صلاة تشرنوبل بالعربية

الكتاب: صلاة تشرنوبل,للروسية,سفيتلانا أليكسييفيتش

طارق الطاهر - (القاهرة) 22 أكتوبر 2016

عن دار مصر العربية، صدرت الترجمة العربية لكتاب «صلاة تشرنوبل... دفتر المستقبل»، للفائزة بجائزة نوبل لعام 2015 الروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، ترجمة أحمد صلاح الدين.

وفي مقدمتها للطبعة العربية، أكدت سفيتلانا أنها تشعر بسعادة بالغة للترجمة العربية لكتابها «صلاة تشرنوبل»، موضحة ذلك بقولها: «ذلك لأن قضية تشرنوبل قضية العالم أجمع، سمعت وقت أن كانت الكارثة ما زالت في أيامها الأولى، أن الناس يقولون، في كل أنحاء العالم، إن هذا لا يمكن أن يحدث إلا عندكم أيها الروس المستهترون، في حين ما كان ليخطر على بال أحد أن يطلق مثل هذا الوصف على اليابانيين عندما وقعت كارثة مفاعل فوكوشيما الياباني، يقف الإنسان عاجزاً أمام التكنولوجيا، التي اخترعها بنفسه، وفي مقدمها تكنولوجيا الطاقة الذرية، إن إصرارنا على المضي قدماً في هذا الطريق، لا يعني سوى أننا مصرون على الانتحار، ولا يجب أن يقتصر التفكير في هذا الأمر على الدول الأوروبية وحدها، إنما يجب أن ينشغل به العالم أجمع، في أميركا اللاتينية، جنوب أفريقيا، ما زالوا يؤمنون بالطاقة الذرية، كما فعلنا نحن منذ ثلاثين أو أربعين عاماً، لكننا فهمنا أنه لا يمكن الفصل بين الذرة العسكرية والذرة السلمية، لا فرق بينهما، كلها شيء واحد. يراودني الأمل أن يفهم الجميع هذا، فأنا أرى أن أكبر تهديد للإنسان هو الإنسان».
ومن بدايات الكتاب، وتحت عنوان عن المعركة الخاسرة: «لست وحدي فوق المنصة، هناك العديد من الأصوات معي دوماً منذ الطفولة، نشأت في الريف، في طفولتنا كنا نعشق اللعب خارج الدور، وعند قدوم المساء، تجذبنا كالمغناطيس أصوات نساء القرية، حين يجلسن على الأرائك بالقرب من أكواخهن، لم يكن لأيهن أزواج، آباء، أو إخوة، لا أذكر وجود رجال في قريتنا بعد الحرب العالمية الثانية، في أثناء الحرب، هلك واحد من بين كل أربعة في بيلاروسيا، سواء في القتال على الجبهة، أو مع المحاربين السريين، وبنهاية الحرب، عشنا أطفالاً في عالم من النساء، أكثر ما أذكر أن النساء كن يتحدثن عن الحب لا الموت».