بيتر فيليبس Peter Philips: وسائل التواصل جعلت امرأة اليوم تفهم ألعاب الماكياج

بيتر فيليبس,Peter Philips,ماكياج ديور,Dior,ديور,ماكياج العينين,الآيلاينر,أزياء ديور الراقية,الكونتورينغ

باريس - ليلى حمداوي Laila Hamdaoui 15 أكتوبر 2016

يتولى اختصاصي الماكياج البلجيكي، المبدع بيتر فيليبس، الإشراف على ماكياج ديور منذ عام 2014. والواقع أن المدير الإبداعي للماكياج ليس غريباً عن عالم تصميم الأزياء، إذ عمل في قسم الماكياج مع دار شانيل قبل الانتقال إلى ديور. تحدثنا إلى بيتر فيليبس في كواليس عرض ديور للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2016-2017، الذي جرى في باريس، فأخبرنا عن شغفه بالطلّة الطبيعية، وابتكار الماكياج بما هو متوافر، وكيفية تأثير جذوره البلجيكية في عشقه للألوان.

- هذه الأيام حافلة بالنسبة إليك. كيف كان يومك لغاية الآن؟
أستيقظ عادة في الساعة السادسة والنصف صباحاً. أبدأ بابتكار الماكياج الخاص بكل فتاة. توجب عليّ الانتظار حتى البارحة للانتهاء من تنفيذ كل التصاميم بعد معرفة ما سترتديه كل فتاة.

- كيف تحضّر للماكياج، لأننا نعلم أن ماكياج العينين خاص بكل فتاة؟ وكيف تنجح في ابتكار الطلة رغم ضيق الوقت؟
تشكل كل أربع عارضات مجموعة واحدة. أعرف أن الأزياء ترتكز على الأسود والأبيض والذهبي. وقد استندت إلى أسلوب تجهيز أزياء ديور وتقديم مجموعة جديدة. لذا، فكرت في أن نقوم بالشيء نفسه مع الماكياج. هكذا، أخذنا عنصراً ثابتاً، ألا وهو الآيلاينر الخاص جداً بديور، الأنيق والراقي بامتياز. ثم جعلنا ذلك الآيلاينر خاصاً بكل فتاة.
أودّ الإشارة إلى أن كريستيان ديور نفسه كان يحب إضافة عنصر المفاجأة في عروضه، مثلاً  تظهر سترة حمراء فجأة في العرض.

- هناك إذاً عنصر المفاجأة على الدوام، وإنما بطريقة طبيعية، لأن ماكياجك طبيعي. الضوء موجود دوماً في ماكياجك.
هذا ما حاولت التوصل إليه. الإبقاء على بشرة طبيعية ومشرقة ونضرة. هناك الآيلاينر الهندسي. وعند استعمال هذا الآيلاينر مع الماكياج الكثيف، يصبح الأمر خدعة.
عند إبقاء البشرة نضرة، تبدو العارضة أصغر سناً. كما تنتعل العارضات أحذية مسطحة، مثل الصنادل، ويكشفن عن ماكياج طبيعي. هكذا، تبدو الطلة غجرية ومسترخية.
لكن في المقابل، هناك العنصر الأسود القوي. إنه الآيلاينر المرسوم بدقة. تكون كل فتاة مختلفة عن الأخرى، وذلك وفقاً لشكل عينيها. جعلت الماكياج متوازناً، على أن يبدو في الوقت نفسه مبتكراً.

- يطغى التناسق على ماكياجك...
كل عارضة يلائمها شكل معيّن، فنرسم خط الآيلاينر على الجفن السفلي عند بعض العارضات، أو على الجفن العلوي عند البعض الآخر، أو على كلا الجفنين. ونعتمد الآيلاينر المجزأ عند عارضات أخريات. كما يختلف ماكياج العينين ويتوحّد باستعمال الآيلاينر.

