في سورية: الوسيلة الفضلى للتواصل مع النفس ومع الآخرين

الفيسبوك,نادين العريضي,د. بسام رجا,نذير عجلوني,أحمد سيف,نغم عفوف,هانوي فياض,عبير الايوبي,عامر الملا

لها (سورية) 23 نوفمبر 2014

هل تشعرون بالحاجة إلى كتابة ما تفكرون فيه وتحسون به بلغة أدبية؟ هل لديكم محاولات؟ وهل تعتبرون «فيسبوك» مساحة للكتابة ولعرض الآراء؟ أسئلة طرحناها على عدد من المهتمين بالثقافة والكتابة في سورية، عبر حوارات مختصرة فكانت الاجابات متنوعة وتتناول الموضوع من أكثر من جانب. ونحن نسرد هنا الإجابات من دون أن نكرِّر الأسئلة.

د. بسام رجا: الفيسبوك حالة تآلف مع الروح... ويصبح كفنجان القهوة اليومي

● الشكل الأدبي للكتابة هو الأثير بالنسبة إلي، إذ ان الكلمات ترسم العالم الذي تتوق إليه روحك، ويخرجك من رتابة الكتابة السياسية. أسعى دائماً وراء الفكرة التي تراودني للبوح الشفيف، والوطن هو الذي يشغلني في الكتابة. أحياناً أشعر انني في حاجة كبيرة إلى الكتابة وإن مجرّد سطر واحد لأنفس عما أفكر فيه.

● الفيسبوك بالنسبة إلي ليس عالماً غامضاً بل حالة تآلف مع الروح. ويصبح كفنجان القهوة اليومي، وتواصل مع عوالم كتابية مختلفة المشارب. يمنحك هذا الموقع حالة انتشار كبيرة إذا تمكنت من استغلالها، ويقدم صورتك الإبداعية إذا كنت واضحاً.

نادين العريضي: الكتابة أرقى وسيلة تعبير عن دواخل النفس البشرية

● الكتابة هي أرقى وسيلة للتعبير عن دواخل النفس البشرية لكن قلّةٌ من الناس من يمتلكون ملَكَتها ويستطيعون إفراغ همومهم على الورق، لذلك نلجأ عادةً إلى قراءة الكتب والروايات لأن الكتّاب هم الأقدر على قول ما لا نستطيع قوله بطريقةٍ أدبية تمس لحظات الإنسانية فينا. يقولون من المعاناة يولد الإبداع ولذلك فإننا عندما تشتد الصراعات في داخلنا نشعر بأننا في حاجةٍ إلى سكب ما يعتمل في نفوسنا على الورق عبر الكتابة.

● كانت لي بعض المحاولات في هذا السياق أعتقد أن أهمها كان على شكل مذكراتٍ حاولت فيها توثيق مرحلة معينة من حياتي بطريقةٍ أدبية أتمنى في المستقبل أن أتمكن من تحويلها إلى روايةٍ متواضعة تعبر عن حالات إنسانية نمُر بها جميعنا خلال مسيرة حياتنا.

● رغم أن ثورة التكنولوجيا التي نعيشها سهّلت نشر الأفكار الخاصة ومشاركتها مع الآخرين ورغم أنها أصبحت شائعة كثيراً بسبب سهولتها كوسيلة تقنية، أفضل عدم مشاركة أفكاري الخاصة عبر وسائل التواصل، وكإعلامية أعتبر أنها تخدمني في مجال عملي فقط، فأستطيع من خلالها نشر مقالاتي والمواضيع التي يمكن مشاركتها مع العموم. أما الكتابة الأدبية التي تعبر عن حالة فردية فلا أجد أن هذا مكانها المناسب.

نذير عجلوني: أعبّر عن وجعي وعن نفسي بطريقة شعرية

● لا يتعلق الموضوع فقط بالكتابة فأنا أحتاجُ إلى أن أكون «أنا» وليس غيري! ماذا يبقى من الإنسان إن كان مُهرجاً ملتوياً متذبذباً على ألفِ طرف؟ أنا أعبر عن وجعي وعن نفسي كما يعبر غيري من صحافيين أو سياسيين أو ممثلين أو غيرهم. لكن الفرق بيني وبين الآخرين أنني أصوغ ما يصوغه غيري بطريقة شعرية. أضع بين سطوري حصيلة حبي وعشقي واحلامي ومرارتي وخيبتي. حريتي أن أكون أنا، وأن أجد عملاً يناسب مواهبي وأكون مبدعاً.

● كانوا يقولون إن «الحيطان دفاتر المجانين» أما الآن ومع تقدم التكنولوجيا وحضور العولمة صارت تقنيات التواصل الحديثة واقعاً مفروضاً على معظم الناس. أنا لا أجد طريقة  لمخاطبة نفسي والآخرين إلا عن طريقها.

أحمد سيف: أكتب ما يجول في خاطري وأنقله للآخرين عبر صفحتي على «فيسبوك»

● نعم انا أكتب ما يجول في خاطري وغالباً ما أكتب على صفحتي ما حدث معي من مواقف طريفة او محزنة.

● لدي محاولات في هذا المجال وأحاول أن أعبر عما يدور في خاطري بكلمات قريبة من النثر الأدبي.

● أما «فيسبوك» فلا أعتبره فقط مساحة للتعبير عن الذات وعرض الافكار، فمن الممكن أن نتبادل الأخبار المضحكة أو الأخبار السياسية والفنية والرياضية والثقافية، فهذه الصفحات تتيح لنا التواصل مع أصدقائنا أو العائلة في  العالم.

نغم عفوف: لا أعتبر «فيسبوك» عالماً إلكترونياً مزيفاً...

