‫‏سيرين عبد النور‬ تكشف لـ "‫‏لها‬": أخطط لإنجاب طفل ثانٍ... وهذه نكهة قهوتي، حياتي، عطري وطبقي الذي أجيده

سيرين عبد النور,لا حدود لطموحي,وهو يفوق قدراتي,تخطت حدود جمالها,تخلت عن أجر,تحقق أمومتها,رقماً صعباً,عالم الدراما والسينما,قصة جميلة

حوار مايا بنّوت 20 يناير 2016

حاولتُ أن أعدّد نجمات لبنانيات ينجحن اليوم في الجمع بين الغناء والتمثيل بتوازن غير متواضع... فوجدتُ صعوبة. إذ استطاعت النجمة سيرين عبدالنور أن تكون رقماً صعباً بصوتها وببصمتها في عالم الدراما والسينما. هي قصة جميلة لبنانية تخطت حدود جمالها وتخلّت عن أجر يطالبها بغير لهجتها... هي حكاية امرأة تبتعد لتحقق أمومتها وتبقى «24 قيراط» بعدما قدمت عام 2015 فيلماً قصيراً بعنوان «عادي»... هو أغنيتها المصورة أيضاً.


- انتهى عام 2015 والشهر الأول من 2016!
نعم، كان عاماً ناجحاً على الصعيد المهني. إذ حققت أغنية «عادي» وكليبها المصوّر أصداء لافتة، كما كان «24 قيراط» كمسلسل رمضاني عملاً موفقاً. أما بالنسبة إلى التعب النفسي، فقد واجهتُ مواقف غير منتظرة على الصعيد الشخصي، إلى جانب بعض الشائعات التي أزعجتني وأثّرت فيّ. عام 2015 لم يكن رائعاً، وفي الوقت نفسه لم يكن سيئاً. 

- فاجأتني كلمة «شائعات»...
كل فنانة تحت الأضواء هي عرضة للشائعات والنميمة وكلام الناس والأخبار الملفّقة، لكن الأهم هو مدى تغذيتها للأخبار ومساهمتها في انتشارها. لا أكترث للشائعات ولا أرد عليها، بل أضعها جانباً. أعيش أغنية «كلام الناس لا بيقدّم ولا بيأخر» وهي تشبه حياة كل امرأة ناجحة وجميلة.

- ما أكثر خبر أزعجك في 2015؟
عدم وجود رئيس للجمهورية وانتشار النفايات على الطرقات. يتعدى الأمر حدود الإزعاج. والخبر الأكثر مأساةً، كان خطف عسكريي الجيش اللبناني وذبح بعض الأسرى. على الصعيدين السياسي والاجتماعي كان الوضع مقلقاً للغاية. فقبل أن أكون فنانة، أنا مواطنة لبنانية وأم تخاف على ابنتها. ونحن ندفع الآن ثمن الأضرار البيئية وكأن الوزراء والنواب يتنفسون أوكسجين آخر في بيئة مختلفة.

- وكأنك تخشين الحديث في السياسة...
لا أتحدث في السياسة لأنني مقتنعة بأننا في البلدان العربية لا نحترم الرأي الآخر. لا أخشى التطرق إلى السياسة، ولدي أفكار سياسية أؤيدها وهي معروفة جيداً، رغم أنني لا أتبع زعيماً سياسياً بعينه. لا أنشر مواقفي السياسية، لأن ثمة من ينقصه النضج والانفتاح على الرأي الآخر.

- هل انتظرت هدية الأعياد آخر العام كأي طفلة؟
نعم، تلقيت هدية رائعة من زوجي، فهو ينتظر مناسبة محددة ليحضر لي ما يعجبني. أنا غير متطلبة وإن أبديت إعجابي بسوارأتفاجأ به هدية لاحقاً في أحد الأعياد. يسعدني أنه يراقب ما يعجبني. أما هدية العيد، فكانت اجتماع عائلتيّ الصغيرة والكبيرة والصلاة معاً، بينما يفقد البعض هذه «اللمّة» الأسرية بسبب الموت أو الهجرة أو الخلافات. كما تلقيت سواراً ماسياً أحببته كثيراً. 

- تبدين واثقة للغاية في جلسة التصوير الخاصة بهذا اللقاء. إلى أي مدى عزّزت شهرتك في عالم العروض شخصيتك أمام الكاميرا؟
لدى كل إنسان مداميك في حياته يبني على أساسها ويرتفع. الدعامة الأساسية في حياتي هي إيماني أولاً ثم خبرتي التي ازدادت مع الوقت. وجزء من الخبرة هو عالم الموضة والأزياء والجمال والماكياج. أتذكر من هذه المرحلة شخصيتي المهنية التي ميّزتني على المنصة، وخطواتي وأنا أمام الأنظار. لقد تخلصتُ من الخجل وزادت ثقتي بنفسي. كما لا أعير التميّز الجمالي أهمية اليوم ولم أعد أكترث بأن أكون أجمل امرأة بين الحضور أو بين زميلاتي. لم يعدْ هذا هدفي أو طموحي، بل أن أكون مميزة بموهبتي وأسلوبي الفني المختلف. وصلت إلى مرحلة ارتدي فيها الفستان الذي أحبه ويحاكي شخصيتي.

- ألم يصبح التعامل معك كنجمة أصعب من التعامل معك حين كنت عارضة أزياء؟
قد يصعب هذا الأمر على من يتوافق مع أسلوبي ربما. فأنا صاحبة هوية فنية ولي تفاصيلي المنسجمة مع عالمي. أصبحت أكثر تحكماً بمظهري وأعرف ما يليق بي اليوم. 

- ماذا لو سترفلين على البساط الأحمر غداً؟
أنا معروفة بوفائي كامرأة. ولو أنني على البساط الأحمر لارتديت فستاناً رائعاً للمصمم أنطوان القارح. نحن نتعاون منذ وقت طويل ونجحت في إطلالاتي معه. وعلى الصعيد العالمي، أعتبر أن إيلي صعب الذي أرتدي من تصاميمه على غلاف هذا العدد، قد فتح الباب أمام الكثير من المصممين اللبنانيين ليصبحوا عالميين. أفتخر به كثيراً كلبنانية، خصوصاً بعدما أثبت أن المصمم العربي يستطيع منافسة المصمم العالمي بإبداعاته التي تجعل من المرأة «ليدي» بكل ما للكلمة من معنى. 

- تستكملين تصوير الموسم الثالث من برنامج تلفزيون الواقع «بلا حدود»، ماذا تكشفين من حياتك اليوم؟
لقد تحوّل «بلا حدود» من كونه يحكي عن حياة سيرين عبدالنور إلى تجربة إنسانية. وإلى جانب المساعدة، تحضر التوعية في هذا الموسم. أتناول قضايا الفقر واليُتم والانتحار واليأس والأطفال المُجهضين، وهذه جريمة بحق الإنسانية. كما انتقلت إلى طرابلس وألقيت الضوء على انتماء بعض الشبان إلى تنظيم «داعش»، وتطرقت إلى زوايا سياسية أيضاً. 

- هل تحذرين جيداً من تخطي الحدود، خصوصاً أننا نعيش مرحلة دقيقة في منطقة مشتعلة بالأزمات؟
لا، فأنا لست إعلامية، بل امرأة عفوية لديها رسالة إنسانية. الكاميرا ترافقني طوال النهار، وأتصرف أمامها على طبيعتي، كما أُعبّر عن آراء يُجمع عليها كل من يتمتع بحد أدنى من الضمير والحكمة ولا ينتمي إلى أحزاب متطرفة. هذا لساني الذي لا يقول رأياً سياسياً. لديّ الجرأة الكافية لأقدم برنامجاً إنسانياً بعنوان «بلا حدود». 

