ياسمين رئيس: لم أقلّد سعاد حسني ولا أريد التحدّث عن روبي!

ياسمين رئيس, سعاد حسني, روبي, يسرا, حسن يوسف, محمد خان

17 أبريل 2014

فيلم «فتاة المصنع» كان بوابتها إلى النجومية، ورغم صعوبة الدور لكنها عرفت كيف تتقنه، حتى أنها فازت بجائزة أفضل ممثلة في مسابقة المهر العربي بمهرجان دبي الأخير. لكن ياسمين رئيس تعترف أنها كانت قلقة من رد فعل الجمهور عند عرض الفيلم، وتتكلّم عن تجربتها مع المخرج محمد خان، وترد على اتهامها بأنها دخلت عالم التمثيل بمساندة زوجها المخرج هادي الباجوري، كما تتكلّم عمن هنأها من النجوم، وتشبيهها بسعاد حسني وقَصة شعرها القصيرة.


- كيف كانت ردود الفعل التي وصلتك بعد عرض فيلم «فتاة المصنع»؟

رغم النجاح الكبير الذي حققه الفيلم خلال عرضه بمهرجان دبي السينمائي وإشادة جميع الحاضرين بأدائي وبالفيلم وحصولي على جائزة أفضل ممثلة في مسابقة المهر العربي بالمهرجان، كنت أشعر بالقلق والخوف من رد فعل الجمهور المصري، لذلك كنت أنتظر عرض الفيلم بفارغ الصبر. لكن الحمد لله بعد أيام قليلة من العرض سيطرت عليَّ حالة من السعادة والطمأنينة، فردود الفعل فاقت كل توقعاتي وكانت بمثابة مفاجأة بالنسبة لي، فالفيلم حقق إيرادات جيدة وحصد إشادة من النقاد، وأصبحت أتوقع له الآن  تحقيق مزيد من النجاح خلال الأيام المُقبلة.

- ما الذي حمسك لبطولة الفيلم؟
أسباب كثيرة، أهمها رغبتي في العمل مع المخرج محمد خان وإعجابي بقصة الفيلم التي تدافع عن الفتاة العربية وترصد كيفية تعامل المجتمع معها، والمعاناة والمشاكل التي تواجهها بشكل يومي. فالفتاة العربية لا تُعامل ككائن عاقل ومتكامل، بل يتم التقليل دائماً من شأنها ودورها، ويتجاهل المجتمع مشاعرها وأحاسيسها، فصوت المرأة لا يُسمع ولا أحد يريد أن يفهم ما تريده وما تحتاجه.

- هل تعتبرين الفيلم بمثابة نقلة قوية لك؟
بالطبع، فأنا حصلت على فرصة عمري من خلال هذا الفيلم، الذي عملت خلاله مع المخرج محمد خان الذي يعد واحداً من أهم مخرجي السينما المصرية. كما أنني تمكنت في شخصية «هيام» التي قدمتها بالفيلم، من إخراج كافة إمكانياتي وقدراتي الفنية، فالفيلم أبرز موهبتي بالإضافة إلى أنني خضت من خلاله تجربة البطولة المطلقة، وبالتالي الأمر كان بمثابة تحدٍ لي، ونجحت به في النهاية، بل حققت نجاحاً غير عادي بشهادة النقاد والجمهور.

- هل هنّأك فنانون بعد النجاح الذي حققه الفيلم؟
بالطبع، فخلال وجودي بمهرجان دبي السينمائي حرص عدد كبير من الفنانين على تهنئتي وأعلنوا دعمهم الكامل لي وللفيلم، كما عبروا عن إعجابهم بموهبتي ومنهم الفنان حسن يوسف الذي أرسل باقة من الورود الجميلة إلى غرفتي في الفندق الخاص بالمهرجان، وهنأني على نيلي جائزة أفضل ممثلة، وأيضاً الفنانة يسرا التي عبرت عن إعجابها بالفيلم والتقطنا العديد من الصور معاً أثناء وجودنا في دبي. وبعد حصولي على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان دبي، هنأتني أكثر من فنانة أيضاً، ومنهن كندة علوش وأروى جودة والمخرج عمرو سلامة والإعلامية لميس الحديدي.

