يسرا: هذه التجربة قلبت حياتي رأساً على عقب

يسرا,الأمومة,على سلّم الخدامين,مسلسل «أهل العيب»,كريم عبدالعزيز,تامر حسني,مرض الإيدز,قانون الحضانة,تويتر,إلهام شاهين,هند صبري,كريم عبد العزيز

القاهرة - نيرمين زكي 21 يناير 2017

تؤكد أن نجاحاتها الأخيرة قد ألقت على عاتقها مسؤولية كبيرة، وأن دورها كسفيرة للنوايا الحسنة دفعها للاعتذار عن ثلاثة أعمال... النجمة الكبيرة يسرا تتحدث إلينا عن حربها على الإيدز، وتنازلها عن الأمومة بكامل إرادتها، ونصيحتها للفنانات الشابات، كما تكشف سبب عدم ظهور زوجها معها في المناسبات المختلفة، والتغريدات التي لا علاقة لها بها، وحلمها الشخصي للعام جديد.

- تخوضين سباق الدراما الرمضاني المقبل من خلال مسلسل «على سلّم الخدامين»، فما الذي حمّسك لهذه التجربة؟
 لا أريد الكشف حالياً عن أي تفاصيل، فكل من يعرفني يدرك أنني لا أحب التحدّث عن أي عمل فني أشارك فيه إلا بعد الانتهاء من تصويره واقتراب موعد عرضه، فقد اعتدت على هذا الأمر منذ سنوات، وكل ما يمكنني قوله إن مسلسل «على سلّم الخدامين» هو عمل يجمعني للعام الثاني على التوالي بالمخرج هاني خليفة، وأخوض من خلاله سباق الدراما الرمضاني المقبل، وأتمنى أن ينال إعجاب جمهوري العزيز، ويحقق نجاحاً يرضيني ويتفوق على ما حققته من خلال مشاركتي في مسلسل «فوق مستوى الشبهات»، والذي ألقى على عاتقي مسؤولية كبيرة بعد النجاح الضخم الذي حصده.

- ما سبب اعتذارك عن عدم المشاركة في بطولة مسلسل «أهل العيب»؟
 بكل تأكيد، كان يشرّفني العمل مع السيناريست المتألق تامر حبيب والمخرج هادي الباجوري، لكنني قررت الاعتذار عن هذا المسلسل، ليس لعدم رغبتي في تجسيد دور راقصة معتزلة كما نشرت بعض الصحف، بل لانشغالي بدوري كسفيرة للنوايا الحسنة للقضاء على مرض الإيدز، كما أن مواعيد تصوير المسلسل كانت متعارضة مع مواعيدي، خصوصاً أن لديَّ الكثير من الارتباطات، وكان من الصعب عليَّ التفرغ لهذا العمل، وأتمنى لفريق المسلسل التوفيق والنجاح.

- اعتذرت أيضاً عن عدم مشاركة كريم عبدالعزيز بطولة مسلسل «الزيبق»، فهل صحيح أن السبب هو تخوفك من تجسيد دور ضابطة في الموساد الإسرائيلي؟
 لا صحة لهذا الكلام، لأنني أتشرّف بالعمل مع كريم وغيره من النجوم، لكن كما أكدت فأنا مشغولة حالياً في منصبي الجديد كسفيرة للنوايا الحسنة، وتصوير المسلسل بدأ بالتزامن مع قيامي بواجبي، الذي يحتّم عليّ السفر الى أكثر من دولة لمحاربة مرض الإيدز والتوعية بمخاطره، ولذلك قررت الاعتذار عن المسلسل، وليس لتخوفي من تجسيد دور معين، كما يروّجون.

- هل اعتذارك عن عدم مشاركة تامر حسني في بطولة فيلم «تصبح على خير» كان أيضاً للسبب نفسه؟
 بالفعل، فرغم اشتياقي للعودة إلى السينما، اعتذرت من الشركة المنتجة لهذا الفيلم عن عدم المشاركة في بطولته، فقد أصبحت مؤمنة بأن عملي الإنساني لا يقل أهمية عن عملي الفني.

- لكن ألا تتفقين معي بأن دورك كسفيرة للنوايا الحسنة قد أثر سلباً في أدائك الفني؟
 بصراحة، لست نادمة على الاعتذار عن ثلاثة أعمال فنية، ففكرة تصوير عمل فني وانشغالي بأشياء أخرى في الوقت نفسه أمر صعب، فقد اعتدت قبل تصوير أي مسلسل أو فيلم أن أصفّي ذهني وأتعمق في الشخصية التي أجسدها، أما السبب الآخر لعدم ندمي على اتخاذ هذه القرارات فهو أنني حققت في الوقت نفسه نجاحات أخرى في عملي كسفيرة للنوايا الحسنة، فمرض الإيدز يتطلب مني هذه التنازلات، لأنه وباء خطير، وإذا انتشر في الوطن العربي ستكون عواقبه كارثية بكل المقاييس، لأننا لا نملك الوعي الكافي لمواجهته.

