حورية فرغلي: أحتاج لأدوار منحرفة، طيبة، لا يهم...

مسلسل,حورية فرغلي,استوديو,فيلم,الجمهور,أفلام,السينما,جلسة التصوير

سعيد أبو زيد (القاهرة) 22 أكتوبر 2014

ما إن ظهرت على الشاشة كضيفة في برنامج «العاشرة مساء»، الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي على قناة دريم، حتى اتهمها البعض بأنها ذهبت إلى الاستوديو دون تركيز، لكنها تبدي دهشتها وتقول لنا: «كيف يحولون الإجهاد الذي كنت فيه أثناء تصوير الحلقة إلى اتهام بشع مثل هذا؟».
الفنانة حورية فرغلي تتكلم أيضاً عن حقيقة مشاكلها مع مصطفى شعبان، ولماذا تطالب جمهورها بأن ينسى مسلسل «دكتور أمراض نسا» الذي شاركته بطولته، وتكشف تجربتها المقبلة مع المخرج يسري نصر الله، والفيلم الآخر الذي أصابها بالاكتئاب، والرجل التي تنتظر ظهوره في حياتها.


- أين أنت من السينما بعد فيلم «القشاش» وماذا عن فيلمك الجديد «ديكور»؟
أنا موجودة، والسينما هي اختياري الأول والأخير، لأنني نجحت من خلالها، وتعرفت على جمهورها ولا أطيق الابتعاد عنها، خصوصاً أن أفلامي كلها التي قدمتها حتى الآن حققت أعلى الإيرادات، وجذبت الناس إلى دور العرض.
وأنا الآن في انتظار عرض فيلمي الجديد «ديكور» مع المخرج خالد عبد الله في مهرجان دبي المقبل ضمن المسابقة الرسمية، لقد استمتعت بالتعاون فيه مع ماجد الكدواني وخالد أبو النجا، لكنني واجهت خلاله صعوبات كبيرة.

- ما هي هذه الصعوبات وماذا عن شخصيتك في الفيلم؟
الفيلم مزيج من فيلمي «نهر الحب» الشهير للنجمة الرائعة فاتن حمامة و«الليلة الأخيرة» لمريم فخر الدين وأحمد مظهر، أي أنه خليط بين الرومانسية والإثارة والغموض، وقد أرهقني جداً، خصوصاً أننا صورناه بتقنية الأبيض والأسود، وعشت بعده شهراً من الاكتئاب، لأنني تأثرت جداً بالشخصية والأحداث.
وأجسد فيه دور «مها» مهندسة ديكور وخبيرة في ابتكار العوالم الخيالية، تتعرض لضغط شديد في عملها، إلى درجة أنها تتخيل أشياء في الأفق، وفجأة تجد نفسها متنقلة بين عالمين، أحدهما بمواصفات ديكور الفيلم الذي تعمل فيه والآخر من الواقع، وفي هذا الإطار يدور صراعها مع بقية شخصيات الفيلم وتتوالى الاحداث.

- لكن شخصية «مها» تختلف كثيراً عن الشخصيات الفنية التي قدمتها من قبل وتحديداً الفتاة الشعبية، هل يقبلك جمهورك في هذا الإطار؟
أرفض التكرار وأن يراني جمهوري في دور قدمته من قبل، حتى لا أحرق نفسي، لذلك عشت جواً من التحدي الخاص جداً في شخصية مها، وإذا كنت تألقت في دور الفتاة الشعبية في أفلام «عبده موتة» و«قلب الأسد» و«القشاش» وقدمت شخصيات مختلفة، فلا يعقل أن أبقى أسيرة دور واحد أو إطار واحد، فأنا لا أقبل ذلك أبداً وأبحث عن التنوع، لأنني حتى الآن لم أبرز إلا أقل من 10 في المئة من قدراتي كممثلة.
أنا بحاجة لأدوار تكون مفاجأة للجميع ولم تقدم من قبل، منحرفة، طيبة، لا يهم، المهم أن يكون الدور قادراً على استفزازي، وهو ما أراهن عليه في الفيلم الجديد «حب رومانسي» مع يسري نصر الله.

- أفلام يسري نصر الله توصف بأنها سينما مهرجانات، فماذا عن تجربتك معه؟
الحقيقة غير ذلك، والمخرج الأستاذ يسري نصر الله واعٍ، ولا أبالغ إن قلت إنه مخرج عالمي وله كادرات واختيارات مدهشة، وأنا سعدت جداً لأنه اختارني لبطولة فيلمه الجديد «حب رومانسي»، ومن المفترض أن نبدأ التصوير، وستدور نصف أحداث الفيلم في بريطانيا باللغة الإنكليزية، أما النصف الآخر فسيكون في مصر، ويشاركني البطولة رمزي لينر، من تأليف زكي فطين عبدالوهاب وعمر شامة.
وشخصيتي في الفيلم مغايرة تماماً لكل ما قدمته من قبل، وسأرد من خلاله على كل من شككوا فيَّ، وأعتبره نقلة مهمة في حياتي، وقد نشارك به في مهرجان «كان» السينمائي.

- بعد أربعة أفلام شعبية من العيار الثقيل حققت أعلى الإيرادات البعض يتساءل عن سر الخلطة التي قدمت بها هذه الأدوار، رغم أنك لا تنتمين إلى الطبقة الشعبية؟
(تضحك) لا توجد خلطة خاصة، لكن يوجد استحضار للشخصية ومفرداتها ومذاكرتها جيداً مع المخرج للوقوف على طريقة كلامها ومشيتها وعلاقاتها مع الآخرين.
وأنا بصراحة ومع نجاح كل الأفلام التي تقدم عن النماذج البشرية في المناطق الشعبية ضد الهجوم على هذه النوعية، لأن كثيراً من الناس يجدون أنفسهم وسط هذه البيئات ويعانون معاناة أهلها، فالأفلام الشعبية صادقة جداً، وليست لديَّ مشكلة في تكرار الوجود في هذا الإطار الفني، لكن دون تكرار الشخصية.

- لا يزال الكثيرون يتوقفون أمام دورك في فيلم «القشاش» مع محمد فرج وصافيناز، كيف تقوِّمين هذه التجربة؟
كانت تجربة ممتعة، رغم أن الفيلم شارك فيه أكثر من 30 فناناً وفنانة، وأعتبر شخصية زينة في «القشاش» تركيبة متنوعة بين الأكشن والدراما والكوميدي، شخصية كنت أبحث عنها حتى أقدمها، لأنها مزيج من المشاعر، فيها القسوة والجمود والفرح، وتعتبر من أكثر الأدوار التي أرهقتني في كل أعمالي، فتاة تتعرض لظلم كبير في حياتها وتحاول البحث عن طريقة للسيطرة على هذا الظلم، فتحارب الدنيا حتى تلتقي سيد القشاش، ويعيشان معاً قصة حب مليئة بالأخطار والمطاردات.

- وماذا عن عملك فيه مع المخرج إسماعيل فاروق، وخصوصاً أنها كانت التجربة الثانية معه؟
هو مخرج محترف بمعنى الكلمة والعمل معه متعة، وأشعر براحة شديدة في التعامل معه، لأنني كنت أتحدث معه بحرية وبدون تكلّف كما يقولون، وإذا كانت لديَّ أي ملاحظات، سواء على دوري أو على السيناريو بشكل عام، يستمع لي ويتفهم وجهة نظري، وهذا التوافق الفني والفكري ظهر من خلال الفيلم.

- ماذا عن أفلامك مع محمد رمضان؟
هو نجم كبير، و«وشنا حلو على بعض»، ولا يمكن أن أنسى نجاح «عبده موتة» أو «قلب الأسد»، وأرحب بأي تجربة جديدة تجمعنا، وأرى الهجوم عليه قلة أدب، لأنه فنان حقيقي.

- متى تقدمين فيلماً خاصاً بك أو بطولة مطلقة تكونين أنت فيها محور الأحداث؟
لا أمانع البطولة المطلقة، لكن المهم السيناريو. وبعد التجربة أستطيع القول إن العمل الجماعي أكثر متعة، وهو أكثر الألوان الفنية الناجحة في دور العرض.

- كيف ترين المنافسة في السينما؟
طبعاً صعبة جداً، لأنها مقياس نجاح يعمل على مدار العام، وبورصة النجم تتأثر بالأفلام التي يقدمها، فالحفاظ على النجومية في السينما أصعب كثيراً من الدراما، لأنها شباك تذاكر، وإذا لم تعجب الجمهور أو يشده دورك فلن يدخل وسيبحث عن فيلم آخر.

- كثيرون يتخوَّفون من إيرادات أفلام السينما ويخشون الخسارة لذلك يفضلون الدراما. ما رأيك؟
الأمور يجب ألا تحسب بهذا الشكل، وإذا حدث ذلك فلماذا نعمل من الأساس؟ وفي هذا الوقت الحرج نحتاج إلى العمل والجد في سبيل مساندة الصناعة واستمرارها، وأنا لا يمكن أن أستغني عن السينما وأحب أن أقدم كل التجارب والشخصيات. أما مسألة الخسارة والمكسب فهي في النهاية نصيب.

- كيف ترين التعامل مع النجوم الكبار مثل حسن حسني ودلال عبد العزيز في «القشاش» وغيرهم في أعمال أخرى؟
طبعاً، العمل مع النجوم الكبار له طعم خاص، وفي رأيي هم أبطال العمل ونحن التلامذة، وأنا أرحب بأي فنان كبير في العمل وأسعى لذلك حتى تنضج خبراتنا، أستمتع بالعمل مع هؤلاء العمالقة وأحاول التقرب إليهم ومعرفتهم.

- كثرة الأغاني الشعبية في أفلام الموجة الجديدة هل أنت معها أم ضدها؟
معها 100 في المئة، لأنها جزء من مجتمعنا. أنظر كيف يتعامل سكان المناطق الشعبية في الشارع، وماذا يريدون، وأسلوبهم في الحياة، وستكتشف أن الأغنية الشعبية جزء من حياتهم اليومية، والسينما دورها أن تقدم الحقيقة ويجب أن ترضي كل الأذواق، وإذا كان الجمهور يفضل هذا اللون من الغناء فلماذا نتجاهله؟ لماذا نتعالى على الناس؟ بصراحة لا أرى منطقاً في هذا الكلام، ولا أرى مشكلة في الأغنية الشعبية.

- هل يسعدك تصنيفك كفنانة جريئة؟
هو وصف فني والجرأة جزء من شخصيتي، ولا يمكن أن أتخلى عنها، لكن مفهومها عندي أن أقدم أعمالاً تكشف كل القضايا ولا أدلس في الفن، ولا تعني العري أو الابتذال.

- تجربتك في مسلسل «دكتور أمراض نسا» مع مصطفى شعبان أثارت كثيراً من اللغط والتساؤلات بعدما أثير عن خلافكما. ما الحقيقة في كل ما جرى؟ وهل تكررين التعاون مع مصطفى شعبان؟
أنا كفنانة أرحب بالتعاون مع أي نجم، وليست لديَّ مشكلة مع مصطفى أو غيره، لكنه هو الذي قال في أكثر من مكان حسبما تردد أنه لن يتعاون معي ثانية وهذه أمور تخصّه، أما عن المسلسل فأنا كنت معجبة بالدور جداً وشخصية «بريزة فكة» كانت جديدة ولم أجسدها من قبل، وكانت تحدياً بالنسبة لي، قبلت الدور فور قراءتي للورق لأنها شخصية متنوعة، وتعيش تحولات صعبة.
لكني تعرضت لظلم شديد أثناء التصوير، وفور عرض «البرومو» الأول للعمل أصبت بحالة من الحزن، لأن ما ظهر لم يكن ما اتفقنا عليه.

- ولماذا لم تنسحبي أثناء التصوير بعدما تعرضت لهذا الظلم؟
كان صعباً عليَّ جداً الانسحاب، فهناك أموال منتج، وفي هذا التوقيت تحديداً كنت قد صورت نحو 50 في المئة من مشاهدي، فكان من المستحيل الانسحاب، والمشاهد التي صورتها كانت مطاردات و«أكشن»، أي مشاهد صعبة، فكيف أنسحب بعد هذا؟ لكن أكثر ما أغاظني أن يتم التركيز من خلال إعلانات المسلسل على شخصية البطل مصطفى شعبان فقط، ويتم تجاهل كل النجوم الذين شاركوه، مثل صابرين وأحمد بدير وحورية فرغلي، وأن يتم تقديم دوري للناس على أنه دور لراقصة فقط، ويتم حذف العديد من المشاهد، كما أن الكواليس كانت سيئة جداً والتصوير كان يتأخر، بصراحة أنا لا أحب أن أتذكر هذا المسلسل وأؤكد مرة ثانية للجميع «ياريت» لو نسيوا حورية فرغلي في «دكتور أمراض نسا»، لأن جمهوري لم يعتد مني هذا الاستسهال.

- لكن ما ذكر أن مشكلتك كانت في صورتك واسمك على «الأفيش» فقط؟
لا طبعاً، من تكلموا عن العمل اختصروا الحكاية في موضوع «الأفيش»، رغم أنه من حقي كنجمة أن أظهر بصورة لائقة على «أفيش» العمل، وكل صناع المسلسلات التي عملت فيها من قبل راعوا ذلك قبل أن أتكلم، سواء في «دوران شبرا» أو «الشوارع الخلفية» أو «المنتقم» أو «حكايات بنات» و«سيدنا السيد» و«بدون ذكر أسماء»، كل صناع تلك الأعمال وضعوني على «الأفيش» بشكل جيد تقديرًا لما بذلته من مجهود ولنجوميتي، فلماذا تجاهلني صناع «دكتور أمراض نسا»؟ وأنا حزينة ومتضايقة جداً، لأن الشخصية كانت رائعة، ولو تم تغليب الفن داخل العمل والحفاظ على توازن المشاهد والأدوار لخرج العمل بشكل مبهر وأفضل كثيراً مما قدم.

- ما رأيك في اتهام مصطفى شعبان لك بأنك أهنت العمل وأبطاله وتسببت بالمشاكل التي طالته؟
طبعاً كلام غير حقيقي، لأن مصطفى شعبان هو من رشحني للمشاركة في المسلسل، ولا أعرف لماذا تغير هكذا، وأنا كتبت على صفحتي في فيس بوك «آخر يوم تصوير في المسلسل النهاردة، آخر يوم تصوير في مسلسل «أمراض نسا» باي باي «بريزة فكة»، أما بالنسبة لمن لم يعجبهم المسلسل، فلابد أن أعتذر لهم لأنهم جمهوري، وأقول إنني أتعلم من الدروس التي أمر بها، لكني فوجئت بعدها بمصطفى يتهمني أنني أسب أبطال العمل وصناعه، وهو أمر لم يحدث.

- ما حقيقة ظهورك فاقدة التركيز مع وائل الإبراشي في برنامجه «العاشرة مساء»؟
كذب وتدليس، وأنا تعرضت لخدعة في هذا البرنامج، والمعد الذي اتصل بي قال إن البرنامج لتكريمي والحديث حول العمل، لكني فوجئت بغير ذلك وبمجموعة أطباء يحاكمونني على الهواء مباشرةً بحجة أن العمل أساء إلى مهنة الطب، وهو ما اضطرني للرد عليهم بعنف، لأنني لم أكن مؤلفة العمل ولا مخرجته، كما أنني أقوم بدور نصابة في المسلسل، ولم أقترب من الأطباء، والمفترض أن يحاكموني على دوري.
أما مسألة أنني كنت فاقدة التركيز فأقسم بالله أنني كنت ذاهبة إليهم بعد تصوير يومين لم أذق فيهما طعم النوم، والإجهاد كان واضحاً عليَّ، فقال البعض إنني غير واعية وهذا كذب وافتراء.

- لكن الحقيقة أن «دكتور أمراض نسا» قدم بالفعل نموذجاً سيئاً جداً من الأطباء!
أحترم الأطباء، ووالدي طبيب جراح وعمتي طبيبة أسنان وجدي أيضاً كان طبيباً، فهي مهنة شريفة ومقدسة مثل كل المهن، لكن المسلسل كأي عمل فني اختار نموذجاً وقدمه، وهو نموذج لا يعمم أبداً ولا يمكن القياس عليه.

- إذا وصفت المرحلة التي تعيشينها الآن ماذا تقولين؟ وكيف ترين نفسك وسط نجمات جيلك؟
أعيش مرحلة الاختيار، ولن أرفض أي عمل جيد يعرض عليَّ، وأعتبر نفسي في بداياتي، وأؤكد أنني في مرحلة انتقالية أريد أن أثبت وجودي في السينما بعد نجاحي في التلفزيون، وسأشارك في مسلسل واحد في رمضان المقبل. والحمد لله أرى نفسي في مكانة جيدة، نعم ظلمت في بداياتي، وتعرضت لانتقادات شديدة، لكني أسير بخطوات محسوبة وأتعلم جيدًا من تجاربي، وأحترم المنافسة الشريفة التي تدفعني إلى أمام، ولا أشغل بالي بالأخريات.

- ما هي هوايتك المفضلة؟
الفروسية، فأنا عاشقة للخيل وفارسة محترفة، حصلت على العديد من البطولات، وأنا حالياً عضو مجلس إدارة اتحاد مصر للفروسية، ولولا تعرضي لمشاكل في ظهري لكنت استمررت في احتراف الفروسية ولم أفكر في دخول مجال التمثيل.

- ماذا عن الحب والاستقرار؟
أنتظر الشخص الذي يحترمني كامرأة ويقدر مهنتي وعشقي للفن.


تجيدين الإنكليزية والفرنسية، هل تبحثين عن مشاركة فنية عالمية؟
«ياريت»، أتمنى أن تكون كل الأفلام المصرية عالمية وتشاهدها الدنيا كلها، ويتوقفون أمام بيئاتها وشخصياتها، ويدور الجدل حول التقنية والمصداقية والواقعية فيها، أما عن نفسي فأنا متفائلة خيراً بفيلم يسري نصر الله الجديد «حب رومانسي»، وأتمنى أن يكون بوابة العبور إلى العالمية.