جريمة أبطالها الزوج والزوجة والصديق الخائن

جريمة,الزوج والزوجة,الصديق الخائن

نسرين محمد (القاهرة) 29 أغسطس 2015

صرخات امرأة انطلقت في سكون الليل، فهرع الجميع لإضاءة المصابيح في محاولة لإيجاد مصدر الصوت ونجدة صاحبته، لتتوالى الأحداث كاشفة عن تفاصيل جريمة أراد القدر أن يفضح أبطالها، بعد أن كتب عمراً جديداً للمجني عليه.


في إحدى قرى محافظة كفر الشيخ بدلتا مصر، كانت عايدة تعيش حياة بسيطة في ظل الظروف الاجتماعية المحيطة بها، حرمتها الأسرة من استكمال تعليمها لعدم اقتناعها بجدوى ذلك لابنتهم، لتعيش حياتها في انتظار العريس الذي سيجعل منها زوجة تكرر قصة والدتها في الحياة، وغيرها من نساء القرية.

قطار الزواج
رغم أن الفتاة لم تكن قد تجاوزت السابعة عشرة من عمرها، إلا أن القلق بدأ يتسرب إلى أسرتها لعدم حضور أي شخص لطلب يدها بعد، خوفاً من أن يفوتها قطار الزواج، حتى كانت اللحظة التي أزالت كل هذه المخاوف.
كانت عايدة في زيارة لخالتها، وعند عودتها شاهدها سالم أحد أبناء القرية، الذي أعجب بها فتتبعها حتى عرف منزلها وسأل عن أهلها، وبعد أن اطمأن قلبه اصطحب عائلته وذهب إلى والدها طالباً يدها للزواج، بعد أن أرسل له من حدد موعداً.

العريس
لم تتمالك أسرة العروس نفسها من الفرحة، فالعريس يعمل مع والده في المقهى الذي يمتلكه في طرف القرية، بالإضافة إلى امتلاكه عشرة أفدنة يقوم بزراعتها، لذا كان القبول حليفه في طلبه.
مجموعة من الترتيبات لم تستغرق وقتاً طويلاً، ليتم زفاف عايدة إلى عريسها، الذي كان مثل الطائر يحلق فرحاً بها، دون أن يدور في خلده لحظة أن هذه المرأة ستخطط لهلاكه في يوم من الأيام.
مرت الأيام والزوجان في غاية السعادة لا يعكر صفوهما شيء، فالرجل أحب زوجته بل فتن بها، والمرأة ازدادت كل يوم تعلقاً بزوجها من حسن معاملته لها، لتمضي الأيام هادئة حتى ظهر ما قلبها رأساً على عقب.

صديق الطفولة
كان لسالم صديق منذ أيام الصغر ترك القرية وسافر إلى إيطاليا منذ عشر سنوات، لم تنقطع خلالها علاقتهما، فظلا على تواصل يتابعان أخبار بعضهما، بل كانا في شدة الشوق لرؤية بعضهما، وهو ما تحقق عندما تم ترحيل صديقه رزق إلى القاهرة ليعود إلى القرية ويستقر بها.
لم تكن العودة بالنسبة لرزق أمراً اختيارياً، بعد أن حدثت مشاجرة بينه وبين أحد زملائه في العمل، حضرت على إثرها الشرطة ليتم ترحيل الاثنين إلى بلادهما بشكل نهائي.

تبادل اللقاءات
استقر رزق في بلدته بعد أن افتتح بها محلاً لبيع الهواتف المحمولة ومستلزماتها، وبدأ يتقابل مع صديقه القديم بشكل شبه يومي، يذهب إليه في المقهى ليلا يسهران معاً، أو يمر عليه الثاني في المحل ليجلس برفقته.
لم يكن سالم في ظل العلاقة القوية التي تجمعه بصديق عمره يتوقع منه الخيانة، لذا فتح له منزله ووجه إليه الدعوة لتناول الغداء، وجعله يجلس مع زوجته بعد أن قدمه لها على أنه شقيق له لم تلده أمه.
تكررت الزيارات وبدأ رزق يحكي عن مغامراته خلال الفترة التي قضاها في إيطاليا، لينجح في جذب اهتمام زوجة صديقه، وسرعان ما تحول الأمر إلى إعجاب ثم حب خفي تفضحه النظرات.

خيانة
ولأن الرجل لم يتوقع الغدر والخيانة من صديق العمر وشريكة الحياة، كانت على عينيه غشاوة جعلته لا يلتفت إلى نظرات الإعجاب والهيام المتبادلة، لدرجة جعلته لا يعترض على قيام صديقه بأخذ هاتف زوجته بدعوى تنزيل بعض البرامج لها، وهو الأمر الذي اتخذ منه حجة ليحصل على رقمها.
لم يضع الرجل وقتاً طويلاً، وثابر على الاتصال بزوجة صديقه أثناء وجوده خارج المنزل يغازلها بالكلام المعسول، بعد أن أدرك أن لديها من القبول ما يسمح له بذلك.

علاقة غرام
لم يقطع رزق شوطاً طويلاً حتى صارت بينه وبين الزوجة الخائنة علاقة غرامية؛ كانت دافعاً لاتفاقهما على التخلص من الزوج المخدوع. استغل رزق دعوة وجهها اليه صديق العمر لتناول العشاء معه والسهر في منزله، واتفق مع زوجته على وضع مخدر له في الطعام؛ وفور فقدانه للوعي انهال عليه بالطعنات من خنجر كان يخفيه بين طيات ملابسه، وبعد أن ظن أنه فارق الحياة تسلل من المنزل لتكمل شريكته الجزء الثاني من السيناريو المتفق عليه.

التمثيلية
انتظرت الزوجة حتى خلا الشارع من المارة وخرجت إلى النافذة تطلق الصرخات طالبة النجدة من الجيران، مدعية أن مجهولين اقتحموا المنزل لسرقته، وعندما تصدى لهم زوجها مزقوه بالطعنات وفروا هاربين، خوفاً من أن يفتضح أمرهم بعد أن شاهد وجه أحدهم.
خاب ظن الزوجة وفشلت خطتها، بعد أن تبين أن الرجل مازال على قيد الحياة، وفقاً لشهادة أحد الجيران، الذي يعمل طبيباً، وأسرع الجميع بنقله إلى المستشفى في محاولة لإسعافه، وتبدَّلت ملامح الزوجة وباتت مثل الخرساء لا تقوى على الكلام.
ثلاثة أيام قضاها سالم في غيبوبة، ليفيق بعدها وهو لا يذكر شيئاً سوى أنه كان يتناول العشاء بصحبة حبيبة القلب وصديق العمر، ولتبدأ الحقيقة تتكشف بعد أن انحصرت الشكوك في الزوجة؛ التي تضاربت أقوالها مع ما يقوله زوجها.
انهارت المتهمة لتروي تفاصيل جريمتها بالاشتراك مع عشيقها، الذي خان صداقة العمر من أجل الفوز بها، وانتهى بهما الحال خلف القضبان بعد أن صدر قرار بحبسهما.