مفاجأة العطور السبعة من Louis Vuitton

Louis Vuitton,لويس فيتون,Les Fontaines Parfumees,دار لويس فويتون,العطور,عطور النساء,المملكة العربية السعودية

06 أغسطس 2016

ها قد أصبحت الشائعات حقيقة أخيراً. تم إطلاق مجموعة العطور الأولى من Louis Vuitton التي تستحق الانتظار. فلنتعرف إلى ما قاله صانع العطور السبعة نفسه جاك كافالييه - بيليترود.

اختيار صانع العطور جاك كافالييه-بيليترود هو نقطة الانطلاق الصحيحة. إنه الأنف المبدع المسؤول عن نجاحات العطور L’Eau de Issey، وStella by Stella McCartney، وPoeme منLancome. لقد ابتكر أكثر من 70 عطراً، وهو الآن يؤسس دار العطور الجديدة عند Louis Vuitton.

رحّب بي في Les Fontaines Parfumees، المقرّ الجديد لصناعة العطور عند Louis Vuitton. كل شيء لا يزال سرياً، ولذلك طلب مني الحفاظ على السر... وأستطيع القول لكم إنه أفضل سرّ أستطيع الاحتفاظ به حتى شهر سبتمبر من هذا العام.

من المعروف أن دار لويس فويتون لا تجيد أنصاف الحلول، وأن عالم العطور ليس جديداً تماماً على الدار، إذ ابتكرت قبلاً العطور في حقبة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي لنخبة زبائنها حسب الطلب. وها هي اليوم موضة العطور تعود من جديد، وإنما بطريقة مختلفة.

إلا أنني أصرّ على مشاركة القرّاء مزايا هذا الرجل الموهوب الذي حرص على أن يريني كل زاوية من زوايا العقار الممتد على مساحة 9900 متر مربع، والذي بات الآن مقرّ عطور لويس فويتون.

-لقد انتظرنا وقتاً طويلاً جداً حتى تقدم لنا دار لويس فويتون عطراً. أريد أن أعرف كيف انطلقت في هذه المغامرة؟
ابتكار عطر لهذه الدار هو بلا شك مسؤولية كبيرة. فالعمل الجدّي ركيزة أساسية من ركائز نجاحها. قضت الاستراتيجية بابتكار عطور وها قد أصبح المشروع حقيقة. نضع الخطوط العريضة ونباشر في التنفيذ...

- تبدو هذه التجربة مختلفة تماماً عن تجاربك السابقة...
السوق غني بابتكارات العطور التي تتوافر بشكل سريع. هذه التجربة هي فصل جديد في قصة لويس فويتون. وبرغم التململ والإشاعات، لكن الدار وفرت لي الحماية واحترمت قيمي وطريقة عملي المتقن والذي يبتعد عن الاستعجال. لقد قلت إننا سنطلق العطر في الأسواق عندما نصبح جاهزين. لم نعلن يوماً تاريخاً لإطلاق العطر. الإعلان الوحيد الذي صدر كان: «انضمام كافالييه إلى دار لويس فويتون لابتكار أول عطر». بعد ذلك، كُتبت مقالات لا تحصى عن عطر لويس فويتون الجديد، وأنه سيتم إطلاقه عام 2013، أو عام 2014... إلا أنني لم أتأثر بها. الضغط الحقيقي بالنسبة إليّ كان التواجد بالمستوى المطلوب وتحضير القاعدة الصحيحة التي ستؤسس لمستقبل العطور عند لويس فويتون.

- هل كان هناك أي توجيه أو رؤية أو نقاش حول العطر، أم أن الأمر ترك لك بالكامل؟
لا شك في أن الكثير من المناقشات حصلت مع مجموعة صغيرة من المدراء تطرقت إلى  طبيعة العطر، وسرعة إطلاقه، وعندما طرحت فكرة ابتكار عطر أم مجموعة عطور، اقترحت إطلاق مجموعة للنساء فقط. ففي أي مجموعة من العطور، لا يتم التحديد إذا كانت للرجال أو النساء. لا بأس أن يضع الرجال عطوري الأنثوية، لكن طموحي يقضي بابتكار عطر مخصص حصراً للنساء. أردت الاحتفال بهن ومخاطبة الأنوثة.

- كيف تختلف عطور النساء عن عطور الرجال في الطريقة التي تعتمدها؟
المسألة معقدة. بما أنني رجل أعرف ما أحبه في النساء وكيف أعكسه، وجدت في الأمر ميزة حقيقية لأني أبتكر ما يبرز الأنوثة، الأنوثة الصرف. طريقة عملي نجحت في نواح مختلفة بفضل الحدس والعواطف ومصادر الوحي العديدة  كالحدائق مثلاً أو الحقيبة المصنوعة من الجلد الأحمر. حاولت أيضاً المسّ بجوانب أخرى من الأنوثة، مثل النضارة والعفوية. بحثث أيضاً عما هو عميق، عن الجاذبية الساحرة. ولأنني أبتكر مجموعة، وليس عطراً واحداً فقط. فكل عطر يروي حكاية وشغفاً.

-ما هي الطرق التي تستخدمها عند ابتكار مجموعة؟ هناك الكثير من الطرق مثلما قلتَ قبلاً؟
تسعون طريقة.

-هل نجحت في تضييق خياراتك وكيف تم اختيار اسماء العطور؟
المذهل في هذا المشروع أننا ابتكرنا أشياء بسيطة جداً بطريقة متواضعة، واتضح أنها أكثر أهمية مما نعتقد.  النوايا الطيبة كانت موجودة، ورحنا نناقش الأسماء المختلفة للعطور، إذ باتت الأسماء مهمة جداً هذه الأيام في صناعة العطور.

-بعد أن ابتكرتم سبعة عطور رائعة، كيف تصفون امرأة كل عطر تم ابتكاره؟
يصعب عليّ الإجابة على هذا السؤال لأني أفضل التحدث عن الأنوثة بشكل عام. كل امرأة فريدة، ولا أنوي التعرف على كل النساء لأني متزوج من امرأة واحدة فقط (ممازحاً). ما أستطيع قوله هو أن العطور تتوجه إلى عناصر الأنوثة بحيث تكون رسالة للمرأة التي ستضع العطر أينما كانت في العالم. العطور هي أفضل صديقة للمرأة، وما من امرأة محددة وراء  هذه المجموعة، باستثناء زوجتي التي تلهمني.

- تتحدر شخصياً من عائلة تعمل في صناعة العطور. ما رأيك في المرحلة التي أنت فيها اليوم، وما الذي تبدل من أيام جدك؟ وما هي الأشياء التي لا تزال محفورة في ذاكرتك من تلك الأيام؟
لست من الأشخاص الذي يشعرون بالحنين، لكني أحترم كثيراً كل ما أنجزه والدي وجدي. الفرق الكبير هو أنه كان يتم قبلاً إطلاق 50 عطراً في العام، فيما يتم الآن إطلاق 2000 عطر ربما. لقد كانت فكرة صناعة العطور أكثر عظمة إذ كانوا يستعملون الكثير من الياسمين والورود... كان الأمر طبيعياً بالنسبة إليهم. لم يفكروا أنه سيتم يوماً ما إطلاق عطور بالجملة في الأسواق. كان العطر حكراً على الأشخاص الأغنياء، وليس في متناول الطبقة المتوسطة. إلا أنها اليوم باتت متوافرة للجميع لحسن الحظ.  وقد ظهر هذا الاتجاه عندما تقاعد والدي، وقال لي يومها إنه سيتحول إلى موجة عارمة مع الوقت. لكن يوماً ما، سيظهر اتجاه معاكس.

- انجذبت إلى رائحة العود خلال زياراتك المختلفة إلى المملكة العربية السعودية، وقد أدخلته ضمن مجموعتك. ما الذي دفعك إلى استخدام هذا المكوّن؟
العود هو عطر بحدّ ذاته. أحببت رحلاتي إلى الشرق الأوسط، حيث التقيت بالعديد من الأشخاص الودودين. أحب الثقافة العربية التي تختلف عن الثقافة الأوروبية، ولاسيما في ما يتعلق بالنساء. تعرفت إلى نساء يملكن طريقتهن الخاصة في ارتداء الملابس، ومزج العطور، وإضافة العود إلى  عطورهن... إنه ابتكار بحد ذاته. ما تفعله المرأة هو أنها ترضي نفسها أولاً، وتعمد من ثم إلى جذب الآخرين. تأثرتُ كثيراً بتقاليدهن التي تعود إلى عصور قديمة. تقليد تعلمه الأم إلى ابنتها.

- كان العود إذاً مكوناً لا بد من استعماله؟
يسحرني العود والتقاليد المرتبطة به. العود بالنسبة إليّ هو أداة الجذب الأساسية في الشرق الأوسط. يستخدمه الرجال والنساء، لكني أفضله على النساء. عرفتُ أني سأستخدم العود في مجموعتي، لكني لم أشأ جعله بارزاً تماماً لأني لا أستطيع التنافس مع أشخاص يعرفونه أفضل مني. أردت استعمال العود في عطر، وإبقاءه مكوناً نجماً، والاحتفاظ بالعمق الكبير فيه، لكني أردت مزجه أيضاً مع مكونات أخرى مثل أزهار بخور مريم، لجعل الرائحة فريدة. هكذا، يتعرف الناس في الشرق الأوسط على رائحة العود، وإنما بطريقة لويس فويتون.

-ما هي المكونات التي مزجتها مع العود الى جانب بخور مريم؟
روائح الفاكهة، والبتشولي، والمغنوليا، والورد... هذه هي الروائح التي تخفف عبيراً قوياً.

