بالي اللؤلؤة الأندونيسية التي لا يبهت وميضها

اللؤلؤة,الأندونيسية,فيلم,بالي,الفكر الافتراضي,المحيط الهادئ,أوبود Ubud,الجزيرة,المزركشة,كوتا Kuta,شاطئ,الشمال الغربي,المنتجعات,جاتيلوي Jatiluwih,مزارع الأرزّ,جزر جيلي Gili,حديقة,سبا بولغاري,الثمار البحري,جيمباران Jimbaran

05 يوليو 2015

هل تخيّلت نفسكِ يومًا ممدّدة على أرجوحة شبكية عُلقت بين نخلتين، تهدهدانك كما حورية البحر. أو فكرت يومًا في أن تكوني إليزابيث غيلبرت التي جسّدتها جوليا روبرتس في فيلم Eat Pray Love حين سافرت إلى أندونيسيا للبحث عن السلام الفطري والتوازن في الحب الحقيقي. لمَ لا تحوّلين الفكر الافتراضي واقعًا وتحزمين حقيبة السفر وتحلّقين نحو بالي؟


كما عقد اللؤلؤ المستريح على منصّة بلورية تحضن المرجان، يسبح أرخبيل بالي بجزره الـ 1700  بين المحيطين الهندي والهادئ. وكما حوريات البحر، جذبت جزر هذا الأرخبيل بحّارة السفن الصينية، الباحثين عن البذخ والترف منذ آلاف السنين، مأخوذين بعطر خشب الصندل، وشمع العسل.
ولكن ليس عطر الصندل الفوّاح المتسرّب إلى المحيط الهادئ، وحده، الذي يغري النفس التوّاقة إلى التحرّر من عبودية الحياة المعاصرة، وإنما ألغاز الحضارات التي تحضنها بالي، ما جعل هذا الأرخبيل مقصد السيّاح الباحثين عن أرض مغامرات لا يجدون مثيلتها في العالم.
ففي بالي تقاليد تعود إلى آلاف السنين لقبائل البابو، وبراكين نائمة، وشعاب مرجانية، وأدغال رحبة، وفراشات عملاقة... وسحالٍ غريبة، كما لو أنها جزيرة افتراضية تمّ تشكيل هندستها الطبيعية بأروع التفاصيل التي تعجز المخيّلة عن تصوّرها.

أوبود Ubud  حقول أرز وفنانون يزخرفون الحياة بأسلوبهم
عندما قرّرت جوليا روبرتس التي جسدت دور إليزابيث في فيلم Eat Pray Love السفر إلى بالي في رحلة البحث عن الصفاء الروحي، أدهشتنا الكاميرا بمشاهد بانورامية لحقول الأرزّ، وتجوال النجمة الهوليوودية على الدراجة الهوائية، تسابق الريح وسط الطبيعة الخلابة، لتخترق أسواقًا شعبية تماهت بألوانها مع سحر الجزيرة. فأوبود هي قلب بالي النابض بالفن يتنفس روحانية الشرق الأقصى بلا حدود.
تنتشر في شوارع أوبود غاليريات الفن حيث الفنانون منكبّون على فنهم، وعروض رائعة تزخرف ثراء الجزيرة الثقافي، وتكرّم عشرات الأمكنة كل مساء. أما المتاحف فتعرض أعمال المبدعين المستوحاة من الأصول المحلية للجزيرة.
فيما تعتبر مزارع الأرزّ المكان الأمثل لتأمل الحياة ودروبها التي ستأخذنا حيث لا ندري. أوبود هي  بالفعل حالة ذهنية تعتق الروح وترفعها إلى حيث لا يمكن جسد العالم المادي احتجازها.


سيمنياك وليجيان Seminyak & Legian والسهر حتى ساعات الفجر الأولى على شاطئ كوتا
كل شيء يبدأ في المقاهي والنوادي الليلية الأنيقة في سيمنياك، مساحات في الهواء الطلق، حيث كل شيء يتجاوز الواقع، خفقان الشموع على وقع الألحان الجميلة المنفلتة من البيوت، سماء الليل المزركشة بالنجوم الوامضة كما الماس، همس الموج وهو يستريح على الشواطئ الرملية، قمة في الاسترخاء لن تجديها إلا في عوالم سيمنياك.
فيما النوادي الليلية في منطقة ليجيان تجذبك بأناقتها المترفة وموسيقاها التي تصدح حتى ساعات الفجر الأولى، حين تعود الموسيقى ويشتدّ صدحها بأسلوب شاطئ كوتا Kuta ، تهدأ الموسيقى لتعود وتدخل الساهرين في عاصفة من الاحتفال، تحملك على التخلي عن بعض ساعات لاحقة للنوم، قد ترهقك ولكنها تغمرك بالسعادة والفرح.
لذا، فإذا ذهبت إلى ليجيان وسهرت في أحد نواديها الليلية، استعدي لسهرة حتى الصباح ولا تبالي بالنوم، فالسفر إلى بالي وخوض إجازة فريدة من نوعها في كل تفاصيلها، مسألة لن تفعليها كل مرّة. أما شاطئ كوتا حيث أبصرت السياحة في بالي النور، فهو شاطئ يمتد على شكل قوس باتجاه الشمال الغربي يشعرك بأنك تقفين على رمال لا نهاية لها.
هنا الموج، ولد من المحيط الهندي، يذوب في فواصل الرمال. في الجزء الجنوبي من كوتا تزدحم المنتجعات الصحيّة وتكثر الاحتفالات التي لا تنتهي، حتى ساعات الصباح الأولى، في حين أن شمالي الشاطئ هو أكثر عزلة تقصدينه للتأمل في صفحات الحياة على وجه المحيط الهندي البلوري.

مزارع الأرزّ في جاتيلوي Jatiluwih
شرائط خضراء تتماوج على خاصرات التلال، هكذا هي مزارع الأرزّ في جاتيلوي Jatiluwih. فبمقدار ما هي جميلة ومبتكرة، فإنّها تظهر احترام مزارعي الأرزّ في بالي لأراضيهم منذ آلاف السنين.
كيفما كانت الوسيلة التي تقرّرين استعمالها لتجولي بين هذه الحقول المتدرجة خضرةً، سواء سيرًا على القدمين أو على الدراجة الهوائية  أو ركوب  السيارة، لا بد من أن تشعري بأنك وسط عالم يعجز قاموسك اللغوي عن وصفه، فتدرُّج الأخضر في هذه المزارع  يأخذك إلى عالم من السلام وأنت تلتفين حولها صعودًا فتشعرين بأنك شرعت في رياضة روحية تتمنين لو أنك تمارسينها طيلة حياتك

جزر جيلي Gili
هناك عدد قليل من الأماكن الجميلة مثل جزر جيلي المرقطة بالشعاب المرجانية الغنية بالنبات والحيوانات البحرية. رياضة الغطس هنا مزدهرة، وتوجد مدارس تقدم دورات تناسب جميع المستويات. الوصول بين الشاطئ والشعاب سهل، وعشّاق الغطس يجدون ملاذهم وربما يسبحون مع السلاحف العملاقة.
جرّبي الغطس الحر free diving في تراوانجان، وهو من المراكز الوحيدة في آسيا التي تسمح بتوافر رياضة الغطس الحرفيما يشعرك رواق مانتا راي المهيب الذي يغمرك بالظل والجمال بأنك صغيرة الحجم، فيما العبور في نوسا بينيدا يترك المجال لسمكة يصل طولها إلى مترين ونصف المتر تحدق إليك بلا حراك.

منتجع بولغاري في بالي
ربما السحر الذي يغمر أرخبيل بالي جعل منتجع «بولغاري»Bulgari Resort Bali يبتكر معيارًا جديدًا في مجال الضيافة المُترفة مع إضافة خمس فيلات كبيرة وحصريّة تجمع بين الراحة القصوى وأعلى مستويات الخدمات التي تميّز فنادق ومنتجعات «بولغاري» Bulgari Hotels & Resorts.
استوحيت هذه الفيلات الفخمة مباشرةً من الثقافة والهندسة في بالي. فهي تدمج بشكل متناغم بين أسلوب بالي الهندسي، والتصميم الإيطالي الأنيق. تقع هذه الفيلات في منطقة مجاورة للمنتجع على أرض منبسطة منعزلة مُحاطة بمنحدرات، وتقدّم مناظر استثنائية على المحيط الهندي.
تتراوح مساحة هذه الفيلات الكبيرة المؤلّفة من ثلاث إلى خمس غُرف نوم بين 1710 و4415 مترًا مربّعًا بما في ذلك مساحة خارجية واسعة. تضم كلّ فيلا حديقة خاصة وحَوض سباحة مُحاطًا بشرفات للتسمّر، وجناحًا صغيرًا مع مساحاتٍ مفتوحة تُطلّ على حديقة تضمن أقصى درجات الخصوصيّة والراحة للنزلاء.
جاءت هندسة الفيلات متماهية مع البيئة المحلّية مع إضافة عناصر محليّة وأحجار بركانية قطّعت يدويًا واستُعملت أخشاب ثمينة، وأقشمة أثاث فخمة صنعت خصيصًا لـ «بولغاري» Bulgari. أما الحدائق والجدران فقد بُنيَت من صخور بركانية، فيما تمنح درجات خشب الماهوجاني الياباني أبوابَ الفيلا ونوافذها مظهرًا فخمًا.
شيّدت أحواض السباحة على نمط يحاكي مصطبات مزارع الأرزّ المتدرجة التي تشتهر بها بالي، فهي مكسوّة بحجارة سوكابومي الخضراء. يتمتّع كل حوض بشكلٍ مختلف وغير متناسق يحترم منحنيات الأرض الطبيعية، ويشرف على المحيط الهندي، فتشعرين بأنك تسبحين في عمق المحيط رغم أنك على مشارفه.

سبا بولغاري
يلتفّ مركز السبا الذي يضمّ غُرفًا بانوراميّة تُطلّ على المحيط، حول جناح كبير مبنيّ وفق أسلوب المنازل اليابانية التقليدية في جزيرة جافا، وهو يضمّ جناحَي سبا مع حديقة خارجية.
إن العلاجات كافة التي يوفّرها مركز السبا مستوحاة من تقاليد بالي وآسيا وأوروبا، وهي معزّزة بتقنيات حديثة تعتمد على علم الجسم وعلم وظائف الأعضاء. تشكّل هذه العلاجات أحد الأسباب الرئيسية المشجّعة على زيارة المنتجع الذي يتمتّع بموقع استثنائي يُطلّ على المحيط.

لا تفوّتي طبق الثمار البحري في جيمباران Jimbaran
يقع خليج جيمباران الشهير عند جنوبي- غربي ساحل بالي عند برزخ ضيق يربط بين البر الرئيسى لبالي وشبه جزيرة بوكيت. يقدم خليج جيمباران وشاطئه أماكن صغيرة منعزلة، حيث الهدوء والسلام هما الترياق المثالي لعالم مشحون بالقلق.
فيما لغروب الشمس نكهة لا يمكن أن تنسيها، لذا اسمحي لنفسك أن تتكاسلي بجلوسك على كرسي خشب الساج المثبت على رمال الشاطئ، وتابعي استرخاءك لتستمتعي برؤية سرب من النجوم المتلألئة في سماء ليل بالي.
لا تفوّتي تحت أي ظرف من الظروف المطاعم على شاطئ جيمباران التي تقدم الأسماك والثمار البحرية الطازجة، وتمتّعي بالروبيان الضخم المنقوع بالليمون الحامض الأخضر والثوم والمشوي على قشور جوز الهند.


نصيحة محرّرة

 العملة: الروبي الأندونسي.

موسم الذروة: تموز/ يوليو وآب/ أغسطس وكانون الأول/ديسمبر وخلال هذه الأشهر ترتفع أسعار الحجوزات في الفنادق 50 في المئة، ويصعب إيجاد غرفة للحجز، فيما المطاعم المشهورة يتطلب تناول العشاء فيها حجزًا مسبقًا.

موسم الوسط: أيار/ مايو وحزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر. في هذه الأشهر يكون المناخ مثاليًا، والحصول على حجز في الفندق في اللحظة الأخيرة ممكنًا جدًا، وهو الموسم الأفضل للنشاطات البحرية المتعدّدة، مثل الغطس والسنوركلينغ.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة