغني ويقدّم عرضاً مميزاً.

هل في بلادنا مثل هذه المواهب؟
هم كثر لكنهم يحتاجون إلى دعم إعلامي وإنتاج ومساندة من الفنانين الكبار. فعلى سبيل المثال،   Usherكان من أطلق Justin Bieber، ونلاحظ أن الغربيين يعتمدون في صناعتهم الموسيقية على المراهقين لأنهم  جمهور الحفلات. علينا الإلتفات إليهم فمن واجبنا أن نلقي الضوء على هذه المواهب لكي نتفادى الملل المنتشر في بلادنا. لطالما كنّا السباقين في الأفكار الموسيقية أمّا اليوم فنعيش مللاً موسيقياً بسبب الإنتاج الذي لا يستوعب مثل هذه المشاريع الفنية ولا يتبنّى فناناً صغيراً.


مشروعي مع كاظم سيبهر الناس

 

ما الذي يجمعك بكاظم الساهر؟
نحن في مرحلة التحضير لمشروع ضخم وعندما يجهز هو سيعلن عنه. تعاوني معه يشرّفني فهو إنسان راقٍ ومثقّف وذو أخلاق عالية وهناك متعة في العمل معه. التعاون الأول الذي جمعنا كان منذ سنتين حين وزّعت له أغنية "وعدتك" التي لحّنها للسيدة ماجدة الرومي، وقد أحَب كاظم التجربة. ثم أعربت له عن رغبتي في تنفيذ مشروع يفاجئ الناس، وقلت له "أنت وصلت إلى مكان لا ينقصك فيه شيء وحقّقت جوائز كبيرة فلنقدم عملاً مختلفاً معاً".

هل اقتنع منك؟
يبدو أننا انطلقنا في هذا المشروع ونبحث حالياً عن هوّيته.