- لكن كيف تعاملت مع اعتذار روبي وترشيحك بدلاً منها؟
لا أريد التحدث عن هذا الأمر لأنه لا يخصني ولا يشغلني، فأنا أريد الاحتفال والاستمتاع فقط بالنجاح الذي حققه الفيلم وما زال يحققه.

- رغم أن شخصية «فتاة المصنع» صعبة نجحت في الإلمام بكل تفاصيلها، كيف فعلت هذا؟
شعوري بأن الفيلم سوف يمثل نقلة قوية في مشواري الفني جعلني أهتم بكل التفاصيل الكبيرة والصغيرة، وكان هدفي الأساسي تقديم شخصية واقعية بدون مبالغة، لذلك قررت الذهاب إلى أحد المصانع وجلست مع الفتيات العاملات وتحدثت إليهن، وعرفت شكل حياتهن وطريقة كلامهن وكل شيء يتعلق بهن، بل فوجئت بأن بعضهن أعطينني ملابسهن لكي أرتديها في بعض المشاهد، وهذه الخطوة أفادتني كثيراً وجعلتني أتقمص الشخصية بنجاح وأصبحت مُلمة بكل تفاصيلها.

- البعض يرى أنك حاولت تقليد الفنانة سعاد حسني في بعض المشاهد فما تعليقك؟
غير صحيح، فأنا لم أحاول تقليدها وأرفض أيضاً تشبيهي بها، فموهبة الفنانة سعاد حسني لن تتكرر، لأنها وضعت نفسها في مكانة خاصة، فهي صاحبة أداء متميز. وأريد أن أوضح أنني لم أكن أعلم بأن المخرج محمد خان سوف يستعين بأغاني السندريللا في الفيلم، بل فوجئت بوجودها.

- كيف وجدت العمل مع محمد خان؟
استمتعت للغاية بالعمل معه، خاصةً أنه كان مؤمناً بموهبتي إلى أبعد الحدود، فترشيحه لي لم يأت بشكل عشوائي، بل اختارني بعد أن شاهد دوري في مسلسل «طرف ثالث» وفيلم «واحد صحيح»، وعملي مع المخرج محمد خان جعلني أكتسب العديد من الخبرات، وتعلمت منه أشياء كثيرة أهمها كيفية التعامل مع الشخصية وتقمصها بكل تفاصيلها وتقديمها بشكل أقرب إلى الواقع.

- ما أقرب أفلام محمد خان إلى قلبك؟
«زوجة رجل مهم» للفنان أحمد زكي والفنانة ميرفت أمين، فأنا أعشق هذا الفيلم وأحب مشاهدته دائماً، كما أعجبني فيلم «شقة مصر الجديدة» للفنانة غادة عادل، واعتدت على مشاهدة أفلام محمد خان منذ طفولتي، لذلك أثَّر بشدة في تكوين شخصيتي الفنية.

- كيف استقبل زوجك المخرج هادي الباجوري النجاح الذي حققته من خلال هذا الفيلم؟
لا يمكن أن أصف مدى سعادته، خاصةً أنه أول شخص آمن بموهبتي وطلب مني الاستمرار بمجال التمثيل، فبعد النجاح الذي حققته من خلال فيلم «فتاة المصنع» قال لي: «يجب أن تؤمني بأنك تملكين موهبة متميزة ويجب أن تثقي بقدراتك الفنية بعد الآن».

- لكن كيف تتعاملين مع الانتقادات التي تطاردك باستمرار بأن زوجك فرضك على الساحة الفنية؟
زوجي أول من قدمني للجمهور من خلال مسلسل «عرض خاص»، فهو كان مؤمناً بموهبتي وقرر مساعدتي في الوقت الذي يرفض الكثير من المخرجين التعامل مع وجوه جديدة، لذلك لا يمكن أن أنكر أن هادي صاحب الفضل في وجودي بمجال التمثيل، لكنه لم يفرضني على الساحة الفنية، بدليل أنني شاركت بعد هذا المسلسل في بطولة العديد من الأفلام والمسلسلات، بل وتعاونت مع العديد من المخرجين ومنهم شريف عرفة وساندرا نشأت.

