المشهد في لبنان 2016: وفرة فضائح وابتذال من بطولة رولا يمّوت وريما ديب

رولا يموت,ميريام كلينك,ريما ديب,لبنان,لبنان 2016

30 ديسمبر 2016

تقترب السنة الحالية من نهايتها لتنهي معها في لبنان مرحلة فنية عاصفة بالأخبار والإشاعات والفضائح التي طاولت كثراً من فناني «الصف الأول» والصفوف الأخرى، وتبدأ سنة جديدة ستحمل معها حتماً أخباراً وإشاعات وفضائح تخص فنانين نعرفهم وفنانين جدداً. وعلى رغم كل ذلك، بقي هناك متنفس لمن يحب الموسيقى الجيدة يتمثّل في المهرجانات الصيفية التي أقيمت على امتداد لبنان، واستقبلت فنانين عالميين ومحليين أعادوا من حضرها إلى أيام جميلة خلت، وإن كانت متفاوتة المستويات.

خلال السنة الحالية، برزت في الساحة الفنية حسناوات يطمحن إلى الشهرة السريعة لتحقيق ثروات، وذلك عبر تسويق ملامحهن الجميلة. ومن هؤلاء، أخت هيفاء وهبي غير الشقيقة رولا يموت عارضة الأزياء التي سارت على خطى شقيقتها، لكن بطريقة مبتذلة عبر نشرها فيديو كليب تُظهر فيه أكثر مما تُخفي ويمتلئ بالإيحاءات، فبدت كأنها تؤدي دوراً في فيلم «للبالغين». وبين ليلة وضحاها، ظهرت امرأة شقراء عبر موقع «فايسبوك» اسمها ريما ديب فاجأت العالم العربي بفيديو تؤدي فيه أغنية «يا واد يا تقيل» للراحلة سعاد حسني مهدية إياه لروح الفنانة المصرية الكبيرة. إلا أن المفارقة كانت في طريقة تقديم كليب الذي لم تخل مشاهده من الإغراءات والحركات التي أصبحت «كلاسيكية» لدى اللواتي يطلقن على أنفسهن لقب «فنانات استعراض»، ناهيك بطريقة الغناء وصوت ديب المستفز الذي يجعل السامعين يريدون صمّ آذانهم.

 

واحتلت ميريام كلينك هذا العام الشاشات والصحف والمجلات وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورها في شكل واسع، نظراً إلى لبسها الفاضح وكلامها الجريء وتصرفاتها الاستفزازية. وأخيراً، نشرت صوراً لنفسها حاملة حشوات سيليكون طالبة من المعجبين على صفحتها في «إنستاغرام» اختيار الحشوة المناسبة لتستعملها في جراحة تجميلية، كما تشاركت معهم صوراً من عيادة طبيب التجميل وهو يحقن جبينـها ومحيط عينيها وشفتيها بالبوتوكس لتغطي التجاعيد التي سبـبتـها سنواتها الست والأربعون. وبالانتقال إلى المغنية مايا دياب، انتشر لها فيديو وهي تحيي حفلة في مكان «مشبوه» لا يــقصده إلا شبـــان ذوو ميول منحرفة، ما أثار موجة من الانتقادات التي جعلت دياب تشنّ هجوماً مضاداً عبر الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة...

الفن التجاري ليس موضوعاً جديداً بل هو «موضة» يطمح كثر إلى الانخراط فيها، خصوصاً النساء اللواتي يعتمدن على الجمال بغض النظر عن الموهبة والصوت، وهو موضوع طالما شغل الصحافة منذ سنوات كثيرة، فحتى خلال مرحلة العصر الذهبي أو زمن الفن الجميل خلال خمسينات القرن العشرين وستيناته، كان هناك دخلاء يشوّهون سمعة الفن العربي بأصواتهم التي لا تصلح للغناء. وقد شهد مطلع الألفية الثالثة موجة كبيرة من هذا النوع من الفن (بسبب تكاثر الفضائيات وانتشار الإنترنت)، ظهر خلالها فنانون وفنانات لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالفن، قدّموا أغنيات لم تترك أثراً طويلاً في نفوس المستمعين، منهم جاد شويري ونبيل عجرم ودانا الحلبي ونانا ومروى وماريا وميليسا.

 

الوجه الإيجابي

وإذا أردنا النظر إلى النصف الممتلئ من الكوب، نرى ارتفاعاً في عدد المهرجانات التي أقيمت في دول عربية، خصوصاً في لبنان الذي نظّم أكثر من 10 مهرجانات دولية أبرزها بعلبك وبيت الدين وجبيل والبترون وأعياد بيروت، وهي استقبلت على خشبات عروضها فنانين من كل المجالات والأنواع الموسيقية التي تراعي كل الأذواق. تضاف إليها مهرجانات في البلدات والقرى استضافت فنانين محليين من ذوي الشعبية.

وكان لافتاً هذا العام عودة مهرجانَي صيدا وطرابلس بعد توقف استمر سنوات لأسباب اقتصادية واجتماعية وأمنية، وبعد تحد ورفض من جهات إقامتهما لأسباب مشتركة بين الأصوات التي علت ترفض الرقص والغناء في المدينتين اللتين تجمعهما سمات كثيرة، منها التاريخ والحضارة والتراث في ميادين الصناعة والتجارة. فالمدينتان العريقتان على شاطئ المتوسط عرفتا قديماً ازدهاراً كبيراً ومرت بهما الأهوال والأحداث التي لم ترحمهما حتى أمس قريب، مخلّفة ندوباً ما زالت آثارها جلية في البشر والحجر.

وشهدت السنة الحالية أيضاً ظاهرة جديدة وهي «هجوم» فنانين على المعترك السياسي والمجاهرة بآرائهم السياسية علناً خلال المهرجانات التي شاركوا فيها والحفلات التي قدموها أمام الآلاف، من دون الخوف من أن تؤدي تلك «الاعترافات» إلى انخفاض شعبيتهم. قد يكون السبب وراء تلك الظاهرة الوضع السياسي الذي شهده لبنان في فترة معينة، خصوصاً في ما يتعلّق بانتخاب رئيس للجمهورية والاتفاقات والتحالفات «الغريبة» التي حصلت بين أطراف كانت «متنازعة». فذلك الجو الإيجابي، جعل الفنانين أكثر حرية في الإدلاء بدلائهم السياسية، وحتى تأليف أغنيات عن شخصيات سياسية مختلفة. وأدت تلك الظاهرة أيضاً إلى تساؤل الجمهور والصحافة عن حق الفنان في إبداء رأيه السياسي والانحياز إلى شخص من دون سواه، فقد اعتبر هؤلاء أن الفنان يجب أن يكون للجميع ويقدّم فنه في شكل متساوٍ.

وكان العام 2016 شاهداً على رحيل ثلاثة من أبرز الفنانين اللبنانيين، هم سمير يزبك وملحم بركات ومنى مرعشلي الذين قدموا أغنيات كثيرة نجح معظمها في الوصول إلى كل الفئات والطبقات لتميّزها لحناً وكلمات.

نقلاً عن الشقيقة "الحياة" - الكاتبة اليان حداد