ما لم تروه في أسبوع الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2015-2016 باريس paris
الأزياء الراقية,خريف وشتاء,باريس,إستعراضاً للخيال والفخامة,أسبوع الموضة,البراعة الفنية,مشاركة أكثر من 30 مصمماً,لمحة عن أبرز العروض
Laila Hamdaoui باريس - ليلى حمداوي 26 أكتوبر 2015مجموعة الزفاف التي قدمها إيلي صعب لخريف وشتاء 2015 كانت خاطفة للأنفاس تماماً مثلما توقعنا، مع زخارف متلألئة وأقمشة رقيقة. وبرزت الروعة المذهلة للمجموعة مع ابتكار ذهبي جميل تألف من تنورة طويلة واسعة وصدار ضيق وفيض كبير من الخرز الدقيق في فستان يليق فعلاً بأميرة قصة خرافية.
الأشكال المرسومة باليد والفساتين الطويلة المطرزة شكّلت نواة مجموعة جورج شقرا. البروكاد، والبرق اللماع، والشراريب أضافت الفخامة إلى الطلة، فيما الفساتين ذات الذيول والتنانير التحتية الواسعة أكّدت على الأناقة الراقية.
تطريزات أزهار دقيقة، حواشٍ متدفقة وأشكال فساتين بسيطة... كلّها اجتمعت في مجموعة ساحرة. الظلال الوردية والعاجية شكّلت مجموعة الألوان الرئيسية. واكتفت العارضات بشعر مقسوم في الوسط وماكياج حيادي إفساحاً في المجال أمام بروز روعة الفساتين.
مجموعة زهير مراد كانت عرضاً ساحراً لقصات الياقات العميقة التي على شكل V، والفتحات العالية في التنانير، والأقمشة المتلألئة. ظلال جواهر غنية، تدرّجت بين الأزرق المخضرّ والياقوتي والخوخي، ظهرت في الفساتين الضيقة والفساتين الطويلة المقولبة التي كشفت عن قصة مفتوحة من الخلف. أما الفساتين القصيرة المغناجة فأضافت لمسة مرحة.
الزخارف المعدنية للرأس أضافت لمسة غريبة إلى مجموعة سكياباريلي. برز أيضاً الوردي الفاتح والأزرق الفاتح بقوة، وانعكسا بشكل جميل مع الوجنات الوردية للعارضات وظلال العيون الزرقاء الفاتحة. وجاءت القمصان المطبعة ذات الياقات المزودة بأربطة معقودة، والتفاصيل المعدنية فوق النقوش الهندسية وتنانير الشيفون المتلألئة لتكمل المجموعة.
فاجأنا من دون شك الكمّ الكبير من الأسود، لكنه لم يخيّب أملنا إذ كشف عن طلة روك «متطرفة» وإنما مرحة. التول الممكن توقعه من جيامباتيستا فالي ظهر في تنانير واسعة باللونين القشدي والبرتقالي النابض. وجاءت تسريحات الشعر على شكل ذيل الحصان والماكياج الحيادي للشفتين ليكمّلا الطلة.
إنه المزج بين الموضة والفن. التصاميم الفائقة الخيال من فيكتور إند رولف كانت من أبرز العناصر اللافتة في الحدث الكبير. فاللوحات الفنية المزينة لجدران قصر طوكيو، والموضوعة في إطارات ذات مفصلات، تحوّلت إلى رداءات ومعاطف وفساتين عندما التفت فوق تصاميم الدنيم على أجسام العارضات.
إنه الضيف الجديد في أسبوع الأزياء الراقية. وفي هذه المشاركة الأولى، قدمت دار فندي Fendi مجموعة «القمر الفضي» Silver Moon التي كانت بمثابة احتفال بالفرو مع مجموعة مميزة من المعاطف ذات القصات البسيطة وإنما الجميلة، بحيث سمحت للفرو الناعم والفخم بالوميض بطريقة ساحرة. أما مجموعة الألوان فكانت خافتة، وتم استعمال فرو اللنكس، والمينك، والغنم الفارسي والثعلب.
