بعد محطة قصيرة في دبي، وصلت قرابة الساعة العاشرة صباحاً إلى جوهرة المحيط الهندي. كنت لا أزال متعبة نوعاً ما من الرحلة الليلية الطويلة (6 ساعات)، وبما أنها زيارتي الأولى، لم أعرف ما يمكن توقعه... إلا أن الرحلة التي استغرقت 45 دقيقة من المطار إلى منتجع أناهيتا فور سيزونز في المنطقة الجنوبية الغربية كانت فعلاً قاطعة للأنفاس لجمال المناظر الطبيعيّة.
الهواء منعش جداً، وكل ألوان النباتات وحقول القصب والأزهار تسطع تحت أشعة الشمس. اقتنعت حينها بأني وصلت إلى المكان المناسب.
انطباعي الأول هو أن كل شيء حولي تراه العيون المحظوظة فقط. إنه المكان الأكثر هدوءاً الذي عرفته في حياتي.
لا ثرثرة، لا ناس. فقط طبيعة وماء وطاقة... إنه حلم أصبح حقيقة.
جزيرة الموريس، أو مثلما أحب تسميتها: «العلاج الطبيعي للقلق».

جمهورية الموريس (أو موريشوس) هي جزيرة تقع جنوب شرق ساحل القارة الأفريقية في المحيط الهندي. إذا نظرت حولك، لا ترى سوى المحيط الأزرق وتشعر بأن البحر والسماء متصلان.
المكان هادئ جداً بحيث يمكن التركيز فعلاً على الطبيعة. جلست في سيارة الأجرة وفتحت عينيّ وفمي وأنا مأسورة بجمال كل الصورة.
وجدت نفسي عاجزة عن الكلام، مسلّحة فقط بحواسي، وشعرت بأني بعيدة جداً عن التوتر وأبواق السيارات... تركت نفسي أستسلم للمكان.

قمم الجبال مغطاة بالعشب الأخضر، وأقواس القزح تسطع فوق الوديان الخضراء. البحيرات الفيروزية والخضراء والزرقاء والرذاذ الأبيض للأمواج المتكسرة جعلتني أقتنع بأني وصلت فعلاً إلى المكان المناسب.
ينتظرني برنامج عمل كامل، أي أن هناك الكثير من الأشياء التي يجدر بي القيام بها. أنصحكم بإعداد برنامج بالأشياء التي تودون القيام بها.

بدأ صباحي مع القهوة وأنا جالسة مع العصافير. أوه نعم، تشكل العصافير جزءاً كبيراً من الجزيرة وهي رائعة فعلاً. لم أرَ في حياتي مثل هذه العصافير الملونة الرائعة. وفي مرحلة معينة، يشعر المرء كأنه شخصية من شخصيات ديزني. شعرت شخصياً بأني سندريلا.

بعد هذا الصباح الهادئ، حان وقت العمل. وفي فيلا الفور سيزونز كان الموظفون مستعدين لتقديم الاقتراحات أو الترتيب لنشاطات داخل الفندق وخارجه.

قمنا برحلة في المركب على طول الشاطئ الشرقي لجزيرة الموريس في اتجاه مدينة ماهبورغ  Mahebourg حيث زرنا شلال النهر الكبير. يا لها من وسيلة رائعة للتواصل مع الطبيعة.

سبحنا في الماء الجميل وقررنا الغوص قليلاً تحت الماء. إنها طريقة رائعة لبدء المغامرات تحت الماء. إنها مغامرة مناسبة لكل الأعمار وتمنح الحماس والاسترخاء في الوقت نفسه.
ووجدت نفسي في الماء أمتّع نظري بالمشهد الرائع تحت الماء. وقرر موظفو الفندق الغوص والتقاط بعض التوتياء.

الغولف هو الرياضة الأكثر رواجاً في الجزيرة. تسهل ممارسة هذه الرياضة وتتيح لك قضاء وقت رائع في الخارج. وهي مصدر للمتعة، وفرصة للقاءات الاجتماعية، ووسيلة مفيدة من التمارين الرياضية. فالسير في ملعب الغولف أو ضرب الكرة أو جرّ العربة هي كلها وسائل ممتعة لحرق وحدات حرارية إضافية.

«دومان دو ليتوال» D'omaine de l'etoile مكان رائع من دون أي شك حيث النظرة تساوي ألف كلمة. يمكن اكتشاف أنواع مذهلة من النباتات والحيوانات، ومناظر طبيعية خلابة، وغابات طبيعية، ووديان مدهشة، وأيول جافا وطيور نادرة أثناء الركوب على الدراجة في الجبال أو التنزه في الطبيعة، حيث يمكن الإحساس بأنك على وشك الوصول إلى السماء...

لا تفوتوا عليكم «سنتر دو فلاك» Centre de Flacq في سوق الأحد. روائح التوابل تفوح في الجو، والمكان المحتشد بالناس رائع فعلاً. يكفي التنزه في السوق لرؤية الناس وهم يبيعون الفاكهة والخضار، والأقمشة، والساري، والتوابل واللحوم والأسماك.
خذوا معكم بعض المال واستمتعوا بالشراء. أو أجلسوا على جانب الشارع وراقبوا الناس وعقليتهم.

من ترحيب مذهل وشخصي جداً إلى وداع كبير. موظفون ودودون، منتجع رائع، لطافة كبيرة ومطبخ مذهل. بقينا مشغولين حين أردنا ذلك، واسترخينا في بقية الأوقات.
دراجات مجانية للجميع للقيام بنزهات رائعة. الفيلل واسعة جداً، مع أسرّة كبيرة ومريحة، وحمام ضخم ودشّ خارجي، إضافة إلى مساحة خارجية للجلوس وحوض سباحة خاص للاسترخاء.
أياً تكن تفضيلاتكم في العطلات- رياضة، طبيعة، ثقافة واكتشاف، زفاف، أو فقط الاسترخاء، يملك ذلك المكان ثروة من التجارب للأزواج والعائلات (مع الأولاد) ومجموعات الأصدقاء.