الناشطة الإجتماعية مها أحمد فتيحي: اليوم الرياضي الأول للفتيات السعوديات إنجاز كبير

الناشطة,الاجتماعية,مها أحمد فتيحي,اليوم الرياضي,الأول,للفتيات,السعوديات,إنجاز كبير,مختلف الصعد,الاجتماعي,المهني,الثقافي,المرشدات,الحركة,الكشفية,المجال الرياضي,الانجازات,الحلم,التقدير,ميزانية الخير,المساهمة,المبادرة,التفاعل,صلب المجتمع,العطاء,النقاط,المشتركة,الرؤية الوطنية,دراسة,مادة التربية,الفكرية

آمنة بدر الدين الحلبي - (جدة) 22 يناير 2017

لطالما حلمت بتفعيل دور المرأة السعودية في المجتمع وفي مختلف الصعد، وسعت جاهدة ليكون لها دور فاعل ومكانة مرموقة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والمهني والثقافي والأدبي... رعت الفتيات السعوديات حين فُتح المجال أمامهن لتقود المرشدات في الحركة الكشفية التي حققت من خلالها نجاحاً باهراً وأطلقت برامج عدة ومهمة للفرد والمجتمع.
وتحقق الحلم بعد طول انتظار برعاية الأميرة ريما بنت بندر رئيسة الإدارة النسائية في الهيئة العامة للرياضة في اليوم الرياضي الأول للفتيات السعوديات حيث التقت مجلة «لها» السيدة مها أحمد فتيحي رئيسة المرشدات في المملكة العربية السعودية، والذي يُعتبر باكورة المجال الرياضي لفتيات المملكة ونبراساً لتحقيق الانجازات الكبيرة التي كانت تسعى اليها السيدة مها فتيحي.


- بعد طول انتظار تحقق الحلم... كيف تقرأ مها هذا الإنجاز الكبير؟
أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين في ميزانية الخير، أما الرؤية 2030م التي حملت في طيّاتها ثلاثة محاور أساسية: مجتمع حيوي، اقتصاد مزهر، وطن طموح، فتتطلب الكثير من المساهمة وأخذ المبادرة، والتفاعل المجتمعي والشعبي لكي نستطيع القيام بهذا الدور. وصلب المجتمع الحيوي هو الفتاة والمرأة، ومن الواجب إعدادهما إعداداً متوازناً مدروساً، ومنهجياً واثقاً، ومنضبطاً بضوابط الهوية الإسلامية المعتدلة لتحقيق مجتمع حيوي قادر على العطاء.

- أمِن هنا انطلق دور المرشدة في المملكة العربية السعودية؟
بالفعل، حين أطلقنا جمعية المرشدات في المملكة عام 2010 كانت الرؤية تقتضي بأن تكون الفتاة السعودية نموذجاً حياً وفاعلاً للعطاء الإنساني، وتتميز بحسن الخلق وتملك هوية وطنية إسلامية، لأن الرسالة التي نسعى اليها هي إعداد الفتاة والمرأة السعودية لتكون مواطنة صالحة وأماً قادرة على تربية الأبناء وخدمة المجتمع بالمواصفات والمقومات نفسها، التي تجعلها قادرة على نشر رسالة السلام والمحبة في المجتمع الذي يصبو لأن يكون مجتمعاً حيوياً.

- ما علاقة المرشدات بالاقتصاد المزدهر في رؤية 2030؟
من رؤيتنا، عندما تُعد الفتاة إعداداً متوازناً، وتُبنى شخصيتها بطريقة متزنة، تستطيع تفعيل المعلومات التي تستقيها من المدرسة بتوظيفها بشكل عملي وميداني ومجتمعي، فتخرج من حيز الأخذ إلى حيز العطاء، وتصبح قادرة على خدمة مجتمعها وتقديم العطاءات. وبالتالي تبرز الأيادي البيض القادرة على بناء الوطن، وتنضج الأفكار التي تستطيع من خلالها الفتاة أو المرأة أن تخدم المجتمع.

- من المرشدات إلى الرياضة... ما النقاط المشتركة بينهما في ظل الرؤية الوطنية 2030؟
بما أن الرياضة من النشاطات التي تقوم بها المرشدات بغية بناء الشخصية، والتي تعني بناء الفرد من الجانب الجسمي والعقلي والذهني والاجتماعي والسلوكي، ومختلف المهارات، فقد سعينا الى بناء تلك الشخصية المتكاملة آخذين في الاعتبار تلك الجوانب، وأحدها الصحة الجسمية، فمن خلال التربية البدنية تستطيع الفتاة أن تحقق التوازن.

- بعد تفعيل اليوم الرياضي الأول للفتيات في المملكة، هل من دراسة لإدخال مادة التربية البدنية في المناهج الدراسية؟
يُعمل حالياً مع الأميرة ريما بنت بندر رئيسة الإدارة النسائية في الهيئة العامة للرياضة، وبالتنسيق مع وزارة التعليم على إدراج مادة التربية البدنية في المناهج الدراسية كي تصبح من الممارسات اليومية في المدارس.