- كيف لمست نجاحك في مجال تلفزيون الواقع؟
لقد نجح الجزآن الأول والثاني لدرجة أن برنامجي احتل المرتبة الأولى لناحية المشاهدة على قناة «الآن». ويحمل الجزء الثالث تطوراً إخراجياً في نقل الصورة وعناوين المواضيع. بينما حياتي كنجمة لم تعد مهمة بعدما تعزّز حبي للمساعدة. إذ باتت لدي مهمة أسمى من خلال تلفزيون الواقع، تتعدى إظهار أسلوب حياتي وما أتناوله من طعام وشراب وفي أي ساعة أنهض من النوم. لكن ابنتي ما زالت موجودة، من دون إظهار وجهها بالطبع، في الموسم الثالث. كما أتفاعل مع الجمهور وأرد على من يكتبون لي تعليقات سلبية وأوضح لهم وجهات نظري التي لم تعجبهم مثلاً ...

- متى تعيشين «بلا حدود» ومتى تشعرين بأن ثمة حدوداً؟
هناك حدود دائمة في هذه الحياة حين يتعلق الأمر بالآخر. ألتزم الحدود حين يتعلق الأمر بكرامتي وكرامة الآخر واحترامه. ألتزم الحدود حين أتحكّم بتوتري ولا أتهوّر بسلوكي. بينما لا حدود لطموحي وجرأتي التي لا تضرّ الآخر. ألاّ يكون ثمة حدود لحريتي، لا يعني أن أكون إنسانة وقحة وأؤذي الآخر أو أُهينه. وأشعر أحياناً بأن طموحي يفوق قدراتي.

- ألا يخيفك أن يتعدى طموحك قدراتك؟
لا، لكن يؤسفني أن أطمح إلى تقديم مسلسل يحمل المواصفات العالمية. وأقول أحياناً ليتني وُلدتُ في الخارج... تساورني هذه الأفكار وأتناساها لاحقاً. فأنا سعيدة بلبنانيتي وأحب وطني. لكن المواهب العربية بحاجة إلى إعادة اكتشاف، والمنتج اللبناني والشاشات العربية  مؤطّرون وتنقصهم التقنية. لمَ لا ننتج سلسلة بمستوى The Lord of the Rings، يعني لي الكثير أن أمثل في عمل مشابه! وهذا «من سابع المستحيلات».

- أيهما أصعب، الحواجز التي تُفرض عليك أم تلك التي ترفضين تخطيها؟
لا يمكن أحداً أن يفرض عليّ حواجز. أنا امرأة راقية وهادئة في تعاطيّ مع الآخر، لكنني أدافع عن حريتي أيضاً. لا أتلقى أوامر من أحد. هذه شخصيتي التي تكونت خلال نشأتي ووضعت بنفسي حدوداً لبعض تفاصيل حياتي. لا يمكن أحداً أن يفرض عليّ واقعاً، أو يمنعني من ارتداء أزياء

معينة مثلاً حتى لو كان زوجي. فأنا في الأساس أتجنب خطوطاً معينة. أحب أن أبرز أنوثتي، لكن لقب «المثيرة» لا يُسعدني. أفضّل صفة Classy.

- أي مرحلة نجومية تعيشها سيرين عبدالنور اليوم؟
أعيش مرحلة النضج الفني والامتنان. استطعت كممثلة لبنانية أن أحقق شهرة عربية في مرحلة كان هذا الأمر صعباً بينما هو أسهل بكثير اليوم. أشاهد أحياناً زميلات في الدراما وأقول بأنني مررت بتجربتهن منذ خمس سنوات. أشعر بأنني حققت الكثير في وقت قياسي رغم أنني أريد تقديم المزيد والمزيد.

- لطالما كانت نجمة الدراما الأولى عربياً مصرية، هل غيّرت سيرين عبدالنور هذه المعادلة؟
هذا ما أردتُ تحقيقه... رغم أن الانتشار خارج الوطن أو الخروج من المحلية لم يكن سهلاً، خصوصاً إذا تمسّك الفنان بلهجته. ورغم ذلك، كنت أطمح في نقل لهجتي اللبنانية إلى الوطن العربي والشاشات العربية. وكنت أعلم جيداً أنني لو مثّلت بغير لهجتي لكنت تقاضيت أجراً أكبر وانتشرت بسرعة أكبر في مصر. رفضت التخلي عن لهجتي حتى في السينما. لم تعد النجمة العربية مصرية فقط بل سورية ولبنانية.

- هل كنت متمسكة باللهجة اللبنانية أم أنك تلقيت عروضاً تقتصر على تمثيل أدوار نساء لبنانيات؟
لم يُطلب مني تجسيد دور لبناني أبداً! بل كنت أصرّ على التمثيل بلهجتي حتى ظنّ البعض أنني لا أتقن اللهجة المصرية. البعض اعتقد ذلك. وأريد توضيح هذه الحقيقة، حين يتقن غيري المصرية، سواء كان من تونس أو لبنان أو الأردن أو المغرب أو سورية، فهذا دليل على أن اتقاني لهذه اللهجة ليس صعباً. لكنني قررت من البداية أن أنقل لهجة بلدي إلى الوطن العربي. بينما لم يكن ذلك مقبولاً من قبل، وأعتبر هذا الأمر انجازاً، خصوصاً أنه بات مألوفاً اليوم. فمسلسل «سارة» عرض على أكثر من شاشة مصرية وعربية، كذلك «روبي» الذي أحدث ضجة في الوطن العربي ونلت عنه جائزة أفضل ممثلة عربية في مهرجان «تايكي» الأردني وجوائز محلية. لقد نافستُ به نجمات دراما أثبتن أنفسهن منذ سنوات طويلة. وهذه تفاصيل لا يعيرها الإعلام أهمية بقدر تركيزه على الشائعات للأسف. أصبحت نسبة القراء التي يحصدها الخبر أهم من الخبر نفسه. لم نعد نتكلم عن إنجاز ممثلة، بل عن «فنانة ارتدت أزياء مكشوفة...» و«فنانة انتعلت هذا الحذاء...». لا أعلم إلى أي مدى ستطول هذه المرحلة.

- إلى أي مدى تشعرين بأنك محظوظة كونك تتنقلين بين أكثر من مجال فني، من الدراما إلى السينما والغناء وتلفزيون الواقع؟
أنا لا أؤمن بالحظ، بل بالمثابرة والطموح. لقد اكتشفت موهبة التمثيل والغناء لأغنّي بثقة على المسرح. والجمع بين كل هذه المجالات الفنية لا يتعبني، بل يمنحني ثقة أكبر بما أقدمه، وبأنني لستُ فنانة طارئة نتيجة الصدفة أو تريد أن تزيد حسابها المصرفي مع كل عمل فني. يشغلني استغلال شهرتي والاستفادة منها إنسانياً أكثر من أن تقلدني الفتيات بحذائي وتسريحتي وعدساتي اللاصقة.

- انجذب الوطن العربي إلى تلفزيون الواقع ومتابعة يوميات أسرة كيم كارداشيان في Keeping Up With The Kardashians، ألم تُعرض عليك تجربة مشابهة؟
طُلب مني أن أقدم تجربة مشابهة لتلفزيون الواقع الذي قدّمته كيم، لكنني رفضت أن تقتحم الكاميرا حياتي الزوجية والعائلية... أحاديثي ونقاشي مع زوجي وأمي وشقيقتي. لقد كشفت جزءاً ضئيلاً من حياتي الخاصة محبّةً بجمهوري الذي أُريه وأُسمعه صوت ابنتي مع حجب وجهها... بيتي لي وليس للفن.

- تتطلع كيم إلى أن تكون The Highest Rated، ماذا عن سيرين؟
رسالتي إنسانية مفادها إن نجحت في المساعدة فغيري قادر على ذلك، وأن يتأثر بي من يشاهدني. رغم أنني وجدت صعوبة مع من ولدوا من دون أوراق ثبوتية مثلاً ...

- ما النصيحة التي قد تقدمينها لزوجين ينجبان أطفالاً من دون تحمّل المسؤولية؟
فليعشْ وحيداً كل من هو غير مؤهل لإنجاب طفل يستطيع رعايته وتأمين حياة كريمة له. الطفل هو بمثابة قلب بين يديك وتحاولين إبقاءه على قيد الحياة طوال الوقت. كيف يمكن التلاعب بمصير طفل؟ من يعيش في القصور قد يغفل عن هذه البيئة العشوائية ومن ترمي طفلها بعد انجابه بـ5 دقائق... يجهلون هذا الواقع.

- ألا يرمي بعض من يعيشون في القصور أطفالهم أيضاً؟
طبعاً، لهذا السبب يتجه أبناء الأثرياء إلى الإدمان أو الانتحار والآفات المُكلفة. هم أنجبوا أطفالاً وفي ظنهم أن المال والمربّية يكفيان. العاطفة ليست مرتبطة بالفقر أو الثراء.

- متى تقولين: «عائلتي أهم»؟
على الدوام، ابنتي تلحق بي إينما ذهبت وكأن خيطاً وهمياً وغير مرئي يربطني بها. 

- ما أكثر ما وددت إثباته حين اقتحمت مجال التمثيل؟
رغبت في إثبات موهبتي، فحين دخلت مجال التمثيل ظلمني شكلي كثيراً. يقال بأن المرأة الجميلة تُظلم أحياناً. وكأن جمالها يصبح عيباً فيها أو يتناقض مع امتلاكها الموهبة... وكأنها لا تملك إلاّ جمالها. وكأنني تلقيت جائزة لكوني آتية من عالم الجمال والأزياء! لقد واجهت صعوبة في تلك المرحلة. كما أثبت أن نجاحي لا يرتبط بشكلي فقط، فالجمهور أحب موهبتي أيضاً في لبنان والوطن العربي.

- هل الخطوات الفنية غير المدروسة أصعب في بداية الطريق أم بعد تحقيق اسم في الصدارة؟
الصعوبات موجودة دائماً وتزداد وتيرتها مع تحقيق مكانة في الصدارة. بينما في البدايات، العيون لا تكون مفتوحة على الفنانة ويكون الخطأ مسموحاً، لكن حين تصبح رقماً صعباً، تبدأ المقارنة بين أعمالها... وهذه مسؤولية كبيرة.

- هل قارن الجمهور بين مسلسلك الأخير «24 قيراط» وأعمالك الدرامية السابقة؟
سمعت أصداء إيجابية وتلقيت نصائح من بعض الزملاء والنقاد الذين كانوا يفضلون عدم مشاركتي في هذا المسلسل. وبالنسبة إليّ، أديت دوراً اقتنعت به جداً وشعرت به ودفعني لأن أبقى على طبيعتي. دور «ميرا» يشبهني كثيراً كإنسانة تحب الضحك والمشاغبة، حتى أنني استخدمت فيه كلمات أقولها في حياتي. ويُسعدني حين أسمع أن ثمة من ينتظر ليراني في مشاهد أكثر. وهذا هو معنى البطولة الحقيقية رغم أنني رغبت بأن تكون مساحة دوري أكبر وتليق باسم صنعته منذ 16 عاماً.

- ألم تتحققي من مساحة الدور وأنت تقرئين السيناريو؟
لم يعد الممثل يقرأ السيناريو اليوم، بل يتفق المنتج مع التلفزيون على اسم البطل. وحين يتفقان على اسم، يجعلان الأخير يوقّع على «صفر ورق»، بل على فكرة. وقد يتعرف الممثل على بعض الحلقات في موقع التصوير. صورت أكثر من مرّة مشاهد لم أقرأها من قبل.

- هل تدفعك هذه التجربة إلى التفكير مرتين قبل العودة إلى الدراما، أو ربما اتخاذ قرار بالابتعاد في دراما رمضان 2016؟
لا، لم يولد بعد من يؤثر في حماستي للدراما. لكنني بحاجة إلى إجازة لتتضح الرؤية أمامي. أريد أن «أكبّر» أسرتي، ولا يمكنني أن ألتزم بأي عمل لأنني أخطط لإنجاب مولود ثانٍ إن شاء الله. ويهمني من الآن فصاعداً أن أقرأ كل حلقات أي مسلسل سأمثّل فيه، وقد أبدي رأياً في تطور الشخصية. فأنا أريد الخروج من إطار المرأة الجميلة التي يتنازع عليها رجلان. ولن أقول المزيد لأن ثمة «حرامية» في الدراما.

- تكرّر كثيراً هذا الدور أخيراً، «الجميلة التي يتنازع عليها رجلان»...
تكرّر معي ومع غيري. أديتُ هذا الدور في «روبي» و «لعبة الموت» و«سيرة حب» رغم اختلاف التفاصيل. لم يكن دور مكسيم خليل يشبه دور ماجد المصري في «لعبة الموت» حيث كانت المرأة معنَّفة. بينما «روبي» هي التي تعنِّف الرجل بخيانتها ومصالحها وأنانيتها.

- ماذا لو وجدت بالفعل عابد فهد على شاطئ البحر كما في أحد مشاهد «24 قيراط»؟
لكنت تصرفتُ مثل «ميرا» وأنقذته بصراخي، لا يمكن أن أدير ظهري وأمشي ببساطة.  لكنني لا يمكن أن أصطحبه إلى منزلي بالتأكيد كما في أحداث المسلسل.

- كيف تقيمين التمثيل مع عابد فهد في مسلسليْ «لعبة الموت» و «24 قيراط»؟
كم هو رائع أن يقف ممثل أمام ممثلة وفي كل مرة يؤديان أدواراً مختلفة. هو تحدّ درامي نجحنا فيه، فالممثل قد يجد مشكلة في تغيير نبرة صوته أو في البكاء والضحك بأسلوب آخر.

- تجربة ثالثة مع عابد، مجازفة أم لم يحنْ وقتها بعد وأتركها للمستقبل؟
لم يحنْ وقتها بعد وأتركها للمستقبل، أريد أن ينسانا المشاهد قليلاً لئلا يملّ منا رغم أن قصة درامية قد تفرض لقاءنا.

- هل أصبحت المسلسلات المقتبسة عرفاً في الدراما العربية اليوم؟
اعتمدنا الاقتباس في «روبي» و «لعبة الموت» وكانت البداية، ويبدو أنها اصبحت موضة وهذا اتجاه مخيف. وكأن المنتج لا يثق بالكاتب العربي، ولا تحقق غالبية الأعمال النجاح اليوم، لأن النسخة الأجنبية تبقى حاضرة في ذهن المشاهد.

- كيف تنظرين إلى مكانة الممثلة اللبنانية في الدراما العربية اليوم؟
وجودها أساسي، بات حضور الممثلة اللبنانية جوهرياً، كما أن بعض المنتجين يبحثون عن خط درامي لبناني في القصة العربية.

- يجد بعض الممثلين صعوبة في الخروج من الدور بعد انتهاء المشهد، ماذا عنكِ؟
وجدتُ صعوبة في التخلص من شخصية «روبي» التي لا تشبهني أبداً. تأثرت بها كثيراً وأصبحت أتكلم مثلها بلؤم، وقد لاحظ زوجي ذلك وقال لي: «ما سبب هذا اللؤم؟». كما أدخلني دور «نايا» في «لعبة الموت» في حالة حزن وكنت أشعر بها كلما نظرت إلى المرآة. وهذا ما دفعني إلى تغيير تسريحتي والتخلص من اللون الأزرق الذي ارتديته كثيراً. وأعتبره امتيازاً أن أحوّل شخصية على ورق إلى إنسان من لحم ودم.

- هل البطولة الجماعية كانت لمصلحتك في الدراما أم في السينما؟
البطولة الجماعية كانت لمصلحتنا كممثلين، فأصبح للممثل السوري جمهور لبناني، وبات للممثل المصري جمهور سوري ولبناني... وكذلك اللبناني. من يحب ممثل عربي شاركني البطولة صار يشاهدني وأصبح من جمهوري مثلاً. الكلمة أو الكتابة تفرض نفسها أحياناً، وفي البدء كانت الكلمة، وهي أساس أي عمل ويتبلور حولها المخرج والأبطال.

- بصراحة، ماذا حققت مع آخر أعمالك السينمائية «سوء تفاهم»؟
هي تجربة تعرّضت للظلم، وأنا كنت ضد إطلاق هذا الفيلم في الشتاء، وفضّلت عرضه في موسم الصيف مع الإجازات. لكن الأستاذ جمال سنان أصرّ على توزيع العمل، وأقنع شركة الصباح بأن يطرح الفيلم بمناسبة «الفالنتاين»، وهو ليس إجازة. وقد يمرّ من دون أن يعيره البعض أي اهتمام. كما تصادف يوم الإطلاق مع هبوب ثلاث عواصف تأثر بها لبنان والأردن ومصر. بينما كانت نسبة مشاهدة الفيلم على موقع «يوتيوب» مرتفعة. لم أسمع أبداً بأنني قدمت فيلماً غير موفق وقصته فاشلة. وأنا فنانة لا يتحلق حولي من يصفق لي على الدوام مهما قدّمت من أعمال.

- هل تقارنين بين نجاحاتك السينمائية؟
أفاضل بين جماهيرية أعمالي فقط، ولا أقارن بين تعبي وجهدي. ولا يمكن أن أنكر أن فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» كان الأقوى جماهيرياً والأنجح بالنسبة إلى وقت العرض أيضاً. فالعمل ينجح نتيجة عوامل مجتمعة ولا يقوم على الممثلة وحدها، إذ يحتاج إلى منتج ذكي وتوقيت إطلاق مثالي... تخيلي لو أنني أصدرت ألبوماً فيه أغانٍ رائعة خلال حرب تموز 2006؟ هل يمكن أن ينجح؟ «مش بالعواصف منزّل أفلامنا»!

- أديت دور امرأة مضطربة نفسياً في أغنيتك المصوّرة «عادي»، هل هو دور يصلح لـ5 دقائق أم يستفزك أداؤه في الدراما؟
التمثيل هو شغفي أكثر من كونه موهبة أملكها. الدراما هي مرآة الواقع وأنقلها معي إلى عالم الغناء. هي رسالة أنقل عبرها قضايا اجتماعية. لطالما حُكي عن الخيانة المباشرة التي تؤدي إلى الطلاق، لكنني رغبت والمخرج جاد شويري بأن نصوّر وهم الخيانة التي تظلم الشريك. وقد يؤدي هذا الهوس والشك إلى الجنون. كليب «عادي» كان بمثابة فيلم قصير. وليتني أؤدي دوراً مماثلاً في الدراما أو السينما.

- هل توافقينني الرأي بأن خيانة المرأة في مجتمعنا العربي أشد وطأة من خيانة الرجل؟
ستتفاجئين حين تعلمين أن ثمة رجالاً يسامحون المرأة على خيانتها لعدم التشكيك بذكوريتهم أو المسّ بها. الخيانة هي الخيانة، وأبشع ما قد يحصل بين زوجين سواء ارتكبها رجل أو امرأة بالنسبة إليّ. 

- في أي مرحلة في حياتك شعرت بأنك بحاجة إلى وضع النقاط على الحروف كما تقول كلمات الأغنية؟
في كثير من المراحل. أضع نقاطاً على الحروف حين أشعر بالتطاول على حقي. وباختصار مفيد، حقي لا يضيع. ثمة من تضيع لديهم الحروف أيضاً، فأضع لهم الحروف ثم النقاط. ويظن البعض أنه إذا كان الإنسان هادئاً فقد يمكن التحدث عنه بالسوء.

- تمسكين بهاتف زوجك النقال في أغنية «عادي» لتتفقدي اتصالاته، هل ساورك هذا الشك في حياتك؟
أعرف كلمة السر الخاصة بهاتف زوجي، وهو أيضاً يعرفها كلمة السر الخاصة بي. ولم يبدر منه أي تصرف يثير فضولي لتفقّد هاتفه. أُمسك بهاتف زوجي لكن ليس من باب الشك، فهو يجري كل اتصالاته أمامي ولا يتواصل مع أحد في الخفاء. كما أستطيع أن أسأله عن أي تفصيل أجهله عوضاً عن البحث في هاتفه، فأنا أثق به.

- ما قصة أغنية «بحبك يا مهذب»... تشبه زياد الرحباني هذه العبارة؟
يوحي لنا زياد ببساطة اللجهة اللبنانية. لكن هذه الأغنية شعبية من كلمات وألحان سليم عساف، وتوزيع طوني سابا. وتتغزل فيها المرأة بالرجل الذي تحبّه. ستصدر قريباً وسأصورها لاحقاً. وأتوقع لها نجاحاً مميزاً بعد نجاح «عادي» مع مروان خوري.

- ما سر النجاح المدوّي الذي تحققينه مع مروان خوري كل مرة؟
أثق بمشاعره وكلماته وألحانه كثيراً. ومروان لحن أيضاً موسيقى جينيريك الموسم الثالث من  «بلا حدود» بطلب مني. التعاون معه فيه الكثير من الصداقة، هو يثق بصوتي وأنا أثق بألحانه. تجربته في مجال غناء «التترات» رائعة، وأجده مبدعاً في الموسيقى التصويرية التي ترافق الأحداث الدرامية. وقد اتجه إلى هذا المنحى في مسلسله مع أمل بوشوشة.

- لمَ أنت بعيدة الآن عن تجربة «التترات» الدرامية؟
لقد قدّمت هذه التجربة في البدايات في مسلسلات «الغريبة» و «السجينة» و «سارة»... لكن لظروف معينة تخدم العمل، تركت أداء «التترات» لفنان آخر. فقد يحتاج «التتر» إلى صوت رجل أكثر مثلما حصل مع راغب علامة. وهذا لا ينتقص أبداً مني طالما أنه فنان من الصف الأول. وأغنية «حبّيني» هي أجمل «تتر» لعام 2015 بالنسبة إليّ. كما رغبت في أداء سميرة سعيد «تتر» «سيرة حب»، وهذه كانت تجربتها الأولى. أحبها كثيراً وكانت إضافة للعمل. وهذا لا ينتقص من نجوميتي.

CREDITS

تصوير : تصوير: شربل بو منصور

مكياج : ماكياج: كوليت اسكندر - تسريحة: إيلي إسبر

شكر خاص : نشكر مطعم تنسيق: كارولين كاسيا Caroline Cassia La Creperie في جونية على الاستقبال المضياف، وكذلك بوتيكات آيشتي، ودولتشي إند غابانا، وكلويه، وفندي، وستيلا ماكارتني (991111 1 961) ودار أزياء إيلي صعب.تنات