عادل إمام: صحتي جيدة ولن أتوقف عن التمثيل حتى آخر لحظة في عمري

عادل إمام,التمثيل,العمل الإرهابي,الكنيسة البطرسية,مصر,الفنان الكبير,الزعيم,دلالة,الوسام الوطني,مسلسل,المسلسل,عفاريت عدلي علام,الشائعات,الرئيس العربي

مؤمن سعد (القاهرة) 31 ديسمبر 2016

هو صاحب مشوار فني طويل ونجومية لم تهزّها الأيام، ولم يقترب منها أحد رغم أجيال النجوم التي توالت بعده، حتى أن كثيرين يحارون في سر الزعيم وحفاظه على نجوميته الضخمة طوال هذه السنين... هذا السر الذي لخصه لنا عادل إمام في كلمة واحدة، هي «الصدق» في ما تقدمه للناس.
الزعيم يتحدث إلينا عن صحته التي طاولتها الشائعات أخيراً، وحكايته مع العفاريت في رمضان، ورأيه في ابنه محمد، والخبر الذي أحزنه وصدمه، وكلمات الرئيس العربي الذي أسعدته، وأحفاده الذين أصبح يفضل تمضية إجازاته معهم.


- في البداية نريد أن نطمئن على صحتك، خاصة بعد الشائعات الأخيرة التي طاولتها؟
الحمد لله، حالتي الصحية جيدة، وأستعد لعملي الدرامي الجديد الذي يحمل عنوان «عفاريت عدلي علام»، والذي من المفترض أن يُعرض في شهر رمضان المقبل على قناة mbc مصر، وجمهوري وفني هما اللذان يعطياني الطاقة ويدفعاني لمواصلة المشوار.

- هل تحرص على الظهور في كل عام بمسلسل جديد؟
مسلسلي الجديد هو السادس لي على التوالي، والدراما تسمح لي بالوصول إلى كل شرائح الجمهور، سواء في مصر أو الوطن العربي، فالشاشة الصغيرة تدخل كل بيت، ويشاهدها كل أفراد العائلة، سواء كانوا شباباً أو أطفالاً أو كباراً في السن، والظهور في الدراما التلفزيونية كل عام ليس هدفاً، لأن ما يهمني في النهاية أن أجد كل عام عملاً فنياً مميزاً يجذبني إلى تقديمه، وهذا ما أبحث عنه وأسعى اليه دائماً، والدراما لا تبعدني عن السينما كما يتوقع البعض، لكن إذا وجدت عملاً سينمائياً جيداً فسأقدمه على الفور، وعشقي للسينما يجعلني دائماً أنظر إليها، ولا يمكن أن أبتعد عنها بسبب انشغالي بأي شيء آخر.

- ما الذي جذبك الى مسلسل «عفاريت عدلي علام»؟
العمل من تأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام وإنتاج تامر مرسي، واعتدت ألا أخوض في تفاصيل أي عمل فني جديد، لكنه يدور في إطار كوميدي واجتماعي وفيه تشويق، كما يظهر من عنوانه أنه يتحدث عن شخص يدعى عدلي علام، وهو موظف عادي، لكن فجأة تنقلب حياته رأساً على عقب بسبب «عفريتة»، وجذبني في العمل أنه يناقش العديد من الموضوعات التي تشغل المواطن، ويختلف تماماً عن أي مسلسل قدمته من قبل، بالإضافة إلى السيناريو الرائع الذي كتبه صديقي يوسف معاطي، وأتمنى أن ينال المسلسل إعجاب الناس.

- كيف جاء اختيار عنوان المسلسل؟
المؤلف يوسف معاطي وضع هذا العنوان، ولاقى استحسان الجميع بمجرد أن عُرض علينا، وهو عنوان فيه تشويق كبير، واختياره جاء بناءً على قصة العمل، فهو الأقرب والأنسب إليها، ولدى سماعي الاسم ضحكت لإعجابي الشديد به، وعند الإعلان عنه وصلني العديد من ردود الفعل الإيجابية حوله، ووجدت أن الجميع متلهفون لمشاهدة المسلسل والتعرف إلى عدلي علام والعفاريت التي تظهر له.

