طفلك على عتبة المراهقة صائم

المراهقة, الصيام, نمو الطفل

21 يوليو 2013

ينتظر أحمد (11 عامًا) شهر رمضان بحماسة، فهذه السنة سوف يصوم الشهر بكامله للمرة الأولى، ولكن يصادف أن رمضان هذا العام يأتي في فصل الصيف والنهار طويل، والشعور بالعطش الشديد والجوع متوقّع. فما هي نصائح اختصاصيي التغذية للأم التي أصبح طفلها على عتبة سن المراهقة في سن تسمح له بالصيام؟ وما هي الوجبات الضرورية للطفل خلال هذا الشهر؟
«
لها» التقت اختصاصية التغذية في بيروت لانا فايد عريسي وطرحت عليها الأسئلة حول نظام الطفل الغذائي في شهر رمضان.

بداية ترى الاختصاصية أن قرار صيام الطفل يعود إلى سنه وحالته الصحية والنفسية. فضلاً عن ضرورة أن يعرف مفهوم الصيام من الناحية الدينية، ويدرك أنه ليس قصاصًا.
وعمومًا طبيب الأطفال هو الذي في استطاعته أن يقرر ما إذا كان في إمكان الطفل الصيام أم لا. إذ لا يجوز السماح للطفل الذي يعاني فقر دم أو أي مرض مزمن بالصيام، أو إذا كان وزنه أقل مما ينبغي، إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها. كما لا يجوز السماح له بالصيام إذا تعكّر مزاجه أو شعر بالدوار والتعب الشديد.

هناك بعض الأهل يقولون إن صيام شهر رمضان لن يؤثر في وزن الطفل وطوله؟
هذه من المقولات الخاطئة عند الأهل. فقد أثبتت الدراسات الطبية أن الصوم يؤثر في وزن الطفل وطوله. فالطفل ذو الوزن المنخفض، سيتأثر وزنه وينخفض بين ليلة وضحاها، فبمجرد مرور يومين لا يأكل فيهما الطفل بشكل جيد سيتأثر وزنه وبالتالي طوله.
لذا أنصح الأهل بتعويد أطفالهم على الصيام بشكل تدريجي كما أفعل مع ولديّ. أي أن يتدرج الطفل في الصيام.
فالطفل بين التسع سنوات والعشر سنوات ليس من الضروري أن يصوم الشهر كله، مثلاً يمكنه الصيام أول يوم من رمضان وآخر يوم منه، أو السماح له بشرب الماء والانقطاع عن الطعام خصوصًا أن رمضان هذا العام يأتي في الصيف.
أو الصيام من الصباح حتى الأولى بعد الظهر ثم يأكل في شكل عادي، وهذا يعود إلى الأم التي تعرف قدرة طفلها على التحمّل، وإذا كان الطفل مصرًا تسمح له بالصيام من الثامنة صباحًا إلى الثانية بعد الظهر. هذا يعني أن التدرج في الصيام مهم جدًا للطفل، إذ لا يجوز أن يستيقظ يومًا ويجد نفسه فجأة صائمًا من الصبح إلى المساء.

ما هي الأطعمة الغذائية التي يجب توافرها للطفل أو المراهق الصائم خلال شهر رمضان؟
تناول وجبتي إفطار وسحور تحتويان على المعادن وفيتاميني A,B6 وكالسيوم وحديد وزنك ومغنيزيوم وبوتاسيوم لتعويض ما فقده خلال النهار، إذ يحتاج وهو في طور النمو إلى كميات كبيرة من الوحدات الحرارية والفيتامينات والمعادن. ويجب التأكد أنه يحصل على الكميات الضرورية من السوائل ليلاً تفادياً للجفاف والإمساك والإصابة بالالتهابات البولية خصوصاً عند الفتيات.

 ماذا عن العصير خصوصًا أن شهر رمضان هذا العام يأتي في الصيف، مما يسبب عطشًا قويًا؟
أنصح بشرب الكثير من الماء، خصوصًا إذا كان الطفل يعاني وزنًا زائدًا. فمن الضروري خلال الفترة الواقعة بين الإفطار والسحور أن يشرب الطفل الكثير من الماء، وعدم تناول العصائر الصناعية التقليدية الخاصة بشهر رمضان مثل الجلاب وقمر الدين والسوس والليموناضة لأنها تحتوي على كمية كبيرة من السكر، في الوقت الذي لا يحتاج فيه الطفل إلى السكر بل إلى الماء.
لذا يمكن الاستعاضة عنه بعصير الفواكه الطازج مثل البرتقال وعصير البندورة والجزر، فهذه العصائر تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن من دون أن تحتوي على نسبة عالية من السكر شرط أن تحضّرها الأم قبل خمس دقائق من موعد الإفطار، فإذا قامت الأم بتحضير العصير صباحًا فإنه يفقد كل مكوّناته الغذائية ويتحول خلال النهار إلى ماء وسكر مثله مثل العصائر الأخرى.
كما من الممكن أن نقدّم للطفل كوبًا من اللبن من دون إضافة ماء لأن الطفل في حاجة إلى الكالسيوم والبروتين الموجود فيه، فعندما نضيف ماء أو نقدم له لبن عيران فإننا نقلل من كمية الكالسيوم التي يحتاجها.

هل صحيح أن شرب الماء بكثرة خلال الإفطار يفقد الطفل الشهية؟
هناك أطفال يأكلون أكثر من غيرهم وإن شربوا الكثير من الماء. الماء لا يفقد الشهية خصوصًا إذا كان الطفل صائمًا، و لا يمكن القول للطفل لا تشرب الماء لأنه أهم شيء، فهو يمنع الجفاف وبالنتيجة لن يبقى الطفل جائعًا. لنفترض أنه شرب الكثير من الماء أثناء الإفطار وفقد شهيته، لكنه بعد فترة سوف يشعر بالجوع وسيأكل. لذا لا يجوز منعه من شرب الماء.

 ماذا عن الشاي والعصير الذي غالبًا ما تتناولهما العائلة الصائمة بعد الإفطار ومن الطبيعي أن يقلّد الطفل والديه والراشدين؟
من الضروري تجنب شرب الشاي وكل ما يتضمن الكافيين لأنها تسبب أرقاً مما يشعر الطفل بالتعب خلال النهار.
لذا من المفضل تناول عصير الفواكه الطازجة. كما من الضروري أن يقوم الطفل بنشاط جسدي، خصوصاً أن رمضان هذا العام يأتي في فصل الصيف، مما يتيح له القيام ببعض النشاطات الترفيهية، كممارسة رياضة المشي أو كرة السلة أو ركوب الدراجة... فقيام الطفل لاسيّما الذي على عتبة المراهقة بنشاط جسدي يساعد في الهضم وتقوية عضلاته ونموّها ولا يجوز النوم مباشرة، وألا يعتاد الجلوس إلى التلفزيون لأنه يعوّده على الكسل.