- خضت من خلال الفيلم تجربة البطولة المطلقة فهل سوف تعتزلين البطولات الجماعية؟
لا أعرف شكل خطواتي المُقبلة حتى الآن، لكني لا أعتقد أنني سأفكر بهذه الطريقة، لأن مساحة الدور وعدد المشاهد لا يشغلاني، فأهم شيء بالنسبة لي تقديم دور مؤثر في الأحداث قادر على إظهار إمكاناتي الفنية.

- هل تستشيرين أحداً في الأدوار التي تعرض عليك؟
حريصة على معرفة رأي زوجي في كل خطوة، وعندما عُرض عليَّ سيناريو فيلم «فتاة المصنع» حرصت على استشارته قبل اتخاذ أي قرار، وبالفعل شعرت بحماسة شديدة منه وطلب مني الموافقة على بطولته بدون خوف أو قلق.

- من الممكن أن نرى عملاً جديداً يجمعك به؟
بالطبع، فأنا أحب العمل مع زوجي وأشعر بالارتياح معه.

- شاركت في فعاليات الدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي رغم حملك في الشهر التاسع، وهو الأمر الذي وصفه البعض بالمغامرة، ما تعليقك؟
هذا صحيح، فالأمر لم يكن سهلاً على الإطلاق، خاصةً أنني كنت أشعر دائماً بالإرهاق، لكن التجربة كانت مثيرة للغاية، فأنا كانت لديَّ رغبة للوجود في هذه الدورة ومعرفة رد فعل الجمهور وكافة الحاضرين تجاه فيلم «فتاة المصنع» ورأيهم بكل وضوح في دوري، ورغم المتاعب التي واجهتها إلا أنني سعدت بهذه الفترة والتي أعتبرها من أجمل أيام حياتي، خاصةً بعدما رأيت الفرحة في عيون العديد من كبار الفنانين المصريين بعد مشاهدتهم للفيلم، ومنهم يسرا ونادية الجندي وخالد يوسف وأحمد بدير وحسن يوسف وعبد الرحمن أبو زهرة، فهم أشادوا بموهبتي وحرصوا على تهنئتي أكثر من مرة، وأريد أن أؤكد لك أن ظهور الفنانة وهي حامل لا يقلل من شأنها، بل بالعكس فهي رسالة للجمهور تؤكد من خلالها أن الفن مهنة كأي مهنة أخرى، كما يجب أن تتعامل المرأة بشكل طبيعي طوال الوقت وفي كل حالاتها، لكن الشيء الذي جعلني أكثر حماسة للوجود بمهرجان دبي هو شعوري بأن الحمل جعلني أكثر إشراقاً وجمالاً، فسعادتي بالفيلم وبحملي بطفلي الأول أثرت بشكل إيجابي على شكلي الخارجي.

- لكن كيف استقبلت حصولك على جائزة أفضل ممثلة في إحدى مسابقات المهرجان؟
شعور تعجز الكلمات عن وصفه، فرغم حالة الإرهاق التي أصابتني خلال حفل الختام، إلا أنني تناسيت هذا الأمر وشعرت بضربات سريعة في قلبي بمجرد سماع اسمي للصعود على المسرح لاستلام الجائزة، وبصراحة شعرت بأن طفلي «فرحان» أيضاً، فهو «وش السعد» عليَّ.

- كيف جاء اختيارك لاسم ساليم؟
أريد أن أكشف شيئاً لا يعرفه الكثير، وهو أنني رفضت معرفة جنس الجنين أثناء حملي، واتفقت مع زوجي أن يكون مفاجأة لنا ولأهلنا بعد الولادة، ولذلك طرحنا أسماء كثيرة، لكني اخترت اسم ساليم وشعرت بأنه الأقرب لي.

- كيف تمكنت من استعادة رشاقتك مرة أخرى؟
أثناء حملي كنت حريصة على الحفاظ على رشاقتي بدون إلحاق أي ضرر بطفلي، ولذلك لم أكن  أتناول كل شيء، بل ما يفيد الجنين فقط، وهذا الأمر أفادني كثيراً بعد الولادة، حيث لم يتأثر جسمي بالحمل، لكني قررت أيضاً ممارسة الرياضة باستمرار من أجل الوصول إلى الوزن المثالي، وبالفعل نجحت.

- ما الصفات التي ستحرصين على غرسها بطفلك؟
بعد إنجاب ساليم شعرت بالمعنى الحقيقي للمسؤولية، فتربية الأطفال ليست أمراً سهلاً، بل تحتاج إلى وعي وإدراك كامل لاحتياج الطفل في كل مرحلة عمرية، لذلك قرأت مع زوجي كتباً كثيرة عن تربية الأطفال، وبالفعل تعلمنا منها الكثير، فنحن نسعى للوصول إلى الطريقة المثالية لتربيته.

- من مثلك الأعلى في التمثيل؟
بصراحة ليس لديّ مثل أعلى، لأنني لا أؤمن بهذا الأمر، ولكني أحب الكثير من الفنانات وأحرص على التعلم منهن والاستفادة من مشوارهن الفني، فأنا أعشق مشاهدة أفلام سعاد حسني وفاتن حمامة وشادية، وأميل دائماً إلى أفلام الزمن الجميل.

- هل هناك دور معين تحلمين بتقديمه؟
لديَّ أحلام وطموحات كثيرة، لكني لا أريد الكشف عنها الآن، فأنا مثل أي فنانة لديها رغبة في تقديم أدوار كثيرة ومتنوعة تظهر إمكانياتها وقدراتها الفنية وتحمل رسائل تفيد المجتمع.

- من تتمنين العمل معهم؟
أحلم بالعمل مع كل فنان ناجح، وبصراحة لا أريد ذكر أسماء، لكني أشعر بأنني محظوظة، فخلال السنوات القليلة الماضية تعاونت مع عدد كبير من ألمع الفنانين والمخرجين، ومنهم أحمد السقا وهاني سلامة وشريف عرفة وساندرا نشأت ومحمد خان.

- كيف تتعاملين مع النقد؟
أحترم دائماً النقد البناء، فهو لا يزعجني بل يفيدني، لأنني أتعلم منه، لكن بعد عرض فيلم «فتاة المصنع» لم يتفهم البعض سبب عدم دفاع «هيام»، التي لعبت دورها، عن نفسها وسمعتها، وللأسف لم يدركوا أن صوت الفتاة لا يُسمع بهذا المجتمع، فمهما حاولت التحدث أو الدفاع عن نفسها لن يسمعها أحد، ولن يصدقوا إلا ما يقوله الآخرون عنها، فالمجتمع كما أكدت لك من قبل لا يتعامل مع الفتاة كإنسان له حقوق.

- هل لديك خطوط حمراء في التمثيل؟
لا، فالفن لا يعرف حدوداً ولا يعترف بمصطلح الخطوط الحمراء، فالفنان الحقيقي قادر على تقديم كل الأدوار وتجسيد جميع الشخصيات، فالفن لا يعرف نموذج النعامة التي تدفن رأسها في الرمال، بل دوره مناقشة كل القضايا مهما كانت خطورتها وحساسيتها بكل جرأة.

- ما سبب تفضيلك للشعر القصير؟
أعشق هذه القصة ولا أحب الاستغناء عنها، لأنها ببساطة شديدة تعبّر عن شخصيتي، وبمناسبة الحديث عن الشعر، أتذكر أنه في مشهد ضرب جدتي لي في الفيلم قامت بقص شعري بالكامل، ولم يتم الاكتفاء بقص شعري المُستعار بل تم قص أجزاء من شعري الحقيقي، وهو ما جعله يتعرض للتلف وتطلب الأمر مني البقاء فترة طويلة بدون تصوير حتى يعود شعري لطبيعته، وأتمكن من تقديم المشهد الأخير، ورغم صعوبة الأمر إلا أن فيلم «فتاة المصنع» يستحق العناء، فأنا لم أتردد في القيام بأي شيء يساعدني على تقديم الشخصية بشكل واقعي.