- ما الذي كان يشغلك وأنت تختار المسلسل الجديد؟
أهتم دائماً بتقديم كل ما يُمتع الجمهور، مع البحث عن التنوع والاختلاف، وهذا ما وجدته في مشروعي الجديد، ولذلك استمر التعاون بيني وبين المؤلف يوسف معاطي، فبعيداً عن الصداقة القوية التي تجمعنا على المستوى الشخصي، إلا أنه قادر في كل عام أن يقدم لي عملاً فنياً يجذبني، وأجد بين جمهوري من يسألني عن سر التعاون الرباعي بيني وبين يوسف معاطي ورامي إمام وتامر مرسي، وبمنتهى الوضوح أجيب بأن لا أسرار في المسألة، وكل ما في الأمر أننا نحقق النجاح معاً، وقادرون على تقديم أعمال فنية مختلفة، فلا داعي للتغيير طالما أننا نستطيع إمتاع الجمهور.

- تشارك في العمل مجموعة من النجمات أمثال هالة صدقي وغادة عادل ومي عمر...
قاطعني قائلاً: سعيد بالتعاون مع كل فريق العمل المشارك في المسلسل، وجميعهم فنانون مميزون وأثق في قدراتهم الفنية، ودائماً أقول إن الاختيار يأتي وفق الدور، فالشخصية هي التي تنادي الممثل الذي يقدمها، كما أن وجود عدد من الفنانات والفنانين الشباب في المسلسل هو أمر طبيعي، وأحرص في أعمالي الفنية على ضم عدد من النجوم الشباب، لأن واجبي يقضي بإعطائهم الفرصة لتقديم موهبتهم للجمهور، أما بالنسبة الى هالة صدقي فهي من الفنانات اللواتي يمتلكن خبرة كبيرة.

- ما تعليقك على ما تردد حول حصولك على أجر خيالي نظير هذا المسلسل؟
مع كل عمل فني جديد، تُطلق الشائعات نفسها ويبدأ البعض في التنبؤ بالأرقام، لكن الأمور المادية لا تشغلني أبداً، وكل ما يهمني هو العمل الفني الذي يجذب الجمهور، وعشقي لعملي هو ما يجعلني أصر على التمثيل حتى آخر لحظة في عمري، فالفن بالنسبة إليّ هو الحياة.

- بعد تعاقد ابنك محمد إمام على بطولة مسلسل «لمعي القط» ردد البعض أن الابن ينافس والده في رمضان المقبل، كيف ترى ذلك؟
يضحك: «محمد ينافسني دا أنا أذبحه»، ويكمل: «أتمنى له التوفيق في عمله الجديد، خصوصاً أن محمد يمتلك موهبة فنية لم يُخرج إلا جزءاً منها في أعماله الفنية السابقة، وما زال لديه الكثير من الطاقات الكامنة، ولا أقول ذلك لأنه ابني، بل لأن موهبته تتحدث عن نفسها، واستطاع خلال السنوات الماضية أن يحقق النجاح في السينما، وأصبح له جمهور كبير من الشباب معجب بما يقدمه من أعمال كوميدية هادفة، وعموماً أتمنى التوفيق لجميع المشاركين في دراما رمضان من الفنانين والفنانات، لأن نجاح المسلسلات يعتبر نجاحاً للدراما المصرية بشكل عام، وهذا يسعدني كثيراً.

- حصلت أخيراً على الوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، كيف تصف هذا التكريم؟
لكل تكريم حصلت عليه في حياتي مكانة خاصة في قلبي، فكُرّمت من قبل في لبنان وحصلت على «وسام الأرز الوطني»، كما كُرّمت في المغرب ونلت «وسام الكفاءة الفكرية»، بالإضافة إلى العديد من التكريمات والجوائز من عدد من المهرجانات الدولية، وأي تكريم جديد يُشعرني بالسعادة، لأنه يذكّرني بمشواري الفني الذي بذلت فيه مجهوداً كبيراً كي أصنع تاريخاً مشرفاً وحافلاً بالأعمال الفنية، التي كانت سبباً في كسبي محبة الجمهور على مستوى الوطن العربي كله.
وأكثر ما يُدخل الفرح الى قلبي هو استقبال الجمهور لي في أي دولة عربية أسافر اليها، كما أسعدتني كلمات رئيس الجمهورية التونسي الباجي قائد السبسي أثناء لقائي به، إذ قال لي: «أنت تعرف كيف تخاطب الشعوب، وهذا الأصل، والإنسان إذا كان يطلب من المولى الموهبة التي يعطيها له، فهي ملكة الإقناع».

- أفهم من ذلك أن التكريم يحمل أكثر من دلالة بالنسبة اليك؟
التكريم شيء أعتز به وأفتخر، لأنه ناتج من نجاح، والنجاح لا يأتي إلا بمحبة الجمهور، فالفن شيء راقٍ وجميل جداً، وإذا كان الفن صادقاً وحقيقياً يمكن أن يصل إلى جميع الشعوب، ويعيش عصوراً متتالية من دون أن يفقد بريقه، والدليل على ذلك أننا ما زلنا نشاهد الى اليوم الأفلام السينمائية القديمة ونستمتع بها، رغم رحيل أصحابها عن دنيانا منذ سنوات طويلة، فالثقافة من أهم الأشياء التي تساهم في تطور الشعوب، والمثقف الحقيقي هو الذي يؤثر في مجتمعه، ويحاول أن يقدم له ما يفيده.

- ماذا يعني لك لقب «الزعيم»؟
أسعد بكل لقب أطلقه عليَّ الجمهور، وسعادتي لا تكون باللقب، وإنما بالجمهور الذي غمرني بمحبته وعشقه وأعطاني هذا اللقب أيضاً، وشخصياً أحب لقب «الفنان»، فهو الأقرب إلى قلبي، وأجد فيه القيمة التي يصعُب أن تكون في أي لقب، فكلمة فنان تُغني عن أي لقب آخر.

- بعيداً عن العمل، كيف تمضي أوقات فراغك؟
أمضي إجازتي وسط أسرتي وأحفادي، وأعيش أجمل اللحظات عندما أجتمع معهم، ولا أشياء محددة أو غريبة أفعلها في يومي، فأنا كأي إنسان عادي أستيقظ من نومي، أشاهد التلفزيون وأقرأ الصحف اليومية لمتابعة الحدث، كما أنني لا أهوى السفر خارج مصر، وعندما أشعر بأنني في حاجة إلى «تغيير جو»، أقصد الساحل الشمالي، حيث أستمتع كثيراً بنقاء الجو وفي الجلوس قُبالة البحر، كما لا أسافر إلا للضرورة القصوى، سواء لحضور مهرجان أو للمشاركة في مناسبة فنية، ويكون ذلك لأيام معدودة، أرغب على أثرها بالعودة إلى بلدي، حيث أشعر بالراحة النفسية وسط أهلي وناسي.

- كيف استقبلت خبر رحيل الفنان الكبير محمود عبدالعزيز؟
أُصبت بالصدمة وشعرت بالحزن الشديد، بعدما علمت بخبر وفاته، فبرحيل الساحر فقدنا فناناً عظيماً، قدم للفن المصري العديد من الأعمال الفنية المهمة والمؤثرة في تاريخ السينما، ولا يسعنا الآن إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة، وأن يُسكنه الله فسيح جنّاته، فهو فنان استطاع أن يمتّع الجمهور بأعماله المميزة والتي ستبقى خالدة في الذاكرة.

- وما تعليقك على العمل الإرهابي الذي تعرضت له أخيراً الكنيسة البطرسية في مصر؟
أريد أولاً أن أُعزّي أسر الضحايا، الذين وقعوا ضحية التفجير الإرهابي، ودائماً أؤكد أن الإرهاب لا دين له، وضرب الكنيسة مقصود ومتعمد، في محاولة من الإرهابيين لتهديد الوحدة الوطنية، لكنهم لا يعلمون أن الوحدة الوطنية من ثوابت المجتمع المصري، وأن أعمالهم الإرهابية الخسيسة لا يمكن أبداً أن تفرّق بين نسيج الوطن الواحد، بل على العكس فهي توطّد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، ولا بد من أن نعلم أن الإرهاب يشكل خطراً كبيراً على مجتمعنا، ولطالما حذّرت منه في أفلامي السابقة، وربما من أبرز الأفلام التي تناولت هذه القضية، فيلما «الإرهابي» و«الإرهاب والكباب»، ونتمنى جميعاً أن نتخلص من الإرهاب ونعيش في أمن وسلام واستقرار.

- مع عام جديد... ما هي أمنياتك؟
أتمنى أن ينعم بلدي بالأمن والاستقرار، وأن نقف الى جانب جيشنا في حربه على الإرهاب، حتى يعيش الشعب المصري حياة آمنة، وأنا متفائل بالمستقبل وواثق بأننا نسير في الطريق الصحيح.