الأعراس

صفاء النجار: التماهي مع روايتي 'حسن الختام' جعلني أُمًّا!

صفاء النجار, رواية / قصة, الفيسبوك

17 أغسطس 2014

يرى الناقد مدحت صفوت أن رواية «حسن الختام» للكاتبة المصرية صفاء النجار الصادرة عن دار «رؤية»، في القاهرة، تفضح عورات المجتمع العربي عموماً والمصري خصوصاً، ذلك المجتمع الذي يعيش تناقضاً صارخاً بين شكل للدولة المدنية وجوهر خالص للدولة الدينية.
صدرت
لصفاء النجار من قبل مجموعة قصصية بعنوان «البنت التي سرقت طول أخيها» 2004، ورواية «استقالة ملك الموت» 2005.


- ماذا تمثل لك «حُسن الختام» ضمن مشوارك الأدبي؟ وإلى أي مدى أنت راضية عن استقبالها نقدياً؟
رواية «حُسن الختام» هي خطوة في طريقي الروائي، جربتُ من خلالها استخدام الصوت الواحد مع التنويع في صيغة الخطاب الروائي ما بين الحديث عن الأنا، ومخاطبة الذات، والابتعاد قليلاً للحديث عن النفس باستخدام ضمير الغائب، كما تراوح السرد مع الزمن ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فهي تجربة مشبعة ومحفزة لتجارب أخرى. وقد سعدت بالاستقبال النقدي الرائع للرواية والمحبة التي أحيطت بها من أساتذة وأصدقاء نقاد وروائيين وشعراء، قدموا مداخل متعددة ومتنوعة لتفكيك النص الروائي وتحليله.

- تزخر هذه الرواية بتفاصيل طبية دقيقة، كيف أتيح لك الإلمام بتلك التفاصيل؟ هل هي حصيلة قراءات في الموضوع، أم حصيلة تجربة شخصية؟
التفاصيل الطبية الدقيقة حصيلة قراءات عميقة ومتنوعة في الموضوع باللغتين العربية والانكليزية. فإلى جوار كوني روائية، أنا باحثة أكاديمية، ومن ثم لم يشكل البحث عن الجوانب المعرفية في الرواية أي صعوبة، وكان الصراع الخفي يدور بين المحو والإظهار، بخاصة مع توافر المعلومات عن الموضوع، حتى لا تثقل هذه المعلوماتية انسياب السرد الروائي، وقد غلَّبت المحو، فلم تظهر معلومة إلا واستخدمها السرد لتفسير وضع أو توضيح حالة، أو تطوير حدث.
ويعتقد كثيرون أن رواية «حُسن الختام» تجربة ذاتية، خاصةً أن الطفلة في الرواية تحمل اسم ابنتي «مريم»، لكن الحقيقة أنني كتبت هذه الرواية قبل حملي لـ«مريم»، ولا أبالغ إذا قلت إنني من عمق التماهي مع الراوية أصبحت أُمًّا.

- شخصية «حبيبة»، المثقفة العازفة عن الخوض في غمار أحداث سياسية تموج بها البلاد، إلى أي مدى تقترب أو تبتعد من شخصيتك؟
«حبيبة النحال» كتركيبة نفسية تبتعد كثيراً عني، فهي شخصية وحيدة حائرة، مضطربة، تبدو كريشة طافية في فضاء الأحداث، من دون يقين أو رؤية واضحة للعالم، تطرح من التساؤلات أكثر ما تقدم من الإجابات. لكنها في الوقت نفسه تعكس بعضاً من تفاصيلي الخاصة، البيئة، الذوق، الحساسية، الاهتمامات الفنية... الخ.

- تضعين من وقت إلى آخر مقتطفات من روايتك، على صفحتك على «فيسبوك» وكأنك تراهنين على أن في هذا الفضاء الافتراضي فرصة أوسع لتلقي عملك؟
بالأساس لم أتعرف على عالم «فيسبوك» قبل الانتهاء من تصميم غلاف الرواية للرائع حسين جبيل، ومن ثم فصفحتي أنشأتُها بهدف التعريف بالرواية ونشر مقاطع منها، وكان رهاني صائباً، فمن خلال هذه الصفحة أصبح للرواية عرَّابون وأصدقاء كثيرون، لم يكتفوا فقط بقراءتها، بل ونشر مقاطع منها على صفحاتهم، وتقديم قراءات متعددة ومتنوعة عنها، أذكر منهم إبراهيم عادل، خلود السوَّاح، لبنى أحمد، حمدي عبد العزيز، ممدوح رزق.

- كيف تنظرين الآن إلى عثرات واجهت نشر هذه الرواية؟
ما واجه الرواية من ظروف خاصة بتأخر النشر لأسباب متعلقة بي حيناً وأحياناً لأسباب رقابية، أراه -من منطلق صوفي- جزءاً من كل، قطعة فسيفساء في لوحة كونية لا أعرف ماهيتها أو أبعادها، لكني أؤمن بحتمية وضرورة وموقع كل جزء منها، ومن ثم فإني أجتهد في عملي وأترك الوقت لصاحب الوقت.

- هل تستعدين لنشر عمل جديد؟
«أشخبط» حالياً في متوالية قصصية تدور أحداثها في عالم متخيل، هو عالم «اسبراريا»، وهي مدينة طازجة، مراوغة، مدهشة وواقعية جداً في عالمها الافتراضي. ولديَّ مشروع روائي، راويته سيدةٌ سلبيتُها هي وقود حياتها، وهي نموذج آخر من نسائي اللاتي لا يمكن إلا التعاطف معهن.

- الانهماك في جدل حول قضايا أدبية وأخرى سياسية على «فيسبوك»، هل تعتبرينه منشطاً للإبداع أم معوقاً له؟
للعملية الإبداعية شقان: الأول لحظات إلهام وميلاد لشرارة فكرة أو موقف أو حدث، والثاني حالة كمون وسبات واختمار وتخليق وصياغة للفكرة المتولدة عبر لغة دالة.
والتفاعل اليومي عبر «فيسبوك» قد يكون محفزاً للشق الأول، لكن استمرار التفاعل اليومي معطل ومعوق ومشتت للشق الثاني.