- لفتني أن الآيلاينر يدوم حتى العرض التالي. بقي صامداً في أول عرض، وها هو الآن يصمد في العرض الثاني. ما السرّ؟
ثمة عارضة تملك جفناً ثقيلاً مثلاً. في هذه الحالة، أرسم الآيلاينر على الجفن السفلي. أو أرسم الآيلاينر وأطلب من العارضة النظر إلى الأعلى. حين تنظر إلى الأعلى، تترك علامة على جفنها، فأقوم بملء المساحة فوق تلك العلامة... وإلا يستمر ذلك الفاصل بالظهور.
ثمة أشكال مختلفة للعيون. لا أحاول مقاومتها، وإنما على العكس أتماشى معها. لهذا السبب، تحب بعض الفتيات «العيون الكبيرة» بسبب افتقارهن إليها، فأحاول تنفيذ رغبتهن. وحين تتوافر مسافة صغيرة بين الحاجبين والأهداب، أحاول إبقاء الماكياج على الجفن السفلي. على سبيل المثال، تملك جوليا نوبيس حاجبين خفيفين جداً، لكن الجفن نفسه ليس كبيراً. قلت لنفسي لماذا لا أجعل الماكياج تحت العين؟
أعمل أيضاً على تجميل الحاجبين. أريد إضافة لمسة راقية إليهما، ولكن من دون المبالغة في تلوينهما.
أنظر إلى الشكل الطبيعي للحاجب، ثم أرسمه بدقة بواسطة قلم الحاجبين، بطريقة تدريجية. أملأ الزاوية الداخلية، ثم أنتقل إلى بقية الحاجب صعوداً فوق الزاوية ومن ثم نزولاً. بعدها، أمزج اللون مع شعيرات الحاجب للحصول على حاجب بأسلوب الخمسينيات... يبدو طبيعياً وغير محدد.

- كيف تختصر طلة الماكياج في أزياء ديور الراقية؟
لا أستطيع القول إنه ماكياج راق، وإنما ماكياج وفق الطلب نوعاً ما. يقولون عن الأزياء إنها راقية، لأن الفستان يكون فريداً ووحيداً. في ماكياج العروض، يتم ابتكار طلة واحدة لكل العارضات. لكن في هذا العرض، ابتكرنا طلة مختلفة لكل فتاة.

- كيف تعمل على مجموعة الماكياج الحالية؟
حين أبتكر مجموعات الماكياج، أبتكر مواضيع ضمن المجموعة. فلا بد من أن تلبي مستحضرات التجميل احتياجات النساء في كل أنحاء العالم. تُباع مجموعات الماكياج خاصتي في فرنسا، وأميركا، وأستراليا، وأميركا الجنوبية، وآسيا، لنساء من مختلف ألوان البشرة، ومختلف الأشكال، ومختلف الطلات، ومختلف المفاهيم الجمالية، ومختلف الاحتياجات.

- كيف تبدأ العملية الإبداعية؟
الطريقة مختلفة. هنا، أبتكر طلة خاصة بعرض الأزياء. لا أبتكر مستحضرات تجميل للعرض. أستخدم المستحضرات التي ابتكرتها قبلاً.
أبتكر الماكياج لهذا العرض تحديداً. إنه ماكياج موقت. تكون العارضات تحت الأضواء على وقع الموسيقى العالية. يكون الجو كله «ديور». وهذا بلا شك مصدر تحدٍ كبير. هكذا، لا يفترض بالماكياج أن يكون جميلاً فقط، ليتماشى مع روعة الملابس، وإنما لا بد من أن يكون أيضاً مميزاً ولافتاً للأنظار. وفي الوقت نفسه، يجب أن يعكس الماكياج رؤيتي ومفهوم التصاميم. أستطيع القول إذاً إن العملية معقدة نوعاً ما.

- ما أكثر ما تحبه في مهنتك؟
إنها حياة متنوعة. أبتكر مجموعات الماكياج، وأستطيع في الوقت نفسه استعمال المستحضرات التي أبتكرها في الحملات الإعلانية، وجلسات التصوير، وعروض الأزياء. أصبحت في عمر الخمسين تقريباً، لكنني ما زلت أعمل مع شباب، وهذا يمدّني بالطاقة. لا شك في أن إضافة الحياة إلى الماكياج أمر ممتع جداً، أليس كذلك؟

- يبدو وكأنك حققت أحلامك.
من كان يظن ذلك؟ ألعب بأقلام الكحل لابتكار الماكياج.

- صفّ لنا أسلوبك.
لا أعرف لأنني ركزت قبلاً على الشفاه في بعض العروض، وها أنا أركز الآن على العيون. لذا، لا أعرف بالضبط. أستطيع القول إن أسلوبي ربما هندسي. قد أركز على الماسكارا مع فتاة معينة، وعلى كريم الأساس مع فتاة أخرى. لا أؤمن بأن ماكياجاً واحداً قد يناسب الجميع.

- تحب الألوان كثيراً. من أين تستمد هذا العشق؟
أنا من بلجيكا، وكل شيء فيها رمادي تقريباً. لهذا السبب، أحب الألوان كثيراً. الألوان مثيرة وتضفي الحيوية. أحب ألوان الأزهار. النور والدفء فيها. أعتقد أن من الرائع فعلاً النظر إلى لوحات فنية واكتشاف النور الخافت فيها. لكن حين تضيف الألوان إلى تلك اللوحات، تلاحظ التبدل الكبير فيها. وهذا ما أحبه فعلاً. لا أعرف إذا كنتم من المتابعين لحساباتي على «انستغرام» و«سنابشات»... هناك بعض الصور للسماء. أحياناً، تكون زرقة السماء مذهلة مع بياض الغيوم. الأمر مضحك جداً، لأنني كنت أظن أنه يمكن رؤية تلك الغيوم من المباني الفرنسية القديمة. أعشق الألوان، إنها مصدر متعة بالنسبة إليّ. هناك الكثير من الألوان الرمادية الهادئة، وما عليك إلا إضافة الحيوية إليها.

- هل انتهى زمن الكونتورينغ؟
تركز الموضة الآن على السحنة الطبيعية والعيون الهندسية. أرى هذا الماكياج مناسباً لكل يوم. أما المجموعة الذهبية فلا أستخدمها كثيراً. أكتفي بها في عروض الأزياء، بحيث أغطي كريم الأساس للحصول على ماكياج طبيعي وخفيف. ولإخفاء الاحمرار في الوجه، لا بد من استعمال اللون الأخضر. يكمن السرّ في كيفية مزج الألوان. إذا كانت بشرتك مائلة إلى اللون الزيتوني، عليك استعمال اللون البرتقالي لإخفاء الهالات الداكنة تحت العينين، وجعل المساحة أكثر إشراقاً.

- هل يمكن القول إن الماكياج أصبح أكثر ذكاء؟
نعم. فن المزج والكونتورينغ معقد جداً. ويستلزم ذلك الكثير من الماكياج. الأمر أشبه بوضع طبقات عدة من الماكياج، ونعتمد ذلك في جلسات التصوير فقط. إنه عمل مهني صرف. لكن هذه الأيام، باتت النساء أكثر احترافاً في الماكياج بسبب الكونتورينغ. وهذا نجاح كبير. إنه الشيء نفسه بألوان طبيعية. ولهذا السبب، هناك أشكال مختلفة في التصحيح بالألوان. السر يكمن في اختيار اللون الرائع، تماماً مثل استخدام حاجب الهالات. بهذه الطريقة، تختفي العيوب وتبرز القسمات بطريقة طبيعية جداً.

- ما أفضل نصيحة تقدمها للمرأة التي تريد وضع الماكياج أو تعديل طلتها الحالية؟
نصيحتي الأولى هي أن تأخذ المرأة كل وقتها. فالماكياج ترف حقيقي. يفترض أن يكون متعة، وليس مصدر توتر أبداً. هذه الأيام، مع انتشار الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بات الناس أكثر نفاذاً إلى صور بعضهم بعضاً. الأسئلة التي كانت تطرح عليّ أشبه بنصائح سريعة. وكانت في معظمها متوترة جداً. أما اليوم، فقد باتت النساء يفهمن الماكياج. ويُعزى السبب، في اعتقادي، إلى وسائل التواصل الاجتماعي. يعرفن ما هو ممكن، ويعرفن أنه سريع الزوال. إنه مجرد ماكياج. إذا لم يكن الإشراق جيداً، فلا مشكلة. يمكن إزالة الماكياج. لم يعد الأمر عامل توتر وأعتبر ذلك جيداً. من الرائع فعلاً أن تنسجم النساء هذه الأيام مع الماكياج. لم يعد أحمر الشفاه أو طلاء الأظافر مصدر خوف لهن. وأعتقد أن هذا هو الأمر الصحيح.

 

Haute Couture

Autumn-Winter 2016-2017

 Dior Show Backstage

Dior Make-up created and styled by Peter Philips

Photography:

Vincent Lappartient for Christian Dior Parfum