مكتبتي... الكاتبة اللبنانية كاتيا الطويل المكتبة مكان عزلتي الهادئ... ولا أعير كتبي لأحد

مكتبتي,كاتيا الطويل,الكاتبة اللبنانية,المكتبة مكان عزلتي,لا أعير كتبي لأحد

مايا الحاج 23 أبريل 2016

عندما يقع الإنسان في عشق الورق، تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن أحداً أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية الى مكتبة أحد «عشاّق الكتب» الخاصّة وجئنا بالاعترافات الآتية...


علاقتي بمكتبتي:
لا يمكنني أن أحدّد علاقتي بمكتبتي. فهي مصدر تساؤلاتي وشكوكي، وفي الوقت نفسه هي منهل إجاباتي وقناعاتي. منها أستقي أفكاري وهويّتي وردود أفعالي. فأنا أتعلّم من الكتّاب ومن الشخصيّات، أضع نفسي مكانها، وعندما أتصرّف أحيانًا في الحياة مستعينة بشخصيّة أحببتها، أبتسم لما قمتُ به وكأنّني أنا والشخصيّة التي قلّدتها على تواطؤ.

أزور مكتبتي:
أنا دومًا في مكتبتي. فلديّ في غرفتي الكتب التي لم أقرأها بعد، أو تلك التي أنا في طور البحث فيها، بينما أنقل إلى غرفة أخرى تلك التي أنهيتها. ومكتبتي هي مكان عزلتي الهادئ الذي لا أقايضه بأيّ مكان آخر.

أنواع الكتب المفضّلة لديّ:
لا يمكنني أبدًا أن أقاوم رواية موضوعة أمامي. مهما كانت لغتها، عربيّة أو فرنسيّة أو إنكليزيّة، وأياً كان كاتبها، فأنا دومًا في طور قراءة رواية إلى جانب النصوص الأخرى التي أقرأها بحكم الدراسات التي أتابعها في الأدب. أحبّ قراءة النصوص المسرحيّة أيضًا، وبخاصّة تلك الساخرة والمتهكّمة، كما أستمتع بقراءة القديم من الشعر، لكنّ هذه القراءة تتطلّب منّي عمومًا مجهودًا مضاعفًا وشجاعة واستعدادًا.

كتاب أُعيد قراءته:
قليلة هي الكتب التي أعيد قراءتها من منطلق أنّ الكتب كثيرة والوقت قليل. إنّما من الكتب التي أستمتع بقراءتها دائمًا وأعود إليها في ساعات التوتّر: «هاري بوتر»، «نانا» للكاتب الفرنسيّ زولا، وأي كتاب للكاتب الإيطاليّ ألسندرو باريكّو، فهي تمنحني شيئًا من الراحة والانتماء.

كتاب لا أعيره:
أنا عمومًا لا أعتبر نفسي أنانيّة أو بخيلة، إنّما كتبي وحدها هي التي لا أعيرها ولا أتحمّل فكرة أن تكون قابعة بين يدين غير يدي. متى أحببتُ كتابًا وأردتُ أن أنصح به أحدًا، أشتريه مرّة أخرى وأهديه لمن نصحته به، إنّما لا يمكن وتحت أيّ ظرف أن أعطي كتابي لأحد، وإن كان كتابًا لا أحبّه أو لا أظنّني سأحتاج إليه يومًا.

كاتب قرأت له أكثر من غيره:
كثر هم الكتّاب الذين أعشق كتاباتهم، من الكتّاب العرب مثلاً أذكر جبّور الدويهي، يوسف حبشي الأشقر، هدى بركات، حنّا مينا، طه حسين، نوال السعداوي، علاء الأسواني، نجيب محفوظ، جبرا ابراهيم جبرا، غسان كنفاني، وغيرهم. أمّا من الكتّاب العالميّين فأقرأ أكثر ما أقرأ للروائيّين الفرنسيّين، وكذلك لأوسكار وايلد وموراكامي وألسّاندرو باريكّو، وساراماغو، وغابريال غارسيا ماركيز وغيرهم. ومن اللبنانيّين الفرنكوفونيّين، أشعر بعاطفة مميّزة نحو كتابات شريف مجدلاني وأمين معلوف.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي:
مشكلتي أنّني عندما أذهب إلى المكتبة لكي أشتري كتابًا أخرج منها محمّلة بعدد من الكتب. أمّا ما اشتريته أخيراً فكان الروايات الستّ التي تؤلّف لائحة بوكر القصيرة لهذا العام، فأنا أحبّ أن أقرأها كلّها وأرجّح الفائزة منها قبل أن يصدر قرار اللجنة.

كتاب أنصح بقراءته:
لا يمكنني أن أقدّم نصيحة في هذا المجال، لأنّ القراءة أو المطالعة فعل شخصيّ فرديّ حميم ويختلف بين قارئ وآخر وبين ذوق وآخر. أنا أنصح بالقراءة فقط.

كتاب لا أنساه أبداً:
كتابي الذي بدأت به علاقتي مع الكتب هو «هاري بوتر»، إنّما عمومًا لا يمكنني أن أتحدّث عن كتاب واحد لن أنساه، فأنا عندما أنهي قراءة كتاب أصنّفه ضمن إحدى الخانات الثلاث: كتاب رائع لن أنساه وسأشتريه لشخص أعلم أنّه سيستمتع به، كتاب مميّز خلّف فيّ شيئًا جميلاً سأنصح به الآخرين لكنّني لا أظنّ أنّني سأقرأه مجدّدًا، وكتاب عاديّ أظنّني سأنساه بعد مرور وقت.

بين المكتبة والإنترنت أختار:
المكتبة، المكتبة، المكتبة، ودومًا المكتبة.