سكنهم الشغف بمهن أخرى أطباء تخلّوا عن «البالطو» الأبيض

أطباء تخلوا,عن البالطو الأبيض,سكنهم الشغف بمهن أخرى,لماذا فعلوا هذا؟,هل كان الأمر سهلاً,ردود أفعال

القاهرة – فادية عبود 07 فبراير 2016

رغم أن كثيرين يحلمون بارتداء البالطو الأبيض والحصول على لقب «دكتور»، لكن هناك أطباء قرروا بمحض إرادتهم التخلي عن هذا البالطو، والعمل في مهن أخرى! لماذا فعلوا هذا؟ وهل كان الأمر سهلاً عليهم؟ وكيف كانت ردود أفعال من حولهم؟


ورث الفنان التشكيلي خالد حافظ مهنة الطب عن أبوين يعملان في المجال نفسه رغم حبه للفن، ويحكي عن تجربته قائلاً: «والداي كانا طبيبين في الجيش المصري. أمي أنهت خدمتها في الجيش برتبة عقيد واستكملت رحلتها الطبية كأستاذة في الجامعة. أما أبي فكان طبيباً مقاتلاً على الجبهات في معظم الحروب المصرية، مثل حرب اليمن وسورية. وفي حرب أكتوبر عام 1973، كان قائد مستشفى القصاصين، وبالتالي دخلت الطب مجبراً بسبب الأهل، أو بالأحرى بـ «تحفيز عسكري» من الوالدين، رغم أنني كنت أتمنى دراسة الفنون الجميلة».
عشق الفن سيطر على خالد حافظ أثناء دراسته الطب، فقرر الجمع بينهما، ويقول: «في الصف الثاني في كلية الطب، قررت تحقيق حلمي ودراسة الفن، فالتحقت بقسم الفن الحر في كلية الفنون الجميلة، وكانت دراسته مسائية، وتلائم مواعيد دراستي الطب، فدرست لمدة ست سنوات، وبعد تخرجي لم تتوقف رحلتي مع الطب، بل استكملت دراساتي العليا وحصلت على ماجستير في الأمراض الجلدية والتناسلية، ولم يكن ذلك عشقاً للمهنة، وإنما جاء بدافع التطور الطبيعي لها، خصوصاً أنني كنت مدركاً أن العمل في الفن وحده لا يكفل حياة كريمة في بداية المشوار».
ويتابع: «قررت الهروب من الطب عام 1992 وسافرت إلى باريس، وبالفعل تركته لمدة عام عملت خلاله بالفن، ومارست مهناً أخرى بسيطة في مجال المعمار، وعملت أيضاً مذيعاً في البرنامج الأوروبي حتى أوفر مصروفي اليومي، لكنني عدت إلى مهنتي الأصلية كطبيب أثناء ممارستي الفن من أجل الاستقرار المادي، وحصلت على دبلومين في الطب من فرنسا، أحدهما في تخصص الذكورة من جامعة جنوب باريس، والآخر في تخصص الأمراض الجلدية المتعمقة من جامعة رينيه ديكارت».
وعن رحلته مع الفن، يقول خالد: «عدت إلى مصر عام 1995 وتركت الطب مرة أخرى، ومارست أعمالاً مختلفة الى جانب الفن، حتى صار الفن مهنتي الوحيدة التي تكفل لي حياة كريمة منذ عام 2005. ورغم تلك الرحلة التي لم تكن وردية ولا سهلة، إذ قابلت خلالها تحديات وإحباطات لا أريد حتى تذكّرها، كان هدفي هو العمل في المهنة التي أعشقها، وكنت مدركاً أن طريقي محفوفة بالصعاب، ورغم ذلك أعتبر نفسي من المحظوظين القلائل في الحياة، فكم من أطباء تخلوا عن البالطو من أجل الفن أو مجالات أخرى يعشقونها، ثم عادوا إلى الطب مجدداً بسبب صعوبة رحلتهم وعدم قدرتهم على استكمالها، فسُجنت حريتهم في اختيار مجالهم».

