معرض MADEMOISELLE PRIVE في لندن عالم غبريال شانيل الساحر يفتح أبوابه

Chanel,Mademoiselle Prive,عالم غبريال

لها - لندن 18 أكتوبر 2015

هو عالم يولد عوالم. تمرّ الأعوام ولا يزال يتجدّد. فيه سرّ يصعب فكّ غموضه، كأنه منبع أفكار، إلهام يبقى مشعّاً وكريماً يوحي الأفكار والتصاميم الجديدة. هذا العالم الذي أرادت كثيرات ارتداء قطع منه، العالم الواسع العالمي، هو في أساسه خاص جداً. عالم سيدة لم تغادر طفولتها. عالم الطفلة غبريال شانيل التي أصبحت المصممة الأشهر كوكو شانيل يفتح أبوابه الداخلية في معرض يقام في غاليري ساتشي في لندن بين 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري والأول من تشرين الثاني/ نوفبمر المقبل. ويسمح لنا هذا المعرض الذي يحمل عنوان Mademoiselle Privé بالغوص في أصول ابتكارات الدار الفرنسية والكشف عن الشخصية الآسرة والروح الجريئة للآنسة كوكو شانيل. مازالت عبارة Mademoiselle Privé معلّقة على باب استديو الآنسة شانيل الذي يشغله الآن كارل لاغرفيلد، كما نقلت الكاتبة جوستين بيكاردي في كتابها عن حياة غبريال شانيل.

 

تقود إلى مساحة المعرض حديقة إنكليزية معاصرة تخيّلها مصمّما المناظر البريطانيان هاري وديفيد ريتش، وتلوّنت بالذهبي الخريفي وبلون السنديان وبالغرانيت الفضي، فاعتبرت تحية تقدير لحياة غبريال شانيل. يمكن أن يتنزه الزوار في أقسام الحديقة الثلاثة: «الحرية» Liberty التي تذكر برغبتها في الحرية، وBoy Capel حبّ حياتها، و«الأسد» Leo برجها ورمز قوتها.
بعد الحديقة يطأ الزوار قلب عالم شانيل في مساحة تذكّرنا بشقّتها الشهيرة في شارع كامبون. وتستمر الرحلة المذهلة بدخول خمس غرف، أولاها في الطبقة الأرضية تستذكر الأماكن الأكثر رمزية في حياة الآنسة شانيل مثل محلاتها والشقة والاستوديو في 31 شارع كامبو، وساحة فاندوم، وأول بوتيك افتتحته في مدينة دوفيل الفرنسية، ورحلاتها إلى البندقية وبريطانيا واسكوتلندا. أما الغرفة الثانية، فتحتفل بالماس الأبيض الساطع المتلألئ. ثم تستمر المغامرة مع الطلاسم التي تذكرنا برموز شانيل وأيقوناتها والتي فهمها كارل لاغرفيلد وما زال يستلهم منها إبداعات الدار.

يعيش الزوار بعدها تجربة حسّية مذهلة عبر الاطلاع على البراعة الحرفية في أزياء شانيل الراقية. وفي الغرفة الخامسة، هناك المختبر No 5 حيث يتم إعداد التركيبة الغامضة والثورية للعطر Chanel No 5 أول عطر يحمل اسم مصمم أزياء.  وينكشف في الطبقة الأولى من المعرض سحر النسخ الجديدة من الابتكارات الأصلية لمجموعة الجواهر الأولى والوحيد التي صممتها شانيل عام 1932 تحت عنوان Bijoux de Diamants. أسلوب هذه المجوهرات الماسية عصري سرمدي يعكس جرأة مصمّمتها. وتظهر في هذا القسم من المعرض براعة العمل على تنفيذ أزياء شانيل الراقية التي صمّمها كارل لاغرفيلد خصيصاً لتنسجم مع هذه المجموعة الماسية. هنا يبرز التكامل بين المبدعين: رائدان لم يلتقيا، لكنّ الرؤية نفسها حرّكتهما للتصميم لشانيل.
كما يأتي معرض بورتريهات سبع عشرة ممثلة وعارضة وصديقة للدار دليلاً على القواسم المشتركة بين المصمّمين. لقد صوّر لاغرفيلد النجمات، من جوليان مور إلى ليلي-روز ديب، في شقة شانيل. وارتدت كلّ منهن زياً من أزياء شانيل الراقية، كما تزيّنت بجواهر ماسية من مجموعة Bijoux de Diamants.
ينتهي المعرض بحديقة فرنسية مستوحاة من حرفيّ C المتشابكين اللذين رأتهما الآنسة شانيل للمرة الأولى على النوافذ الزجاجية الملوّنة في الميتم في أوبازين حيث أمضت أعواماً من حياتها.
وتكشف الطبقة الثانية عن مساحة تفاعلية تعرض Chanel Carousel المستوحاة من عرض سابق، إضافة إلى محترفات فريدة تلقي الضوء على البراعة اليدوية والخبرة الاستثنائية التي يشتهر بها العاملون في دار شانيل.

