زها حديد... عملاقة الهندسة المعمارية التي رحلت قبل تحقيق كل أحلامها!

زها حديد,أحلام,تحقيق الأحلام,الموت,عملاقة,الهندسة المعمارية,هندسة المجوهرات,جائزة بريتزكر,المرأة العربية,الإلهام

جولي صليبا 12 أبريل 2016

لم يمهل القدر زها حديد حتى تحقق كل أحلامها فخطفها الموت فجأة يوم الخميس 31 آذار/مارس 2016 إثر نوبة قلبية حادة ألمّت بها في مستشفى في ميامي في الولايات المتحدة الأميركية بعد أن دخلت إليه بسبب التهاب رئوي حاد.


زها حديد ستبقى حتماً صامدة وحاضرة بيننا حتى لو غيّبها الموت. فإبداعاتها وبصماتها باقية في كل تصميم حوّلته عزيمتها الكبيرة إلى حقيقة واقعية. ويقول كل من عرفها عن كثب إنها كانت تظهر بصورة المرأة القاسية، لكنها في الواقع صاحبة قلب كبير وعاطفة جياشة.

نالت زها حديد شهرة عالمية وحصدت الكثير من الجوائز، أبرزها جائزة «بريتزكر» عام 2004، التي تعدّ بمثابة «نوبل» في الهندسة المعمارية، وكذلك الميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية، عام 2015، بعد جان نوفيل وفرانك غيري وأوسكار نيماير.

زها حديد عراقية الأصل وبريطانية الجنسية. ولدت في 31 أكتوبر 1950 في مدينة بغداد العراقية، وهي ابنة وزير المال الأسبق محمد حديد. بعد الانتهاء من دراستها الثانوية في العراق، انتقلت الى الجامعة الأميركية في بيروت حيث تخصصت في الرياضيات قبل السفر الى لندن لإكمال دراستها في الهندسة المعمارية. هناك، تعرّفت على أسماء كبيرة في مجال الهندسة المعمارية مثل المهندس العالمي Rem Koolhaas الذي أصبحت شريكته لاحقاً في العمل. أسست شركتها الخاصة للهندسة المعمارية عام 1979، وحققت نجاحات مدوية في عالم الابتكارات الهندسية بحيث تم اعتبارها أهم مهندسة معمارية في العالم.

● حصلت عام 2010 على جائزة «ستيرلنغ» البريطانية وهي إحدى أهم الجوائز العالمية في مجال الهندسة. كما مُنحت وسام الشرف الفرنسي في الفنون والآداب برتبة كوموندوز وسمَّتها الأونيسكو «فنانة للسلام».

● اختارتها مجلة «تايم» من بين الشخصيات المائة الأكثر نفوذاً في العالم.

● هي أول امرأة تنال الميدالية الذهبية الملكية التي يمنحها المعهد الملكي للعمارة في بريطانيا.


زها حديد في مقابلة مع «لها» عام 2015

في حوار مع «لها» عام 2015 تحدّثت زها حديد عن طبيعة عملها في مجال الهندسة المعمارية ونقتطف من حوارنا معها ما يلي:


أعلى المعايير
يوجد دائماً منطق ضمني في كل واحد من تصاميمنا المعمارية، ويتوجَّب علينا دفعه إلى أعلى المعايير. فإذا جرى تصميم القطعة وصناعتها بجودة عالية، سيعتبرها البعض فخمة. والفخامة هنا تكمن في التصميم والمواد والبراعة اليدوية.

الإلهام
أفكار تصاميم الهندسة المعمارية تأتي من ملاحظة الموقع والأشخاص وثقافة المدينة. ويتمحور كل تصميم حول كيفية استخدام الأشخاص للمساحة. وقد استلهمت أيضاً أفكاري من العالم والطبيعة التي نحاول أن نتناغم مع جمالها.

بين الهندسة المعمارية وهندسة المجوهرات
الهندسة المعمارية ترتبط دائماً بتصميم المنتج، سواء كان ذلك المنتج من المجوهرات أو الأزياء أو المفروشات أو أي شيء آخر. والواقع أن بعض المشاريع الأولى في المكتب كانت تصاميم لمنتجات وديكور داخلي، وثمّة رابط قويّ بين الاثنين. وهذه نوعاً ما طريقة لتكملة التجربة التي نحاول نحن كمهندسين معماريين تنفيذها للمستخدم، سواء كان ذلك بمقاسات ضخمة مثل الأبنية، أو بمقاسات صغيرة مثل المجوهرات.

جائزة بريتزكر
الفوز بجائزة بريتزكر كان بالنسبة إليّ بمثابة الاعتراف الكامل بما بدأ قبل 25 عاماً على شكل مشاريع لهندسة معمارية مستقبلية ممكنة. حقّقت بعض النجاح - وأنا ممتنّة جداً - لكن المعركة كانت طويلة. فالهندسة المعمارية صعبة. لذا أعتقد أن الأهمّ هو الإلتزام والمثابرة وامتلاك إيمان قوي بالذات. وإذا كنت إمرأة فأنت بحاجة إلى الثقة في قدرتك على المتابعة، والقيام بخطوات جديدة كل مرة.

المرأة العربية
واللافت أيضاً في مسيرتها،أن زها حديد كانت ترفض في بداية مشوارها أن توضع في خانة المرأة أو العربية، ربما لأن هذا يشكّل ضعفاً بالنسبة إليها، لكنها في آخر مقابلة لها (في جريدة «الشرق الأوسط») اعترفت: «يمكنني القول إن أغلب المصاعب التي واجهتها طوال السنوات لم تكن بسبب عدم قدرتي على العمل أو الإنجاز، بقدر ما كانت بسبب كوني إما إمرأة أو عربية أو ما يمكن جمعه في (امرأة عربية). الجهل من جهة، والرفض من جهة ثانية، مهما كانت نسبة هذا الرفض صغيرة أو كبيرة، واضحة أو مبطنة، متعمدة أو غير متعمدة، فقد شكلت لي تحدّيات كبيرة أكون سعيدة إذا كانت نتيجتها تعبيد الطريق أمام جيل جديد من المعماريات.