-هذا ما تفعله بالضبط النساء العربيات. يلجأن إلى استعمال عطور مختلفة. يكون العود هو الأساس، ثم يضفن إليه الروائح المفضلة لديهن للحصول على رائحة فريدة.
العود المدخن، الذي تبتكره النساء، يسحرني فعلاً. إنه معتمد منذ وقت طويل، وأجده شخصياً غامضاً جداً ومتكلفاً جداً. ولكل امرأة سرها الخاص في استعماله.

-ما هي الرسالة التي تريد إيصالها إلى نساء اليوم؟
أردت منح النساء حرية الاختيار.

-لا أريد التحدث فقط عن العطور. أريد التحدث أيضاً عن المبنى الجميل الذي اشترته دار لويس فويتون. هل أدّى دوراً في أدائك المذهل؟
نعم، لقد أدّى دوراً أساسياً لأني أعمل غالباً في هذا المبنى. أشرفت على أعمال الترميم والديكور، وطبعاً الحدائق التي لا تزال تنمو...

-تحب الإشراف مباشرة على أعمال التطوير؟
أشرفت على أعمال البناء طوال 4 أعوام تحديداً. أعرف معظم الأشخاص هنا. شعرت أنها مسؤوليتي الشخصية، وأدركت أن النتيجة ستكون مميزة جداً. اخترت الياسمين والورد للحديقة لأن دار لويس فويتون تستثمر في غراس، المدينة التي ترعرعت فيها وأحمل منها الكثير من الذكريات العزيزة. منطقة غراس غنية بالمكونات المحلية، التي أثرت دوماً فيّ وفي ابتكاري للعطور.

-طلبتَ من جان موس، مهندس الحدائق الشهير، مساعدتك في المهمة؟
كان هذا مهماً جداً لأن الحدائق تؤدي دوراً كبيراً في الإلهام. لقد زرعنا نحو 350 نوعاً مختلفاً من النباتات، بما في ذلك مسك الروم، وورد مايو، والياسمين. منطقة غراس غنية جداً بهذه النباتات وأردت زراعتها هنا في أرضنا.

- لكن الأمر استغرق أربعة أعوام من العمل الجدي.
أشعر أن هذه الفترة مرّت بسرعة وأصبحنا نملك كل هذا. في الواقع، نمت النباتات بسرعة أكبر مما توقعت. لقد أصبحت العطور جاهزة، ومعها كل شيء تقريباً. لذا، يفرحني مشاركة الخبر السعيد معكم. لقد أعطتني هذه الأعوام الأربعة الكثير من التجارب والكثير من القلق أيضاً.

-احتفظتَ ببعض المزايا الأساسية التي كانت موجودة في المكان. فقد رأيت شلالاً خلف المنزل، وهذا مذهل. لقد احترمتَ البيئة كثيراً.
نعم. لقد رأيتِ الشلال الأصلي النابع من تحت الأرض. طلبتُ تركه على حاله وتغطيته بالزجاج ليكون بمثابة رمز للموارد الطبيعية في غراس.

-ما هي مشاريعك التالية كرجل كان مشغولاً جداً في الآونة الأخيرة.
حسناً، أستطيع القول إني ما زلت أعمل وأحضر للمزيد من المغامرات في دار لويس فويتون. لكن في الوقت الحاضر، سنعرض العطور حصرياً في بوتيكاتنا. سيكون هناك حتماً المزيد من الابتكارات، لأننا لم نبدأ لنتوقف هنا.

-تتشارك هذا المكتب الجميل مع زميل لك. كيف هي العلاقة بينكما؟
فرانسوا دوماشي أكثر من زميل، بل هو صديق عزيز. والعلاقة بيننا أكثر من رائعة. هناك الكثير من الاحترام المتبادل بيننا، إن لناحية الشخص أو لناحية العمل المنجز. يعجبني في فرانسوا شغفه الكبير في الإبداع. لكننا لا نملك طبعاً الشخصية ذاتها، وهذا أمر جيد. فأنا لا أتحمل أبداً شخصاً يملك شخصيتي (يضحك). كان لدينا المعلم نفسه، أي والدي. ولذلك، أعرف فرانسوا منذ وقت طويل جداً. تجمعنا علاقة قوية، إضافة إلى اللغة نفسها، لكننا لا نملك طبعاً الأفكار نفسها. أحترم كل ما يقدمه لديور، وكل النجاحات التي حققها في الأعوام الأخيرة. أنا سعيد جداً وفخور جداً به وبالماركة.

-هل أخبرك عن عطوره المفضلة في المجموعة؟
شمّها وقال إنها رائعة. نملك ميزة مشتركة وهي أننا كلانا صادق جداً. وهذه ركيزة الإبداع. فإذا لم نكن صادقين، فلننس أساساً كلمة إبداع. وأعرف أيضاً أن ما أريد إنجازه مستمد من الواقع.

 

CREDITS

إعداد: ليلى حمداوي Laila Hamdaoui غراس، فرنسا.