الأديبة الشابة نجاة علي بعد عودتها من شيكاغو: الاحتكاك بثقافة أخرى يُكسب الكاتب خبرات جديدة

الأديبة,نجاة علي,بعد عودتها,من شيكاغو,الاحتكاك,بثقافة,أخرى,يكسب,الكاتب,خبرات جديدة

طارق الطاهر - (القاهرة) 03 ديسمبر 2016

من أميركا عادت الأديبة المصرية الشابة نجاة علي، بعدما أقامت هناك لمدة شهرين في منحة ثقافية، شاركت فيها في ورش عمل جماعية وقراءات مع عدد من الكتاب الأميركيين والأوروبيين. نجاة شاعرة وباحثة، حصلت على الدكتوراه عن دراستها «الراوي في روايات نجيب محفوظ»، وسبق أن صدرت لها ثلاثة دواوين، هي: «كائن خرافي غايته الثرثرة»، «حائط مشقوق»، و«مثل شفرة سكين»، كما صدرت لها دراسة بعنوان «المفارقة في قصص يوسف إدريس القصيرة». التقيت نجاة علي، فدار بيننا هذا الحوار عن سفرها الى أميركا، ومشوارها الإبداعي، والجديد الذي ستقدمه...


- ما طبيعة البرنامج الأدبي الذي التحقت به في أميركا؟
تلقيت دعوة من مؤسسة «راجدال» الأميركية في مدينة شيكاغو لمدة شهرين لبرنامج إقامة أدبية، إلى جانب المشاركة في ورش عمل إبداعية وقراءات مع عدد من الكتّاب والفنانين الأميركيين والأوروبيين، وبعض طلاب الجامعات. كما خصص البرنامج لقاء خاصاً لكل كاتب ليحكي عن تجربته مع الكتابة ويجيب عن أسئلة الجمهور التي يوجهها إليه. وتتمثل أهمية هذا البرنامج في أنه يتيح للكاتب بشكل عام وقتاً للقراءة والتأمل في مكان هادئ وجميل، حيث مكان الإقامة «راجدال» عبارة عن ثلاثة مبانٍ كبيرة، مصممة بطريقة فنية، تبدو كأنها تحفة فنية تحيطها المناظر الخلابة من كل جانب. فكل كاتب أو فنان منا له استديو خاص به، يستطيع فيه الاختلاء بنفسه والتفرغ لمشروع كتابي يريد الانتهاء منه في وقت محدد. إلى جانب هذا، تبرز أهمية الاحتكاك بثقافة أخرى، إذ تُكسب الكاتب خبرات جديدة وتكسر الصورة النمطية التي تهيمن على كثير من تصوراتنا عن الآخر. هذا بالإضافة إلى أن اللقاءات مع الأدباء في الغرب بشكل عام تعطي فرصة كبيرة للكاتب كي يروج لثقافته ويصحح الصورة النمطية عن كتابات الأدباء والشعراء العرب، خصوصاً الأجيال الجديدة.

- هل التقيت أدباء وشعراء من جنسيات مختلفة أثناء هذه المنحة؟
التقيت أثناء إقامتي في «راجدال» مجموعة من الكتّاب والفنانين من جنسيات مختلفة، تجاوز عددهم العشرين كاتباً وفناناً، وإن كان أغلبهم من الأميركيين، هذا إلى جانب عدد من الموسيقيين الشباب الذين شاركونا في الإقامة، وقد جاؤوا من مدينتي نيويورك وشيكاغو، وأحيا بعضهم عدداً من الحفلات الموسيقية في إحدى قاعات الإقامة الكبرى، التي تملكها مؤسسة «راجدال».

- أثناء إقامتك في قصر «راجدال»، كتبت قصيدة مشتركة مع الشاعرة الأميركية هيذر توماس، هل كتابة قصيدة مشتركة تعد تجربة ناجحة؟
أعتبرها من التجارب المهمة التي منحتني خبرة جديدة في علاقتي بالكتابة. فأتذكر أنه حين عرضتْ عليَّ الشاعرة هيذر توماس، التي التقيتها في مصر العام الماضي، أن نكتب قصيدة مشتركة، تعاملت مع الأمر على أنه مجرد دعابة، لكنني وجدتها تتحدث بجدية وتحاول إقناعي بمشروعها الذي كنت أعتبره شبه مستحيل، خصوصاً أنني أنظر إلى كتابة القصيدة باعتبارها حالة شعورية خاصة تعبر عن صاحبها في الأساس، بالإضافة إلى اختلاف اللغة والثقافة وطريقة نظر كل منا الى العالم، لذا اقترحت على الشاعرة الأميركية أن تكون القصيدة حوارية تدور في إطار عدد من الأفكار والرؤى المشتركة، وتأتي على هيئة مقاطع يعبر كل منا من خلالها. وقد أستفدت كثيراً من النقاشات الطويلة التي دارت بيننا، خصوصاً في ما يتعلق باختلاف مدلول بعض المفردات، أو الرموز بين اللغتين العربية والإنكليزية، كما عملنا معاً على بلورة تصور مشترك أثناء 

الكتابة، وأعدنا ترتيب القصيدة وكتابتها مرات عدة، وتولّت الشاعرة هيذر توماس الصياغة النهائية للقصيدة... وقد نشرتها جريدة «مزنة» في أحد أعدادها، وهي جريدة فصلية تُعنى بنشر الأدب العربي- الأميركي، وتكون مهمتها الأولى تعزيز روابط الثقافة العربية- الأميركية، وتوفير منبر للتعبير عنها.

- ما الكتب التي تستعدين لإصدارها؟
لدي ثلاثة كتب جاهزة للنشر، الكتاب الأول: «الراوي في روايات نجيب محفوظ»، وهو في الأصل كان أطروحة نلت عنها درجة الدكتوراه من الجامعة المصرية، لكنني قمت بإعادة كتابتها وتحريرها مرة أخرى بأسلوب جديد جعلها تختلف كثيراً عن الأطروحة الأصلية، ويتناول الكتاب أشكال الراوي الرئيسة في روايات الكاتب العالمي نجيب محفوظ، وقد اتخذت النماذج الرئيسة من روايات «زقاق المدق»، «أولاد حارتنا»، «المرايا»، «ميرامار»، موضوعات لهذه الدراسة. أما الكتاب الثاني فبعنوان «الطريق إلى التحرير»، وهو عبارة عن مجموعة من اليوميات كتبتها أثناء مشاركتي في ثورة 25 يناير المصرية، والكتاب بشكل عام يمزج بين الوثائقية والسيرة الذاتية، ويتوقف عند مرحلة وصول محمد مرسي الى سدّة الرئاسة، وقد ترجمت الكاتبة الأميركية غريتشن ماكولا عدداً كبيراً من هذه اليوميات إلى اللغة الإنكليزية، ونُشر جزء منها ضمن كتاب صدر على هامش فعاليات أُقيمت في مدينة أوكلانا في ولاية كاليفورنيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2011، يطرح رؤية عدد من الكتاب والفنانين الأميركيين لحركة «احتلوا وول استريت»، التي استلهمت روح الثورة المصرية ورفع العلم المصري فيها مع العلم الأميركي في عدد كبير من تظاهراتها، وقد قدمت لهذه النصوص الفيلسوفة الأميركية المعروفة جوديث بتلر، أستاذة كرسي ماكسين إليوت في دائرتي البلاغة والأدب المقارن في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، كما نشرت مجلة «بروكلين رايل» الصادرة في مدينة نيويورك، جزءاً آخر من هذه اليوميات، هذا بالإضافة إلى بعض المواقع الإيطالية، مثل «يالا إيطاليا»، التي نشرت أجزاء متفرقة مترجمة من هذا الكتاب، في حين أن كتابي الثالث هو ديوان جديد لي لم أختر له عنواناً بعد.

- ديوانك الشعري الجديد، ما ملامح قصائده؟
يمكن القول إنه تجربة جديدة مختلفة عن كتاباتي الشعرية السابقة، حيث كتبت قصائده خلال أربع سنوات، ما بين القاهرة وسان فرانسيسكو وسياتل وشيكاغو، وقد حاولت فيه الانفلات قدر الإمكان من عوالم الدواوين الثلاثة السابقة، وتطوير بعض تقنيات الكتابة الشعرية لديَّ.