- هل من سعي حثيث لفتح النوادي النسائية؟
السؤال يوجَّه الى الهيئة العامة للرياضة، وهي تعمل عليه لأنه من ضمن برامجها.

- ما أهمية التربية البدنية للبنات في المدارس من الناحية الفكرية؟
بعيداً عن الصحة الجسمية، تسهّل التربية البدنية تعامل الفتاة مع لغة الفريق الواحد، وتجعلها تتعلم الانضباط بقوانين وأنظمة، وتسعى للعمل كمجموعة وليس كفرد، فتخرج من حيّز الأنانية إلى حيزّ الجماعة، ناهيك عن الأمور الصحية، لكون المجتمع السعودي ترتفع فيه معدلات السُمنة والسكري والضغط، وكل فرد لا يمارس الرياضة، يعاني آلاماً في  العضلات والمفاصل والعظام.

- هل ستتسلّم المرأة السعودية حقيبة وزارية؟
أتمنى ذلك، لأن رؤية المرأة للجانب التنموي في المجتمع مهمة جداً، نظراً لوجود طاقات نسائية هائلة، وسيدات يتمتعن بقدرات عالية تخوّلهن القيام بهذا الدور الفعال، وبالتالي تشمل هذه الرؤية، رؤية الرجل والمرأة على حد سواء فيكتمل بها الجانبان.

- ما الذي قدمته الجمعية الكشفية دولياً؟
على الصعيد الدولي، هناك طلب من الجمعية العالمية لتصبح جمعية مرشدات المملكة العربية السعودية عضواً فاعلاً فيها، لكننا نتريث، لأن الجمعية تهدف الى بناء الشخصية السعودية وليس الوجود في المحافل الدولية، ربما يتحقق ذلك مستقبلاً بالتنسيق مع وزير التعليم، لأن الأمر يتبع لجنة المرشدات في مجلس التعاون الخليجي وبعده الاقليم العربي، ومن ثمَّ الجمعية العالمية للمرشدات.

- بمَ تختلف جمعية المرشدات عن كشاف المملكة للشباب؟
يربطنا قانون واحد في الصفات العشر ألا وهو: وعد المرشدات هو نفسه وعد الكشاف... لكن في ما يتعلق بالأنشطة فهي مختلفة تماماً، لكونها تتعلق بطبيعة الفتاة.

- ما هو وعد المرشدات؟
أعــد بأن أبـذل قصارى جـهــدي للقيام بـواجـبـــي نـحـو الله ثـم الـمـلـك والـوطـــن، وكي أسـاعـد النـــاس فـي مختلف الظـروف، وأعـمـــل بـقـانـون الـمـرشـــدات.

- ما أهم الأنشطة التي تقوم بها جمعية مرشدات المملكة العربية السعودية؟
هناك قائمة سنوية طويلة بالأنشطة، منها مشاركات في الأيام الوطنية والعالمية، ولدينا دورات تدريبية، وبرامج تفاعلية، وخدمات اجتماعية.

- ما هي الخدمات الاجتماعية؟
لنا وجود فاعل في موسم الحج يتمثّل باستقبال الأطفال والنساء والمسنّين التائهين ورعايتهم، كما نزور دور الأيتام ونطّلع على أحوالهم، وهناك دراسات وأبحاث للظواهر الاجتماعية تقوم بها الفتيات للخروج منها بمشروعات تفيد المجتمع.

- ماذا تتضمن هذه الدراسات المجتمعية؟
تشمل هذه الدراسات ظواهر العنف الأسري، وتهدف الى التفريق بين المدرسة الجيدة وتلك الرديئة، وزيادة مساحة الرقعة الخضراء، وخدمة البيئة والحفاظ على سلامتها.

- هناك برامج تفاعلية... ماذا عنها؟
لدينا برنامج التواصل والتعارف، وهو برنامج متكامل لتنمية الهوايات، بحيث تستطيع كل فتاة أن تمارس هوايتها على أكمل وجه، وعندنا متخصصات يتولين تطوير الهوايات.

- ما هي النشاطات التي تقدمها جمعية مرشدات المملكة العربية السعودية؟
لدينا عشرة نشاطات هي: السباحة وركوب الخيل والموسيقى والرسم والتصفح الإلكتروني والتواصل والتعارف والقراءة والطبخ والتجميل والرياضة.

- هل من مخططات مستقبلية لتحقيقها على أرض الواقع بعد رؤية 2030؟
استطاعت مرشدات المملكة تحقيق 175 قائدة، ونتمنى الوصول إلى 3000 قائدة، ومن ثمَّ إلى 10000 زهرة ومرشدة.

- كيف تنظر السيدة مها الى اليوم الرياضي الأول في المملكة العربية السعودية؟
اليوم الرياضي الأول يتيح المجال للفتيات لكي يستطعن ممارسة الرياضة من خلال جماعات منظمة ومنضبطة، وبالتالي استغلال أوقاتهن بما يعود بالفائدة على أجسامهن وأذهانهن.