في المقابل، يشير خالد حافظ إلى زملاء له في الطب حققوا حلمهم في مهن مختلفة، قائلاً: «النجاح هو أن تنجح في ما تحب وليس في ما يفرضه عليك الآخرون برغباتهم، أو من طريق المجموع العالي في الثانوية العامة، وهذا ما نجح فيه بعض زملائي وحققوا به شهرة واسعة، مثل عادل السيوري الذي كان طبيباً نفسياً وأصبح من أهم المصورين الفوتوغرافيين في مصر، وكذلك الفنان فريد فاضل الذي برع في الفن وبات مصدر دخله الوحيد، واكتفى برسالة الطب في علاج عيون الفقراء بالمجان، وكذلك طبيبة التخدير مي يني التي تألقت في مجال التصوير الفوتوغرافي... وغيرهم الكثير ممن لم يبالوا بنظرة المجتمع الدونية الى المهن المختلفة».
وعن مواجهة أسرته والمجتمع يضيف: «لم أخبر والديّ بقراري ترك الطب، بل تركت المنزل بإرادتي وسافرت إلى فرنسا، ومارست الى جانب الفن أعمالاً مختلفة بلا ضحر ولا كلل ولا ملل، ولم يعرف أبواي أنني تركت الطب إلا بعد فترة، لكنهما تفهما الأمر في ما بعد وسعدا بالتميز الذي حققته في مجال الفن، وفيما عداهما، لا أبالي أبداً بنظرة المجتمع، لأن حياتي عبارة عن قراراتي ورغباتي أنا وحدي، أما أبنائي فلن أتدخل في ميولهم المهنية، ولن أؤثر فيهم في أي مجال يختارونه».

الساحرة المستديرة
تحقيق رغبة الوالدين كان السبب الرئيسي لدخول عادل كُريّم كلية الطب، رغم رغبته الشديدة في دراسة الإعلام، ويقول: «والداي طبيبان وأنا ابنهما الوحيد، وكانت رغبتهما عارمة في ممارستي مهنتهما نفسها. ولأنني الابن الوحيد وحصلت على مجموع كبير في الثانوية العامة، لم أجد مفراً من تحقيق رغبتهما رغم عشقي لمجال الإعلام. وبالفعل دخلت كلية الطب في جامعة عين شمس عام 1994، وتخرجت عام 2000، وتخصصت في التحاليل وحصلت على الماجستير في بنوك الدم».
ويتابع عادل: «لم يتوقف عشقي للإعلام يوماً، وكنت دائم الاشتراك في مجلات الجامعة الصادرة عن الأنشطة الثقافية الطلابية. ومع بدء ظهور المدونات، أنشأت واحدة لي دونت عليها العديد من المقالات الرياضية، حتى عرض عليَّ أحد أصدقائي الصحافيين العمل معه في جريدة رياضية اسمها «شوط»، وبالفعل تحمس لي رئيس التحرير على سبيل أنني طبيب يهوى الرياضة، لكن بعد تسلّمه أول موضوع وصفني بأنني محترف، وطلب مني الانتساب الرسمي الى الجريدة، احترفت بعدها الصحافة الرياضية، وتدرجت في الوظائف من محرر مبتدئ إلى رئيس «الدسك» المركزي، وفي عام 2010 عملت معدّاً تلفزيونياً في قناة «مودرن سبورت» المصرية، وأعمل اليوم في موقع رياضي شهير، كما أنني مراسل مصر لاتحاد كرة القدم الإفريقي، وأقدم فقرة رياضية أسبوعية في قناة النيل للرياضة».

ضغوط الطب
الضغوط التي يواجهها الطبيب في مصر، وتدني الرواتب، فضلاً عن الروتين والبيروقراطية... كانت السبب الرئيسي في إعراض محمد عزت عن الطب ودخوله مجال الأفلام الوثائقية، أو «الميديا» على حد تعبيره.
يروي محمد عزت تجربته قائلاً: «الطب كان حلمي، وكنت أول طبيب في العائلة. وفي بداية احتكاكي بالحياة العملية في «الامتياز»، أي العام الأخير لدراسة الطب في الكلية، وهو التدريب العملي الأكبر للأطباء، بدأت أرى وجهاً مختلفاً للمهنة التي أحبها، وانطلقت معاناتي مع الطب بسبب إهمال الأطباء والمستشفيات العلاجية الحكومية، الأمر الذي ازداد سوءاً بعد تخرجي، حيث جاء تكليفي في محافظة الفيوم، وأنا من سكان محافظة القاهرة، ولسوء حظي تم إلغاء التوزيع الجغرافي لتعيين الأطباء في ذلك العام، فسافرت إلى الفيوم وسكنت في الأرياف. والأسوأ من ذلك، أن كان عملي بوحدة صحية مليئة بالفساد، وطُلب مني أن أكون جزءاً من منظومة الفساد بغض النظر عن ضعف الراتب، فقدمت استقالتي من وزارة الصحة على الفور».
ويضيف: «بالصدفة البحتة عرض عليَّ أحد الأصدقاء أن أعمل معه في شركة إنتاج أفلام وثائقية، وكنت لا أزال حينها طالباً في السنة الأخيرة في كلية الطب، فوافقت على سبيل التجربة ووجدتها ممتعة. وبعدما استقلت من وزارة الصحة، قررت استكمال تجربتي مع الأفلام الوثائقية واحتراف «الميديا»، حيث إنها مهنة لا تعرف ضغوط مهنة الطب في مصر، ورغم ذلك لا أنكر أن دراستي الطب قد وسّعت مداركي وأصبحت رؤيتي مختلفة للحياة».
وعن مواجهة الأهل والمجتمع، يقول عزت: «أهلي لم يعارضوني أبداً، لأنهم عايشوا مأساتي كطبيب حديث التخرج. أما المجتمع فلا أبالي به، خاصةً أنني تخليت عن البالطو من أجل مهنة أحبها وذات عائد مادي يفوق الطب بأضعاف، فضلاً عن أنها مهنة تسمح لي بالاستمتاع بالحياة. ولو عاد بي الزمن إلى الوراء لما درست الطب، بل كنت اخترت التجارة لأنها الأسهل، وبعد التخرج كنت سأعمل في أي مهنة أحبها، خاصة أن الدراسة الجامعية في مصر بعيدة تماماً عن المجال العملي».

{ محمد عزت: هربت من ضغوط البالطو الأبيض من أجل مهنة أحبها
{ مروان مسلم: عملت مذيعاً بالصدفة
{ تامر جمال: عشقت «البزنس» فتركت الطب

بسبب المجموع الكبير الذي أهّله لدخول كلية الطب، درس تامر جمال، مدير مبيعات في إحدى شركات تكنولوجيا البنوك والمدفوعات الإلكترونية، الطب في جامعة القاهرة. وبعد التخصص في التحاليل الطبية وتحضير الماجستير، وجد نفسه لا يعمل في ما يحب، فقرر المغامرة وغيّر مسار حياته، فعمل في التسويق والمبيعات في بعض شركات الأدوية، كبداية في عالم البيزنس الذي يعشقه، ثم درس علم الإدارة في جامعة هيوستون الأميركية، عاد بعدها إلى القاهرة محترفاً عالم البيزنس حتى أصبح أصغر مدير مبيعات (35 عاماً) في أكبر شركة لتكنولوجيا البنوك والمدفوعات الإلكترونية.
يؤكد تامر أن عشقه للبيزنس هو ما دفعه للتخلي عن البالطو، مشيراً إلى أن رحلته في تغيير المهنة لم تكن سهلة، وأنه بدأ براتب صغير وأصبح يتقاضى عشرات أضعافه اليوم، والسبب أنه قرر العمل في مجال يحبه ويتميز فيه.
ويلفت إلى فساد منظومة التعليم في مصر، وأنها السبب في تغيير البعض مهنتهم بعد إهدار سنوات طويلة في الدراسة، فضلاً عن أن المناهج الدراسية لا تؤهل الشباب لدخول سوق العمل على الإطلاق، ومن هنا تظهر الفجوة بين متطلبات السوق ومهارات الشباب، فيلجأ البعض إلى تطوير مهاراتهم وتغيير مهنتهم من أجل تحقيق الاستقرار المادي إن لم يكن من أجل العمل في ما يحبون.
يعترف تامر بأن الحظ لعب دوراً هاماً في نجاحه وتقلّده منصباً كبيراً في شركة كبيرة، ويضيف: «لكل مجتهد نصيب من الحظ الجيد الذي يساعده على النجاح، بينما الشخص الكسول سيلازمه الحظ السيِّئ... هذه قاعدة غير ملموسة لكنها حقيقة».

