خاص "لها" - أول طفل أردني يولد من 3 آباء.. وعضو في الازهر يرد

الازهر,الطب,الامومة,الانجاب

القاهرة (لها) 28 سبتمبر 2016

ولد أول طفل في العالم باستخدام تقنية خصوبة جديدة لـ "ثلاثة أشخاص"، وهو يحمل الحمض النووي الطبيعي لأمه وأبيه، بالإضافة إلى قدر قليل من الشفرة الوراثية للمتبرع.

نشر موقع "بي بي سي" الثلاثاء، القصة المثيرة نقلاً عن موقع عن مجلة "نيو ساينتست" العلمية، مؤكداً أن الطفل يبلغ من العمر خمسة أشهر ويتمتع بصجة جيدة وهو لأسرة أردنية في المكسيك.

وأشار الموقع الى ان الام الاردنية كانت تعاني من عيوب وراثية في الميتوكوندريا (أجزاء صغيرة توجد داخل كل خلية من خلايا الجسم) وخلل يطلق عليه اسم "متلازمة لي" وهو ينتقل الى الاجنة ويقتلهم، وهذا ما حصل مع الام التي فقدت اثنين من ابنائها بهذا المرض كما اجهضت 4 مرات.

وعلى اثر ذيك، استخدم الفريق الأميركي، الذي يقوده الدكتور جون زانغ من مركز نيو هوب للخصوبة في نيويورك والذي سافر إلى المكسيك للقيام بهذا الإجراء لأنه لا توجد هناك قوانين تحظر ذلك، الأسلوب الذي يأخذ كل الحمض النووي الحيوي من بويضة الأم بالإضافة إلى الميتوكوندريا السليمة من بويضات المتبرع لتكوين بويضة جديدة سليمة يمكن إخصابها بالحيوانات المنوية للأب.

وتكون النتيجة هي أن يحمل الطفل 0.1 في المئة من حمضه النووي من المتبرع (الحمض النووي للميتوكوندريا) وجميع الشفرة الوراثية لصفات مثل الشعر ولون العين من الأم والأب.

وأكد خبراء أن هذه الخطوة تبشر بعهد جديد في الطب ويمكن أن تساعد الأسر الأخرى ذات الحالات الوراثية النادرة.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر، أن الانجاب بهذه التقنية الحديثة قضية مستحدثة ولم يسبق للفقهاء مناقشتها، ولهذا فإن حكم الشرع لا بد أن يكون بعرضها على المجامع الفقهية التي تضم فقهاء وأطباء يقومون بمناقشة القضية بمختلف تفاصيلها حتى يتم الوصول الى الحكم الشرعي السليم، الذي يستند بشكل أساسي على ما يشرحه الأطباء لتفاصيل العلاج الطبي الجديد باعتبارهم أهل التخصص الذي أمرنا الله تعالى بسؤالهم في القضايا الطبية التي لا نعلم تفاصيلها الدقيقة في قوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" (آية 43 سورة النحل).

وأشار أبو طالب إلى أن "القضية شائكة ويتداخل فيها الحلال والحرام، فالحلال هو تحقيق رغبة الوالدين في التداوي والإنجاب تنفيذاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، فَتَدَاوَوْا وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ". وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".

وتابع: "أما الجانب الحرام فهو وجود طرف ثالث في الانجاب وهو المتبرع ولو بنسبة ضئيلة جداً، مما يعني أن عملية الانجاب ثلاثية وليست ثنائية من أب وأم وهذا أمر عليه محاذير شرعية".

وأوضح الدكتور أن القضية ذات أوجه عديدة ويختلط فيها الحلال بالحرام ولهذا يجب عرضها على المجامع الفقهية لإصدار فتوى بناء على اجتهاد فقهي جماعي مستند الى شرح طبي لتكون الفتوى فيها بالحلال باعتبار أنها ضرورة قصوى والضرورات تبيح المحظورات، إلا أن دخول طرف ثالث بأي شكل أمر مرفوض شرعاً محافظة على نقاء الأنساب تماماً وعدم السماح بأي تداخل ولو بنسبة صغيرة جداً".

وأنهى عضو الازهر توضيحه، مؤكداً أنه "طالما هناك شبهة شرعية فإنني أرى تجنبها"، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ". وقوله كذلك "دع ما يريبك الي ما لا يريبك".

وختم قائلاً: "مع احترامنا الشديد لمشاعر الأمومة والأبوة وجهود الأطباء، ومع هذا فالرأي النهائي يكون من خلال الاجتهاد الجماعي للمجامع الفقهية".