من الألف إلى الياء... لماذا اعترفت الآن بأنها لقيطة مع أن المجتمع برمته يعرف ذلك

شجون الهاجري, إنستغرام, لقيطة, آثار نفسية

01 أكتوبر 2013

لماذا اعترفت شجون عبر فيديوهات بثتها وهي "بوعيها الكامل" عبر حسابها على "إنستغرام" بأنها لقيطة؟ وهل اعلانها أنها من أطفال دور الرعاية الإجتماعية أمر نابع من حالة نفسية تمر بها بسبب إنحسار الأضواء عنها أخيرا أم هو محاولة منها لزيادة الاهتمام بها واستعادة نجوميتها، وكسب تعاطف شعبي من الجمهور خاصة انها استطاعت بهذا التصرف زيادة متابعيها الى الآلاف خلال أيام معدودة، وهل يعقل ان تصيبها حالة انهيار تخرج منها وتعاود حياتها بصورة طبيعية وسط دعم من اصدقائها ومعجبيها خلال ايام.


الاعتراف

 خرج الاعتراف منها عبر فيديو على حسابها الخاص، تقول فيه: "خلاص اليوم اقدر اقولكم ما في بعد اسرار بينا. عرفتوو السر اللي كان ذابحني اني مو عارفه متى اقول... نعم أنا من دور الرعاية الاجتماعية تبنتني أمي حياة وابوي مطر وربوني، وعرفت وانا بعمر الـ13 سنة اني مو بنتهم... الله سبحانه وتعالى هو اللي كاتب لي هالشي وأفتخر فيه والحمد لله أمي وابوي ما قصروا معاي، والله يحفظهم لي ويشافيهم... وهدية رب العالمين لي انتووووووو ملووووتي حقي مقي".

واكملت قائلة في الفيديو: "من زمان، من يوم كان عمري 13 سنة دريت ان امي وابوي متبنيني وليسوا هم الحقيقيين، ومو زعلانة لانهم امي وابوي، بس ابيكم تفهمون شنو يعني ان الله عوضني فيكم، وما عندي غيركم وكان ودي أقول لكم هذا الأمر منذ فترة واليوم عرفت انني فعلا ما عندي غيركم انتوا حبايبي وجمهوري".

ثم عادت لتكتب تحت صورة اخرى: "بس الحين ارتحت.. والله ما اقدر بعد أتحمل بروحي .. لا تزعلون مني .. أحبكم".


لماذا الآن

نقدر جميعا الحالة النفسية البالغة التي مرت بها شجون من معاناتها كونها لقيطة وتم تبنيها وهي رضيعة في سنّ تسعة أشهر والظرف الانساني للقصة الحزينة، ولكن لماذا لجأت إلى الإعتراف الآن، خاصة ان هذا الأمر ليس سراً ولا يخفى على أحد والجميع يعرفونه ليس في الكويت فقط بل وفي دول الخليج أيضاً، ومن السهولة لإيجاد إحدى الاوراق  الرسمية التي تثبت تبنيها من إحدى دور الرعاية عبر الإنترنت. كما أن قبيلة الهواجر التي يعود إليها أصل الرجل الذي تبناها مطر الهاجري، أطلقت قبل أعوام اعتراضها وأكدت أن شجون ليست هاجرية وعليه ألغت شجون من الاسم الفني لقب العائلة الهاجري واكتفت بشجون وحده، فلماذا قررت اليوم الاعتراف والإعلان للرأي العام أنها متبناة؟...

يؤكد مقربون منها أن هناك أسباباً عدة لذلك، منها ظرفها النفسي السيئ بعد تردّي علاقتها بصديقة مقرّبة. كما أن البعض  يرى في الأمر فرقعه إعلامية هدفها تسليط الاضواء عليها مجددا بعدما تراجعت نجوميتها اثر فشل عملها الدرامي الأخير وغياب برنامجها الرمضاني "المسابقات" على mbc وإلغاء العرض المسرحي لعيد الأضحى المقبل الذي صرحت قبل أكثر من شهر إنه سيكون للأطفال والناشئة معاً... كل هذا لم يحدث فانهارت أحلامها.

ومرت الايام وشجون معتكفة عن الإعلام والصحافة، وتتواصل عبر فيديوهات وصور تنشرها على الإنترنت. وحتى مدير أعمالها – وخطيبها السابق – احمد البريكي يرفض التصريح. وقد خرجت والدتها السيدة حياة عبر إحدى صفحات الجرائد تبكي وتناشد ابنتها أن تعود إلى منزل العائلة الذي هجرته منذ كانت في السابعة عشرة من عمرها من أجل والدها المريض، وأنها – الأم التي تبنتها  -مستعدة لأن تكون  "مداس لريولها بس ترجع وتريح قلوبنا بشوفتها"، على حد تعبيرها.

