الأرجنتين... يصدح في فضائها وقع التانغو الأنيق

الأرجنتين, بوينس آيرس, Buenos Aires, شلالات إغواسّو, Iguazu, أوشوايا, Ushuaia, سياحة, أميركا اللاتينية, تانغو, شلالات

31 أغسطس 2014

متباهية بجمالها على وقع التانغو يصدح في فضاء أميركا اللاتينية، فتبدو أمواج المحيط الأطلسي التي تذوب عند سواحلها الغربية أرتال راقصين مبتدئين جذبهم الغموض والشغف إلى حفلة تانغو أنيقة لا ينتهي فيها المد والجزر.
إنّها الأرجنتين تلهم غربًا جارتها تشيلي التي تفصلها عنها جبال الأنديز روح ثورة إيفيتا بيرون التي ودّعت الأرجنتين على فراش الموت وهي في عز شبابها بأغنية «لا تبكي من أجلي يا أرجنتين».
فيما تبدو جاراتها الأوروغواي والباراغواي وبوليفيا وقد اتخذت من حدودها الشرقية موقعًا استراتيجيًا لمراقبة ولادة تشي غيفارا جديد.
ويتسرب إلى البرازيل التي تقع عند حدودها الشمالية والشمالية الشرقية شغف كرة القدم لتنافسها على الألقاب العالمية، بين رقصة سامبا ورقصة تانغو كرويتين وحدها الإيقاعات تفوز باللقب.


بوينس آيرس Buenos Aires

تحدّق إلى مرآتها نهر «ريو دو لابلاتا» تعبُّ منه شبابًا لا ينتهي، فتغسل وجهها بمياهه وتجففه بالهواء اللطيف كما يعني اسمها ( بوينس آيرس).
وكما كل عواصم العالم تحضن بوينس آيرس الكثير من التناقضات التي تجعل منها مدينة فريدة تضجّ بإيقاع التانغو الذي أبصر النور للمرة الأولى فيها عام 1880. ورغم أنها تخلّت عن الأصول الأوروبية، تشعرين وأنت في وسطها التجاري بأنك في أحد الأحياء الباريسية بفنادقها الفخمة ومقاهي الرصيف حيث يجتمع رجال الأعمال والموظّفون والمتسوّقون لتناول القهوة أو الغداء على الطريقة الأوروبيّة.
في حين تصطف على طول جاداتها الأشجار وتتوسطها الساحات الأنيقة التي تنطلق من بعضها شبكة عنكبوتية من الشوارع، تتجاور فيها المصارف والشركات التجارية والبوتيكات التي تعرض منتجات دور الأزياء العالمية.
وما عليك سوى السير على خطى التانغو بثقة والتسوّق على إيقاعاته.

وتعتبر ساحتا مايو وجادة 9 ديه خوليو من أكبر الجادات في العالم وتشكّلان متاهة حقيقية للمشاة، في حين تشكّل جادة سانتا شريان المدينة التجاري.
وتضم كاتدرائية ميتروبولينا مقبرة خوسيه دو سان مارتين بطل الأرجنتين الذي ناضل من أجل استقلالها، مما يجعلها مزارًاللأرجنتينيين. أما إذا كنت من عشاق الأوبرا فتياترو كولون ملاذك.
كما تضم بوينس آيرس مجموعة من المتاحف، أهمها المتحف الوطني للفنون الجميلة ومتحف السينما والمتحف التاريخي الوطني.

وفي بوكا تعيشين مغامرة إيطالية بكل متعها، فهنا في هذه الضاحية المنبسطة على نهر رياشويلو تصطف البيوت الخشبية المطلية بألوان زاهية تبعث النشوة في نفس من يتجوّل في أزقّتها الضيّقة التي تفوح منها رائحة البيتزا والباستا، وقد تظنين أن إيطاليا قد أبحرت من المتوسط عابرة مضيق جبل طارق لتستريح عند سواحل الأطلسي وتُسكن في عالم أميركا اللاتينية عالمَ عصر النهضة الأوروبية.

شلالات إغواسّو Iguazu
تنساب شلالات إغواسّو بهدوء مريب في الغابة الأمازونية بين الأرجنتين والبرازيل قبل أن تتدفّق بغزارة على طول جرف من البازلت، محدثة هديرًا مدوّيًا.
فيشعر زائر المكان بأنّه وسط مسرح من الأحاسيس يوقظ لديه حواس السمع والبصر واللمس إلى أعلى درجاتها. هنا قرب الشلالات ألحان سمفونية مائية هدّارة لا يتعب موسيقيوها ولا يملّون، فيرشح من مقطوعاتهم رذاذ يعانق زائر المكان بشغف، حافرًا في ذاكرة السمع أصوات الطبيعة المدويّة، فيما يرشح من ذاكرة البصر مشهد قوس القزح الذي ترسمه ريشة الشمس وهي تخترق جزيئات الماء الكثيفة المنفلتة في أعلى الشلالات.
تحيط الشلالات مجموعة من المتنزّهات المترفة التي توفّر مغامرات عدة، من بينها مغامرة التسلّق. فإذا كنت سبّاحة ماهرة وتهوين التسلّق بالحبل فإغواسو ملاذك، فضلاً عن رياضة الرافتينغ التي توفرها المنتجعات الجبلية المجاورة للشلالات.

أوشوايا Ushuaia
مزنّراً بشكل رائع بين قناة بيغال والقمم الثلجية لـ سيررو مارشال Cerro Martial، يشكل مرفأ أوشوايا الجزء الأخير للحضارة بالنسبة إلى المراكب المبحرة نحو القطب الجنوبي Antarctic، وكذلك نقطة نهاية القارة.
فأوشوايا ممر طرق السفن التجارية وسفن المغامرات والأبحاث البحرية. تنتشر على طول رصيف المرفأ المقاهي التي تمزج بين متعة احتساء فنجان قهوة أو كوب شاي أو تناول وجبة لذيذة ومشهد المحيط الأطلسي الذي لا ينتهي إلا عند حدود الأنتاركتيكا.
وفي الشتاء الجليدي تنشط رياضة التزحلق على الجليد، وخلال أيام الصيف الطويلة تكون الجولة على الدراجة الهوائية أو مشيًا على القدمين عند الصباح أمراً فيه من المتعة التي تبقى في الذاكرة لتنعشها بنسائم باردة تطوف في صور لمدينة - مرفأ تشبه مدنًا تفترضها مخيّلتنا.

 

معلومات عن الأرجنتين

  • الأرجنتين ثامن أكبر دولة في العالم
  • ثاني أكبر دولة في أميركا اللاتينية
  • اكبر دولة في العالم يتكلّم سكانها اللغة الإسبانية

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة