جوني ديب: أكره فناني الأرباح السهلة والأمجاد السابقة

جوني ديب, فيلم, ممثل, شخصية, السينما

06 سبتمبر 2014

ظهر جوني ديب (50 سنة) بنجاح متفوق وشعبية متزايدة منذ ثمانينات القرن العشرين في أفلام مختلفة مثل «إدوارد والمقص الذهبي» و«إيد وود» و«حلم أريزونا» و«الخوف في لاس فيغاس» و«دوني براسكو» و«دون خوان دي ماركو» و«سويني تود» و«أليس في بلاد العجائب» و«قراصنة جزر الكاراييبي» بأجزائه الأربعة حتى الآن، تاركاً العنان لقدراته الدرامية تحت إدارة كبار المخرجين، من أمثال أمير كوستوريتزا وجيم جارموش وتيم بورتون الذي يمنح جوني ديب بطولة كل أفلامه، وتيري غيليام وجون واترز ورومان بولانسكي وغيرهم، إضافة إلى خوضه تجربة الإخراج السينمائي لمرة واحدة.
وقد نزل حديثاً إلى صالات السينما فيلم «ترانساندنس»، من بطولة ديب وربيكا هول وإخراج والي فيستر، وتدور أحداثه في زمن مستقبلي يكتشف فيه أحد العلماء وسيلة لاقتحام العقل الإلكتروني والدخول إليه من أجل تسخير مقوماته لمصلحة تقدم البشرية وحماية البيئة.
ولمناسبة قيام جوني ديب بالترويج للفيلم، التقت «الحياة» النجم الهوليوودي في باريس وحاورته.


- تؤدي في فيلمك الجديد «ترانساندنس» من إخراج والي فيستر، شخصية عالم يكتشف وسيلة لاقتحام العقل الإلكتروني وتطويره بحيث يعمل لمصلحة البشرية والحفاظ على البيئة. فما الذي دفع بك إلى قبول هذا الدور المختلف كلياً عن الأدوار التي تؤديها عموماً، بخاصة في أفلام المغامرات بأشكالها وأنواعها المختلفة؟

أعتبر أن فيلم «ترانساندنس» ينتمي إلى لون المغامرات العلمية، وبالتالي لم أكسر الإطار الذي اعتدت العمل فيه كلياً بل في أسلوب جزئي فقط، ذلك أن الفارق موجود وواضح بين أعمال من نوع «قراصنة جزر الكاراييبي» بأجزائه الأربعة حتى الآن، مثلاً، و«أليس في بلاد العجائب»، ثم «ترانساندنس»، مع أنها كلها مبنية على المغامرات والحركة. والشيء الذي يعجبني ويضحكني في الوقت نفسه هو كوني أظهر في أفلام مختلفة إلى أبعد حد عن بعضها بعضاً وهذا مصير وهدف كل ممثل في الوجود، لكنها كلها تقريباً مصنفة في إطار واحد هو المغامرات، الأمر الذي يدفع بالإعلاميين أحياناً إلى توجيه السؤال إلي في شأن رغبتي في التنويع.
فأضحك وأرد عليهم «التنويع في ماذا بالتحديد، وأرجوكم ذكر أسماء الأفلام التي تجدونها تتشابه على قائمة أعمالي حتى الآن بصرف النظر عن «قراصنة جزر الكاراييبي»، طبعاً لأنه مقسّم إلى أربعة أجزاء وربما خمسة في مستقبل قريب، مبنية كلها وفق أساس حبكة مشتركة.
ورغم كلامي هذا سأرد على سؤالك قائلاً إن دور العالم المحافظ على البيئة في فيلم «ترانساندنس» لا يشبه من قرب أو من بعيد أي دور من أدواري السابقة، وربما أن هذه المعلومة هي التي دفعت بي إلى الموافقة الفورية على المشاركة في الفيلم.

- تبدو في بداية هذا الفيلم وكأنك منقذ البشرية قبل أن تنقلب الأوضاع ويقتنع محيطك بأنك عبارة عن شخص مختل التوازن يرغب في تدمير العالم. هل أعجبتك حكاية أداء الخير والشر في آن واحد؟
أنها من أحلى تجاربي الفنية وأقواها، ذلك أن الممثل عموماً يؤدي شخصية البطل الشجاع أو الشرير في فيلم محدد، لكن الدورين مرة واحدة شيء نادر الحدوث، وأنا محظوظ لأن الحكاية وقعت علي.

- أنت معتاد على التنكر في أفلامك، ربما مثلما كان يفعل الممثل الفكاهي الراحل بيتر سيللرز، وها أنت في «ترانساندنس» تبدو بمظهرك الطبيعي، فأي الأمرين يثير خيالك أكثر من الأخر؟
أشكرك على المقارنة بيني وبين سيللرز الذي أعتبره من أهم الممثلين في العالم وعلى مدار الفترات الزمنية المختلفة. صحيح أنني في العدد الأكبر من أفلامي أضع الماكياج المشوه لملامحي وأتنكر في ثياب تنتمي إلى قرن ماض أو مستقبلي خيالي وأغيّر نبرة صوتي.
وكنت مستعداً لفعل الشيء نفسه في «ترانساندنس» حينما فاجأني مخرج الفيلم والي فيستر طالباً مني أداء الدور بأسلوب طبيعي جداً، من ناحية المظهر والتركيز أساساً على الأحاسيس والسيكولوجيا الخفية لهذا الرجل الذي يحلم بتحسين أحوال البشرية. لقد شعرت في الحقيقة وكأنني، للمرة الأولى في حياتي، أقف مجرداً من ثيابي أمام الكاميرا، مع أنني لم أتخلّ عنها لحظة واحدة في الحقيقة، إلا أن التنكر الذي أعتده يمثل درعاً الحامية، والتخلي عنه أفقدني صلابتي وحثني على التفتيش في أعماق نفسي عن حماية من نوع أخر، لا سيما السيكولوجيا التي كان المخرج قد حدثني عنها.
لقد رفعت التحدي وصرت أرغب في تكرار مثل هذه التجربة لأنها وضعتني في خطر، فأنا أكره الفنان الذي يختار المسلك الأمين المربح والمبني على أمجاد سابقة.

- أنت بعيد جداً عن المسلك الأمين في أسلوب تقمصك لشخصية القرصان جاك سبارو في مجموعة أفلام «قراصنة جزر الكاراييبي»، ذلك أن الرجل لا يشبه ما يعتاده المتفرج في الأعمال التي تروي مغامرات القراصنة، ويبدو وكأنه قد خرج مباشرة من الرسوم المتحركة. ما هو تعليقك على ذلك؟
لم أستمد شخصية سبارو من الرسوم المتحركة مباشرة لكن من عضو فريق الرولينغ ستونز الموسيقي الغنائي كيث ريتشارد. أعشق هذه الفرقة منذ صباي، خصوصاً ريتشارد، ذلك أن الرجل يتميز بأسلوب في التحرك فوق المسرح يبهرني ولا يشبه أي شيء آخر في الساحة الفنية، لا الماضية ولا الحالية.
لقد رأيت أن جاك سبارو في إمكانه أن يكون كيث ريتشارد بدوره لكن في دنيا قراصنة البحار. وكلامك صحيح إلى حد ما إذا أخذنا في الاعتبار أن ريتشارد لا يبتعد كثيراً في مظهره فوق المسرح عن الشخصيات الطريفة التي نراها في بعض الرسوم المتحركة.

- أنت منحت سبارو صوتاً فريداً من نوعه وطريقة في الإلقاء غريبة جداً؟
هل تصدقني إذا قلت لك أنني فقدت قدرتي على النطق في شكل عادي بعد أدائي دور جاك سبارو في أربعة أفلام متتالية استغرق تصوير كل واحد منها ما لا يقل عن ستة شهور متتالية.
كنت أتكلم مثله وأقلد صوته في بيتي مع أولادي وفي كل المناسبات، من دون أن أعير الأمر أدنى اهتمام، ومن دون أن أكون على وعي به.
فصار محيطي يضحك مني إلى أن شعر وكيل أعمالي بالخطر الذي كان يهددني ووجهني إلى أخصائي عمل معي كي أستعيد طريقتي الطبيعية في النطق وأيضاً صوتي الأصلي. واستغرقت العملية أربعة شهور كاملة.

- ما الذي سيحدث إذا مثلت في مغامرة جديدة لجاك سبارو نفسه؟
سأستعين بالأخصائي المعني فور إنهائي تصوير الفيلم.

- كيف تفسر ظهورك في كل أفلام السينمائي تيم بورتون منذ سنوات وحتى اليوم؟
أنا وبورتون صديقان قديمان جداً وكل منا يقدر العمل الفني للثاني. ونحن أبرمنا اتفاقاً ينص على أن أكون أنا بطل كل أفلامه، على الأقل طالما أن كل واحد منا يظل يرغب في احترام الاتفاقية.

- كيف تفسر شعبيتك العالمية؟
أعتقد بأنها نتيجة التقدير الذي أوليه لجمهوري في كل المناسبات. أنا مدين للجمهور بنجاحي، وهو على دراية بالأمر وعلى يقين كذلك بأنني لا أنسى هذا الأمر. وغير ذلك فأنا أحب عملي وأتقنه قدر المستطاع.

CREDITS

إعداد: باريس- نبيل مسعد عن الشقيقة 'الحياة'