لندن... عندما تُكشف قوانين الموضة الملكية

لندن,قوانين الموضة الملكية

ديانا حدّارة (لندن) 15 أكتوبر 2016

أسبوع لندن للموضة... عنوان رحلتي إلى العاصمة البريطانية. الدعوة كانت من شركة طيران الاتحاد، الراعي الرسمي لأسابيع الموضة في عواصم الموضة حول العالم في نيويورك، وباريس وميلانو وبرلين.


من بيروت إلى أبوظبي بدأت رحلتي مع الموضة. غريب كيف أن عنوان الرحلة جعلني أتأمل في تفاصيل لا أعيرها اهتمامًا في العادة. لخمسة عشر عامًا وأنا أجول بين مطارات العالم، كنت أتأمل في وجوه المسافرين، ولا أدقق في تفاصيل أزيائهم، فبسبب موضوع الرحلة، صرت أرصد أسلوب المسافرين وأذواقهم في الأزياء... تنبهت إلى أن أمزجتهم في موضة السفر تغيّرت. فمن العادي جدًا أن تكون أزياء المراهقين والشبان عبارة عن جينز وتيشرت وحذاء رياضي، وحقيبة ظهر، ولكن هذا الأمر لم يعد يقتصر عليهم، بل طاول الراشدين أيضًا.
فالسيدات لم يعدن يضعن الماكياج الصاخب، بل الخفيف جدًا، ويركزن على مرطب الوجه، والقليل من أحمر الشفاه، وبغض النظر عن الملابس، سواء كانت متكلفة أو «كاجويل»، فالأحذية الرياضية أو المسطحة هي السائدة، وحقائب اليد صارت أكثر عملية، والأمر لا يختلف كثيرًا مع الرجال... والجميع يهرول بسرعة، بعضهم ليلتقي الأحبّة، فيما يريد آخرون اللحاق بالطائرة.

هكذا كان مشهد المسافرين العابرين بين أبو ظبي ولندن، الذين يستريحون في قاعة طيران الاتحاد لدرجة رجال الأعمال، التي بديكورها والخدمات المتوافرة فيها من طعام من المطبخ العالمي، منه السوشي الذي جرّبته شخصيًا وكان لذيذًا، إلى السبا، أو صالون التجميل، كل سبل الراحة أصبحت متوافرة في عالم السفر، إذًا انتفت لدينا حجة التعب، ولا سيما إذا كنا مسافرين درجة أعمال أو درجة أولى، فهل تخيلت يومًا وجود مربية تهتم بأطفالك أثناء التحليق الطويل! أو وصيف خاص Butler يهتم بكل طلباتك ويعمل على توفير كل ما تحتاجينه كأنك في جناح فندقي أرضي وليس فضائيًا. كل شيء أصبح متحقّقًا مع طيران الاتحاد.

وصلت لندن وكانت زحمة السير خانقة رغم أنها أمسية الخميس والثامنة مساء.
أكّد لي السائق أن زحمة السير مسألة صارت عادية في العاصمة البريطانية، ولا سيما في الوسط التجاري، ورغم أن الدولة فرضت ضريبة يومية قيمتها 11 جنيهًا استرلينيًا، بهدف تقليص عدد السيارات، فإن هذا لم يحدّ من زحمة السير.
كانت المسافة بين المطار وفندق «غروفنر هاوس أوتيل» 45 دقيقة، والذي كان أيضًا مزدحمًا عند وصولي اليه، يبدو أن معظم نزلائه عرب، فاللغة العربية كانت سائدة في الفندق اللندني. 