- ماذا تعلمت من هذه التجربة؟
 هذه التجربة قلبت حياتي رأساً على عقب، وجعلتني أشعر بأن دوري كإنسانة أهم بكثير من دوري كفنانة، وزادت خوفي على الوطن العربي وبلدي مصر، فهذا المرض كارثي، ولا بد من أن يكون لدى المواطنين وعي، وألا يخافوا من التحدّث عنه، فالبعض يريد دفن رأسه في الرمال، وهذا الأسلوب في التفكير من الممكن أن يدمّـر حياتنا، لذا فإن مرض الإيدز يحتاج الى حملة توعية كبيرة، وهذا لن يحدث بين ليلة وضحاها، بل يتطلب شهوراً.

- هل تقتصر مهمتك على التوعية فقط؟
 مهماتي كبيرة ولا تقتصر على ندوات التوعية بمخاطر هذا المرض، بحيث أشارك في اتفاقيات عالمية مع وزراء الصحة في عدد من الدول العربية، من أجل إطلاق حملة ضخمة للقضاء على هذا المرض، وأصبحت أسافر كل يومين إلى إحدى الدول لتنفيذ المهمات الموكلة إليّ.

- هل تعتقدين أن الفن نجح في المساهمة بمحاربة مرض الإيدز؟
 بصراحة لا، وأعتقد أن الفنانة هند صبري هي الوحيدة التي ناقشت هذه القضية بأسلوب جدّي من خلال فيلم «أسماء»، الذي قدمته منذ سنوات وحقق نجاحاً كبيراً، وجعلت شريحة كبيرة من الجمهور تعرف الكثير عن هذا المرض، الذي لا يمكن أن نتعامل معه بخجل أو خوف، لكن للأسف الأفلام السابقة التي تحدثت عن هذا المرض كانت تافهة وتعاملت معه باستهزاء.

- هل هذا يعني أننا نحتاج الى تقديم أفلام تُضاعف التوعية بهذا المرض؟
 لا أعتقد ذلك، فالتوعية من الممكن أن تحدث مباشرة من خلال الإعلام وعقد الندوات، فالسينما تلعب دوراً مهماً في مناقشة القضايا الفكرية التي تتعلق بالسلطة والإرهاب والمتاجرة بالدين، وهذا ما حدث خلال السنوات الماضية، حيث قدمنا العديد من الأعمال السينمائية التي ناقشت قضايا مهمة، لكن في ما يتعلق بالتوعية بالأمراض الخطيرة، أرى أن الحل الأسرع يكون من خلال التوعية المباشرة.

- عبّرت أخيراً عن رفضك لقانون الحضانة الجديد الذي يعطي الأولوية للأب في تربية أطفاله، فهل يمكن أن يتبنى الفن مثل هذه القضايا؟
 في البداية أريد أن أكشف شيئاً لا يعرفه أحد، وهو أنني لا أكتب على «تويتر» بنفسي، فهناك شخص أثق به أتركه يتعامل مع حسابي. أما بالنسبة الى قضية الحضانة، فأرى أن لكل أسرة ظروفها الخاصة، فهناك أبناء تكون راحتهم وسعادتهم مع والدتهم، ويجد آخرون راحتهم واستقرارهم مع والدهم، ولذلك لا بد من أن يتوافق قانون الحضانة مع ظروف كل أسرة، ولا يتقيد بشروط معينة حتى لا يتعرض أحد للظلم.

- لكن الجميع يعتقدون أنك تتواصلين معهم من خلال «تويتر»؟
 بصراحة، لا أستخدم «تويتر» إلا في الحالات النادرة، منها وفاة فنان، فتحدوني الرغبة في تعزية أسرته، لكنني أطلب من شخص قريب مني أن يكتب ما أريد، ولا أحب التعامل بنفسي مع هذا الموقع.

- وما سبب هذا الموقف؟
 السبب هو أنني أرفض أن تخترق حياتي مواقع التواصل الاجتماعي، أو أعطيها أكبر من حجمها وأكثر مما تستحق، فلا أشغل نفسي بها كثيراً، وأتعامل معها بشكل محدود ورسمي. أما السبب الرئيس الذي يجعلني أطلب من شخص مقرب مني أن يكتب برقيات التعزية أو التهنئة لأي شخص أعرفه، سواء من داخل الوسط الفني أو خارجه، فهو عدم رغبتي في الاطلاع على التعليقات السخيفة والتي يمكن أن تمنحني طاقة سلبية.

- الفنانة إلهام شاهين صرحت من قبل بأنها تنازلت عن الأمومة من أجل الفن، فما التنازلات التي قدمتها؟
 لا أنكر أنني قدمت تنازلات كثيرة، لكن ذلك حدث بموافقتي وإرادتي الكاملة ولم يُفرض عليَّ شيء، فقد تنازلت عن الأمومة وضحّيت بجزء كبير من حريتي من أجل فني، وفي الوقت نفسه لم أندم مع مرور السنين، لأن الفن يستحق مني التضحية، بعدما أعطاني أشياء كثيرة، منها السعادة ومحبة الجمهور، وهذا يكفيني.

- من هي الفنانة الشابة التي لفتتك في الفترة الأخيرة؟
 ما من اسم معين، فالجيل الحالي حافل بالمواهب المميزة، وكل فنان يستحق الفرصة التي نالها، وبدوري أتمنى التوفيق للجميع.

- لكن ما النصيحة التي يمكن أن تقدميها لهذا الجيل؟
 أقول له إن الفن ليس مجرد شهرة، والتمثيل لا يعني تحقيق ثروة مالية، فلا بد أن تكون عاشقاً للسينما والدراما حتى تتمكن من إثبات نفسك بقوة، وتحافظ على استمراريتك، وأتمنى من نجوم الجيل الجديد أن يلتزموا بمواعيد التصوير، لأن هذا الأمر من أسس النجاح، كما أنصحهم بعدم التسرع في تحقيق الشهرة، فما يحدث بسرعة، من الممكن أن يضيع بسهولة.

- بعد سنوات طويلة من العمل في الفن، هل تغيرت معايير اختيارك للأفلام أو المسلسلات التي تُعرض عليك؟
 لم يتغير شيء، وشروطي قبل الموافقة على أي عمل تتلخص بوجود منتج أثق فيه، ومخرج قدير يعرف كيف يستغل إمكانيات الفنانين المشاركين في بطولة عمله، أما المعيار الرئيس الذي يسبق هذه المعايير فهو السيناريو المناسب والدور المختلف.

- ما أجمل حدث وقع لك في عام 2016؟
 نجاحي في مسلسل «فوق مستوى الشبهات»، بالإضافة إلى التكريمات والجوائز الكثيرة التي حصلت عليها خلال هذا العام، فكل جائزة أو تكريم يجعلني أشعر بمدى محبة الجمهور لي، ويمدّني بطاقة إيجابية للاستمرار.

- وأسوأ حدث؟
 للأسف عام 2016 مليء بالأحداث المأسوية، منها العمل الإرهابي الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية، فهذا التفجير جعلني أبكي وسبّب لي حزناً كبيراً، كما شهد هذا العام رحيل كبار النجوم الذين عملت معهم، ومنهم محمود عبدالعزيز وأحمد راتب وزبيدة ثروت.

- ما هي أمنياتك للعام الجديد؟
 على المستوى الشخصي، أتمنى لنفسي راحة البال والشعور بالسلام الداخلي. أما بشكل عام فأتمنى أن ينتهي الإرهاب لتنعم الشعوب العربية بالأمن والاستقرار.

- ما سبب عدم ظهورك مع زوجك خالد سليم في المناسبات الفنية؟
 منذ أول يوم لزواجنا، أي منذ أكثر من عشرين عاماً، قرر كل واحد منا ألا يقوم بأي تصرف قد يسبب الضيق أو عدم الراحة للآخر، فزوجي لا يحب الظهور في المناسبات الفنية والمهرجانات، وهذا قراره وأنا أحترمه، فهو يترك لي مساحة من الحرية، وعليّ في المقابل أن أعامله بالمثل، وأعتقد أن هذا هو سر نجاح زواجنا.

- لكن هل هو متابع جيد لأعمالك؟
بالطبع، وأجمل ما فيه أنه لا يجاملني، ويكشف لي دائماً عن رأيه بأي عمل أقوم ببطولته، لكنه في الغالب يرى أنني أسير في الطريق الصحيح، ويحب تاريخي السينمائي ومناقشتي للكثير من القضايا الفكرية من خلال الأفلام التي شاركت في بطولتها.

- ما المكان المفضل لك؟
 كل من يعرفني يدرك مدى عشقي للسفر، لكن أكثر ما يُشعرني بالراحة والاطمئنان هو الجلوس قُبالة البحر وعدم التفكير في أي شيء.