● عندما أكتب أي شيء أحاول أن أكتبه قدر الإمكان بطريقه أدبية مفهومة للناس، على سبيل المثال أحاول أن أكتب بالفصحى او بطريقة نثرية سهلة الفهم والقراءة لدى المتلقي لكني أخاف من أخطاء لغوية لأنني لست خبيرة باللغة العربية والطريقة الادبية.

● كان لدي محاولات لكنني كنت اخاف ولكن عندما أحب أن أكتب وأعبّر، هذا الخوف يبتعد عني قليلاً وأتشجع لأخرج ما لدي للناس، وكانت محاولاتي أحياناً سيئة واحيانا جيدة، والانسان لا يتعلم إلا من أخطائه، فبدأت أكتب حتى أصبحت في الفترة الأخيرة أكتب اشياء لا بأس بها.

● في ما يتعلق بالكتابة على»فيسبوك»، هي بلا شك طريقة جديدة ليعبر المرء عما في داخله مهما كانت أولوياته واهتماماته فهي طريقة لإيصال ليس فقط الفكر بل الاشياء التي نريد أن نوصلها الى الأصدقاء. لا أعتبر «فيسبوك» عالماً إلكترونياً مزيفاً كما يظن البعض لأنني أحترم منشورات الاخرين وأجد أن الموقع يساعد على نشر الأفكار وعرضها بامتياز.

هانوي فياض: محاولاتي الأدبية كانت عابرة

● أشعر أحياناً بالحاجة إلى كتابة ما أفكر فيه ربما بشكل يشبه الأدب، أظن أن الحاجة إلى التعبير عن النفس عبر الأدب أمر إنساني، وأظن أن ذلك موهبة يطورها بعض الناس ولا أدعي أنني ممن يملكونها. قد أكتب خاطرة تقصر أو تطول، وفي لحظة إلهام قد أخرج ببيت من الشعر أو اثنين، وقد أجد في كلمات أحد الأدباء ما يشبع حاجة نفسية.

● من منا لم تكن لديه محاولات أدبية؟ في سنوات الشباب الأولى كانت ميولي أدبية، كنت أقرأ وأظن أنني كنت أقلّد ما أقرأ من الأدب للتعبير عن أفكاري ومشاعري.

● أما بالنسبة إلى عرض الأفكار على «فيسبوك»، فهذا يعتمد على المكان الذي نعيش فيه، ففي بعض المجتمعات تكون الكتابة وعرض الأفكار على «فيسبوك» مقيدين بقيود قد تكون سياسية أو دينية أو اجتماعية أو أمنية أو غيرها يحسب الفرد حسابها.

عبير الايوبي: مفيدة للترفيه والتسلية

● الطريقة الأدبية تعبّر عما يجول في النفس في شكل فاعل، خصوصاً أن الخواطر تكون مرتبطة بالانفعالات والأحاسيس، واللغة الأدبية في شكل عام أكثر بلاغة لما تحمله في طياتها من استعارات وتشابيه ومحسّنات بديعية. وقد استشهد بالأدب والأقوال المأثورة لأصيب ما أشعر به.

● نعم ألجأ بين الحين والآخر إلى كتابة بعض الخواطر.

● احتلت صفحات التواصل الاجتماعي حيزاً مهماً لدى الأفراد وباتت «البوستات» تشابه في طرحها الأفكار المقالة والزاوية والخاطرة. وباتت تعبر عن مكنونات الشخص ووسيلة لنشر المعلومة أمام المجتمع الافتراضي من ناحية الوصول بالمفهوم المادي. ولهذه الصفحات فائدة لأنها تحمل جزءاً من الترفيه والتسلية، ولا بد من مواكبة العصر عن طريق الوسائل التكنولوجية الحديثة لنشر المعلومة، خصوصاً مع ابتعاد الفرد في ظل التطور التقني المتسارع عن الصحيفة والمجلة والكتاب التي كانت تشكل مصادر المعلومات التقليدية.

عامر الملا: أكتب وأجد من يفهم كلماتي

● أنا شاب متأثر بالشاعر الراحل نزار قباني، وأشعر بأنه لا مانع من أن تخطو خطو الشعراء الكبار للتعبير عما بداخلك بطريقة أدبية أو نثرية. وهناك أشخاص مهمون في الأدب يشكلون حافزاً لديك، فما أشعر به أكتبه وأجد من يفهم كلماتي ويشعر بها.

● كانت المحاولات كثيرة، أولاها في التوجه نحو الملتقيات الأدبية والمراكز الثقافية المنتشرة في المدينة، واستطاعت أن تعزز الشعور لدي بأن الكتابة فعل مباح حتى ولو غابت الثقافة الأدبية عن عامة الناس. توجهت إلى الكثيرين لأعرض ما أكتب، أولهم أصدقائي القادرون على إعطائي رأياً يبني ولا يهدم.

● مواقع التواصل الاجتماعي... أستطيع قول عبارة تصفها كما أنا أراها «هي صندوق لا ترى حجمه ولكن تقدّره بما تأخذه منه وما تعطيه له»، وهذا جيد جداً. في بادئ الأمر كان «فيسبوك» نذيراً بمرحلة جديدة في حياتنا، خصوصاً بعد السماح به في سورية بعدما كان مغلقاً، فاتجهت إليه فئات محددة من الناس ثم بدأ التزايد الشعبي عليه بكل الأطياف.

 «فيسبوك» هو ذلك اللوح الأبيض الذي يؤسس غرفة أحدنا ليدوّن عليه ملاحظات يومية أو ربما أسبوعية. في بادئ الأمر كان عنصر رفاهية في حياتنا ثم  أصبح حاجة. وهو لوح أبيض مهم لأي كاتب وشاعر وأديب وذلك من خلال الناس الذين يستطيع الوصول إليهم بنتاج ما يكتبه من شعر ونثر.