الابتكار الثوري الذي يعيد إليك الامل بالإنجاب موجود الآن في لبنان!

الابتكار الثوري,الإنجاب,لبنان

كارين اليان ضاهر 06 مايو 2016

تأتي عملية زرع الرحم اليوم لتعيد الامل بالإنجاب إلى نساء كنّ قد فقدنه. قد يستغرب كثر اليوم إمكان إجراء عملية من هذا النوع، كما استغرب كثر عملية الـIVF لدى ظهورها من سنوات عدة واعتبرت آنذاك في غاية الخطورة. ها قد أصبحت عملية زرع الرحم ممكنة اليوم في لبنان بعد السويد والولايات المتحدة بعدما تم توقيع اتفاقية بين مركز بلفو الطبي مع جامعة جوثنبرج في السويد. للمناسبة، أقيم لقاء صحافي في المركز تم التحدث فيه عن آخر ما تم التوصل إليه في هذا الابتكار الفريد الذي سيغير حياة الكثير من النساء غير القادرات على الإنجاب بسبب عدم وجود رحم أو مشكلة أو اختلال فيه، على أن تبدأ عمليات الزرع قريباً بعد نيل موافقة وزارة الصحة اللبنانية. وتشير الأرقام إلى أن عدد النساء المصابات بهذا النوع من العقم في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتركيا يصل إلى 100000 حالة.
انطلاقاً من ذلك، سيتم التعاون بين فريق طبي لبناني من أفضل اختصاصيي التوليد في المستشفى مع الفريق الطبي السويدي، إضافة إلى مجموعة من الأطباء المتعددي الاختصاصات في عمليات الزرع والإنجاب والتوليد ذي المخاطر العالية وطب الاطفال والطب النفسي وعلم النفس.
وضمن الإجراءات التي يتم اتخاذها من اجل العملية، التقييم الطبي والنفسي للمريضة والواهبة للتأكد من أنهما تتمتعان بصحة جيدة ومؤهلتان لإجراء العملية.
ويتم أخذ بويضات المرأة المتلقية قبل العملية وتخصيبها وتجميدها في المختبر إلى ما بعد عام من إجراء العملية حتى تتناول الأدوية الكابتة للمناعة ليتقبل جسمها الرحم المزروع ويتم التأكد من عدم رفضه له، ولم تحصل مشكلات خلال هذه الفترة. بعدها يتم زرع الأجنّة المجمدة حتى يتم الحمل بشكل طبيعي.
أما في حال زرع البويضات قبل هذه الفترة فيكون احتمال الإجهاض كبيراً. علماً أنه لا يمكن ان يتم الحمل بشكل طبيعي، ومن الضروري اللجوء إلى تقنية IVF، علماً أن المرأة التي تلجأ إلى الزرع تحتفظ به طوال الفترة اللازمة التي تتيح لها إمكان الإنجاب إلى أن يتم نزعه بعدها لتجنبيها تناول الادوية الكابتة للمناعة على المدى الطويل.

وفي عام 1999 قام البروفيسور ماتس برانستورم في جامعة جوثنبرج بمشروع بحثي يهدف إلى منح النساء فرصة إنجاب طفل بيولوجي بفضل رحم مزروع. وتم تحقيق أول إنجاز على هذا الصعيد في ولادة أولى في أيلول/سبتمبر 2014 ، تلتها 4 ولادات تكللت كلها بالنجاح. ومن اصل 9 عمليات أُجريت، ولد 5 أطفال في السويد.
أما بالنسبة إلى المضاعفات الممكنة فهي رفض الرحم المزروع كما في حال زرع أي عضو آخر، وحصول التهاب أو نزف في مكان الزرع. أما في لبنان فسيأتي جراحون من الفريق الطبي السويدي إلى مستشفى بلفو الطبي الجامعي لإجراء العمليات بالتعاون مع فريق لبناني من الأطباء المتعددي الاختصاصات.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية تجرى حصراً في حالات العقم الناتج عن مشكلات في الرحم بحيث تعجز المرأة عن حمل جنين بسببها، إما لأنها ولدت من دون رحم أو بسبب اختلال في وظيفته بعد الإصابة بالسرطان أو أي مرض آخر أو بسبب حصول التصاقات في الرحم أو نزف أو غيرها من المشكلات.
أما بالنسبة إلى الواهبة فيجب ألا تتجاوز سنها الـ60 عاماً وهي قادرة على التبرع، وإن كانت قد ولدت سابقاً ولادة قيصرية. والأفضل ان تكون قد ولدت سابقاً للتأكد من صحتها. وهي تكون عادةً في مرحلة انقطاع الطمث.
وقد تكون الواهبة من أفراد العائلة، أي الأم أو العمة من جهة الأم أو الأب أو حتى صديقة. عندها تكون المتلقية قادرة على الإنجاب مرة أو اثنتين وتتم إزالة الرحم بعدها حتى لا تتناول أدوية كابتة للمناعة طوال حياتها.
وفي حديث مع "لها"، أكد الطبيب الاختصاصي في التوليد والأمراض النسائية عبده واكد أن فريق الأطباء اللبناني سيذهب أيضاً إلى السويد في مرحلة تدريبية لإجراء العملية، مشيراً إلى ان العملية في غاية الدقة، إن لم تكن معقدة أو صعبة، فهي تتطلب وجود فريقين من الاطباء يكون أحدهما مع المتلقية، والثاني مع الواهبة نظراً لدقة العملية التي يتطلب إجراؤها بشكل عام 8 إلى 12 ساعة. أما عن سبب أخذ البويضات من المتلقية قبل خضوعها للعملية فلأنها لا تعود قادرة على الحصول على بويضات صحيحة، وبالتالي من الضروري تجميد البويضات قبل العملية.