شيء من الحبّ

فاديا فهد,أقلام لها,الحب,نسائم

فاديا فهد 08 فبراير 2017

عالمنا غارقٌ في صقيعه. منغمسٌ في أحقاده، وانتقاماته، وصراعاته. متقوقعٌ على مذاهبه وشُعبه. يقيم في ظلمة كهفه الأول، ولم يفقَه بعد عمق هزله، وبؤس عزلته. عالم يفتقر إلى الحبّ. يتباهى، يتفاخر، ينتفخ، يتعالى، يتسابق، يتحارب، ويتقاتل. عالم هشّ، يتوهّم، يتوجّس، يتوسوس، يُخيّل إليه… ويكبو، يتهاوى، يسقط في هوّة ما حفره لنفسه، من دون دراية منه. عالم مظلمٌ فقد بريقه، ونبضه. لا شمس تضيئه، ولا قلب يحييه. وحده الحبّ قادر أن يشفيه من أنانيته، ويعيده إلى إنسانيته… إلى نقائه الأوّل.
«أحاول ان أحبّكِ أكثر ما فيي»، قالت لي ابنتي قبل ان تخلد إلى النوم. محقّة هي. فمن ذا الذي يحدّد قدرة المرء على الحبّ؟ ومن ذا القائل إن لا يمكننا أن نحبّ أكثر؟ لماذا نستسلم مراراً وتكراراً لفراغ اللاحبّ؟ لماذا نخاف ان نُحِبّ ونُحَبّ؟ ولماذا نخشى أن نترك لنار الحبّ أن تصهرنا، وتذيبنا، وتقولبنا؟ شرّعوا الأبواب للحبّ… شيء من الحبّ، قادر أن يغيّر وجه العالم.


نسائم

زهرةٌ
زرعتها في شَعري
كبرتْ، وتدلّلتْ
صارت شجرةً
حقلاً
صارت زهرةً في يدي
زهرةً في يدكَ،
حبَّنا، ولا مفرّ.