فن وميديا
أما الفنان والإعلامي مروان مسلم، فدرس الطب أيضا بناءً على رغبة الأهل، ويقول: «والدي من أهم أطباء السكر في مصر، ورغم أنني أحب التمثيل منذ صغري، لم يكن طبيعياً أن أدرس الفن في معهد السينما، فدرست الطب وتخصصت في التحاليل الطبية، لكنني تخليت عن البالطو من أجل الفن وعملت في التمثيل».
ويتابع: «من التمثيل عرض عليَّ أن أكون مذيعاً في قناة «الحياة» في برنامج «كلام في سرك»، وبالفعل قدمت مع الإعلامية راغدة شلهوب 130 حلقة من البرنامج على مدار موسمين».
ويضيف مروان: «بعد انصرافي عن الطب، لم يكن والدي راضياً عني تماماً، لكنه أدرك في النهاية أنني أعمل في ما أحب. أما عن مواجهة المجتمع، فبالفعل المجتمع المصري يعشق الألقاب، وعلى رأسها لقب «دكتور»، كما واجهت دهشة الكثير من الأقارب والمحيطين، فمنهم من كان يسأل مباشرة، ومنهم من رأيت الدهشة في عيونهم، لكنني لا أبالي أبداً بالآخرين، فحياتي ملك لي وحدي، ولا أحد يملك قراراتها غيري، لذلك كنت مستمتعاً جداً بعملي ممثلاً ومذيعاً أيضاً، خاصةً أنني قدمت برنامجاً اجتماعياً راقياً سمح لي بأن أقدم آرائي خلاله، فكنت أقرب إلى المشاهد... فذات مرة قابلت صبياً في السوبر ماركت عمره 17 عاماً، وأكد لي أن حلقة «الكذب» في برنامج «كلام في سرك» غيرت مسار حياته، وأنه أعاد حساباته من جديد وأقلع عن تلك العادة. وفي رأيي، ما من مردود للنجاح أفضل من تغيير حياة الآخرين الى الأحسن».


مشاهير تنازلوا عن لقب «دكتور»
عزت أبو عوف
تخرج في كلية الطب وتخصص في أمراض النساء، لكنه تخلى عن البالطو من أجل التفرغ للموسيقى والعزف على الأورغ، حيث كان عضواً في فرقة Les Petits Chats، وانضم بعدها الى فرقة «بلاك كوتس»، وأسس مع شقيقاته الأربع فرقة «فور إم» أواخر حقبة السبعينيات. ومع حلول التسعينيات، اتجه عزت أبو عوف إلى التمثيل، وكانت بدايته مع المخرج خيري بشارة من خلال فيلم «آيس كريم في غليم».

يحيى الفخراني
تخلى عن البالطو بسبب عشقه للتمثيل الذي احترفه بعد تخرجه في كلية الطب. حصل الفخراني على بكالوريوس في الطب والجراحة سنة 1971 من كلية الطب في جامعة عين شمس في القاهرة، وكان عضواً بارزاً في فريق التمثيل في الكلية، وحصل على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجامعات المصرية، وبعد تخرجه مارس مهنة الطب لفترة قصيرة كممارس عام في صندوق الخدمات الطبية في التلفزيون، وكان ينوي التخصص في الأمراض النفسية والعصبية، ورغم أنه كان وقتها يعتبر الفن هواية فقط، لكنه وقع في دائرة الاحتراف.

