أزمة العمر وكذبة إبريل

هالة كوثراني,أقلام لها,كذبة إبريل

هالة كوثراني 01 أبريل 2015
كل ما ستقرأونه حقيقيّ وصادق. لم ننصب فخّ كذبة نيسان/ إبريل، لم يغرنا مقلب من المقالب. ولا ندين مَن ما زالوا مستمرّين في ممارسة طقس الفكاهة، مَن ورثوا الفكرة عن الأوروبيين وواظبوا على تنفيذها. لا ندين ولا نتساءل عن أسباب التعلّق بكذبة مفضوحة لأن العالم كلّه يكتشفها في الأول من إبريل، أجمل شهور العام وألطفها. 
 
نحن جدّيّون كعادتنا، صادقون وقصصنا تعكس الحياة وعناوينها. وفي هذا العدد نطرح أسئلة حول «أزمة منتصف العمر» التي يتذرّع بها كثيرون للتخفيف من ذنوبهم. وسؤالنا هو: لماذا يحقّ للرجال فقط أن يعيشوا هذه الأزمة؟ كأنّ هذه العبارة تخفّف من قبح ما يمكن أن يقدم عليه الرجل. وهل سمعتم مَن برّر لامرأة تصرّفاً ما لأنّها تمرّ في أزمة منتصف العمر؟ الجواب هو لا. 
 
سألنا سؤالنا عن الرجال وأزمات أعمارهم ولملمنا الحكايات. وبدلاً من الرواة التقينا براويات، بعضهن تحوّلن إلى ضحايا هذه الأزمة، حافظن على عائلاتهن بعد مغادرة الأب المنزل بحثاً عن قصة حبّ جديدة أو لمطاردة نزوات قد يتفهّمها البعض لأنّ الرجل في منتصف عمره يحقّ له ما لا يحقّ لغيره!

 

لحظات الضعف تنقلب إلى حقائق موجعة. تُترك الأمّ في موقع المقاتلة لحماية بيتها بعد اختفاء نصفها الآخر في نصف عمرهما معاً. ويتحمّل بعضهن المسؤولية مسلّحات بالصبر والأمل. 

قصصنا مستقاة من معرض الحياة الواسع، من مجتمعاتنا العربية التي تقاوم تطوّر الزمن. 
 
يهمّنا أن نكون صادقين، لذا لم نلعب لعبة الكذب وإن كانت مجرد مزحة أو دعابة. ولا نقول إننا نفوّت فرص الضحك والمزاح، لكننا نشعر بأنّ الظروف لا تسمح لنا بالفكاهة غير الهادفة، بل تحثّنا على أن نكون جدّيين بذكاء ومن دون «ثقل دمٍّ».