لكن شجون لم تتأثر واكتفت بنشر فيديو آخر لوالدها وهي تغني له "بغيظك قلتلك ما ابيك..." ويرد هو بـ "ما ابيك...". وعلقت عليه فكتبت انه صُوّر في شهر رمضان اثناء فترة مرض والدها، لتبدو بصورة الإبنة البارة بعائلتها التي أخرجتها من دار اللقطاء والحقتها في ما بعد بإحدى المدارس الأميركية في الكويت لتحصل على أفضل تعليم أكاديمي. لكن دخولها الوسط الفني حال دون إكمال تعليمها الجامعي، كما تركت منزل والديها مبكرا واستقرت في شقة خاصة بها بعيداً عنهما لأسباب لم تكشفها حتى الآن.


يوم الحسم

وجاء يوم الحسم وخرجت شجون عبر مداخلة هاتفية مع أحد البرامج الفنية لأكثر من ساعة استخلصنها منها أن سبب "تفجيرها" لهذه "القنبلة" هو خلافها مع محطة  mbc لأنها عرضت برنامجها الاخير في شهر رمضان 2012، ورفضت أن تعرضه هذا العام، الى جانب بعض الخلافات المادية الاخرى معها...

 إذاً كل هذه "العاصفة" كان سببها مسألة مادية بحتة، خاصة ان شجون قالت في المداخلة انها لم تكمل دراستها الجامعية بسبب تهامس الناس من وراء ظهرها، أي أن الأمر كان معروفاً، وكانت تتعايش معه بصورة او بأخرى، فالامر لم يكن الا ورقة ضغط منها على القناة وعلى من ظلمها وهضم حقوقها المادية وحاربها في رزقها، وقالت "إن الله موجود" وسيأخذ حقها مرددة: "الله فوق الله فوق!!".

 وربما نجحت شجون في تحقيق هدفها، فبعد احد الفيديوهات التي نشرتها كشفت انتظارها اتصالاً هاتفياً من شخصية مهمة لتسوية الأمر. وخلال مداخلتها الهاتفية أعلنت أن الاتصال قد تمّ فعلاً، وإكراماً له لن تفصح عن الكثير مما لديها أو عن هوية هؤلاء الأشخاص الذين يحاربونها في "رزقتها" على حد وصفها، فهل كان يستحق هذا الاتصال كل تلك التصرفات والفضائح والدموع التي تستلب تعاطف الـأطفال والمراهقين من جمهورها؟

وعلى الطرف الآخر، حصلنا على بعض المؤشرات التي تبرر التصرف الذي قامت به القناة الكبرى معها ، وأهمها معاناتها مع شجون بسبب عدم التزمها، وتأخرها الدائم على التصوير، الأمر الذي كان يؤدي في بعض الأحيان إلى إلغاء التصوير والحلقة، فجاء الرد هذا العام قاسيا بعض الشيء بإلغاء البرنامج برمته.


ذكاء واستغلال

ذكاء شجون وسرعة بديهتها لا يختلف عليهما أحد، فكل من اقترب منها وتعامل معها يعرف مدى ذكائها الحاد، وقدرتها على توظيف المواقف وتجيير الحقائق لمصلحتها، بل واستغلال كل ما تتعرض له بصورة تعود عليها بالمنفعة...

ويشهد لها الجمهور وكل العاملين  معها على موهبتها كفنانة متمكنة وموهوبة تندمج مع الشخصية بتفاصيلها تماماً، وأنها لم تستعن يوما بدموع صناعية. كما إنها استطاعت ان تكون رقماً صعباً وأحد الأسماء المثيرة للجدل عبر تصرفاتها أو حتى مظهرها الذي أثار الشبهات حول ميولها.

 ولم يكن اعترافها بأنها لقيطة هو "الصاروخ" الوحيد الذي اطلقته شجون هذا العام، فبخلاف الصور التي كانت تُنشر لها وهي مريضة في المستشفى، خرجت علينا بإعلانها انفصالها عن  احمد البريكي وهو إيراني الجنسية والأخ غير الشقيق للفنان خالد البريكي من والدته الإيرانية واستعار منه أسم العائلة، بعد خيانته لها واكتشافها أنه متزوج. ولكن المثير للاستغراب هو كيف "لامرأة"  تتعرض للخيانة تواصل الوثوق بمن خانها، ويستمر في ادارة أعمالها وتعتبره بعد الانفصال أنه في مكانة "أبيها"، ثم لم يمض بها الكثير من الوقت حتى نشرت صورها بملابس البحر على أحد الشواطئ ولقطات أخرى وهي تتسمّر. والمتتبع لحسابها على "الانستغرام" سيجد صورها في رحلتها الصيفية في أحد البلدان الأوربية وهي تستمتع بوقتها او تتحضر لمسرحيتها الجديدة، وكل ذلك قبل ايام قليلة من الاعتراف "الدراماتيكي" بأنها أبنة دار الرعاية الإجتماعية.


رأي الطب النفسي

الدكتور خضر البارون: البعض مستعد لفعل أي شيء لابتزاز الجمهور عاطفياً

"لها" تحدثت مع الاستشاري النفسي والأستاذ في جامعة الكويت قسم علم النفس الدكتور خضر البارون، الذي فضل التحدث عن الظاهرة عموما بعيدا عن التحديد والشخصنة لتكون الفائدة أكبر وأشمل. وفي البداية سألناه عن سياسة التي يتبعها بعض الفنانين بإثارة فضائح حول أنفسهم عندما تبدأ الأضواء بالانحسار عنهم، فأجاب: "النجمات حياتهن للجمهور، ويعتبرن أنفسهن سلعة له، ومن هنا تعتقد بعضهن أنهن بهذا يبرزن. ولكن في بعض الاحيان تتراجع نجمة ما ولا تعود تتلقى عروضاً من المنتجين. وهنا يستحضرني قول أحد الفنانين إنه يريد أن يكون "علج في حلوج الجمهور". وعندما يجد أن نجوميته تراجعت لا يجد طريقاً لاستعادتها إلا الإثارة او افتعال شيء عن سمعته، ويكون مستعداً لفعل أي شيء ليكسب تعاطف الجمهور ويبتزّه عاطفياً. ولكن التناقض هنا ان أداءه كفنّان يقل لأن تركيزه لم يعد على عمله".

وعن مدى تقبل مجتمع محافظ مثل الكويت لهذا النوع من الاثارة قال البارون: "عندما وصل إلي خبر تصريح احدى الفنانات عن نسبها، اعتبرت تصرفها خطأ لان كل انسان يجب ان يحتفظ لنفسه بأموره الخاصة ولا ينشرها على الملأ. ويمكنه أن يتحدث عن هذه الأمور ضمن دائرة مقربة، أو اللجوء إلى المختصين كما يحدث مع نجوم هوليوود".

أضاف: "من ناحية أخرى، قد يكون الفنان الذي يلجأ إلى هذا النوع من الاعترافات المثيرة للجدل يعاني من ألم داخلي وتأثر بمشكلة طارئة، وأخطأ في الاعتراف. لكنه بالطبع بعدها بفترة يندم على الاعتراف خاصة ان الفضفضة في لحظة ضيق قد تفسر في ما بعد بصورة مغايرة".

وعمّا إذا كانت الشهرة المبكرة تسبب نوعاً من عدم التوازن للفنان، قال: "الشهرة قد تتحول الى نوع من الادمان لدى فئة منهم، وفي بعض الاحيان يصاب هؤلاء بحالة من التضخيم للـ "أنا". ولهذا هناك فنانون مستعدون للتنازل عن كل شيء والقيام بأي شيء مقابل الظهور على الشاشة واستعادة الأضواء".


تصرفات شركة زين للاتصالات... غير المبررة

"لها" تواصلت مع شركة "زين للاتصالات" وهي التي قدمت شجون كوجه إعلامي للشركة عبر عدد من الاعلانات التجارية، الى جانب إنتاجها عدداً من المسرحيات التي كانت من بطولتها. وبعد إعلان شجون أنها لقيطة  صار من حق الجمهور أن يعرف اذا كانت الشركة التي تؤكد دائما مسؤوليتها الاجتماعية ستحتفظ بتعاقدها مع شجون أم لا...

 مدير العلاقات العامة في زين وليد الخشتي أحالنا على السيدة مي الصالح المستشارة في "زين قروب"، ولكن...


نورد هنا ردّ الصلح:  "يرجى استخدام الفقرة التالية كرد رسمي من شركة زين

"قدم التعاون الذي تقوم به الفنانة شجون مع شركة زين مجموعة من الأعمال المتميزة، والتي وجدت صدى كبيراً لدى الجمهور في الكويت وفي دول مجلس التعاون، وقد جاء هذا التعاون ليرسخ اهتمام شركة زين بالكوادر الشابة، والتي تؤمن بها الشركة كثيراً، وهي السياسة التي تنتهجها زين في دفع المواهب الكويتية والعربية .

وفي ما يخص التساؤل عن تأجيل عمل مسرحي للشركة في عيد الأضحى المبارك، نود ان نلفت انتباهكم أن شركة زين تقدم عملاً مسرحياً واحداً فقط في العام، وهو دائما ما يقدم في عيد الفطر المبارك، وهو الموعد الذي تتقابل فيه زين مع جمهور مسرح الطفل، وهذا هو نهج الشركة في تنفيذ الأعمال المسرحية...

وننتهز هذه الفرصة لنؤكد لكم أن شركة زين قدمت مجموعة من الأعمال الرائعة مع الفنانة شجون التي أثرت من خلالها الأعمال الأدبية التي تتناول مسرح الطفل، وتعد جمهورها بالمحافظة على هذا المستوى في كل أعمالها المقبلة، والتي تنتقيها بعناية فائقة رغبة منها في إحياء فترة الثمانينات الغنية بالأعمال الأدبية للأطفال".