أمير القصة يوسف إدريس
كان طبيباً في الأصل وتخلى عن البالطو من أجل الكتابة وتميز فيها حتى أُطلق عليه لقب «أمير القصة». وصِف كذلك بأنه أديب الأطباء وطبيب الأدباء، وظلت آراؤه بارزة في كل النواحي الفكرية والسياسية. تخرج يوسف إدريس في كلية الطب في جامعة القاهرة، ليعمل في المستشفيات الحكومية، وكان مفتشاً صحياً في الدرب الأحمر، لكنه بدأ أيضاً الاهتمام بموهبته الأدبية، فأخذ ينشر قصصه القصيرة في الصحف بدءاً من عام 1950، وبزغ نجمه بعد قصة «أنشودة الغرباء»، التي نشرت في مجلة «القصة»، وتابع من ثم نشر قصصه في جرائد ومجلات عدة، أبرزها «روز اليوسف». حصل إدريس على جوائز عدة، أبرزها: جائزة عبدالناصر في الآداب عام 1969،  جائزة الدولة التقديرية عام 1990، وتوفي في أول آب/أغسطس عام 1991.

مصطفى محمود
 رغم كونه طبيباً في الأصل، فقد برز مفكراً وأديباً، وكان نجماً ملء السمع والبصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

الساخر باسم يوسف
 سطع اسم باسم يوسف في مجال الإعلام عام 2011، عقب ثورة 25 يناير، وقدم برنامجاً سياسياً ساخراً بعنوان «البرنامج» على قناة on tv المصرية.
تخرج باسم يوسف في كلية الطب عام 1998، وحصل على دكتوراه في جراحة القلب والصدر من جامعة القاهرة، وعمل عضواً في هيئة التدريس في كلية الطب في جامعة القاهرة. ورغم محاولته في بداية مشواره الإعلامي الجمع بين تدريس الطب وتقديم «البرنامج»، إلا أنه تخلى في النهاية عن البالطو بسبب عشقه للإعلام. ورغم توقف «البرنامج» لأسباب سياسية، صرّح باسم أخيراً بأنه لن يعود إلى الطب مرة أخرى.


الدكتور أحمد عبدالله: التخلّي عن البالطو أحد أنماط التمرد على السلطة الأبوية

تمرد
يفسر الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق، تغيير مجال العمل بعد التخرج بشكل عام بأنه يعتبر في المقام الأول أحد أنماط تمرد الشباب على السلطة الأبوية بعد الاستقلال المادي، حيث إن الآباء يجبرون الأبناء بشكل مباشر أو غير مباشر على تلبية رغباتهم في ما يخص التعليم، ولا يسمحون لهم بمساحة من الحرية، فيتمرد الأبناء على السلطة الأبوية في أول فرصة استقلالية لهم.
ويتابع أستاذ الطب النفسي: «في المقابل، فإن نظام التعليم في مصر لا يسمح باكتشاف القدرات الحقيقية للطالب، ويصنف الطلبة وفق المجموع، فيدخلون كليات رغم عدم تميزهم فيها، ومن يمتلك الشجاعة فقط يقرر أن يكون مبدعاً في مجال آخر، بدلاً من كونه طبيباً أو مهندساً تقليدياً لا يسمع عنه أحد».
وعن النظرة الدونية للمجتمع، يقول الدكتور أحمد عبدالله: «مجتمعنا عاشق للألقاب بطبعه، ويظل الطبيب طبيباً ويطلق عليه لقب «دكتور» حتى لو عمل نقَّاشاً، والحقيقة أن من يقرر التمرد على وضعه، لا يلتفت إلى نظرة المجتمع أبداً».