اجعلي صباح أبنائك المدرسي مرحاً

المدرسي,النصائح,الأهل,الحضانة,طمأنة الطفل,الطفل,وقت الوداع,الدقة في المواعيد,المدرسة,مهارات,الحضانة المستقلة,الاختصاصية,علم النفس التقويمي

29 أكتوبر 2016

«هيا استيقظ سوف تتأخر على موعد المدرسة»، «ارتدِ ملابسك بسرعة»... تبدو هاتان العبارتان وغيرهما أنشودة صباحية مملة تردّدها الأم على مسامع أبنائها قبل ذهابهم إلى المدرسة، وهم لا يأبهون لما تقوله ويأخذون وقتهم في ارتداء ملابسهم، أو مشاهدة الرسوم المتحركة المفضلة عندهم، أو اللعب. ومن الطبيعي أن يتصرفوا على هذا النحو لأن بعضهم لا يفهم المعنى المجرد للوقت، فالقول مثلاً «سوف نغادر بعد ربع ساعة» لا يعني شيئًا للطفل الصغير، خصوصًا إذا كان يذهب إلى المدرسة أو الحضانة للمرة الأولى. ففي سن الخمس سنوات يكون اللعب وعالم الخيال من أولوياته، فهو يفضّل إنهاء تركيب لعبته، على ارتداء ملابسه في الوقت المحدّد. فيما الأكبر سنًا يتعمد  أحيانًا المماطلة أو الإهمال كي يلفت انتباه والدته، فكلما كبر الطفل تزداد حاجته إلى حنان الراشدين وعطفهم، ليشعر بالأمان قبل مواجهة العالم الخارجي.


هذه إرشادات يمكن الأم اتباعها لتجعل انطلاقة الصباح مليئة بالحماسة

  الاستيقاظ باكرًا قبل الأبناء:

يمكن الأم وأبناءها تحضير مستلزماتهم لليوم التالي عند المساء، كتوضيب كتبهم في الحقيبة وتحضير الثياب التي سيرتدونها، كما يمكن وضع الأطباق التي يتناولون فيها فطورهم على الطاولة. فكلما كانت هذه الأمور جاهزة، تمكنت الأم من تكريس معظم الفترة الصباحية لطفلها. كما يمكنها الاستيقاظ قبل أبنائها بنصف ساعة لإنهاء بعض الأشغال الصباحية كتحضير مائدة الفطور.

وبهذه الطريقة تكسب المزيد من الوقت للاهتمام بهم قبل ذهابهم إلى المدرسة.

 

 عدم تشغيل التلفزيون أو السماح بالجلوس إلى اللعبة الرقمية:

كثير من الأطفال يرغبون في مشاهدة برنامجهم التلفزيوني الصباحي او إنهاء لعبتهم الرقمية قبل الذهاب إلى المدرسة، مما يؤثر في تركيزهم. فالتلميذ الصغير حين يشغّل فكره في برنامج تلفزيوني أو لعبة رقمية، فإنه يفكر فيها في الساعات الأولى من المدرسة، خصوصًا إذا لم ينه المشاهدة أو اللعبة، مما يفقده تركيزه ويشتت تفكيره، لأنه يفكر في إنهائها عند عودته. لذا من الضروري ألا تحاول الأم إغراء طفلها بمشاهدة برنامجه بهدف تسريع إيقاظه، بل يمكنها إيجاد وسيلة أطرف، مثلاً توقظه على الموسيقى أو الأغنية المفضلة له.

 

 اللعب معًا:

يمكن الأم أن تجعل فترة استعداد أطفالها للذهاب إلى المدرسة فترة مرح. مثلاً يمكنها أن تنشد معهم أغنية أثناء ارتدائهم ملابسهم، أو تجعلهم يسابقون الساعة أثناء غسل أسنانهم، أو يمكنها أن تعلّق على الجدار لوحة كتب عليها بأسلوب طريف «إلى من لم ينه فطوره، أو إلى الذي يشعر بالتوتر، حذار!». فمن المهم أن تكون ساعة الخروج من المنزل عند الصباح، مليئة بالفرح كي يبدأ أفراد العائلة نهارهم بتفاؤل وسعادة.

 

  عدم مراجعة الفروض التي أُنجزت:

بعض الأمهات القلقات على أداء أبنائهن المدرسي، يطلبن منهم مراجعة ما درسوه في اليوم السابق عند الصباح قبل الانطلاق إلى المدرسة، مما يوتر العلاقة بينها وبينهم ويحوّل الصباح المدرسي إلى فترة نزاع، وبالتالي يذهب الأبناء إلى المدرسة بروح متعبة، فهم كمن خرجوا من معركة وقد خارت قواهم. لذا لا يجوز للأم أن تفرض على أبنائها مراجعة ما أنجزوه في الأمس طالما أنها أشرفت على فروضهم وواجباتهم المدرسية. أما في حال عدم إنجاز أحدهم فروضه لأسباب عدة، مثلاً فقدان التركيز، أو الشعور بالتعب، فعلى الأم أن تتفق مع ابنها على أن ينجزه صباحًا قبل الذهاب إلى المدرسة. أي أن يكون الطفل على علم مسبق بما ينتظره في الصباح المدرسي، وبالتالي فإنه لن يعترض ولن يدخل في شجار مع والدته.

 

  تكريس بعض الوقت للتحدث إلى الأبناء:

يمكن الأم أن تنتهز فترة الجلوس إلى طاولة الفطور، وتفتح حوارًا مع أطفالها، وتسمع قصصهم الصغيرة. كما يمكنها وأطفالها الخروج من المنزل قبل موعد الدخول إلى الصف بساعة، وتناول وجبة الفطور في أحد المقاهي القريبة من المدرسة. أما إذا كان الأبناء يذهبون بالحافلة المدرسية، ففي إمكانها أن تفاجئ أبناءها بأنها ستقلّهم إلى المدرسة بسيارتها لتناول الفطور خارج المنزل، مما يُشعرهم بأنهم مهمون بالنسبة إليها، وأن إرسالهم إلى المدرسة أو الحضانة لا يعني أن أمهم تريد التخلص منهم.

  ترك الطفل ينظّم يوم العطلة الأسبوعي:

من الضروري أن يلتزم الطفل النظام الذي تضعه أمه خلال الأسبوع المدرسي. ولكن يمكن السماح له خلال يومي العطلة الأسبوعية تقرير النظام الذي يريده، فمثلاً يمكن الأم السماح له بتناول فطوره أثناء مشاهدة برنامجه التلفزيوني المفضل. فالطفل في حاجة إلى مساحة من الحرية بعد أسبوع مدرسي ضاغط.

 

هل طفلي

مستعد للذهاب

إلى الحضانة؟

ديانا حدّارة

 

أصبح إرسال الطفل إلى الحضانة مسألة أساسية في مشواره التعليمي، ذلك للنتيجة الجيدة التي يحصدها على المستوى الأكاديمي والنفسي والاجتماعي، بغض النظر عما إذا كانت الأم عاملة أو ربة منزل يمكنها رعاية طفلها طوال الوقت. وفي المقابل، هناك نوعان من الحضانة، الأولى التي تستقبل الطفل من سن الرضاعة حتى الثلاث سنوات، وهناك دور الحضانة التابعة للمدرسة والتي تستقبل الطفل بدءًا من الثالثة.
لكن ما هي المهارات التي يكتسبها الطفل في دار الحضانة؟ وما أهميتها؟ وفي أي سن يجدر بالأهل إرساله اليها؟ وما هي المعايير التي يجدر بالأهل الأخذ بها؟


عن هذه الأسئلة وغيرها تجيب الاختصاصية في علم النفس التقويمي الدكتورة لمى بنداق.

هل هناك سن مثالية لإرسال الطفل إلى الحضانة؟
لا يمكن الحديث عن السن المثالية لإرسال الطفل إلى الحضانة، فالطفل حتى شهره الثامن عشر يحتاج إلى رعاية والدته النفسية والمادية. وقد لاحظت بعض الدراسات الطبية أن بعض الأمراض الجلدية التي يصاب بها الأطفال سببها أن الطفل لم يأخذ كفايته من حنان والدته ورعايتها عندما كان رضيعًا.
ولكن معظم الأمّهات أصبحن يعملن خارج المنزل، مما يضطرهن لإرسال أطفالهن الرضّع إلى الحضانة. ولسوء الحظ، فإن فترة إجازة الوضع في الشركات والمؤسسات غير كافية في الدول العربية، فضلاً عن الضغط النفسي الذي يسببه قلق الغياب عن العمل، لأن هناك من سيحلّ مكان الأم في الوظيفة، وبالتالي تضطر لإرسال طفلها الرضيع إلى الحضانة.
والمشكلة أنه رغم أن حجم الوقت ليس مهمًا كثيرًا بقدر النوعية، فإن عودة الأم من عملها وإنشغالها في تدبير شؤون المنزل لا يمكّنها من احتضان طفلها ومنحه عاطفتها بشكل كاف، مما يشعر الطفل بأنه مهمل.
لذا أنصح الأم العاملة بأن تحاول قدر الإمكان منح طفلها خلال الوقت القصير الذي تمضيه معه الكثير من عاطفتها وحنانها لتعوّض عنه غيابها.

