بالصوت - استمعوا الى صوت الفضاء الخارجي... لن تصدقوا ما ستكتشفون!

فضاء,صوت الفضاء,الفضاء الخارجي

25 نوفمبر 2016

تعلم الغالبية منا أن هناك أصواتاً على الكواكب والأقمار في نظام المجموعة الشمسية، وهي الأماكن التي يوجد بها بيئة تسمح بانتقال الأصوات، مثل الجو أو المحيط، ولكن ماذا عن الفضاء الخالي؟

قد يكون قد نمى إلى علمك بصفة قاطعة أن الفضاء الخارجي يسوده الصمت، وقد تكون قد وصلتك تلك المعلومة من مدرسك أو من خلال العبارة الشهيرة في سياق الحملة الترويجية لفيلم الخيال العلمي والفضاء الشهير "فضائي أوAlien " التي تقول: "في الفضاء الخارجي لن يسمع أحد صراخك".

الشرح الشائع لهذا أن الفضاء الخارجي، بحسب تقرير نشره موقع صحيفة "ديلي ميل البريطانية"، عبارة عن فراغ ينعدم فيه وجود الوسائط التي يسافر خلالها الصوت.

ولكن هذا القول ليس صحيحاً في مجمله، وذلك لأن الفضاء الخارجي لا يكون خاوياً بشكل تام – إذ توجد به جسيمات دقيقة وموجات صوتية تطفو حوله. وفي حقيقة الأمر، فإن الموجات الصوتية في الفضاء الخارجي حول الأرض تعتبر في غاية الأهمية لوجودنا التكنولوجي المتواصل، وهي تبدو أيضاً غريبة للغاية!

فبشكل أساسي تتكون الموجات الصوتية من ذبذبات في الضغط تنتقل خلال البيئة التي تتواجد فيها. وفي معظم الحالات، تكون عبارة عن سلسلة من الانضغاطات، حيث الجزيئات أقرب إلى بعضها، في حين تتباعد الفصائل النقية منها، والتي تسببها الجزيئات نفسها عبر حركتها الذاتية ذهاباً واياباً.

الفضاء ليس خالياً تماماً

وتوجد هنا حول الأرض كمية كبيرة من الهواء، يحتوي السنتيمتر المربع منها على 300,000,000,000,000,000,000 من الجسيمات الدقيقة. وعلى النقيض من ذلك، فإنك سوف تجد في الفضاء الخارجي بين الكواكب ما يبلغ في المتوسط مجرد 5 بروتونات (التي تكوّن النواة الذرية مع النيترون) بنفس الحجم، الأمر الذي يجعله قد يبدو خاليا بالمقارنة.. ولكنه ليس كذلك تماماً.

ولاحظ كيف أقول بروتونات، وذلك لأن الفضاء الخارجي (مثله مثل 99.9 % من مجمل الكون) ليس مملوءاً بالغاز ولكن بالبلازما، وهي حالة مختلفة من المادة مصنوعة من جسيمات مشحونة.

وتلك الجسيمات المشحونة تعني أن البلازما قد يكون لها بعض خواص مختلفة، منها على سبيل المثال أنها تولد وتتأثر بالمجالات الكهربية والمغناطيسية.

وتلك الأنواع من التفاعلات يمكن أن تنتج معادل البلازما من الموجات الصوتية: الموجات الصوت–مغناطيسية، وهي أيضاً موجات ضغط ولكن بمغناطيسية مضافة.

ولكننا لا نستطيع أن نسمع تلك الموجات الصوت-مغناطيسية في الفضاء الخارجي.

وتلك الأنواع من التفاعلات يمكن أن تنتج معادل البلازما من الموجات الصوتية: الموجات الصوت–مغناطيسية. ولكننا لا نستطيع أن نسمع تلك الموجات الصوت-مغناطيسية في الفضاء الخارجي. وذلك لأن تنوعات الضغط تكون صغيرة عند مستوى ضغط صوت يبلغ سالب 100 ديسيبل (لأن سقف السمع البشري يبلغ حوالي + 60 ديسيبل)، يعني أنك لكي تسمع تلك الأصوات فأنت قد تحتاج في الحقيقة لطبلة أذن تقارن من حيث ضخامتها بحجم الكرة الأرضية. كما أن تلك الموجات المتناهية الانخفاض تعد منخفضة بدرجة نعجز عن سماعها.

لذا إذا كنا لا نستطيع سماعها فلماذا نشغل بالنا بها؟

الاجابة عن هذا السؤال هي أن الغلاف الجوي المحيط بالأرض "الماغنتوسفير"، وهو الفقاعة المغناطيسية التي نعيش فيها، والتي تتولى حمايتنا ضد مختلف أشكال مخاطر الإشعاع، وتلك الموجات الصوت-مغناطيسية تستطيع نقل الطاقة حولنا.
فعلى سبيل المثال، هذه الموجات يمكن أن تتعاطى مع الأحزمة المشعة والدوائر الإشعاعية المحيطة بكوكب الأرض، مما يؤدي إلى خلق "إلكترونات قاتلة" بطاقات قصوى، مما قد يسفر عن تدمير الأقمار الصناعية ما لم نتوخ الحرص.

وهذا يفسر السبب وراء إعداد تلك الدراسة حول هذه الموجات، حيث إنه إذا أمكن التنبؤ بمتى وأين ولماذا تحدث هذه الموجات في الفضاء المحيط بالكرة الأرضية؟ فإننا يمكن أن نتوقع متى يمكن أن تكون أقمارنا الصناعية عرضة لمواجهة متاعب وبالتالي نحولها إلى الوضعية الآمنة.

ومن أحد الوسائل المتبعة في الاستماع لهذه الأصوات هو استخدام الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض بغرض رصد أحوال الطقس، جنباً إلى جنب مع كل الأدوات المستخدمة في التوقعات الجوية، حيث إنها مزودة بميكروفونات مغناطيسية تستطيع التقاط تلك الموجات.

وتعد المشكلة الرئيسية التي تواجه العلماء هي كيفية التمييز بين الأنماط المختلفة للأصوات الموجودة بالفضاء. ولحسن الحظ، فقد ثبت أن النظام السمعي البشري هو الأفضل في مجال فرز تلك الأصوات، حيث وصفه البعض بأنه البرنامج الأفضل، المعروف لدينا حتى الآن، لفرز هذه الأنواع من الأصوات.

 نقلاًَ عن "العربية.نت"