اليوم الأول: قصر كنزنغتون وحكاية الفندق الذي تحول قصرًا
بعدما غططت في نوم عميق، استيقظت على الصباح اللندني الغائم يستقبل غزل المطر الخفيف بخفر. بعثت برسالة إلى صديقتي اللبنانية «جوسلين» التي تعيش في لندن منذ أكثر من عشرين عامًا وأطلعتها على برنامج الرحلة كي نحدّد الوقت الذي نلتقي فيه.
عند الحادية عشرة صباحًا التقيت «شادي» منظّمة الرحلة. سألتني بحيوية: هل أنت مستعدة للتعرّف إلى أحد وجوه لندن! أجبتها بالطبع... ولكن أين الآخرون!، فقالت لي إن الدعوة موجّهة لي وحدي، مما أشعرني بأنني شخصية مهمة VIP. انطلقت بنا سيارة التاكسي اللندنية المشهورة نحو قصر كنزنغتون Kensington القصر الملكي التاريخي الذي كان ولا يزال مقر إقامة العائلة المالكة منذ 1689، وقد انقسم قسمين، الأول وهو جناح يضم متحفًا مفتوحًا للزوار، فيما الجناح الثاني هو قصر خاص يسكنه أفراد من العائلة المالكة.
ومن المفارقات التاريخية والحضرية، أن منطقة كنزنغتون التي يقع فيها القصر كانت في الماضي قرية خارج لندن، والطريف أن الوصول إليه استغرق 10 دقائق. إنها تكنولوجيا المواصلات التي اختصرت المسافات.
وللقصر حكاية وهي أنه في الأصل كان فندقًا شيّده إيرك نوتنغهام في أوائل القرن السابع عشر، وكان يعرف بفندق «نوتنغهام»، اشتراه عام 1689 الوزير وليام الثالث الذي كان يريد الإقامة بالقرب من لندن، ولكن بعيدًا من هواء المدن الملوث، لأنه كان يعاني مرض الربو.
عُبّدت  طريق خاصة واسعة لتكون ملائمة لعربات الخيل ذهابًا وإيابًا وسيلة التنقل آنذاك، عبر متنزّه هايد بارك من قصر هامبتون نحو قصر سانت جيمس، ولا تزال هذه الطريق موجودة إلى اليوم وتعرف بروتن رو  Rotten Row.
تمت توسعة القصر من جانب كريستوفر رين، وأُضيفت أجنحة إلى كل ركن من أركان المبنى المركزي. يضم القصر راهنًا الشقق الملكية وصالة المؤتمرات، والكنيسة الملكية... إضافة إلى الحديقة الكبيرة التي يقصدها سكان لندن راهنًا، إما للتنزه أو لممارسة الرياضة.

جولة في خزائن سيدات القصر الملكي
رغم أن الجناح الخاص بالزوار يضم العديد من الأقسام، مثل بوتيك بيع التذكارات اللندنية الملكية والمقهى، فإن زيارتي اقتصرت على الجناح Modern Royals، وتحديدًا معرض Exhibition  Fashion Rules لأجول في عالم أزياء الأميرات وأكتشف ما كانت تحتويه خزائن ثلاث نسوة من العائلة المالكة: الأميرة مارغريت عام 1950 والملكة إليزابيث الثانية عام 1960 والأميرة ديانا عام 1990. ثلاث نسوة غيّرن في أسلوب أزياء الملكات والأميرات، بل يمكن القول إنهن أحدثن ثورة في عالم أزياء العائلة المالكة، فقد أبحرن في اتجاهات الموضة، وفي الوقت نفسه حافظن على قواعد اللباس الملكي.
غُصت في عوالم سيدات العائلة المالكة، وجلت بين ما كانت تحويه خزاناتهن، ولكل فستان وأكسسوار حكاية.  كانت الأميرة مارغريت في مقدم اللواتي خضن مغامرة التمرّد الملكية في الأزياء، فكانت في الجبهة الأمامية.
فعام 1949 حرّرت مصممي الأزياء من تدابير التقشف في مرحلة ما بعد الحرب، وشهد اتباع مصممي الأزياء البريطانيين موجة التنانير الطويلة المترفة التي اعتمدتها الأميرة مارغريت أسلوبًا في مظهرها، وتحوّلت الأميرة أيقونة موضة تلاحقها عدسات مصوري الصحف والمجلات التي نشرت صورًا  لخزانة ملابسها الفاتنة.
كما أضحت محط أنظار النساء حول العالم، يقلّدنها في أسلوبها، خصوصًا أنها كانت تضيف إلى ملابسها أكسسوارات أنيقة، فأصبحت النظّارات الشمسية التي ارتدتها في جزيرة موستيك في الكاريبي، أثناء حضورها مباراة الأسكوت، والتي أضفت تألقًا على طلّتها، أكسسوار السيدات الرائج. كذلك جذبت الأنظار باعتمارها قبعات بحواف تقي من الشمس، إلى أغطية الرأس والأوشحة الحرير... فأوجدت أسلوبها لأميرة معاصرة تتماهى بها النساء حول العالم.
وانعكست الأدوار المختلفة للملكة أليزابيث وشقيقتها الصغرى مارغريت في اختيارهما للأزياء. لقد تمتعت مارغريت بقدر كبير من الحرية في أسلوبها المتغير، واعتمدت مصممين غير بريطانيين.
فيما الملكة أليزابيث عزّزت حضور المصممين البريطانيين ودعمت صناعة الملابس، من خلال اعتمادها المصممين البريطانيين فقط، ملتزمة بقواعد الأزياء الملكية. وقد أوجدت ما يُعرف بالأزياء الديبلوماسية.
فالملكة إليزابيث هي أكثر الملكات اللواتي قمن برحلات حول العالم في التاريخ. وخلال جولاتها حافظت على تقليد اللباس الديبلوماسي، ولكن بروح عصرية، فكان المصممون يأخذون في الاعتبار البلد الذي يستضيف الملكة، ويصممون لها الأزياء المناسبة لعادات البلد المضيف وتقاليده.
أما الأميرة ديانا، أميرة ويلز، فقد أصبحت مصدر إلهام لسيدات العالم والمصممين. كما واصلت الأميرة تقليد اللباس الديبلوماسي، فخلال زيارتها استكلندا، ارتدت فستان الترتان التقليدي ولكن بأسلوب عصري، ونقلت من خلاله رسالة ديبلوماسية مهمة.
إذًا، الموضة والأزياء كانت داخل المشهد السياسي لسيدات العائلة المالكة البريطانية يبعثن برسالة إلى العالم قاطبة. وقد ساعدت فساتين المخمل والحرير، والمجوهرات البرّاقة، الملكة إليزابيث الثانية والأميرتين مارغريت وديانا، على التأثير الدائم في الناس في أصقاع الأرض بحيث يتوقّعون كيف ينبغي لملكة أو أميرة أن تظهر.

كل يرتدي على هواه في شارع بروير
بعد جولة في عالم الموضة الملكي، توجهنا إلى شارع بروير Brewer St. معقل الموضة المعاصرة.
وصلنا الشارع وكان مزدحمًا يغصّ بالمشاة والمصورين وهواة الموضة. رغم المطر كان الجميع في انتظار العرض، أما أنا و«شادي» فقد دخلنا مطعم Mele e Pere  لتناول الغداء، فمن الجيد ملء المعدة قبل ملء العين، فكيف إذا كانت الأطباق إيطالية!
بعد الغداء، توجّهنا إلى «كار باركينغ» حيث يُقام عرض أزياء «ريان لو». كان الجناح الخاص بالصحافة يغص بإعلاميي الموضة... لكل ذوقه ومزاجه في الأزياء، بعضهم اعتمد الغرابة المبالغ فيها، فيما آخرون كانوا كلاسيكيين، والجميع مشغولون بهواتفهم، ينقلون الأخبار مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من جناح الصحافة، صعدنا إلى صالة العرض. المشهد يتكرر، ولكن مع حضور أكثر غرابة في أزيائه. في النهاية المظهر مسألة شخصية إذ يعكس روح صاحبه... وقلت في نفسي لكل قواعده في الموضة، فهؤلاء ليسوا من العائلة المالكة وليسوا ملزمين باتباع قوانينها في الأزياء. بدأ العرض، وعلى إيقاع الموسيقى الصاخبة تمايلت العارضات بقبعات كبيرة الحجم مزركشة بشكل صاخب وفساتين وسراويل لا تقل غرابة، أقلّه بالنسبة إليّ.
بعد عرض «ريان لو» الصاخب، توجهنا نحو فندق «سافوي» للقاء وصيف الفندق الذي حدّثنا عن  مهماته. أما لماذا التقيناه فذلك أن وصفاء طيران الاتحاد تلقوا تدريبهم في هذا الفندق العريق.
وقد تم وبعناية اختيار ثلاثة عشر وصيفًا جويًا لخدمة مسافري الدرجة الأولى، كل منهم خضع للتدريب نفسه الذي يخضع له وصيف قصر باكنغهام، من حيث المظهر واللباقة في الكلام، وأصول التعامل مع الضيوف لضمان الراحة القصوى وتلبية كل ما يحتاجونه أثناء التحليق الجوي. ما يعني أن مسافر الدرجة الأولى سوف ينعم بمعاملة ملكية، فهو يسافر في جناح فندقي جوي.

جلسة شاي بأسلوب إنكليزي
بعد جلسة الوصيف، كنت على موعد مع أحد تقاليد لندن العريقة، استراحة الشاي الشهيرة Afternoon tea في بهو تايمز فوير Thames Foyer Afternoon Tea الموجود في وسط الفندق.
تتوسط البهو قبة زجاجية يفيض منها الضوء الطبيعي الرائع... يرافق هذه الأجواء عازف البيانو. لتناول الشاي بعد الظهر في فندق «سافوي» بروتوكول، إذ تقدم في البداية شطائر من الجبن والمورتديلا والكعكات المحشوة بالكريما، ثم تختارين نوع الشاي المفضل لديك ترافقه قطع كيك لذيذة. وبحسب «شادي»، فإن على الشخص أن يحجز مسبقًا ربما قبل شهر أو أكثر، طاولة لتناول شاي بعد الظهر... إنها لندن ولكل تفصيل فيها بروتوكوله.
بعد استراحة الشاي، التقيت صديقتي «جوسلين» التي فاجأتني بسيارتها الرباعية الدفع والمكشوفة... هكذا هي صديقتي تعاكس جو لندن وتتحدّاه فتصر دائمًا على شراء سيارة من نوع Convertible ، تشغّل المكيف الساخن وتقود سيارة مكشوفة، تلاعب هواء لندن البارد ولا تأبه لسحبها الرمادية. هل هو الحنين الى الشمس؟ ربما...


اليوم الثاني: ثلاثة عروض وشوارع لندن منصة مفتوحة على كل الأهواء والاتجاهات

صباح اليوم الثاني في لندن كان هادئًا. إنه يوم السبت أول أيام العطلة الأسبوعية. لا زحمة سير، وبالتالي استغرق وصولي إلى شارع بروير 6 دقائق، ولكنه كان مزدحمًا ومشهد أمس يتكرّر وكأن هؤلاء الناس باتوا ليلتهم في هذا الشارع كي لا يفوّتوا أي لحظة من عروض الأزياء.
العرض الأول كان جاسبر كونرن، لفتني الحضور الموجود في العرض، لم يكن غريب الأطوار في أزيائه كما جمهور الأمس، وبطُل عجبي عندما بدأ العرض، فساتين طويلة بعضها مطبّع وبعضها من الحرير ومطرّز، يميل إلى موجة الخمسينات، أي إلى أسلوب الأميرة مارغريت.
علّقت صديقتي على رشاقة العارضات: «تشعرين بأنك إذا صافحت إحداهن فستنكسر كما قطعة البسكويت». في النهاية هن عارضات وملزمات بمعايير إظهار الزي بأبهى حلّة. انتهى العرض وتوجهنا إلى مطعم نوبي لتناول وجبة فطور إنكليزية في الشارع نفسه على بعد خطوات من مركز العروض، الذي عدت إليه لمشاهدة عرض برابرا كازاسولا Barbara Casasola.
على إيقاع الموسيقى الإفريقية تمايلت العارضات بفساتين أنيقة طويلة طغى عليها مزاج السفاري، بألوان البيج والكاكي. يبدو أن في ربيع وصيف 2107 سوف نقول وداعًا للفساتين القصيرة ونقتدي بأسلوب سيدات العائلة المالكة.

تركت شارع بروير وقررت العودة إلى الفندق سيرًا على الأقدام، بعدما قمت بتنزيل الخريطة على هاتفي... صحيح أن تكنولوجيا الاتصالات وفرت علينا الكثير وجعلتنا أكثر شجاعة في خوض المغامرات. فمن خلال الخريطة سرت وتعرفت إلى تفاصيل جديدة في لندن، ففي نيسان/ أبريل الماضي، تعرفت إلى لندن الشكسبيرية، واليوم تعرفت إلى «لندن الموضة»، الشوارع كانت مزدحمة بالمشاة من كل الأجناس والأعراق، كلٌ يستعرض أسلوبه على هواه، سيدة  محجّبة، وشابة ترتدي  «شورت» رغم البرد، وأخرى جمعت في أزيائها حديقة ألوان، المتاجر تغص بالمتسوقين، لا أحد يأبه للضباب اللندني، زحمة سيارات، وأنا أحاول ألا أؤخذ بالتفاصيل وإلا سأتوه عن الخريطة، ومع ذلك قررت أن أسأل إحدى البائعات في متجر مجوهرات عمّا إذا كان مساري صحيحًا، ساعدتني بكل ترحاب وفتحت خريطة ورقية وأرشدتني.
من قال إن الانكليز باردو الطباع! ها هي هذه الشابة تساعدني إلى درجة أشعرتني لو كان في مقدورها لرافقتني الى الشارع الذي يقع فيه الفندق.
تابعت سيري نحو «غروفنر سكوير»، وعندما وصلت إلى مفترق طرق شعرت بأنني تهت، سألت سيدة أخرى فابتسمت لي وقالت: أعرف أين الفندق، أراه كل يوم، المفارقة أنه كان خلفي... رافقتني  وأرشدتني إليه.

انتهت أمسيتي الأخيرة في لندن في عشاء في مطعم «هام يارد» وبعده حضرت عرض أزياء لـ«غارث بيو» Garth Pugh، عند مدخل مركز العرض كانت تظاهرة ضد استعمال جلود الحيوان. الطريف في الأمر أن المصممين الثلاثة الذين حضرت عروضهم، هم من المدافعين عن الطبيعة.

كان ليل لندن كما نهارها زحمة مشاة... إنها أمسية السبت والكل يسهر في مقاهي الرصيف، والأندية الليلية تضج بالرواد والموسيقى، الجميع يحتفل في هذه المدينة، التي كشفت لي عن أحد وجوهها الذي هو عاصمة الموضة، وكيف لا، فللموضة فيها مجلس يُعرف بالمجلس البريطاني للموضة، والملكة إليزابيث الثانية أصرت على جعل الموضة البريطانية صناعة وطنية واستخدمتها وسيلة في السياسة وكذلك الليدي ديانا.

ودّعت لندن صباح الأحد الهادئ، بدت لي المدينة تستعيد أنفاسها بعد أمسية مزدحة وصاخبة. ودّعت مدينة كوزموبوليتانية بامتياز، اجتمعت تحت ضبابها المزمن كل الأجناس والأعراق كأنهم عشاق المدينة الأبديون، يجولون فيها رغم بردها، يتعارفون، يتسامحون، يتنقلون بين وجوهها التي تشبههم، وإذا كان لقبها عاصمة الضباب، ولم تعد عاصمة المملكة التي لا تغيب عنها الشمس، فإنها تبقى المدينة التي تحضن كل  أسرار ممالك الأرض.  

CREDITS

شكر خاص : شركة طيران الاتحاد على حسن الضيافة