إلى "أحضان الحبيب الأول"

فاديا فهد,أقلام لها,الحبيب الأول

فاديا فهد 14 ديسمبر 2016

أعود. إلى بيتي الأجمل، أعود. إلى الدار، دار «الحياة»، التي ترعرعتُ فيها وكبرتُ في ربوعها صحافية وشاعرة وكاتبة بمسؤوليات عدّة. دار سقفها قمر... أبوابها عالية لا تنحني، وشبابيكها توّاقة إلى الأفق الأبعد، إلى حيث تُقرع للغد أجراس ذهبية. أعودُ لأجمع ما بقي من أحلام مزهرة وطموحات مثمرة ضمّنتُها تربتها الخصبة، وأملأ سلال المرحلة تحدّياتٍ جديدة شيّقة.
أنا و«لها»، قصّة حبّ وُلدت من قبل أن تُبصر المجلّة النور حبراً على ورق. حبّ جامح انطلقت شرارته مذ كانت «لها» فكرة أولى تراود القيّمين على الدار. يومها كان التحدّي كبيراً بمحاكاة المرأة العربية بلغة تشبهها، وحديث ترغب به، في قالب أنيق متألّق. العدد الأول، الصرخة الأولى. «لها»، طفلة الدار المدلّلة، أبصرت النور بعد نحو سنة من التحضيرات. مقالات مكتوبة بحرفية دقيقة، وموضوعية لا غبار عليها. صور فنّية عالية الجودة. مواكبات من عواصم الموضة والجمال الأهمّ في العالم. تحقيقات تصيب في الصميم. مقابلات مع الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالمين العربي والغربي. أخبار، وأسفار، وديكورات واكتشافات طبّية، ونصائح تربوية، ووصفات طعام سهلة التحضير، وملاحق متخصّصة. كلّ ما يخطر في بال امرأة عربية شابّة ومتابعة ومثقّفة ومتعدّدة الأسفار، إجتمع بين يديها في مجلّة أنثوية عصرية شاملة. لقد كانت لـ«لها» منذ الصدور الأول، مكانتها الخاصّة في قلوب قارئاتها وقارئيها، كما في قلوب العاملات والعاملين فيها. مكانة تعزّزت عدداً بعد عدد، على مرّ السنوات الست عشرة. وفي هذا الوقت، عرفت «لها»، جوهرة الجواهر (شعار لها Logo على شكل ماسة)، كيف تتجدّد وتتطوّر وتتلوّن وتتجمّل وتتأنّق، لتبهرنا دائماً، كما في اليوم الأول، وتحاصرنا ورقياً والكترونياً، فلا نستطيع خيانتها مع أيّ مجلة أخرى أو موقع منافس. كأني بها «الحبيب الأول» يسكننا أبداً، أينما ذهبنا، وأيّاً أحببنا.
إلى بيتي الأجمل، أعود. عودة يغمرها الحنين، وتزيد حماستها وتشويقها، المشاريع التطويرية المرسومة لها. فما أحلاه من رجوع!


نسائم

ثمّة ورود تستلهم الندى،
حبّة حبّة، ولا ترتوي.
تنحني لعطشها، كأنها تتهاوى،
ولا تهوي.
ثمّة ورود حمراء كثيرة
في سرّ حديقتي،
لم تذبل بعد،
تنتظر قطافاً حنوناً، ذات فجر.