في العالم دول صغيرة في جغرافيتها وكبيرة في تاريخها

العالم,عادات وتقاليد,جمهورية سان مارينو,موناكو,ليشتينشتاين,إمارة,القمم البركانية,أوروبا,آسيا,سياحة,غرانادا,موناكو الإمارة,طبيعة

14 أكتوبر 2014

هل فكّرت يومًا في تمضية إجازة في بلد صغير لا تتعدّى مساحته بضعة كيلومترات وتحوزين في الوقت نفسه كل المتعة؟ هل فكّرت في زيارة إمارة صغيرة المساحة ولكنها في الوقت نفسه مساحتها الزمنية أكبر مما تتصوّرين؟ إليك مجموعة من البلدان حول العالم تعتبر الأصغر من حيث المساحة.


غرانادا 344 كيلومترًا مربعًا
تبلغ مساحة دولة غرانادا وأصل اسمها غرناطة الجزيرة الأندلسية الشهيرة، 344 كيلومترًا مربّعًا. هذه اليابسة البيضوية العائمة في البحر الكارييبي والملقّبة بجزيرة التوابل بسبب انتاجها الغزير لجوزة الطيب وغير ذلك من التوابل، تحضن مناطق طبيعية هي الأكثر جمالاً في بحر الكارييبي. للوهلة الأولى تظنين أن المنحدرات البركانيّة المهيبة المتدفّقة من سهل ساحلي ضيّق، مجموعة مردة تقف منذ آلاف السنين لحماية الجزيرة ومراقبة الزمن السائرعلى وجه الماء الفيروزي.
ووسط غابة استوائية مترفة الجمال تشكّل الإكليل الجبلي لغرناطة تقع بحيرة رائعة يقال وبحسب الأسطورة أن ليس لديها عمق، لذا فإنّ عددًا قليل من الناس يجرؤ على السباحة في هذه المياه الهادئة بشكل رائع.
الأروقة الطبيعية في هذه المنطقة تقود هواة المشي نحو الروائع مثل شلالات كونكورد، بينما هواة البحر يفضلون متنزّه ليفيرا الوطني.
تستقطب سانت جورج عاصمة غرانادا المشاهير الذين يمضون إجازتهم فيها نظرًا إلى أن جرعات توابل الجمال في هذه المدينة التي لا تنتهي نكهاتها، فهي مشهورة بانتاج القرفة وكبش القرنفل وقصب السكر.

ليشتينشتاين 160 كيلومترًا مربّعًا
رغم أنها مزنّرة بسويسرا والنمسا فإن إمارة ليشتينشتاين لديها الكثير مما تقدّمه لزائريها لتنافس جارتيها الجميلتين. فهذه الإمارة الصغيرة التي يحكمها الأمير هانز أدام الثاني لم تخشَ وجودها وسط دولتين عملاقتين في التاريخ والجغرافيا فهي فردوس الرياضات الشتوية.
تقع هذه الإمارة في القسم العلوي لوادي الراين في جبال الألب. إمارة هادئة كما الأميرات تعيش بترف الطبيعة لتغدقه على مواطنيها.
هنا في ليشتيشتاين لا يوجد عاطلون عن العمل ومستوى دخل الفرد مرتفع. وعاصمة الإمارة فادوتس مدينة صغيرة ولكنها قلب الإمارة النابض في الحياة، وهي توفّر لزائري الإمارة كل ما يرغبون فيه.
فالمنطقة الواقعة بين الشارع الحكومي وساحة المدينة الخاصة بالمشاة فيها كل ما تريده زائرة الإمارة للتسوّق من البوتيكات التي تعرض لأهم دور الأزياء العالمية، ومقاهي الرصيف والفنادق والمتاحف التاريخية ومعارض الفن الحديث.
العملة المحليّة المتداولة في إمارة ليشتينشتاين هي الفرنك السويسري والألمانية هي اللغة الرسمية.