بين الحضانة التابعة للمدرسة أو الحضانة المستقلة. أيهما أفضل للطفل؟
لا يمكن الجزم بأفضلية إحداهما على الأخرى، فهذا يعود الى الأهل وما يريدون من الحضانة توفيره لطفلهم. بعضهم يختار الحضانة المستقلة التي تستقبل الأطفال إلى حين بلوغهم سن الدخول إلى المدرسة، والقريبة من البيت، والتي تتوافر فيها الشروط والمعايير التربوية والصحية.
فيما يفضل آخرون الحضانة التابعة للمدرسة التي سينتسب إليها طفلهم لاحقًا، وذلك بهدف تعويده على نظامها التعليمي. المهم في دار الحضانة التي يرغب الأهل في إرسال طفلهم اليها أن تتوافر فيها معايير الأمان والسلامة، والمعايير الصحّية، أي وجود ممرضة للحالات الطارئة، والمعايير التربوية، أي  النشاطات التي تساهم في تطوّر شخصيته وتواصله الاجتماعي، والحادقات، أي حادقات متخصصات في الحضانة ومطّلعات على كل ما هو متعلق بالطفل، وكيفية التعامل مع الطفل من الناحية النفسية، فمن الضروري أن يكون محاطًا بأشخاص لطيفين ودودين يحبون الأطفال.

كيف يمكن الحضانة أن تساهم في إعداد الطفل للمدرسة؟
يمكن دار الحضانة الجيدة أن تُحدث فارقًا كبيرًا في حياة الطفل. فالكثير من الدراسات المهتمة بالإنجاز الدراسي تشير إلى أن الحضانة يمكن أن تمثّل بداية وانطلاقة قوية لحياة الطفل الدراسية حيث تساهم في شكل كبير في اكتسابه المهارات الاجتماعية والوجدانية الضرورية والأساسية للاستعداد للمدرسة، وهذه المهارات هي:

  • القدرة على اتباع التعليمات.
  • القدرة على تركيز الانتباه.
  • القدرة على انتظار الدور.
  • القدرة على ضبط النفس.
  • القدرة على حل المشكلات من خلال الحديث بدلاً من استعمال العنف.
  • القدرة على العمل المستقل.
  • القدرة على العمل ضمن جماعة.
  • القدرة على تكوين أصدقاء.
  • مهارات التواصل مع غيره من الأطفال.
  • مهارات التواصل مع الراشدين.

أمّا تنمية هذه المهارات فتكون من خلال توفير توازن بين  نشاطات الطفل مثل الوقت الحر، والوقت الذي يعمل فيه ضمن مجموعات صغيرة، مع إتاحة فرصة للعب والعمل في مجموعات كبيرة، على أن يكون هذا الوقت قصيرًا وفيه الكثير من الحيوية والتجدّد. فالأطفال يتعلمون المهارات الاجتماعية والوجدانية خلال فضّ النزاعات التي تظهر بينهم أثناء اللعب أو العمل معاً. وتحدث هذه الأمور تحت رعاية أشخاص يساعدونهم على قوننتها، وبالتالي يتعلمون المهارات الأساسية التي تساعدهم على النجاح، ليس في المدرسة فحسب وإنما في الحياة أيضًا.

 

ما هي النصائح التي تسدينها إلى الأهل الذين يرسلون طفلهم للمرة الأولى إلى الحضانة؟


الدخول إلى الحضانة هو الانفصال الأول الذي لا يكون التكيف معه سهلاً، ولكن الطفل سرعان ما يعتاد عليه، وعلى الوالدين اللذين يبالغان في الاهتمام بطفلهما أن يعتادا الأمر، فمن الصحي أن يتعلم الطفل كيف يتدبر أموره من دونهما ويطور علاقاته مع الآخرين. فضلاً عن أن الحضانة تجربة مهمة جدًا لدخول الطفل إلى المدرسة في المستقبل. وهذه هي النصائح التي أسديها إلى الأهل:

  • التحضير لدخول الحضانة واستباق الانفصال: الدخول إلى الحضانة بالنسبة إلى الطفل يعني تمضية النهار من دون والديه. وهذه مرحلة صعبة يمكن الوالدين استباقها بأن يعهدا إلى الجدة أو الخالة أو إحدى الصديقات الاهتمام به في الفترة السابقة لإرساله إلى الحضانة. وهكذا يعتاد الطفل على وجود أشخاص آخرين غير الوالدين يهتمون به، مما يسهّل لحظات الانفصال. وإذا كانت العائلة قد عادت إلى المنزل بعد تمضية إجازة خارج المدينة، على الوالدين أن يمنحا الطفل الوقت الكافي ليعود ويتآلف مع المنزل. فهو في حاجة إلى أن يجد نقاط المرجع، قبل أن يجد نفسه في مواجهة محيط جديد عند دخوله إلى الحضانة.
  • طمأنة الطفل: قبل الدخول إلى الحضانة بأيام، على الوالدين أن يشرحا لطفلهما أنهما يذهبان إلى عملهما خلال النهار، وأنه خلال هذا الوقت سوف يكون في الحضانة، حيث يوجد أشخاص يهتمون به ويلتقي أقرانًا له. حتى ولو كان لا يزال صغيرًا على فهم ما يعنيه والداه، فإن الطفل يكون حساسًا حيال الرسالة التي يوصلانها إليه. لذا عليهما أن يتحدثا إليه بنبرة صوت تشعره بالأمان كي يفهم أن كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة إليه وإلى والديه.
  • إيجاد الوقت للحوار: لكي يتكيّف الطفل مع دخوله إلى مكان جديد ويتآلف مع أشخاص جدد بشكل ناجح، على الوالدين أن يدخلا في حوار بنّاء مع المسؤولة عن الحضانة. وتكون فرصة لهما ليطمئن قلبهما إذا كان لديهما أية تساؤلات. مثلاً ماذا يفعل الطفل خلال النهار؟ من سيهتم به؟ كيف تتصرف عندما يبكي الطفل... وإخبارهما عما يفضله طفلهما وعاداته. فبناء الثقة بين الأهل والمسؤولين عن الحضانة ضروري كي لا يشعروا بالقلق خلال النهار.
  • مرافقة الطفل خلال الأيام الأولى لدخوله الحضانة: قد يستغرق اندماج الطفل مع الحضانة أسبوعين. وفي بعض الحضانات من الممكن أن يُسمح لأحد الوالدين بأن يرافق الطفل خلال النهار ومشاركته في لحظات خاصة ومميزة كاللعب أو الغداء أو القيلولة... وتتقلص ساعات البقاء مع الطفل يومًا بعد يوم إلى أن يعتاد تدريجًا على المحيط الجديد.
  • عدم إحصاء وقت الوداع: على الأم ألا تستعجل في وداع طفلها أثناء تركه في عهدة الحادقة، بل عليها حضنه والقول له إلى اللقاء وتحديد ساعة عودتها إلى الحضانة لأخذه. حتى وإن لم يكن يفهم جيدًا ما تعنيه، فهو حساس جدًا لما تشعر به. لذا على الأم أو الأب منح لحظة الوداع الوقت الكافي كي لا يشعر الطفل بأن والدته مستعجلة، بل عليها أن تطمئنه بنبرة صوتها، ولكن في الوقت نفسه عليها ألا تبالغ في إطالة لحظات الوداع هذه.
  • الدقة في المواعيد: على الأب أو الأم العودة في الوقت المحدد إلى الحضانة لأخذ الطفل، فهذا يُعد أمرًا مهمًا بالنسبة إلى الطفل، مما يعزّز ثقته بوالدته أو والده، ويسهّل لحظات الوداع الصباحية.
  • الاستعداد النفسي للمحيط الذي يتطور فيه الطفل: رغم أن الحضانة غالبًا ما تكون مراقبة، فقد يواجه الطفل صعابًا كثيرة، مثلاً قد يتشاجر مع أحد أترابه على لعبة. وفي المقابل،  على الأهل ألا يخشوا من هذا النوع من المشكلات الطفولية، والنظر إلى الأمور بشكل إيجابي، فهذا الانفصال مفيد للطفل لأنه يتعلم أسلوب العيش في المجتمع وبناء صداقات خارج الإطار العائلي.

 

  هل يمكن الاستغناء عن الحضانة، أي المرحلة التي تعدّ الطفل للذهاب إلى المدرسة؟
لا يمكن ذلك لأسباب عدة، أهمها الناحية الاجتماعية لجهة تطوير مهارات التواصل لدى الطفل. وفي الوقت نفسه فإن روتين الحضانة يشبه إلى هذا الحد أو ذاك الروتين المدرسي، لناحية قوانين الصف، والعمل الجماعي. لذا يجدر بالأهل إرسال ابنهم إلى الحضانة قبل سنة من موعد دخوله إلى المدرسة، سواء  كانت الأم موظفة أم لا.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة