المرأة في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب

المرأة,في معرض بيروت,العربي,الدولي,للكتاب

«لها» - (بيروت) 17 ديسمبر 2016

يشهد معرض بيروت العربي الدولي للكتاب لهذا العام ازدهاراً في الإنتاج الأدبي والفكري، لا يختلفُ كثيراً عمَّا شهدناه في الأعوام السابقة. وها هي ظاهرة تواقيع الكتب تكتسح المعرض كما جَرَتْ العادة منذ سنوات. ومن إيجابيات هذه الظاهرة أنها تشجِّع الناشرين على النشر، فالمردود المادي الذي يوفّرهُ ضيوف التواقيع من أصدقاء الكُتَّاب ومُريديهم، يسدّ جانباً مُهمّاً من تكاليف إنتاج الكتب، ولولا ذلك لما أقدم كثيرٌ من الناشرين على طباعة الكتب كل عام بهذه الغزارة. ومن سلبيات ظاهرة التواقيع أن عدداً من الناشرين باتوا لا يهتمُّون بنوعية الكتاب، ومقدرته على الرواج بقوَّته الذاتية، وإنما بمقدار ما يمكن أن يحشد حوله من قادمين إلى حفلة توقيع هذا الكتاب.

ولأنه من النادر جداً أن يعبُر المعرض كتاب لبناني من دون حفلة توقيع، فإنَّ المتأمِّل في قائمة التوقيعات يمكن أن يكوِّن فكرة صحيحة تقريباً عن النشاط الكتابي في لبنان.

حضور المرأة
وما يهمّنا في معرض بيروت العربي الدولي لهذا العام، أن نرصد مدى مشاركة المرأة في هذا المعرض لجهة الإنتاج الأدبي والفكري، ولجهة طبيعة هذا الإنتاج، كما يهمّنا أيضاً أن نرصد مدى مشاركتها في الندوات الكثيرة التي تُقام على هامش المعرض.
وفي استطلاع سريع لمُجمل الكتب التي تمّ توقيعها، لاحظنا أنه من بين ما يزيد على مئتي وخمسين توقيعاً خلال أيام المعرض، فإن هناك ما يقارب السبعين توقيعاً لكتب من تأليف كاتبات معروفات أو مخضرمات أو جديدات.
ويتوزَّع الإنتاج النسائي على الشعر والرواية في الدرجة الأولى، ويلي ذلك النتاج الأدبي والثقافي الموجَّه الى الطفل. ويلاحظ أن الكتب الفكرية والعلمية وكتب النقد وغيرها قليلة بشكل ملحوظ بالقياس إلى الكتب الأدبية.
ولا نستطيع الحكم على جودة هذه الكتب وأهميتها الأدبية والفكرية، لأنها لم تصل بعد إلى أيدي النقّاد. ولا يمكن اعتماد إقبال الجمهور على تواقيع الكتب مقياساً لقيمة هذه الكتب. فقد يغلب نشاط الكاتبة الاجتماعي، ومقدرتها على التواصل مع الناس، على قيمة كتابتها الإبداعية. وبهذه المناسبة يمكن القول إن الكتب الأكثر مبيعاً في المعرض ليست بالضرورة أفضل من تلك الأقل مبيعاً.

الندوات
تمثّلت النشاطات التي أقيمت على هامش المعرض في عدد كبير من الندوات والأماسي الشعرية والأدبية والفنية، وقراءة النصوص، والحفلات التكريمية. وكان للمرأة دور كبير في هذه النشاطات التي بلغت أكثر من سبعين نشاطاً، شاركت السيدات في أكثر من ثلاثين منها توزَّعت على المساهمة في ندوة، أو في إدارة ندوة، أو كان أحد أعمالها موضوعاً لندوة. ومشاركة المرأة بهذه القوَّة في المعرض تعكس حضورها القوي في واقع لبنان الثقافي والأدبي والفني الذي يتعزَّز ويتّسع يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام.