بين العملاقين الأرجنتين والبرازيل، تنفرد الأوروغواي بخصوصية لم تستطع جارتاها طمس هوّيتها، ورغم أنها لا تدخل في لعبة التسويق السياحي فإنها تملك ما يكفي من الجمال الذي يجعل صمتها أبلغ من الكلام.
كل تفاصيل الأوروغواي تنمّ عن جمال أخّاذ انصهرت فيه روائع أميركا اللاتينية الطبيعية وثقافتها وحفاوة سكّانها، وأسلوب أوروبا الكولونيالية التي تركت في مدنها معالم معمارية فريدة، فيما بقي ريفها وادعًا، وشواطئها المعانقة للمحيط الأطلسي تستمتع بدفء الشمس تطفئ حرارتها بزبد الموج يذوب بين رمالها اللؤلؤية.
ومما لاشك فيه أن الأوروغواي برزت في كأس العالم لكرة القدم، حين جمع لاعبو فريقها رقصتي السامبا البرازيلية والتانغو الأرجنتينية على أرض البرازيل، فبرعت في الرقصتين.

ريفييرا الأوروغواي وترف الشاطئ

بمواقعها الساحلية التي لا تحصى وشواطئها البحرية وحشود السياح تشكل المنطقة الشرقية لمونتيفيدو واحدة من المناطق العصرية الأكثر أوروبية في الأوروغواي. وتعتبر منطقة أتلانتيدا Atlantida  و بيريابوليس Piriapolis  مكان المغامرات البحرية وبان أزوركا  Pan de Azurca وميناس Minas البلدة الصغيرة المحاطة بالهضاب الحرجية أماكن رائعة لتمضية إجازة فريدة.
وتشكّل بونتا دل إيسته Punta del Este المنطقة البحرية الأكبر والأشهر في الأوروغواي، وهي من الوجهات السياحية الأكثر ترفًا في جنوب أميركا. فهنا تحتشد نواد اليخوت، وملاعب الغولف والكازينو والفيلات الفخمة. يضاهيه في الترف الشواطئ اللؤلؤية التي تشكل مرتع هواة السمرة والسباحة. وبالقرب من بونتا دل إيسته إيسلا غوريتي  Isla Gorriti التي تملك شواطئ رائعة وأطلال قلعة تعود إلى القرن الثامن عشر، فيما إيسلا دو لوبوس isla de Lobos  فيها محمية طبيعية لأسود البحر.

بلدة دل ساكرامانتو  Sacramanto

وزيارة مونتيفيدو لا تكتمل إلا بالإستلقاء على شواطئها اللؤلؤية والإستمتاع بزرقة المحيط الأطلسي. فغرب العاصمة وفي القسم الأورغواياني المقابل لنهر دو لا بلاتا وفي ريو الأوروغواي تقع المنطقة الريفية الزراعية الأهم في البلاد كولونيا دل ساكرامانتو Colonia del Sacramanto ، وهذه مدينة تنبض بالحركة حيث شوارعها وأزقتها المرصوفة بالحجارة وأبنيتها المطلية بالأبيض تنشر سحرًا فريدًا من نوعه. فيما شواطئ ميرسيدس Mercedes مثالية لركوب القوارب الصغيرة والصيد والسباحة وكذلك Paysandu المدينة الثانية في الأوروغواي من حيث المساحة، وتمتلك متاحف رائعة.

كولونيا دي سويتزا Colonia de Suiza

تقع على مسافة 120 كيلومترًا من مونتيفيديو شيّدها المستعمرون السويسريون عام 1826، وكانت أول مستعمرة زراعية في الأوروغواي وتعتبر راهنًا المصدر الأول للقمح إلى كل مدن الأوروغواي. تحتفظ هذه المدينة بطابعها الكولونيالي السويسري بأبنيتها وأطلالها التي تقول بصمت جميل: السويسريون كانوا هنا.

مونتيفيديو Montevideo عاصمة  جمالها شريط من الروائع

من هنا من مونتيفيدو عاصمة الأوروغواي إنطلقت أوّل بطولة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم عام 1930 بين 13 و30  تموز/ يوليو. مما يشير إلى أنّ جمال هذه المدينة وتطوّرها لم يكونا حدثين طارئين بل روحها التي تحرّكها منذ أن أسسها عام 1724 الجند الإسبان لتكون موقعًا استراتيجيًا في خضم الصراع الإسباني - البرتغالي على منطقة الفضة.
لعلّ موقع مونتيفيدو الجغرافي على شمال- شرقي ضفة نهر لابلاتا، أو نهر الفضّة، جعلها في مواجهة العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. وكأنها تنافس العاصمة الأرجنتينية على روائعها المعمارية التي امتزج فيها الفن المعماري الإسباني والإيطالي والآرت ديكو.
تعتبر أحياء مونتيفيدو الشاهد على روائع الهندسة المعمارية، من هذه الأحياء Ciudad Vieja أو المدينة العتيقة المشيّدة على أرخبيل قريب من الميناء البحري، فيما الوسط التجاري يقع شرق المدينة حول ساحة الإستقلال Plaza Independencia.

التجوال في مونتيفيديو يبدأ من ساحة الإستقلال، الساحة الرئيسية في المدينة، نحو مينا فيا في المدينة العتيقة، مما يتيح للزائر اكتشاف المواقع الرئيسية للعاصمة. وفي الساحة ضريح أرتيغاس المكسو بالرخام الأسود يعلوه مجسم البطل القومي أرتيغاس Artigas يجاور قصر سالفو بطبقاته الست وعشرين الذي كان أطول بناء في أميركا الجنوبية، وقد شيّد عام 1927 و لا يزال إلى اليوم المبنى الأكبر في المدينة. وعند الشرق تنتشر المعالم التاريخية الفريدة بنمطها المعماري وهي ساحة كونستيتوسييونيه Plaza Constitucion وكابيلدوCabildo  وفندق المدينة الذي بني على النمط النيو كلاسيكي وكنيسة ماتريز المعلم الأقدم في المدينة شيّد عام 1799.

ومن بين المواقع الأخرى المهمّة في المدينة والتي يجدر زيارتها متحف التاريخ الوطني المؤلف من أربع طبقات، ومتحف ديل غوتشو دي لا مونيدا Museo del Gaucho de la Moneda (الغوتشو هم رعاة البقر في أميركا اللاتينية) الذي يحتفظ بمجموعة رائعة من تراث ثقافة الغوتشو في البلاد.

التسوّق على الطريقة الأوروغويانية

ميركادو دل بويرتو Mercado del  Puerto هو من أجمل الموانئ البحرية في أميركا الجنوبية، يتمتع بوهج المراكز التجارية النابضة بالحياة بسوقه التجاري، والمقاهي وزحمة فناني الشارع، ممّا يجعل التجوال في هذه المنطقة كرنفال يوقظ الحواس الخمس من دون توقف. ولا بد من زيارة سوق Feria de Tristan Narvaja المفتوح حيث يجد الزائر المواد الغذائية وتحف الأنتيك والتذكارات. في المدينة العتيقة تحتشد مجموعة كبيرة من المتاجر والمقاهي والنوادي الليلية والمسارح، ولكن هواة الواجهات التي تعرض أجمل الأزياء يفضلون أفينديا 18 دي خوليو الموجودة في شرق المدينة  حيث يجدون متعتهم في التسوّق.