ابنتي تأكل بكثرة

السمنة, أطفال, الأكل

30 أكتوبر 2013

 ابنتي(9 سنوات) تعاني من الوزن الزائد. نصحني الطبيب بمراقبة وزنها وإجراء حمية لها، لكنها لا تزال تأكل بكثرة، وليست لديها إرادة لمقاومة الأكل. هل من نصيحة؟

 مريم- جدة


إن تغيير عادات الأكل ليس أمراً سهلاً بالنسبة إلى الراشد رغم أنه يدرك تماماً معنى أن يطلب منه الطبيب القيام بحمية، فكيف بالطفل الصغير الذي لا يدرك أخطار السمنة على صحته. وأنت لا تساعدين ابنتك عندما تقولين لها إن إرادتها ضعيفة.

وعموماً يكون السلوك الغذائي مرتبطاً بالعاطفة. فالراشد حين يأكل بنهم فهذا مؤشر لأنه في حاجة إلى التعويض عن نقص عاطفي ، أو لأنه يشعر بالكآبة أو لأنه اعتاد أن يملأ معدته ليشعر بالأمان. والطفل كذلك لديه المشاعر والأحوال نفسها حين يأكل بنهم. لذا فإن علاج هذه المشكلة يجب أن يأخذ في الاعتبار الظواهر النفسية المرتبطة بالسلوك الغذائي.

لذا تحققي من سجل ابنتك، منذ متى بدأت تظهر شغفها بالطعام؟ هل حدث أمر عائلي أثر فيها بشكل عميق؟ كيف كانت تصرّفاتها حين كانت في دار الحضانة؟ كيف كان رد فعلها عندما دخلت المدرسة للمرة الأولى؟ كما عليك الأخذ في الاعتبار التاريخ الطبي للعائلة. هل يوجد في العائلة سواء لجهتك أو لجهة عائلة زوجك أشخاص عانوا السمنة المفرطة؟

يعود أساس المشكلة إلى العادات الغذائية في العائلة وماذا تحضرين لابنتك. عليك أن تدوّني ولمدة شهر نوع الطعام الذي تحضّرينه لابنتك وخذي هذه الملاحظات إلى اختصاصي تغذية أو طبيب الأطفال.

ولكي يكون العلاج فعالاً يجب الاهتمام بكل تفاصيل حياة ابنتك الغذائية. كما من الضروري أن يكون طبيب الأطفال مطلعاً بالنظام الغذائي التي ستلزمين به ابنتك، فالأساس هو تعليم ابنتك تقليص حصصها الغذائية من دون أن يؤثر ذلك في نموّها الجسدي. لذا فإن المثابرة على زيارة الطبيب في شكل دوري وترافقها في الوقت نفسه متابعة الاختصاصي النفسي ومراقبة شهرية وتصرف مرن تسمح لابنتك بالحصول على نتيجة جيدة على المدى الطويل.

كما عليك أن تغيّري العادات الغذائية لكل أفراد العائلة، بتخفيف عادة الأكل بين الوجبات الرئيسة والاستغناء عن الأطباق الدسمة والحلويات... ومن جهة أخرى من المعروف أن الأطفال الذين لديهم ميل نحو السمنة يكونوا من الفئة القليلة الحركة. لذا عليك أن تشجعي ابنتك على ممارسة الرياضة لا سيما السباحة أو الباليه، وعلّميها أن تصعد السلم بدلاً من الاستعمال المصعد، أو اصحبيها في نزهة إلى المتنزّه سيراً على الأقدام بدلاً من السيارة.

وأخيراً سيدتي  لا تأملي الحصول على النتيجة المرجوة خلال أشهر فتغيير العادات الغذائية لا يحصل بكبسة زر، بل يحتاج إلى وقت طويل.


إسألي لها