جمهورية سان مارينو 61 كيلومترًا مربّعًا
في قلب إيطاليا وعند جيب جبلي شاهق تشرف جمهورية سان مارينو التي تمنح الزائر شعورًا بأنه يكنس السحاب الذي لا يُخترق، وهو يحلّق في الطائرة يتأمل من خلال كوّتها قمم جبال أبنين المكللّة بالثلوج.
وتعتبر هذه المدينة- الدولة التي تأسست عام 301 على يد بنّاء كان اسمه مارينو أصغر جمهورية قديمة في العالم، تشرف على الشمال الشرقي لإيطاليا وتبعد حوالى عشرة كيلومترات عن الساحل الأدرياتيكي.
ورغم أن مساحتها 61 كيلومترًا، يحتشد فيها تاريخ العصر الوسيط بكل تفاصيله، فالتجوال بين أسوار القلاع الثلاث القائمة على لسان صخري تدخلك في متاهة التاريخ بكل تفاصيله. فهذه القلاع تبدو كأنها تتأمل تتالي العصور بصمت مهيب يشبه المشهد الخلاب الذي تشرف عليه.
والقلعة الأقدم هي لا روكا غاييتا التي تعود إلى القرن العاشر.
وزيارة جمهورية سان مارينو لن تقتصر على التجوال بين المتاحف والقلاع، بل للموضة حصّة كبيرة وشوارع وسط ألوان الطبيعة وصفحات التاريخ، والأهم من كل هذا تسوّق من دون ضريبة.
رغم مساحة سان مارينو الصغيرة فإنها تضمّ مئات البوتيكات التي تعرض لأهم دور الأزياء الإيطالية ومراكز التسوّق مثل Atlente & Azzurro ومركز San Marino Factory Outlet و Queen outlet الذين يقدّمون مروحة كبيرة من الإلكترونيات وملابس الرجال والنساء والأطفال.
مطبخ سان مارينو بسيط ولذيذ جدًا بنكهات من المناطق التي تجاورها ممزوجة بالأعشاب المحليّة، مثل شطيرة بياندا Pianda وهي طبق شعبي في الجمهورية وتورتا تري مونتي Torta tre monti عبارة عن كيك بالشوكولا والبندق.
الوصول إلى جمهورية سان مارينو جوّا يكون عبر مطار فريدريكو فيلليني في مقاطعة ريميني الإيطالية ثم ينقل الركّاب عبر حافلات خاصة للتوجه إلى مدينة سان مارينو العاصمة.

موناكو الإمارة التي لا تتعدّى مساحتها 2,2 كيلومتر مربّع
إذا كنتِ من اللواتي يعشقن الفخامة في إجازتهن، فإنّ موناكو مرادك. هذه الإمارة الصغيرة التي خرجت إلى التاريخ المكتوب عام 1297، بعدما نزع فرانسوا غريمالدي قلعتها التي تشرف على الإمارة بكاملها، من خصمه الإيطالي.
تمتد هذه الإمارة الرائعة على 2،2 كيلومتر مربع تحتشد فيها البيوت الأنيقة المنبثقة من بين أحراج الصنوبر، والمنفتحة على هواء يتسرب إليها من جبال الألب التي تقف عند أقدامها جنوبًا ليداعب أجنحة طيور النورس وهي تغازل أمواجًا تخترق زبدها لازوردية البحر الأبيض المتوسط، فيبدو المشهد مسرحًا متحركًا يأخذ المتفرجين إلى عالم يخدّر الأحاسيس فيصعب عليهم استعادتها.
ومع بدء مهرجان «كان» الدولي في شهر أيار/ مايو تخطف موناكو من جارتها «كان» قسمًا من جمهورها الاستثنائي الذي بدوره يخطف من الزمن أياماً قصيرة، فيتحوّل شاطئها نهارًا ملاذًا لطلاب السمرة البرونزية يستلقون على رمال لؤلؤية تحت شمس ذهبية تمهّد لشروق «شمس» فضية من أنوار الكهرباء وأضواء حياتها الليلية، فتزدحم مقاهي الرصيف وشوارعها بالسيّاح والفنانين والمثقفين والصحافيين، ويكتمل المشهد بصخب الهواتف النقالة والسيارات الفخمة. 

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة