بساطة راقية تلتقي العراقة والفخامة في وسط بيروت

بساطة راقية,العراقة,الفخامة,وسط بيروت,ديكور منزل,ديكور,منزل,الأثاث,الأكسسوار,Armani Casa,غرف النوم,قاعات الاستقبال,الطاولة,الطراز الكلاسيكي

روزي الخوري 30 أغسطس 2015

ليس بالأمر السهل أن ينفّذ ديكور منزل في أحد أفخم المباني البيروتية وسط العاصمة، ببساطة لافتة ممتزجة بالعراقة والرقي. إنه أسلوب المهندس حبيب وهبي الذي يجهد لإظهاره في كلّ عمل هندسي يقوم به، ويستعين لهذا الغرض بماركات عالمية معروفة بتصاميمها الهندسية الراقية.


قبل البدء بتنفيذ العمل، تطلع المهندس إلى رغبات المالكين التي التقت مع نظرته الهندسية، وأراد أن يبعث الراحة والألوان الهادئة بعيداً من «زحمة» الديكور، مع المحافظة على إظهار الأناقة الفاخرة والغنى في الأثاث، من دون أن تعرض كلّ الأكسسوارات والأواني الفاخرة في هذا السبيل، من رسوم ومنحوتات وفضة وغيرها.
ولكن «من يدقق في تفاصيل الأثاث، يجد حتماً غنى كبيراً في ما اخترناه مع المالكين».  
مساحة المنزل الشاسعة والممتدة على 750 متراً، انقسمت بين صالونين وغرفة طعام ومطبخ كبير وشرفة تابعة له، وثلاث غرف نوم مع حمّاماتها.
هذه المساحة الرحبة التي لم يزدحم فيها الأكسسوار والأثاث، تميزّت كل جلسة فيها برحابة عكست الجو الهادئ والراقي المنشود في هذا المسكن.
واختار المهندس للأثاث الماركة الايطالية العريقة  Armani Casa لكل الجلسات التي اتّحدت في النمط والأسلوب والطراز. ويقول وهبي: «عندما علمت برغبات المالكين والجوّ الذي يريدونه لمنزلهم، ربطتها سريعاً بهذه الماركة العالمية التي أجد فيها كلّ هذه المقوّمات المقترنة مع القماش الفاخر والنادر الذي يستخدم لإظهار قيمة كلّ قطعة، وهذا الأمر لا يحبذه المهندسون عادة، بل يفضلون التنويع، ولكن في هذه الحالة لم نجد أجمل من ذلك ولا أرقى».

ومن هنا، كلّ الأثاث، حتى في غرف النوم والطاولات تبع الماركة نفسها، وسافرنا إلى ميلانو مع أصحاب المنزل لاختيار الأثاث والتدقيق بالقماش والتفاصيل عن قرب، وبذلك يشعر أصحاب المنزل بارتياح كبير.
ومن الماركة نفسها، ألبس المهندس الجدران ورق الحرير التي أرخت جواً فاخراً وأغنته عن استعمال اللوحات الزيتية. ففي الصالونات التي طغى على أثاثها اللون البيج بتدرجاته، عكس ورق الجدران المنقوش برسوم ناعمة من اللون البيج المائل إلى الذهبي، فخامة أكبر.
الواجهات الزجاج تدلّت أمامها الستائر الحرير الفاخرة من ماركة عالمية أيضاً. ولإكمال الجوّ نفسه، حتى السجادة في الأرض انسجمت مع نقشة القماش، ولكن بلون داكن أكثر.
خشب الطاولات تنوّع بين البني الداكن والأسود لطاولة الطعام، ليكسر رتابة البيج، وحفظت القطع الخشب لنفسها قيمة خاصة نظراً الى وجودها الهادئ والمميّز وسط السكينة ورقي الأثاث بتصاميمه وألوانه والرخام البيج الذي قصد المهندس عدم تلميعه.
وفي هذا الجناح، اقتصر الأكسسوار على بعض المصابيح التي توزّعت في الزوايا على الطاولات، ونثرت الورود البيض وأبرزها زهرة الأوركيد التي خدمت الجوّ المنشود بألوانها المختلفة.
في جناح غرف النوم، أدخلت الألوان إلى البيج لكسر رتابته. ففي غرفة الجلوس دخل اللون القرميدي على الستائر الحرير والأرائك، فأضفى الحيوية و«اللوك» المختلف. 

في هذا الجناح طغى جوّ الفنادق والـ «سبا» الذي ترجمه المهندس وهبي برفاهية مطلقة، نزولاً عند رغبة المالكين، ولكون المنزل مخصّصاً للعطل والاسترخاء.
وطالعتنا ماركة أثاث قاعات الاستقبال نفسها التي افترشت الغرف، واتّسمت بالرمادي والبيج والبني والهافان.
غرفة البنات توزّعت فيها الخزائن الكثيرة التي صُمّمت عملية وتجميلية في آن معاً. فقط في إحدى الغرف عُلقت صورة بإطار مذهّب للفنانة العالمية مارلين مونرو، لشدة إعجاب الابنة بها. وازدانت بقية جدران الغرف بالورق الحرير الفاخر.
وعن اللوحات الزيتية، يقول المهندس وهبي إنّه لا يحبّذ استعمالها في المنزل «لأنّ العمل الهندسي بذاته هو قطعة فنية، فلمَ الاستعانة باللوحات؟ وبالتالي الماركة التي فرشنا بها المنزل لا تستخدم اللوحات في تصاميمها لأن ابتكاراتها هي الأساس». الجفصين الناعم والدقيق التفصيل زيّن بدوره أسقف غرف النوم.
لكل غرفة حمّام كبير يذكّر أيضاً بتصميمه بالفنادق الفخمة المريحة، خدمة للجوّ المنشود.  
سيدة المنزل أطلقت العنان للألوان في المطبخ حيث أدخلت على الرمادي الطاغي وعلى الأبيض، أكسسوارات ملوّنة بالأخضر والأصفر والفوشيا.
شرفة المطبخ كبيرة توزعت فيها الشتول والطاولة الخشب والمقاعد التي تشرف من عل على جمال المدينة وتفاصيلها.
لا نمط هندسياً واحداً مفضلاً للمهندس وهبي، فهو «مع كلّ شيء جميل، قد أحبُّ الطراز الكلاسيكي البحت، ولكن المنفّذ بذوق، حتى لو كانت التصاميم لا تشبهني».
ينفّذ رغبات المالكين بذوق ودقة و «عادة زبائني لبنانيون غير مقيمين في لبنان، ولديهم نوستالجيا نحو بلدهم الأمّ، ويأتون لتمضية الإجازات فيه».