مع كارل لاغرفيلد في شقة الآنسة شانيل
اختار كارل لاغرفيلد أن يصوّر الممثلات والعارضات وصديقات الدار لمعرض Chanel Prive في شقة الآنسة شانيل. وقد شكّلت هذه الجلسات امتداداً لمجموعة الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2015/2016 التي عرضت في تموز/يوليو الماضي. وشاركت فيها الممثلتان الهوليووديتان جوليان مور وكريستن ستيوارت والممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير والممثلة والمغنية الفرنسية فانيسا بارادي والممثلة البريطانية كيرا نايتلي والعارضتان ستيلا تينانت وأليس دلال والممثلة الفرنسية جيرالدين شابلين وليلي كولينز وفيوليت روسو وريتا أورا...
لم يكن صعباً اختبار الدهشة أمام غموض المكان الساحر حيث أحبت الآنسة شانيل الانطواء للقراءة والعمل والترفيه والحلم. كلّ ما في الشقة يذكر بالمصممة وبعالمها، حتى بدا حضورها طاغياً. ها هو كرسي «البيرجير» من الساتين الأبيض حيث صوّرها هيرست عام 1937، وها هي اللوحات المعلّقة على الجدران والمرايا الإيطالية المطلية بالذهب والأريكة الكبيرة المشهورة المصنوعة من الجلد السويدي ومع الوسادات المضرّبة.

فانيسا بارادي عن شقة الآنسة شانيل
ما رأيك في الشقة، وفي التاريخ الذي تشهد عليه؟
في شقة كوكو أثاث مذهل. امتلكت ذوقاً رفيعاً وغير تقليدي. علّقت اللوحات الخشبية الفنية على الجدران- علماً أن هذه الموضة لم تكن رائجة. يمكن ملاحظة أسلوبها التجريبي في الديكور أيضاً. كل ما يميّز تصاميم شانيل يمكن رؤيته في الشقة، في الثريات، في الأريكة المضرّبة، في كل مكان. أعرف أنه خطرت في بال جان بول غود فكرة وضعي في قفص في أول إعلان لعطر كوكو بعدما لمح هذا القفص الصغير على طاولة صغيرة قرب مكتبها. إنه رمز جميل.»

كريستن ستيوارت عن كارل لاغرفيلد
هل تخبريننا عن كارل لاغرفيلد المصوّر؟ في عمل كارل كمصوّر، ثمة نزعة طبيعية. فحين يرى شيئاً ما، يمكن أن ينجزه خلال 5 دقائق لأنه يعرف بالضبط ما يريد ويملك العين الثاقبة لتنفيذ رؤيته. كما أنه أخرج شيئاً من داخلي. شعرتُ بالارتياح وهو يلتقط صوري وبأنني أبتكر شيئاً ما، وهذا ما نرغب فيه عند العمل مع مصوّر عظيم.

جوليان مور
«إنه سريع بشكل مذهل، وفضلاً عن كونه فناناً بارعاً، أجده ذكياً جداً ويعرف كيف يتواصل مع الآخرين لتوليد صورة جميلة عنه. وهو يهتم بالشخصية، كما بالجمال. ومن الممتع دوماً التواجد معه والعمل معه». هذا ما قالته نجمة هوليوود جوليان مور عن كارل لاغرفيلد. في الحوار الآتي تحدثت عن تجربة تصويرها في شقة كوكو شانيل.
كيف كان شعورك أثناء التواجد في شقة كوكو شانيل؟
المذهل في شقة كوكو شانيل هو الحياة التي لا تزال تنبض فيها. فقد أبقت دار شانيل الشقة حية جداً من خلال استعمالها والتصوير فيها. يشعر المرء كأنه يشارك في إرث شانيل، وهذه طريقة رائعة لاختبار الموضة.
لماذا وافقت على هذا المشروع؟
أعتقد أننا وافقنا جميعاً على المشروع بسبب كارل. فهو فضولي، وصاحب قوة إبداعية مذهلة. وكلما أراد تنظيم عرض، تكون النتيجة مذهلة ومختلفة وتتعدى عرض فساتين فقط. المسألة مرتبطة فعلاً بالأشخاص. إنها مرتبطة دوماً بالأشخاص.
ماذا تعني شانيل بالنسبة إليك؟
أعتقد أن شانيل هي دار الأزياء الوحيدة التي تجسد فعلاً الدمج المثالي بين العصرية والكلاسيكية. وهذا هو سرّ كوكو شانيل.