أظهرت لنا مجموعة دايس كاييك أن الطلة الأحادية اللون غير مستعدة للاختفاء بعد، وقدمت لنا أسلوباً جديداً ومنعشاً للتوكسيدو. معاطف واسعة، بلوزات ضيقة وعقد كبيرة ظهرت في مجموعة متكلّفة ومتناسقة بشكل جميل.
مجموعة غوتييه فرنسية بامتياز. خطوط بريتانية (Breton) حيوية، تنانير على شكل طبول، وقمصان تقليدية ضيقة. ظهرت فرقة موسيقية بريتانية خلف آنا كليفلاند، فيما ارتدت فستان زفاف جميلاً من الكريب الأبيض الساحر.
كان عرض Giorgio Armani Privé بمثابة تحريف غير مألوف، بعيد كل البعد عن الألوان الحيادية التي نتوقعها من Armani. فقد اختالت العارضات بتسريحات شعر داكنة وقصيرة وارتدين فساتين فخمة مزينة بزخارف متلألئة بالظلال الكحلية والخوخية، فيما برزت جلياً التناقضات الساطعة للفوشيا. أما السراويل الضيقة والقصيرة والسترات الضيقة فأضافت تناقضاً قوياً إلى أنوثة الفساتين الطويلة.
اختار اتولييه فيرساتشي الجزمات العالية حتى الركبة، ذات الأرضية العالية، المصنوعة من الجلد البيج اللماع للتناغم مع التنانير الشبكية التي تمايلت على الأرض. سلاسل حديدية، وحواف غير مدروزة، وأكاليل أزهار أضفت أجواء القرون الوسطى التي تناقضت بشكل جميل مع الأحذية الغريبة المظهر. أما منصة العرض فتألفت من ألواح زجاجية فوق أكثر من خمس وعشرين ألف زهرة أوركيدة ملونة.
النعال المدببة الذهبية المتلألئة أضافت لمسة ديسكو على الفساتين الأنثوية المطرزة بدقة باللون الأبيض بحيث ظهر استعراض حقيقي للتناقضات في مجموعة مثيرة استوحاها راف سيمونز من الرسامين الفلمنكيين.
لا يخيب الأمل أبداً مع شانيل في ما يتعلق بديكور العرض، الذي يتناغم دوماً مع الإنتاجات السينمائية الضخمة. اختالت العارضات على المنصة بتنانير ضيقة تصل إلى الركبة، وأشرطة مربوطة حول العنق، وسترات ضيقة لا يمكن تصميمها إلا في دار شانيل. الطلة الرزينة كانت في الغالب أحادية اللون مع تسريحات شعر قصيرة وماكياج دخاني للعينين.
طلاء تجريدي على الوجه، أكياس خيش مطبعة، نقاط جميلة وكشاكش معدنية... كلّها برزت في المجموعة الحرفية الثانية التي ابتكرها جون غاليانو. إنها واحدة من أكثر المجموعات براعة و«تطرفاً».
اختار رالف إند روسو تطريز القماش المخرم الناعم بالخرز الدقيق لتزيين فساتين الأعراس الشبيهة بالحوريات. ياقات عالية، أكمام طويلة ضيقة حول المعصم، وأوشحة تدفقت فوق الحواشي الفضفاضة... إنها أبرز مزايا هذه المجموعة.
لطالما كان أسبوع الأزياء الراقية استعراضاً للخيال والفخامة والإبداع الجريء. ومع مشاركة نحو 30 مصمماً في أسبوع الموضة، لا شك في أن هذا الحدث الفريد استثنائي جداً. كانت البراعة الفنية بارزة أكثر من أي وقت مضى هذا العام. لكن السؤال الأهم هو: هل من مكان للأزياء الراقية في حياتنا اليوم؟ وهل من مايسترو حقيقي للموضة بعد مبدعين مثل جون غاليانو وألكسندر ماكوين؟ هل ماتت الموضة وبات المسرح المتكلّف مجرد مكان لعرض الاتجاهات الرائجة؟ إليك لمحة عن أبرز العروض لتحكمي بنفسك.